صفحة :58   

الخلافة ليست بالوراثة:

قد حاول المعترض أن يسقط ثمرة جهدنا العلمي، بالإستناد إلى بعض الإثارات التي رأى أنها تفيد في ذلك، فقال: إن الخلافة لم تكن في يوم من الأيام في عداد المواريث الخ.. ولكن العباسيين هم الذين ابتدعوا ذلك..

ونقول:

أولاً: إن عدم كون الخلافة في عداد المواريث لا يعني ان لا يستفيد عثمان من مصاهرته لرسول الله «صلى الله عليه وآله» في تأكيد ادعاء حسن ظن النبي «صلى الله عليه وآله» به، وإيجابية نظرته إليه، وأنه «صلى الله عليه وآله» لو لم يكن يرى أنه على درجة من الصلاح لم يزوجه ابنته. وهذا يساعده كثيراً على كسب ثقة الناس به، وميلهم إليه، واقناعهم باهليته لمقام الخلافة..

ثانياً: إن أبا بكر وعمر قد استدلا على الأنصار يوم السقيفة بأنهم أولياء النبي «صلى الله عليه وآله»، وعشيرته، وبأنهم أمس برسول الله «صلى الله عليه وآله» رحماً.

وقد تحدثنا عن هذا الأمر في الأجزاء الأخيرة من كتابنا الصحيح من سيرة النبي الاعظم «صلى الله عليه وآله»، وفي كتابنا الحياة السياسية للإمام الرضا «عليه السلام».. فراجع.

فقول المعترض: ان هذا الأمر من مبتدعات العباسيين غير دقيق.

ثالثاً: دعوى أن الأمويين يستندون في استحقاقهم للخلافة إلى مبدأ الشورى غير دقيق أيضاً، فإن عشرة من قواد أهل الشام، وأصحاب الرياسة، وذوي النعم فيها، قد أقسموا لأبي العباس السفاح أنهم كانوا إلى أن ظهر أمر العباسيين لا يعلمون للنبي «صلى الله عليه وآله» أهل بيت غير بني أمية، فراجع([1]).

وقد أخذ معاوية الحكم بالتغلب، بحجة الطلب بدم عثمان، ثم جعلها في ولده بوصيته إليه، وصاروا يتوارثونها على طريقة الملوك.. فلم يكونوا يحتجون لملكهم بالشورى..


 

([1]) الحياة السياسية للإمام الرضا، الفصل الأول. والصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله».

 
   
 
 

موقع الميزان