وقد تحدث هذا المعترض عن تحاشينا ذكر اسم البعض، الذي
تجرأ على السيدة الزهراء «عليها السلام»، وأنكر الكثير من الحقائق
الثابتة في مذهب أهل البيت، فقال:
«ولم يصرح باسمه وأبهمه بقول: «بعضهم». ولعل السبب
الاكبر في تحاشيه ذكر اسمه هو عدم اثارته. فما أغنى السيد العاملى عن
وجع قلب جديد معه!!
وهذا إن صح، ووجدت له محملاً، فما
هو السبب في تحاشيه ذكر اسمي، وأنا صاحب الكتاب المردود عليه..»([1]).
وقال:
«وطالما قلبت الوجوه والأسباب لتجنبه ذكر اسمي، فاطمأنت
نفسي إلى سببين اثنين:
الأول:
أنني أهوازي، ولست لبنانياً، أو مصرياً، أو نجفياً، أو أصفهانياً، أو
غير ذلك من النسب المشرفة. ولا ينبغي وأنا أنسب إلى هذا البلد «المضاع
المضام» أن أتطاول على مقارعة البزل القناعيس.
والثاني:
استصغاراً وتهاوناً بكاتب مغمور، لا يعرف جمهور السيد اسمه»([2]).
ونقول:
أولاً:
ليت هذا المعترض ساوى في استنتاجاته بين الموارد، المتساوية من جميع
الجهات، كما يوجبه النظر المنصف.. فكما حكم بأن سبب عدم تصريحنا باسم
ذلك البعض هو عدم اثارته، فاننا في غنى عن وجع قلب جديد معه.. فليحكم
علينا أيضاً بأنا لم نذكر اسمه، لأننا حاولنا عدم إثارة هذا المعترض،
فإننا في غنى عن وجع قلب جديد معه!!
ثانياً:
لا ندري ماذا أراد بوجع القلب الجديد مع ذلك البعض([3])،
فهل كان لنا وجع قلب قديم معه!!.. ومتى كان ذلك؟ وحول ماذا؟!
ثالثاً:
هل ذكر اسم ذلك البعض يسبب وجع قلب لمن يذكره؟!..
ويثير ذلك البعض ويؤذيه؟!.
إنه ليؤسفنا أن يكون هذا المعترض لم يبلغه عتب ذلك
البعض علينا لعدم ذكرنا لاسمه. تماماً كما عتب علينا هذا المعترض هنا..
رابعاً:
قد ذكر أن سبب عدم ذكر اسمه أنه أهوازي، وليس لبنانياً، ولا مصرياً،
ولا نجفياً الخ..
ومنطق التمييز استناداً إلى أمثال هذه المعايير مرفوض
من الناحية الدينية والأخلاقية، إلا إذا كان هذا المعترض يرى أننا بلا
دين، وبلا أخلاق..
خامساً:
كيف استطاع ان يكتشف هذا الأمر فينا، وهو أمر قصدي، ونفسي، والأمور
النفسية، لا يعلمها الا الله تعالى. أو من تلقى علمه منه جل وعلا.. أو
من كشف له الله الغيوب، وأطلعه على السرائر؟!.
سادساً:
من أين عرف أنه لو كان مصرياً أو نجفياً، أو أصفهانياً لذكرنا اسمه؟!
ومن هم الناس الذين يميزون الأصفهاني عن الأهوازي، والمصري عن الأهوازي،
وأين هم؟!
فهل للأهوازي لون، أو طعم، أو رائحة تختلف عن لون وطعم
ورائحة الأصفهاني، والمصري؟!
ولماذا صارت خصوصية المصرية، والأصفهاني مشرِّفة، ولم
تكن الاهوازية كذلك؟!
([1])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لا ربائبه ص 15.
([2])
بنات النبي «صلى الله عليه وآله»
لاربائبه ص 15 و 16.
([3])
المراد بكامة «البعض» الواردة في هذا الكتاب هو الرجل البيروتي
الذي تجرأ على السيدة الزهراء «عليها السلام»، وعلى الأنبياء..
و.. و.. حتى أفتى مراجع الأمة في حقه بما هو معلوم..
|