الفصل الخامس
التأويل.. استيحاء من الأئمة
80 ـ
أقوال الأئمة «عليهم السلام» مجرّد آراء.
81 ـ
عندما ننسب رأياً للإمام لا بد من معرفة وثاقته بسند صحيح.
سئل البعض:
هناك قول للإمام العسكري «عليه السلام» يقول: من لم
يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي.
فأجاب:
«من قال: إن الإمام العسكري «عليه السلام» قال ذلك؟!
فلا بد لنا عندما ننسب رأياً إلى الإمام «عليه السلام» أن يعرف هل هو
موثق بسند صحيح؟! إلخ..».
ونقول:
1 ـ إنك تلاحظ:
أن هذا البعض يعتبر هذه الكلمة «رأياً» للإمام «عليه
السلام»!!([1]).
2 ـ
إنه قد استنكر على هذا الرجل نسبة القول إلى الإمام من
دون أن تثبت له صحة سنده.. مع أن هذا البعض نفسه ينسب الكثير الكثير من
الأقوال والقضايا والأحداث إلى المعصومين وإلى غيرهم. ولا يمكنه أن
يثبت صحة كثير من ذلك، بل هو عاجز عن إثبات صحة أكثرها من حيث السند.
بل إنه هو نفسه حين يسأل بعد صفحة واحدة من كلامه هذا،
فيقال له: دعوتم كثيراً للتدقيق في الروايات التي تتحدث عن سيرة الحسين
«عليه السلام»، خاصة المتعلق منها بواقعة كربلاء، والليلة ذكرتم: أن
الحسين «عليه السلام» بكى على أعدائه، لأنهم يدخلون النار بسببه، فهل
هي موثقة روائياً؟!
يجيب بقوله:
«قلت: إن بعض الروايات تتحدث، وأنا لم ألتزم هذا. ولكن
روحية الإمام الحسين «عليه السلام» وأخلاقيته وأريحته تسمح بذلك، فهو
يعلم ما لا يعلمون، لأنه على يقين، ولأنه يرى الأمور على اليقين، وهم
في الغي سادرون.
وربما كان مضمون الرواية، وانسجامه مع أخلاقيته دليلاً
على وثاقة الرواية»([2]).
ونسجل على هذا الكلام:
أولاً:
إن مضمون الرواية لا يكون دليلاً على وثاقة الرواية، بل هو يرفع المانع
أمام قبولها.. إذا تمت شرائط القبول.
ثانياً: قوله: «وأنا لم ألتزم بهذا ».
لا مجال لقبوله منه، لأنه أتى به ليستدل على قضية
أطلقها بصورة يقينية، فكيف تكون الدعوى يقينية، إذا كانت تستند إلى أمر
لم يلتزم هو به.
وهذه هي عبارته:
«لأن الإمام الحسين «عليه السلام» لا يملك إلا أن يحب،
ولذلك يقول بعض رواة السيرة: إنه كان يبكي على الذين يقاتلونه، لأنهم
سوف يتعرضون إلى عذاب الله بسببه؛ فأي قلب أرحب، وأوسع وأرق من هذا
القلب؟! ولذلك لا نملك إلا أن نحب الحسين «عليه السلام»..»([3]).
ثالثاً:
كيف جاز له أن يورد أمراً، ويستدل به، ولا يعّرف الناس أنه لا يلتزم
به؟!
ثم ينكر على ذلك الرجل نسبة ذلك الحديث إلى الإمام؟!
فكيف جرّت الباء عنده، فأورد حديثاً، واستدل به على الناس العوام..
وأنكر على العوام نفس ما فعله هو معهم؟!
رابعاً: إن
على من يصف الحديث المروي عن المعصوم بأنه رأي للمعصوم، أن يعذرنا إذا
قلنا: إن هدفه من هذا التوصيف هو إثارة الشكوك، والإيحاء بوجود أكاذيب
ومختلقات في المروي عنهم «عليهم السلام». وقد قرأنا في هذا الكتاب أنه
يقول:
«أعتقد أنه يجب أن نستوحي القرآن، كما كان الأئمة
يستوحونه»([4]).
ويقول:
«إن المشكلة هي أن الكذب على أهل البيت كان كثيراً،
ولذلك فهناك مشكلة السند».
ويقول:
«إن هناك ركاماً من الأكاذيب إلخ..»([5]).
ثم هو يقول:
«إن علينا أن ننفتح على أصالة التراث الإسلامي الفكري،
الذي تركه أهل البيت «عليهم السلام»، لنتنبّه إلى ما وضعه الوضاعون،
وكذب فيه الكذابون. وهذا ما يدعونا إلى رفض الأحاديث التي تنسب زوراً
وبهتاناً إلى أهل البيت، وقد حذّرنا الأئمة «عليهم السلام» من ذلك
إلخ..»([6]).
خامساً:
لا ينكر أحد أن هناك من كذب على الله وعلى رسوله «صلى
الله عليه وآله» حتى صعد «صلى الله عليه وآله» المنبر في حال حياته،
وحذر الناس من أنه قد كثرت عليه الكذابة. وكذلك كان هناك من يكذب على
الأئمة الطاهرين «عليهم السلام».
ولكن لماذا ننسى جهود الأئمة الطاهرين «عليهم السلام»،
والعلماء الأتقياء الأبرار، الذين تصدوا للوضاعين، ورصدوا الكذابين،
وعرفوا الناس بهم، وبيّنوا عبر القرون المتمادية من الجهود المشكورة
صحيح الحديث، من ضعيفه، وميزوا الأصيل من الدخيل؟!
82 ـ
هناك ما يشبه الإستيحاء للأئمة!!
83 ـ
إستيحاءات الأئمة مجرد اجتهادات.
84 ـ
الأئمة «عليهم السلام» يستوحون القرآن.
85 ـ
هو يستوحي القرآن كما يستوحيه الأئمة «عليهم السلام».
وحول آية: ﴿وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾([7])،
قال الإمام الباقر «عليه السلام»: تأويلها الأعظم: من نقلها من ضلال
إلى هدى.
فيعقب هذا البعض على ذلك بقوله:
«فالإمام في ذلك يستوحي الحياة المعنوية من الحياة
المادية».
ويتابع قائلاً:
«أعتقد: أنه يجب أن نستوحي القرآن كما كان الأئمة
يستوحونه»([8]).
ويقول البعض في تفسير قوله تعالى ﴿كهيعص﴾:
«..وقد وردت بعض الأحاديث المأثورة في تأويل هذه
الكلمة عن بعض أئمة أهل البيت، فقد جاء فيما روي عن الإمام جعفر الصادق
ـ فيما رواه عنه سفيان بن سعيد الثوري ـ قال: ﴿كهيعص﴾
معناه: أنا الكافي الهادي الولي العالم الصادق الوعد.
وعن ابن عباس ـ كما في الدر المنثور ـ معناه: كريم
هاد حكيم عليم صادق. وربما كان هذا اجتهاداً من ابن عباس، كما قد يكون
الأول استيحاء أو ما يشبه ذلك، على تقدير صحة الرواية»([9]).
ويقول أيضاً:
«..﴿وَنُرِيَ
فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ﴾
فيما نريهم من مظاهر القوة ومواقعها للمستضعفين الذين يتحركون في خط
المواجهة لهما ولسلطتهما ﴿وَجُنُودَهُمَا
مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾([10])
ويخافون، فيما يخافه الطغاة من تنامي قوة المستضعفين وتعاظمها بحيث
تشكل خطراً مستقبلياً على ما يملكونه من سلطة الظلم وقوة الاستكبار على
يد شخص من بني إسرائيل.
وقد وردت بعض الروايات عن أئمة أهل البيت «عليهم
السلام» في الاستشهاد بهذه الآية في موارد معينة، كما في مسألة الإمام
المهدي، ونحوها..
والظاهر: أنها من باب الاستيحاء والتطبيق، باعتبار أن
الآية توحي بأن سيطرة المستكبرين لا بد أن تعقبها سيطرة المستضعفين..
مما يجعل من القضية سنّة إلهية.. ويوحي بأن النهاية في الدنيا سوف تكون
للمستضعفين الذين يكونون ورثة الأرض وخلفاء الله»([11]).
إن لنا هنا ملاحظات:
الأولى: إن هذا النص قد عرَّفنا: أن هذا البعض يقصد
بكلمة (الإستيحاء): الإجتهاد. وذلك لأن ما نقله عن ابن عباس في تفسير
كلمة ﴿كهيعص﴾
قد وصفه بأنه اجتهاد، ثم ذكر أن نفس هذا التفسير منقول عن الإمام
الصادق «عليه السلام»، ولكنه وصفه بأنه (استيحاء) من قبل الإمام.
ومعنى ذلك:
هو أنه يلطِّف التعبير بالنسبة للأئمة «عليهم السلام».
وربما يمكن تأييد ذلك:
بأنه هو نفسه يرى أن باستطاعته أن يستوحي القرآن كما كان الأئمة «عليهم
السلام» يستوحونه([12])،
فإن كان يريد بالإستيحاء غير الاجتهاد فلابد أن يبيِّن لنا معناه،
لنعرف كيف نتعامل معه، فإن كان هذا الأمر من مختصاتهم «عليهم السلام»
فلم ادعاه هو لنفسه إذن؟! فهل إن الله سبحانه وتعالى قد خصه بذلك إلى
جانبهم، فادعى لنفسه ما هو لهم و له أيضاً؟! وكيف يمكنه أن يثبت لنا
ذلك؟!.
وإن كان الإستيحاء هو نفس الاجتهاد، خرجنا بنتيجة، حبذا
لو لم تتراءَ لنا من كلامه، لا سيما وأنه لم يزل يكرر على الناس قوله:
إن الأئمة رواة لما عند رسول الله «صلى الله عليه وآله». فإن نسبة
الاجتهاد إليهم «عليهم السلام» أمر مرفوض جملة وتفصيلاً، بل ما عندهم
هو علم من لدن عليم حكيم.
هذا، ولا يفوتنا التنبيه على أنه حيث نسب الإستيحاء إلى
نفسه، وفسر التأويل به، فقد نسب لنفسه تأويل القرآن، وعدّ نفسه من جملة
الراسخين في العلم الذين يقول تعالى عنهم: ﴿وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾([13])،
مع أن روايات أهل البيت «عليهم السلام» وقراءتهم للآية تدل على أن ذلك
من مختصاتهم «عليهم السلام».
الثانية:
إننا لم نفهم المراد من «ما يشبه الإستيحاء» الذي نسبه إلى الأئمة
«عليهم السلام»، فهل يريد به الإجتهاد في التطبيق للمفهوم العام على
موارده؟! فهذا لا يصح نسبته إلى الإمام كما هو معلوم. أم أنه يقصد به
شيئاً آخر؟!
حبذا لو أوضح لنا ذلك لننظر فيه أيضاً.
الثالثة:
إن الإمام «عليه السلام» يقول في الرواية المتقدم ذكرها في كلام هذا
البعض: تأويلها الأعظم كذا.. وهذا البعض يعتبر هذا استيحاءً، ثم يرى
لنفسه الحق في استيحاء القرآن كما كان الأئمة يستوحونه!!
86 ـ
التأويل هو الإستيحاء للمعنى من خلال التقاء المعاني في الأهداف.
87 ـ
التأويل لا يعني المعنى الباطن للكلمة.
88 ـ
ليس للقرآن بطون، بل أنزل ليفهمه الجميع بشكل طبيعي.
يقول البعض:
قد جاء عن الإمام الباقر «عليه السلام» فيما رواه
عنه الفضيل بن يسار، قال: قلت لأبي جعفر «عليه السلام»: قول الله عزّ
وجل في كتابه: ﴿وَمَنْ
أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾([14]).
قال: من حرق أو غرق.
قلت: من أخرجها من ضلال إلى هدى.
قال: ذلك تأويلها الأعظم، ومن خلال ذلك نفهم: أن
التأويل لا يعني المعنى الباطني للكلمة فيما يحاول البعض أن يفسره من
بطون القرآن فإنه قد أنزل على طريقة العرب في التعبير، ليفهمه الجميع
بشكل طبيعي.. من دون أن يكون فيه أي إشارات رمزية.. فيما تعارف عليه
الأسلوب الرمزي الذي يحمّل الكلمة غير معناها، ويجري بها في غير مجالها
من دون أساس للاستعارة والكناية والمجاز.. بل التأويل يمثل عملية
الإستيحاء للمعنى من خلال التقاء المعاني ببعضها في الأهداف التي
يستهدفها القرآن في القضايا التي يثيرها أمام الناس، والمفاهيم التي
يريد أن يوحيها إليهم.. كما في هذه الآية التي تحدثت عن الحياة والموت،
وعن الناس الذين يعتدون على الحياة، وعن الناس الذين ينقذونها.
..فقد يستوحي منها الإنسان الفكرة فيمن ينقلون الناس من
الضلال إلى الهدى، أو بالعكس، أو فيمن ينقلونه من الجهل إلى العلم أو
بالعكس، وذلك لأن الله قد أشار إلى ذلك في قوله تعالى: ﴿يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا
دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾([15]).
كما عبر عن الذين يعيشون الضلال في واقعهم بالموتى في قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ
لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا
وَلَّوْا مُدْبِرِينَ﴾([16]).
وهكذا يمكن لعملية الإستيحاء هذه أن تأخذ من الحياة والموت كل الأجواء
التي تشارك هذين المعنيين في تحويل الإنسان من حالة الجمود إلى حالة
اليقظة والحركة على مستوى الفكر والعمل والحياة»([17]).
وقد قال في
موضع آخر عن هذه الرواية المروية عن الإمام الباقر «عليه السلام»:
فالإمام في ذلك يستوحي الحياة المعنوية من الحياة
المادية([18]).
ولنا هنا مع ما ذكره هذا البعض كلام كثير، لكن بما أن
المقام ليس مقام تحقيق وتفصيل، فإننا سوف نقتصر على الإلماح إلى ثلاث
نقاط، آثرنا الوقوف عندها، وهي التالية:
1 ـ
إن هذا الرجل قد حاول أن ينكر بطون القرآن ـ واعتبرها من المحاولات
التفسيرية لبعضهم ـ وقد برهن على مدّعاه هذا بمقولة: أن القرآن قد أنزل
على طريقة العرب في التعبير، ليفهمه الجميع بشكل طبيعي، من دون أن يكون
فيه أي إشارات رمزية إلخ..
2 ـ
قوله: «بل التأويل يمثل عملية الإستيحاء للمعنى من خلال التقاء المعاني
ببعضها في الأهداف التي يستهدفها القرآن، في القضايا التي يثيرها أمام
الناس، والمفاهيم التي يريد أن يوحيها إليهم».
3 ـ
ثم إنه قد ذكر في مناسبات عديدة: أن الأئمة «عليهم السلام» كانوا
يستوحون القرآن، وعقّب على ذلك في بعض الموارد بقوله:
« أعتقد أننا يجب أن نستوحي القرآن كما كان الأئمة
يستوحونه»([19]).
ونحن نرى ذلك كله إخلالاً في جهات هامة، حبذا لو
سنحت الفرصة لنا للتوسع في الحديث عنها وفيها، لا سيما بعد أن عرفنا
أنه يقصد بالإستيحاء: «الإجتهاد»، غير أن علينا أن نتوقف قليلاً أمام
تبسيطه القضايا إلى حد يجعل من فهم القرآن أمراً طبيعياً حيث يقول:
فإنه قد نزل على طريقة العرب في التعبير، ليفهمه الجميع بشكل طبيعي..
إذ إن الأمر ليس بهذه البساطة التي يدعيها، لأنا نبقى جميعاً وبلا
استثناء بحاجة إلى النبي «صلى الله عليه وآله»، وإلى الإمام «عليه
السلام» ليفسر لنا القرآن ويبقى أكثر الناس بحاجة إلى العلماء ليفسروا
لهم ما يمكنهم تفسيره. كما أن في القرآن آيات لا يعلم تأويلها إلا الله
والراسخون في العلم، الذين هم الأنبياء والأوصياء، فليس التأويل الذي
يعلمه الإمام مجرد عملية استيحاء للمعنى، بل هو علم من ذي علم، على حد
تعبيرهم «عليهم السلام».
وعن «أن للقرآن بطوناً» نقول:
قد صرّحت الروايات المتواترة بذلك، فلا معنى لإنكار
ذلك. ولا صحة لما يحاوله البعض من تفسيره لبطون القرآن بالإستيحاءات،
بل هي حقائق ثابتة أخبر المعصوم عنها، وليست مجرد استيحاءات.
ومهما يكن من أمر، فإننا نشير هنا إلى بعض ما يرتبط
بالتأويل، ثم إلى بطون القرآن لنؤكد على حقيقة أننا بحاجة إلى المعصوم،
ليعلّمنا التأويل، وليكشف لنا عن غوامضه وبطونه، ويفسره لنا، لأنه لا
يتظنّى تأويله، بل يتيقّن حقائقه كما في الرواية عنهم «عليهم السلام».
أما ما يستوحيه غيرهم فهو من التظني، وربما يصل إلى
حد الحدس والتخمين، بل والتخرص والرجم بالغيب.
قد يطلق التأويل على التفسير وبيان الوجه الخفي لما ظهر
من فعل أو نحوه، وذلك كما في قول العبد الصالح لموسى: ﴿ذَلِكَ
تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا﴾([20]).
وفيما عدا ذلك فإن المتأمل في آيات القرآن يجد أنه أطلق وأريد منه
معنيان:
أحدهما:
تحقّق مصداق ما تحدّث عنه، وظهور حقيقته في المستقبل، كما في قوله
تعالى:
﴿وَلَقَدْ
جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً
لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ
يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ
جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ﴾([21]).
وقوله تعالى: ﴿بَلْ
كَذَّبُوا بِمَا لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ
تَأْوِيلُهُ﴾([22]).
وقال تعالى حكاية عن يوسف: ﴿لَا
يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلَّا نَبَّأْتُكُمَا
بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ َبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا﴾([23]).
الثاني:
رجوع المتشابه إلى المحكم من آيات القرآن، كما جاء في قوله تعالى: ﴿هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ
هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ
فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ
ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ
تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ
آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا
أُولُو الْأَلْبَابِ﴾([24]).
فظهر مما تقدم:
1 ـ
أن التأويل يحتاج إلى تعليم إلهي ولا يصح فيه التخرص والتخمين والتظنّي،
فقد قال تعالى بالنسبة ليوسف:
﴿وَكَذَلِكَ
يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ
وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آَلِ يَعْقُوبَ﴾([25]).
وقال تعالى: ﴿رَبِّ
قَدْ آَتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ
الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي
الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ﴾([26]).
وقال سبحانه: ﴿وَقَالَ
الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ
عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا
لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ
وَاللهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ﴾([27]).
2 ـ إن آية سورة آل عمران المتقدمة ﴿وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾([28])
تفيد: أن العلم بتأويل آيات القرآن مقصور عليه سبحانه وتعالى، وعلى
الراسخين في العلم، باعتبار أن الواو عاطفة، كما ظهر من الأحاديث
الواردة عن أهل البيت «عليهم السلام» في تفسير الآية، فعن أبي عبد الله
«عليه السلام»: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله([29]).
وعن الباقر أو الصادق «عليهما السلام» في تفسير الآية:
فرسول الله أفضل الراسخين في العلم، قد علّمه الله عز وجل جميع ما أنزل
عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئاً لم يعلّمه
تأويله، والأوصياء من بعده يعلمونه كله الخ..([30]).
وعن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر «عليه السلام»: ﴿وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾([31]):
نحن نَعلَمُهُ([32]).
وثمة روايات أخرى تدل على ذلك فلتراجع في مظانها.
3 ـ وعن الإمام الحسن «عليه السلام»، في خطبة له بعد
البيعة له ذكر فيها أنهم أحد الثقلين: التالي كتاب الله فيه تفصيل كل
شيء، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فالمعوَّل علينا في
تفسيره، لا نتظنى تأويله، بل نتيقن حقائقه، فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة
إلخ..([33]).
وما ذلك إلا لأن القرآن ـ كما قال رسول الله «صلى الله
عليه وآله» ـ لا تحصى عجائبه، ولا يشبع منه علماؤه. ولعمري بعد قول
الإمام «عليه السلام»: «لا تنتظنّى تأويله، بل نتيقن حقائقه »، كيف
يدّعي البعض لنفسه تأويل واستيحاء القرآن كالإمام «عليه السلام»؟!
أما بالنسبة لبطون القرآن فنقول:
لقد ثبت وجود بطون للقرآن بالنصوص الكثيرة الواردة من
طرق الشيعة وغيرهم، ونذكر منها ما يلي:
في خطبة مروية عن النبي «صلى الله عليه وآله» يقول: له
ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، لا تحصى عجائبه، ولا يشبع منه
علماؤه([34]).
وعنه «صلى الله عليه وآله»: ما في كتاب الله آية إلا
ولها ظهر وبطن، ولكل حد مطلع([35]).
قال ابن المبارك: سمعت غير واحد في هذا الحديث: ما في
كتاب الله آية إلا ولها ظهر وبطن، يقول: لها تفسير ظاهر، وتفسير خفي،
ولكل حد مطلع، يقول: يطلع عليه قوم يستعملونه على تلك المعاني، ثم يذهب
ذلك القرن، فيجيء قرن آخر، فيطلعون منه على معنى أخر، فيذهب عليه ما
كان قبلهم، فلا يزال الناس على ذلك إلى يوم القيامة([36]).
وعن ابن عباس قال: إن القرآن ذو شجون، وفنون، وبطون،
ومحكم ومتشابه، وظهر وبطن، فظهره التلاوة، وبطنه التأويل([37]).
وعن الحسن البصري: ما أنزل الله عز وجل آية إلا ولها
ظهر وبطن، ولكل حرف حد، ولكل حد مطلع([38]).
وعن ابن مسعود: إن القرآن نزل على سبعة أحرف ما منها
حرف إلا وله ظهر وبطن، وإن علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن.
وأوضح من ذلك في الدلالة على ما ذكرناه، ما نقل عن أبي
الدرداء: «لا تفقه كل الفقه حتى ترى للقرآن وجوهاً كثيرة»([39]).
وقال علي «عليه السلام» لابن عباس، حينما أرسله لِحجاج
الخوارج: «القرآن حمال ذو وجوه»([40]).
وليراجع ما روي عن الإمام أبي جعفر «عليه السلام»
حول أن للقرآن ظهراً وبطناً في كتب الإمامية أعزهم الله تعالى([41]).
بل قال بعضهم: إن الأخبار تدل على أن «للقرآن بطوناً
سبعة أو سبعين»([42]).
وقد ألفوا كتباً فيما تضمنه القرآن، من علم الباطن([43]).
ومما يدل على ذلك أيضاً قوله تعالى: ﴿وَمَا
يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ
يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ﴾([44]).
وعن أمير المؤمنين «عليه السلام» حول القرآن:
«فيه علم ما مضى، وعلم ما يأتي إلى يوم القيامة، وحكم
ما بينكم، وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون»([45]).
وعنهم «عليهم السلام»: «ظاهره أنيق، وباطنه عميق».
وعنهم «عليهم السلام» أيضاً: «ظاهره حكم، وباطنه علم»([46]).
وما يشير إلى هذا المعنى كثير جداً لا مجال لاستقصائه،
ولعلّ إلى جميع ذلك يشير ما ورد عن الإمام الصادق «عليه السلام»، وعن
الإمام الحسين «عليه السلام»: كتاب الله على أربعة أشياء، على العبارة،
والإشارة، واللطائف، والحقائق؛ فالعبارة للعوام، والإشارة للخواص،
واللطائف للأولياء، والحقائق للأنبياء([47]).
أهل البيت
يعلمون بطون القرآن:
وقد دلت الأحاديث السابقة على أن علياً «عليه السلام»،
وهو نفس النبي «صلى الله عليه وآله» وأبناؤه الأئمة الهداة «عليهم
السلام» يعرفون حقائق القرآن ولطائفه، وبطونه، وهم الواقفون على
أسراره؛ السابرون لأغواره، الخائضون لغماره، والمستخرجون للكنوز من
أعماق بحاره.
ومما يدل على وجود البطون، وعلى أن الأئمة عارفون بها،
واقفون عليها ما روي عن علي «عليه السلام»: لو شئت لأوقرت سبعين بعيراً
في تفسير فاتحة الكتاب([48]).
وعنه «عليه السلام»: لو شئت لأوقرت بعيراً من تفسير: ﴿بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
([49]).
وفي حديث آخر عنه: لو شئت لأوقرت أربعين بعيراً من شرح
﴿بِسْمِ اللهِ﴾([50]).
وعن الغزالي عنه «عليه السلام»: أنه لو أذن له الله
ورسوله لشرح معاني ألف الفاتحة حتى يبلغ أربعين وقراً أو جملاً([51]).
وفي نص ثالث عنه «عليه السلام»: لو شئت لأوقرت ثمانين
بعيراً من معنى الباء([52]).
وعن ابن عباس قال: يشرح لنا علي «عليه السلام» نقطة
الباء من ﴿بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾
ليلة؛ فانفلق عمود الصبح، وهو بعد لم يفرغ([53]).
ونقول:
1 ـ
إنه قد لا يكون ثمة منافاة بين حمل البعير الواحد، والأربعين والثمانين
بعيراً؛ إذا كان «عليه السلام» قد قال ذلك في مناسبات مختلفة، واقتضت
كل مناسبة منها أن يشير إلى مستوى معين من المعاني والمعارف، فإن ذكر
الأقل لا ينافي ذكر الأكثر ولا يناقضه، فهو لو شاء لأوقر بعيراً، ولو
شاء لأوقر اكثر من ذلك إلى الأربعين، بل لو شاء لأوقر ثمانين بعيراً
أيضاً.
2 ـ
إن سعة علم علي «عليه السلام» وغزارته مما لا يختلف فيه اثنان؛ كيف وهو
باب مدينة علم النبي «صلى الله عليه وآله»، وقد علمه رسول الله «صلى
الله عليه وآله» ألف باب من العلم، يفتح له من كل باب ألف باب. وقد
أثبت «عليه السلام» عملياً ما يقرّب إلى الأذهان معقولية تلك الأقوال
والنقول و واقعيتها.
3 ـ
إنه «عليه السلام» بقوله هذا يريد أن يفتح الآفاق الرحبة أمام فكر
الإنسان لينطلق فيها، ويكتشف أسرار الكون، والحياة، ويتعامل معها من
موقع العلم والمعرفة، وليقود مسيرة الحياة من موقع الطموح، والهيمنة
الواعية والمسؤولة.
4 ـ
إن هذه الأرقام ليست خيالية بالنسبة لسورة الفاتحة، التي هي أم القرآن،
وهي السبع المثاني التي جعلت عِدْلاً للقرآن العظيم في قوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ
آَتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآَنَ الْعَظِيمَ﴾([54])
كما روي([55]).
كما أن ذلك ليس بعيداً عن ﴿بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾،
أعظم آية في كتاب الله العزيز، كما روي عن الإمامين الصادق، وأبي الحسن
الكاظم «عليهما السلام»
([56]).
أما بالنسبة لحديث نقطة الباء فلا ندري مدى صحته،
بعد أن كان المؤرخون يذكرون أن تنقيط الحروف قد تأخر عن عهد علي «عليه
السلام» بعدة عقود من الزمن. إلا أن يكون ثمة نقط لبعض الحروف في أول
الأمر، ثم استوفي النقط لسائرها بعد ذلك.
وحين رأى حساد علي «عليه السلام»، ومناوئوه المتسترون:
أن علياً «عليه السلام» قد ذهب بها فخراً ومجداً وسؤدداً في جميع
المواقع، وفي مختلف الجهات، انبروا ليدَّعوا لأنفسهم ما هو أعظم من علي
«عليه السلام»، ومن علم علي«عليه السلام»، رغم أن كل أحد يعرف مبلغهم
من العلم، ويعرف نوع ومستوى ما يتداولونه من أمور عادية مبتذلة، أطلقوا
عليها اسم العلم، وهي أبعد ما تكون عنه، وذلك بسبب ما فيها من شوائب
وأباطيل ما أنزل الله بها من سلطان؛ فلنقرأ ما يقوله هؤلاء عن أنفسهم
في انتفاخات وادعاءات استعراضية خاوية.
فقد ادعى أعظم مفسريهم الفخر الرازي: أنه يمكن أن
يستنبط من فوائد سورة الفاتحة عشرة آلاف مسألة([57]).
كما يدعون: أن أبا بكر ابن العربي قد استنبط من القرآن
بضعاً وسبعين ألف علم([58]).
أما البكري، فقد تكلم على بعض علوم البسملة في سنين
بكرة كل يوم في الأشهر الثلاثة منه، وقال في بعض مجالسه: لو أردت
التكلم على ذلك العمر كله لم يفِ، أو كما قال([59]).
بل إن البكري قد تكلم في نقطة البسملة في ألفي مجلس
ومائتي مجلس.
ونقول:
حدث العاقل بما لا يليق له، فإن لاق له فلا عقل له،
ونحن لا ندري كيف لم تظهر فرق ومذاهب من الغلاة في البكري يقدسونه، بل
ويؤلهونه، كما غلا بعض الناس في علي «عليه السلام» حتى ألّهُوه؟!!
ولا ندري أيضاً كيف ضاعت تلك العلوم التي نشرها البكري
في محاضراته تلك؟!
وكيف لم يحفظها تلاميذه ولم ينشروها في سائر الأقطار
والأمصار، ليستفيد منها الناس، في أمور معاشهم ومعادهم؟!!
وليت الناس قد نقلوا لنا ولو أسماء وهمية للعلوم التي
استنبطها أبو بكر ابن العربي من القرآن!! وتلك هي مؤلفات هذا الرجل
متداولة بين الناس، ولا نجد فيها أي رائحة لهذه العلوم، بل لا نجد فيها
أي تميز لها عما سواها من مؤلفات أقرانه، ومن هم على شاكلته، إن لم
نقل: إن في الآخرين من هو أكثر براعة منه، وأدق نظراً.
ومهما يكن من أمر، فإن هذه الأكاذيب والأباطيل لن
تستطيع أن تنال من المقام الشامخ والباذخ لعلي «عليه السلام»، ونقول
هنا نفس ما قالته الحوراء زينب «عليها السلام» ليزيد لعنه الله:
«فكد كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فوالله لا تمحو
ذكرنا، ولا تميت وحينا، وهل رأيك إلا فند وجمعك إلا بدد، وأيامك إلا
عدد»؟!
فصلوات الله وسلامه عليها، وعلى جدها النبي الأعظم،
وأمها الزهراء وعلى أبيها أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وقائد الغرِّ
المحجلين إلى جنات النعيم، ورحمة الله وبركاته.
وبعد ما تقدم كله نقول:
لماذا ينسب القول بأن للقرآن بطناً وظهراً إلى الشيعة
فقط؟!!
ولماذا أيضاً يشنعون على الشيعة إذا تفوهوا بهذا الأمر،
أو كتبوه، إذا كانت الروايات الدالة عليه موجودة عند غيرهم، كما هي
موجودة عندهم؟!
وإذا كان معنى الظهر والبطن هو أن يكون ذلك المعنى
الذي يزاح عنه الستار مما يمكن للفظ أن يتحمله، و للمتكلم أن يقصده
ليكون بالنسبة للبعض بمنزلة البطن لهذا المعنى المكشوف؛ فأي محذور عقلي
أو شرعي يحصل من الالتزام بهذا؟!!
فليكن ـ والحال هذه ـ للقرآن بطون سبعة بل سبعون، أو
أكثر، يكتشفها هذا الإنسان كلما ترقى في مدارج العلم والمعرفة، أو
يكشفها له الأئمة الأطهار «عليهم السلام» الراسخون في العلم و السابقون
في العمل، الذين أشار إليهم ـ كما تقدم ـ القرآن الكريم ـ «صلوات الله
وسلامه عليهم».
([1])
نشرة فكر وثقافة عدد 67 بتاريخ 17 ــ 1421 هـ ص3.
([4])
للإنسان والحياة ص310.
([5])
راجع فيما تقدم: هذا الكتاب: خلفيات ج1 ص288 و 289.
([6])
نشرة بينات العدد 184.
([7])
الآية 32 من سورة المائدة.
([8])
للإنسان والحياة ص307 ـ 310.
([9])
من وحي القرآن (الطبعة الأولى) ج15 ص10.
([10])
الآية 6 من سورة القصص.
([11])
من وحي القرآن ج17ص 298 و 299.
([12])
للانسان و الحياة ص307 و310.
([13])
الآية 7 من سورة آل عمران.
([14])
الآية 32 من سورة المائدة.
([15])
الآية 24 من سورة الأنفال.
([16])
الآية 80 من سورة النمل.
([17])
من وحي القرآن (الطبعة الأولى) ج8 ص91 ـ 93.
([18])
للإنسان والحياة ص307 و 310.
([19])
للإنسان والحياة ص7 30 و 310.
([20])
الآية 82 من سورة الكهف.
([21])
الآيتان 52 و 53 من سورة الأعراف.
([22])
الآية 39 من سورة يونس.
([23])
الآية 37 من سورة يوسف.
([24])
الآية 7 من سورة آل عمران.
([25])
الآية 6 من سورة يوسف.
([26])
الآية 101 من سورة يوسف.
([27])
الآية 21 من سورة يوسف.
([28])
الآية 7 من سورة آل عمران.
([29])
الكافي ج1 ص213 وتفسير البرهان ج1 ص270 و 272 عنه وعن تفسير
العياشي ج1 ص164.
([30])
الكافي ج1 ص213 والبرهان في تفسير القرآن ج1ص 270 و271 وتفسير
القمي ج1 ص96 و 97 وعن العياشي ج1ص 164.
([31])
الآية 7 من سورة آل عمران.
([32])
تفسير العياشي ج1 ص164 والبرهان في تفسير القرآن ج1 ص271.
([33])
بحار الأنوار ج43 ص359 عن الأمالي للشيخ المفيد. وعن الأمالي
للشيخ الطوسي ص120 ط مؤسسة البعثة ـ دار الثقافة.
([34])
كنز العمال ج2 ص186 وليراجع ج1 ص337 وحياة الصحابة ج3 ص456
عنه، وعن العسكري، وراجع: نور القبس ص268 و 269.
([35])
الزهد والرقائق، قسم ما رواه نعيم بن حماد ص23 وفي الهامش عن
المشكاة ص27 وراجع: الإتقان ج2 ص184 و 128 والموافقات للشاطبي
ج3 ص382 وفي الهامش عن روح المعاني وعن المصابيح، وراجع غرائب
القرآن (مطبوع بهامش جامع البيان) ج1 ص23 و21 ولباب التأويل
للخازن ج1 ص10 والفائق ج2 ص381 وراجع التراتيب الإدارية ج2
ص176.
([36])
الزهد والرقائق، قسم ما رواه نعيم بن حماد ص23
([37])
الإتقان ج2 ص185 عن ابن أبي حاتم.
([38])
كنز العمال ج1 ص488 عن أبي عبيد في فضائله وعن أبي نصر السجزي
في الإبانة.
وراجع: حلية الأولياء ج1 ص65 والاتقان ص187 وهامش الموافقات ج3
ص382 عن كتاب المصابيح، ومصابيح السنة ج1 ص176 وفي هامشه عن
موارد الظمآن ص440 ـ 441 وعن غيره، وجامع البيان ج1 ص9 وكشف
الأستار ج3 ص90 ونزل الأبرار ص73 وأسمى المناقب ص82 ومجمع
الزوائد ج7 ص152 عن البزار، وأبي يعلى، والطبراني في الأوسط،
ولم يذكر الهيثمي قول ابن مسعود في علي «عليه السلام». وراجع:
الغدير ج7 ص108 عن الحلية، ومشكل الآثار ج4 ص172 و 182 وترجمة
الإمام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق
المحمودي) ج3 ص25 وفي الهامش عن الحلية وفرائد السمطين والغدير
ج7 ص107 و 108 وج2 ص45 عن الحلية ج3 ص99 و 224 عن مفتاح
السعادة ج1 ص400.
([39])
المصنف للصنعاني ج11 ص255 والإتقان ج2 ص185 عن ابن سبع في شفاء
الصدور، وحلية الأولياء ج1 ص211 والطبقات الكبرى ج2 قسم2 ص114
والغدير ج3 ص99 وج2 ص45 عن أبي نعيم وعن مفتاح السعادة ج1
ص100.
([40])
نهج البلاغة ج2 ص150بشرح عبده قسم الكتب والوصايا رقم 77.
([41])
مثل المحاسن البرقي ص270 والبحار ج92 ص78 ـ 106 وتفسير العياشي
ج1ص 11 وتفسير البرهان ج1 ص19 ـ 21 وتفسير الصافي ج1 ص29 و 31.
ومعاني الأخبار ص259 والغدير ج7 ص108 عن ابن مسعود وميزان
الحكمة ج1 ص95.
([42])
كفاية الأصول آخر مبحث (استعمال اللفظ في أكثر معنى) ووسائل
الشيعة للكاظمي ص13.
([43])
التراتيب الإدارية ج2 ص179.
([44])
الآية 7 من سورة آل عمران.
([45])
البحار ج92 ص82 عن تفسير القمي ج1 ص4.
([46])
أصول الكافي ج2 ص438.
([47])
بحار الأنوار ج92 ص103 و 20 وج78 ص278 عن كتاب الأربعين، وعن
الدرة الباهرة، وجامع الأخبار ص48 و 49.
([48])
التراتيب الإدارية ج2 ص183 وبحار الأنوار ج89 ص103 و 93 عن
أسرار الصلاة، ومناقب آل أبى طالب ج2 ص53 وتفسير البرهان ج1 ص3
وينابيع المودة ص65 وجامع الأخبار والآثار للأبطحي ج2 ص48
وإحقاق الحق ( الملحقات ج7 ص594 كلاهما عن: أسرار الصلاة ص138
وعن شرح ديوان أمير المؤمنين (مخطوط) ص15 وشرح عين العلم وزين
الحلم ص91 والروض الأزهر ص33 وجالية الكدر ص40 وتاريخ آل محمد
ص150.
([49])
إحقاق الحق (الملحقات ج7ص 595 عن ابن طلحة في مطالب السؤل ص26
وراجع: كشف الغمة ج1ص130 والتفسير الكبير للرازي ج1 ص106
ومستدرك سفينة البحار ج1 ص231 و 316.
([50])
بحار الأنوار ج40 ص186 عن مشارق أنوار اليقين.
([51])
بحار الأنوار ج89 ص104.
([52])
مستدرك سفينة البحار ج1 ص231 وإحقاق الحق ج7 ص595 عن الشعراني
في لطائف المنن ج1 ص171 وراجع: جامع الأخبار والآثار للأبطحي
ج2 ص48.
([53])
مستدرك سفينة البحار ج1ص231.
([54])
الآية 87 من سورة الحجر.
([55])
تفسير البرهان ج1 ص40 و 41 و 42 وغرائب القرآن ( بهامش جامع
البيان ) ج1 ص28 وتفسير العياشي ج1 ص21.
([56])
راجع البحار ج82 ص21 و ج89 ص238 عن العياشي ج1 ص22 و 21 ومجمع
البيان ج1 ص19. وتفسير البرهان ج1 ص42 والتفسير الكبير ج1 ص204
ومستدرك الوسائل ج4 ص166 و 167 وجامع الأخبار والآثار ج2ص62 و
61 و 63 عن من تقدم وعن مواهب الرحمن ص21.
([57])
التفسير الكبير ج1 ص5 والتراتيب الإدارية ج2 ص183 عنه.
([58])
التراتيب الإدارية ج2 ص183.
|