وقد ذكر المعترض:
أن النبي
«صلى الله
عليه وآله»
قد ربى ابني
أم سلمة ولم يقل أحد عنهما: إنهما ابني رسول الله
«صلى الله
عليه وآله».
ونجيب:
أولاً:
من أين علم هذا المعترض: أن أحدا لم يقل عن أبناء أم سلمة أنهم أبناء
رسول الله
«صلى الله
عليه وآله»
ولو بالتربية، فإن النفي القاطع غير ظاهر الوجه، فلعل
ذلك قد حصل بالفعل.. لكن لم يكن هناك اهتمام بنقله، أو بالإصرار عليه،
فأجرى الناس الكلام على حقيقته، حيث لم يكن هناك من يحتاج إلى أمثال
هذه الأمور، ليعتبرها فضيلة لنفسه، ويؤيد بها موقعه، أو لتكون وسيلة
لإبعاد التهم عنه..
ثانياً:
لماذا لا يقول المعترض: إنه بعد أن اشتهر البنات الثلاث بالإنتساب
بالبنوة إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله». وكان فيهن من اسمها زينب.
أصبح التعبير عن زينب بنت أم سلمة بـ: بنت رسول الله
«صلى الله عليه وآله»
يحتاج إلى مزيد من القيود والحدود، لأجل تمييز المقاصد،
فآثر الناس أن ينسبوها إلى أمها، تخلصاً من ذلك، وإيثاراً للإختصار؟!
وأما بالنسبة إلى أخيها، فإنه كان كبر وتجاوز السن التي
يكون فيها بحاجة إلى رعاية وتربية وكفالة، لأن النبي
«صلى الله
عليه وآله»
قال لأم سلمة:
مري ابنك أن يزوجك، فزوجها، وهو غلام، أو زوجها، وهو صغير لم يبلغ([1]).
ثالثاً:
لماذا كان إطلاق لفظ البنت على أولاد أم سلمة أولى من إطلاقه على
البنات الثلاث كما يقول المعترض؟! فإن بنت وابن الزوجة وإن كان يطلق
عليهما أنهما ربيب وربيبة، لكن ليس بالضرورة أن يطلق عليهما كلمتي بنت
وابن، إلا إذا علم بتربية زوج أمهما لهما. بمقدار معتد به صالح لإطلاق
هذا المعنى عليهما..وليس الأمر بالنسبة لابن أم سلمة كذلك، وإن كان قد
يقال: إنه صادق على ابنتها.
([1])
راجع: إمتاع الأسماع ج 6 ص 53 وبغية الباحث ص 285 والسنن
الكبرى للبيهقي ج 7 ص 131.
|