صفحة :235   

لو كانتا ربيبتيه لما طلقهما ابنا أبي لهب:

وأما ما ذكره المعترض من أنه لو كانت رقية وأم كلثوم ربيبتين لما طلقهما ابنا أبي لهب، لأن طلاقهما لا يعني رسول الله «صلى الله عليه وآله» في شيء..

فجوابه:

أولاً: إن من الطبيعي أن يفكر أهل الجاهلية أن النبي «صلى الله عليه وآله» لا بد أن يهتم للبنات اللواتي رباهن، ولا يرضى بتعرضهن لأي مكروه.

كما أن إعادتهن إليه سوف تحمله مسؤولية إعالتهن، حيث إنه سوف لا يتركهن تائهات. وهذا يزيد من صعوبة الأمر عليه في ذلك الزمان الصعب. ونحن نعلم أن من يضحي في سبيل أمر، فإن ذلك الأمر يصبح عزيزاً عليه بدرجة أكبر.

ثانياً: إذا كان شعار النبي «صلى الله عليه وآله» هو: «من لا يهتم بامور المسلمين فليس بمسلم»، وقد كان المشركون يعرفون ذلك عنه «صلى الله عليه وآله»، ويعرفون طبيعة تفكيره، ومنحاه الأخلاقي والإنساني. فإنهم يعرفون أيضاً أنه إذا رأى ما يجري على تينك البنتين، فلا بد أن يغضب ويتأذى بلا ريب. وهذا بعض ما يرمي إليه المشركون في مواجهتهم له «صلى الله عليه وآله»..

ثالثاً: قد روي: أن النبي «صلى الله عليه وآله» هو الذي طلب من عتبة طلاق رقية، وسألته رقية ذلك فطلقها([1]).


 

([1]) مجمع الزائد ج 9 ص 216 و217 عن الطبراني. وقد اعتبر الهيثمي السند حسناً.

 
   
 
 

موقع الميزان