صفحة : 476  

رواية تكررت سبع مرات:

أراد المعترض أن يقدم طائفة من الروايات التي لا حصر لها، وتنص على أن البنات، بنات الرسول «صلى الله عليه وآله» على الحقيقة.. فملأ عدة صفحات من هذه الروايات التي بلغ عددها ثمانية عشر رواية حسب ترقيمه..

ولكننا حين نظرنا فيها، وجدنا أن كثيراً منها قد تكرر عدة مرات في تلك الصفحات اليسيرة..

فقد كرر رواية أبي سعيد عن الإمام الصادق حول الإفلات من ضغطة القبر([1]).

ورواية: الحقى بسلفنا عثمان بن مظعون([2]).

وكرر أيضاً الرواية عن ابن عباس([3]).

ورواية تاريخ زواج فاطمة([4]).

واستدل أيضاً برواية كررها مرات عدة تصل إلى سبع، وهي التالية:

1 ـ عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن جعفر بن محمد عن أبيه، قال: ولد لرسول الله «صلى الله عليه وآله» وسلم من خديجة: القاسم والطاهر، وأُمّ كلثوم، ورقيّة، وفاطمة، وزينب.

فتزوّج عليّ «عليه السلام» فاطمة «عليها السلام»، وتزوج أبو العاص بن ربيعة ـ وهو من بني أُمية ـ زينب، وتزوج عثمان بن عفّان أُم كلثــوم ولم

 

يدخل بها حتى هلكت. وزوّجه رسول الله «صلى الله عليه وآله» وسلم رقيّة.

ثم ولد لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من أم إبراهيم إبراهيم، وهي ماريا القبطية، أهداها إليه صاحب الاسكندريّة مع البغلة الشهباء وأشياء معها([5]).

2 ـ ونص آخر لهذه الرواية يقول: عن هارون، عن ابن صدقة، عن جعفر، عن أبيه «عليهما السلام» قال: ولد لرسول الله «صلى الله عليه وآله» من خديجة: القاسم والطاهر، وأُمّ كلثوم، ورقيّة، وفاطمة، وزينب.. الحديث([6]).

ونقول:

أولاً: قد ذكر المعترض هذه الرواية سبع مرات، فهي حسب التسلسل الذي ذكره الرواية الثانية، والثالثة، والرابعة، والسابعة، والثالثة عشرة.

وذكرها أيضاً تحت عنوان: «الدليل الرابع: التاريخ» ويبدو أنها هي نفسها رواية الخصيبي التي أوردها في أواخر كتابه ص180.

لكن البعض لم يذكر الراوي عن الإمام الصادق. والبعض رواها عن مسعدة بن صدقة عنه «عليه السلام»، والبعض رواها عن أبي بصير عنه. والنص واحد تقريباً، عدا بعض التوضيحات اليسيرة جداً أو الإلحاقات التي يحتمل أن تكون من الروات، لا من الإمام «عليه السلام».

ثانياً: قلنا فيما سبق: أن من المحتمل أن يكون كلام الإمام «عليه السلام» قد انتهى عند كلمتي: «فاطمة وزينب» ثم استأنف الرواة كلاماً جديداً لتوضيح ما يحبون توضيحه.

وذلك يجعل كلام الإمام محتملاً لأن يراد به الحديث عن زينب، ورقية، وأُم كلثوم اللواتي رجحنا أنهن متن صغاراً.

وترتفع بذلك المنافات بين الروايات.


 

([1]) راجع كتاب بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص164 و165 وص175.

([2]) راجع: بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 165 وص 175.

([3]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 179 و173 و167و 168و169.

([4]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 176 و166 و167.

([5]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص 164 و166 و161 و162 و163 و170 و180 عن الخصال ص 404 وقرب الاسناد ص9 واللفظ له وتاريخ الأئمة للكاتب البغدادي ص15 والبحار ج22 ص151 و152 وراجع الهداية الكبرى ص40.

([6]) بنات النبي «صلى الله عليه وآله» لا ربائبه ص163 عن بحار الأنوار ج22 ص151 وقرب الاسناد ص6و7.

 

   
 
 

موقع الميزان