الجرأة على  مقام الزهراء وأبيها ..بـدايـة:

   

صفحة : 85-110  

الفصل الرابع

 الجرأة على  مقام الزهراء وأبيها ..بـدايـة:

إننا نذكر في هذا الفصل مفردات من مقولات البعض، التي تضمنت جرأة صريحة على مقام الصديقة الطاهرة المعصومة، والشهيدة المظلومة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وعلى أبيها، وعلى بعلها وبنيها..

ولا ندري كيف سيبرر ذلك، وبماذا سيجيب رسول الله «صلى الله عليه وآله» وأمير المؤمنين «عليه السلام» حين يسألانه عن ذلك يوم القيامة.

ولا نريد أن نقول أكثر من ذلك..

بل ننقل القارئ إلى الصفحات التالية ليجد فيها بعضاً من مقولاته تلك، فنقول:

609 ـ النبي «صلى الله عليه وآله» يحرك فاطمة الزهراء «عليها السلام» برجله.

610 ـ الزهراء «عليها السلام» تحتاج إلى من يوقظها للصلاة.

611 ـ لعل الزهراء كانت تجهل بوجوب الاستيقاظ للصلاة.

612 ـ لا يوجد بروتوكول بين النبي «صلى الله عليه وآله» وابنته «عليها السلام».

وفي خطبة له عامة سمعها القاصي والداني بثتها إذاعة محلية تابعة له ذكر هذا البعض رواية يرويها أهل السنة في كتبهم ـ كالسيوطي ـ تقول:

«إن النبي «صلى الله عليه وآله» قد حرك فاطمة الزهراء عليها صلوات الله وسلامه برجله، وهو يوقظها لصلاة الصبح، وقال لها: قومي يابنية لا تكوني من الغافلين، ولكي تنالي شفاعة الأنبياء».

وحين ضجت الساحة بالإعتراض عليه: أنه كيف يورد ذلك في محاضراته وعبر الإذاعات، وهو يتضمن الحط من مقام الزهراء المعصومة.. وطولب بذلك، أصر على موقفه، واستدل على صحته بأمرين:

أحدهما: إنه لا يوجد بروتوكول بين النبي «صلى الله عليه وآله» وابنته «عليها السلام».

الثاني: إن هناك حديث صعود الحسنين «عليهما السلام» وهما طفلان على ظهر رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقال لهما «صلى الله عليه وآله»: نعم الجمل جملكما، ونعم الراكبان أنتما.

والأغرب من ذلك: أن أحد اللبنانيين الذين يسكنون في قطر اعترض عليه بأنه كيف يصح أن تنام الزهراء عن الصلاة، وهي المرأة المعصومة؟!

فأجابه ذلك البعض بقوله:

«لعلها لم تكن تعرف هذا الحكم الشرعي، فأراد النبي «صلى الله عليه وآله» أن يعلمها إياه».

وهذه القضية مما شاع وذاع عنه ـ خصوصاً الشريط الذي يسجل حوار هذا البعض مع ذلك الذي يسكن في قطر([1]). ويقال: إن اسمه هو أبو تراب.

 وقفة قصيرة:

ونقول:

إن هذا الكلام خطير جداً، لم نكن نظن أن يصدر عن أحد من الناس.. ولا نرى أنه يحتاج إلى تعليق، غير أننا نعيد إلى ذهن القارئ الأمور التالية:

1 ـ إن هذا البعض يقول: «إن العصمة إجبارية»، فكيف نتصور المعصوم بالإجبار ينام عن صلاته.. أو يمكن أن يكون من الغافلين. ألا يستبطن ذلك نسبة العجز إلى الله سبحانه عن أن يجبر عبده على التزام خط الطاعة؟!

2 ـ كيف نتصور الزهراء «عليها السلام» التي يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها والتي لولا وجود علي «عليه السلام» لم يكن لها كفؤ: آدم «عليه السلام» فمن دونه. وكانت تحدث أمها وهي في بطنها، وكانت نوراً محدقاً بالعرش، كيف نتصورها على غاية الجهل بأبسط الأحكام الشرعية وهو لزوم الإستيقاظ لصلاة الصبح؟!

وهو الحكم الذي يعرفه حتى الأطفال الصغار، فضلاً عن الكبار، فكيف بالمعصومين المكرمين، المنتجبين؟! والمصطفين الأخيار؟!

3 ـ إن سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» مع سيدة نساء العالمين صلوات الله وسلامه عليها هي على خلاف ذلك تماما، فقد كان «صلى الله عليه وآله» يعاملها بمنتهى التبجيل، والتعظيم والإكرام والاحترام.. حتى لقد روي: «أنه كان إذا دخلت عليه رحب بها، وقبل يديها، وأجلسها في مجلسه»([2]).

4 ـ إن الله سبحانه قد جعل للمؤمن حقوقاً، ورسول الله. كان أولى الناس برعاية هذه الحقوق، والزهراء «عليها سلام الله» هي القمة في الإيمان، فكيف ننسب إلى النبي «صلى الله عليه وآله»: أنه قد ضيع حقوقها..

وقد روي عن أمير المؤمنين علي «عليه السلام» قوله: «لأخيك عليك مثل الذي لك عليه».

وعنه «عليه السلام»: «لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من ضيعت حقه»([3]).

5 ـ صحيح أنه لا يوجد بروتوكول بين الأب وابنته.. ولكن ذلك معناه رفع الكلفة فيما بينهما، وليس معناه جواز إهانة أحدهما للآخر، وليس معناه أيضاً تضييع حقوق الآخر..

إلا أن يقول لنا هذا البعض: إنه قد ادعى ان سورة عبس وتولى قد نزلت في رسول الله «صلى الله عليه وآله».. والعياذ بالله، فمن عبس في وجه الفقير، ويتولى عنه، ويتلهى بما لا يجدي استنكافاً عن الحديث معه..

نعم.. إن من يفعل ذلك، فهو جدير بأن يتصرف مثل هذا التصرف هنا، نعوذ بالله من مقولات كهذه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

6 ـ أما بالنسبة للحديث: نعم الجمل جملكما، أو نعم المطي مطيكما، ونعم الراكبان أنتما، أو نعم العدلان أنتما، أو نعم الفارسان أنتما([4]) على اختلاف التعابير.. فلا يصح أن تبرر به هذه المقولة، إذ إن ملاعبة النبي لابنيه جارية وفق السنة، وهو أمر محبوب، ومطلوب لله، حتى لقد روي: «من كان عنده صبي فليتصابَ له»([5]).

فلا يقاس عليه ما يكون على سبيل الجد، ويدخل في سياق التعامل الجدي مع شخصية الإنسان الآخر. فلا يحق لأحد أن يحقر إنساناً في تعامله معه، ولا أن يهينه في مقام تسجيل الموقف تجاه شخصيته وكيانه، كما هو الحال في هذه القصة المزعومة.

أما حيث يكون التعامل ليس تعاملاً مع شخص الطرف الآخر، بل يكون مشاركة في إنجاز الواجب فلا يكون للتصرف أي ارتباط بالشخص. فإن الأمر يتجاوز ذلك إلى حد أن نجد النبي «صلى الله عليه وآله» قد أصعد علياً على كتفيه ليحطم الأصنام المعلقة على الكعبة، وليس في ذلك أية إهانة لرسول الله «صلى الله عليه وآله». ما دام أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» هو الذي أمره بذلك، وما دام أن ذلك يأتي في سياق التعاون على إنجاز الواجب، وتحقيق الأهداف الإلهية في عز الإسلام وإذلال الشرك، والجهاد في سبيل الله.

وخلاصة ما تقدم:

إنه مرة يكون ذلك في مقام الإعزاز والمحبة، كما في ملاعبة النبي «صلى الله عليه وآله» لابنيه الحسن والحسين «عليهما السلام»..

ومرة يكون ذلك في مقام التعاون على إنجاز الواجب، كما في تعاون النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام» في إسقاط الأصنام، وصعود علي «عليه السلام» على كتف رسول الله «صلى الله عليه وآله»..

ومرة يكون ذلك في مقام التعامل الطبيعي مع الشخص وتحريكه برجله فيه تعدٍ على شخصية الطرف الآخر بالإضافة إلى ما يتضمنه من اتهام له بالجهل أو الغفلة، أو بعدم المعرفة بالتكليف، والأحكام الشرعية البديهية.

غير أننا نحتمل: أن يكون في الرواية بعض التحريف، بأن يكون النص هكذا: حركها برجلها.. بملاحظة: أن الإيقاظ من النوم إذا كان بواسطة تحريك رجل النائم، فإنه ينتبه من نومه بصورة طبيعية وهادئة وبدون ذلك فإنه ينتبه مرعوباً.. وعلى هذا المعنى يحمل ما روي بسند صحيح عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله «عليه السلام» قال: انتهى رسول الله «صلى الله عليه وآله» إلى أمير المؤمنين وهو نائم في المسجد، قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه، فحركه برجله، ثم قال: قم يا دابة الله الخ.. ([6]).

وروي أيضاً عن أبي سعيد الخدري في حديث جاء فيه: «..فلما قضى رسول الله المغرب مر بعلي بن أبي طالب وهو في الصف الأول فغمزه برجله، فقام علي متعقباً خلف رسول الله «صلى الله عليه وآله» حتى لحقه الخ..»([7]).

فإن المراد كما هو الظاهر: أنه «صلى الله عليه وآله» قد حرك رجل علي «عليه السلام»، في الأولى، وغمز رجل علي «عليه السلام» في الثانية. ولا أقل من أن ذلك محتمل ولا يستلزم شيئاً مما قلناه.

 خرافة: تحريك النبي لعلي بقدمه:

وبعد.. فقد يتوهم متوهم: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قد حرك علياً وعماراً برجله، وذلك في غزوة العشيرة، وذلك في حديث تكنية النبي «صلى الله عليه وآله» لعلي بأبي تراب..

وملخص ما ذكروه هنا: أن عمار بن ياسر يروي: أنه ذهب هو وعلي «عليه السلام» إلى نفر من بني مدلج، ينظران إلى كيفية عملهم في عين لهم، فأخذهما النوم، قال عمار: فوالله ما أهبنا إلا ورسول الله «صلى الله عليه وآله» يحركنا بقدمه، فجلسنا وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فيومئذ قال رسول الله «صلى الله عليه وآله» لعلي: يا أبا تراب([8]).

ونقول:

أولاً: إن هذا الحديث حسبما يظهر من المصادر التي ذكرناها في الهامش مروي عن أهل السنة..

وحتى لو رواه الشيعة، فإننا لا يمكن أن نقبل ما ذكر فيه من أمور تنافي عقيدتنا برسول الله «صلى الله عليه وآله» حيث ذكر: أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد حرك علياً «عليه السلام» أو حتى عماراً «رحمه الله» برجله.

فإن ذلك ليس فقط يمثل إساءة لعلي «عليه السلام»، بل هو أيضاً يمثل اتهاماً صريحاً للرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله»: بأنه ـ والعياذ بالله ـ لا يلتزم قواعد الأدب الإلهي والإنساني في تعامله مع الناس..

أعاذنا الله من الزلل في القول، وفي العمل، إنه سميع مجيب.

ولأجل ذلك، فإنه لا يصح الاعتذار عن هذا الأمر: بأن النبي «صلى الله عليه وآله» إنما حرك عماراً برجله، وليس علياً..

إذ قد كان لعمار أيضاً حقوق لا بد من مراعاتها، ولا معنى للتفريط بها، كما أن النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»، وهو المطهر المعصوم المبعوث بمكارم الأخلاق، لم يكن ليرتكب أمراً من هذا القبيل يتنافى مع أبسط الآداب والأخلاق الإنسانية.

إلا إذا التزمنا هنا بوجود تحريف في الرواية، وأن الصحيح هو حركنا بقدمنا.

ثانياً: إن المراجع للروايات التاريخية، ولغيرها يجد أن هناك أموراً، وأحداثاً ووقائع، وأقوالاً لرسول الله لا يمكن للمؤرخين والمحدثين تجاهلها أو إهمالها، ولكنها لو نقلت للناس على وجهها الصحيح، لألزمتهم بمواقف وأساليب عمل، واعتقادات وارتباطات، وما إلى ذلك.. تختلف تماماً عما يمارسونه بالفعل، ولتبدلت مفاهيم، وتغيرت هياكل وأطر فكرية كثيرة..

فكان أن مارس الذين يهمهم توجيه الناس في اتجاهات معينة، في نقلهم لذلك كله نوعاً من التصرفات في نقل الحدث، تحفظ لهم مسارهم الذي وضعوا أنفسهم فيه، من جهة، وتسجل ما يحرجهم تجاهله وإهماله، وتخرجهم من دائرة الإحراج التي يجدون أنفسهم فيها..

وقضية تكنية علي «عليه السلام» بـ «أبي تراب» قد تكون من هذا القبيل، فإنها مما لا يمكنهم تجاهله، بعد أن شاعت وذاعت إلى درجة أن أعداء علي كبني أمية كانوا يعيرون أمير المؤمنين «عليه السلام» بها.

فنقلوها للناس بأشكال ثلاثة مختلفة، سعوا فيها جميعاً، وبدون استثناء إلى إدخال إضافات، تبطل مفعولها الذي توخاه رسول الله صلى الله عليه وآله منها.. وتخرجهم من دائرة الإحراج لو أنهم تجاهلوها.

ونحن نشرح هذه الأشكال الثلاثة هنا، مع بعض التوضيح لها فنقول:

النقل الأول:

إنه «صلى الله عليه وآله» كناه بهذه الكنية، حيث كان إذا عتب على السيدة الزهراء «عليها السلام» وضع على رأسه التراب.. أو أنه كان قد غاضبها «عليها السلام»، وخرج إلى المسجد فنام على التراب، فبحث عنه النبي «صلى الله عليه وآله» فوجده، فخاطبه بهذا الخطاب([9]).

وذلك لا يصح لما يلي:

ألف: إن علياً «عليه السلام» يقول: «فوالله، ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عز وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرا، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان»([10]).

ب: قالت فاطمة لعلي: «ما عهدتني كاذبة، ولا خائنة، ولا خالفتك منذ عاشرتني» فصدقها علي «عليه السلام» في ذلك([11]).

ج: إن علياً يعرف قول رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «من آذى فاطمة فقد آذاني»([12])، ونحو ذلك، وهو «عليه السلام» المطهر، الذي كان مع الحق وكان الحق معه، وهو قسيم الجنة والنار، فهل يعقل والحالة هذه أن يقدم على مغاضبة فاطمة «عليها السلام»؟!

د: ولماذا كان يضع على رأسه التراب، إذا عتب على فاطمة، ألا يشبه فعله هذا لعب الأطفال؟!

النقل الثاني:

إنه «صلى الله عليه وآله» قد كناه بذلك حين المؤاخاة، حيث إنه «عليه السلام» حين رأى أنه «صلى الله عليه وآله» لم يؤاخ بينه وبين أحد اشتد عليه ذلك، وخرج إلى المسجد، ونام على التراب، فلحقه «صلى الله عليه وآله»، وخاطبه بأبي تراب ثم آخى بينه وبين نفسه «صلى الله عليه وآله» ([13]).

ونقول:

إن من الواضح: أن علياً «عليه السلام» لم يكن لينزعج من أمر صنعه رسول الله «صلى الله عليه وآله».. الذي يعلم أنه لا ينطق عن الهوى ولم يكن يجهل مكانته عنده، ولا موقعه في الإسلام، وقد كان راضياً بكل ما رضيه الله ورسوله له..

ولعل الهدف من اختراع هذه الصورة هو: إظهار الخلل في سلوكه «عليه السلام»، وأن هذا اللقب وكذلك مؤاخاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» له، إنما كانت بهدف إرضائه، وإزالة الضيق الذي لحق به.. إذن.. فهو لا يشير إلى مقامه السامي، ولا يعبر عن إعظام الجلال له. بقدر ما هو استجابة إنسانية تهدف إلى إرضائه، وإزالة ما في نفسه.

 النقل الثالث:

هو القصة المتقدمة التي تقول: ان التكنية له بأبي تراب قد كانت في غزوة العشيرة.

وقد تضمنت هي الأخرى تلك الإساءة لمقام رسول الله «صلى الله عليه وآله» حسبما أوضحناه فيما سبق..

فلا حاجة إلى الإعادة..

التعامل مع أخبار كهذه:

وبعد، فقد أدرك العلماء الأعلام الحقيقة التي أشرنا إليها في بداية حديثنا هذا وهي أن الرواة والمؤرخين المغرضين حين لا مناص لهم من نقل الحدث، وعدم تمكنهم من تجاهله، يعمدون إلى أسلوب التصرف الذكي أو الغبي أحيانا، فيضيفون إليه أمورا تفقده معناه ومغزاه، حتى لو كان ذلك على حساب قداسة رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وقد دأب العلماء على الأخذ بالفقرات التي يدركون صحتها، وإهمال الفقرات المدسوسة، أو السقيمة.. فإن وجود هذه إلى جانب تلك لا يفقد تلك قيمتها وأهميتها.. إذا أمكن التمييز بينهما.. كما هو الحال في هذه القضية التي نحن بصدد الحديث عنها..

فنحن نعلم صحة تكنية الرسول «صلى الله عليه وآله» لعلي بأبي تراب، وأنها فضيلة جليلة له «عليه السلام»، حتى إنها كانت أحب كناه إليه.. وقد نقل ذلك لنا العدو والصديق..

ونعرف أيضاً عدم صحة قولهم: إنها كانت بسبب مغاضبته لفاطمة «عليها السلام».

أو بسبب انزعاجه من إهمال الرسول له في قضية المؤاخاة، أو أن النبي قد حركه هو، أو عماراً، أو هما معا برجله..

فإن ذلك كله غير صحيح.. كما دلت عليه الأدلة القاطعة، والحجج القوية، الساطعة.

اعتراف واعتذار:

وإذا كانت العصمة لله سبحانه، ولأوليائه وأصفيائه. فإننا هنا نعترف بتقصيرنا، ونعتذر عنه للقارئ الكريم، حيث ذكرنا هذه القضية في كتابنا «الصحيح من سيرة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله»([14]). وقمنا بنقد وتزييف القولين الأولين، وهما مغاضبة فاطمة «عليها السلام». أو العتب عليها. وانزعاجه «عليه السلام» في قضية المؤاخاة.

وأهملنا الحديث عن تحريك النبي «صلى الله عليه وآله» لهما بقدمه.. ربما اعتماداً على وضوح بطلانه.. وربما ذهولاً عن لزوم التعرض له..

ونطلب من القارئ الكريم أن يعذرنا في هذا التقصير الظاهر..

وإذا وفقنا الله لإعادة طبع الكتاب المذكور، فإننا سنزيل هذا الخلل منه إن شاء الله..

613 ـ النبي يعاني جوعاً من حنان الأم، إنسان يفتقد حنان الأم في طفولته.

614 ـ النبي كرسول يحتاج إلى هذه الحالة العاطفية لينطلق في الحياة بقوة كإنسان.

615 ـ النبي شعر بالشبع العاطفي مع الزهراء.

616 ـ النبي شعر بأن الفراغ قد امتلأ.

617 ـ الزهراء تهتم بالدنيا.. فينزعج النبي «صلى الله عليه وآله»..

618 ـ النبي لا يدخل بيت الزهراء بسبب ما فعلته.

619 ـ الجفاف العاطفي في الطفولة ينعكس سلبا على قيادات الأمة..

620 ـ جوع الحنان مؤثر في طريقة حياة القيادات.

621 ـ جوع الحنان في الطفولة يؤثر في كل حركة العمل للقيادات.

622 ـ الزهراء لا ترتدع عما يزعج النبي من المرة الأولى.

يقول البعض:

«لقد سمعتم أن النبي كان يناديها بأنها «أم أبيها». لماذا هذه الكلمة؟! لأن النبي كان يعاني جوعاً من حنان الأم كأي إنسان يفتقد في طفولته. واستطاعت الزهراء وهي الطفلة الواعية بعد وفاة أمها خديجة أم المؤمنين أن تشعر بمسؤوليتها تجاه أبيها، وأن تشعر بمسؤوليتها تجاهه كأب، وأن تشعر بمسؤوليتها تجاهه كرسول، يحتاج إلى هذه الحالة الروحية العاطفية التي يستطيع من خلالها أن ينطلق في الحياة بقوة كإنسان، ولهذا حاولت أن تثير كل عاطفتها الروحية لتحيطه بهذه العاطفة في كل المجالات لتطوقه بالعاطفة فيشعر بنفسه يعيش العاطفة في كلماتها، في ابتسامتها، في لمحاتها، في رعايتها له، في كل ما تريد أن تواجه به مما تواجه البنت أباها.

ولهذا شعر النبي «صلى الله عليه وآله» بهذا الشبع العاطفي، وشعر بأن الفراغ قد امتلأ. ولهذا قال عنها إنها أم أبيها»([15]).

ثم ذكر:

«أن النبي «صلى الله عليه وآله» جاء إلى بيتها فوجد على بابها ستاراً، وأنها قد لبست قلادة، وألبست الحسن والحسين «عليهما السلام» قطعتين من الفضة.

فامتنع النبي «صلى الله عليه وآله» عن الدخول إلى بيتها «عليها السلام» بسبب ذلك، فأرسلت ذلك كله إلى الرسول «صلى الله عليه وآله» فوزعه على الفقراء»([16]).

ثم قال:

«ذلك هو الذي جعل منها أم أبيها وربما كان لهذه الصفة أن تكون لكل نسائنا، لكل إخواتنا، أن يعشن هذه الروحية مع كل إنسان يعشن معه، ويشعرن بمسؤوليتهن عن حياته أو بمسؤوليتهن عن رسالته إذا كان صاحب رسالة، أن يعشن هذا الجو، وأن لا تكون البنت بنتا لأبيها فحسب، أن تكون أما له، حتى الزوجة في بعض الحالات قد تعيش مع إنسان يعيش جوع الحنان، وجوع العاطفة في طفولته، ربما كان لها أن تؤدي دور الزوجة كما تؤدي دور الأم من ناحية الحنان والعاطفة الروحية..

هذه الفكرة يمكن أن تعطي معنى طيبا لحياتنا، ويمكن أن تحرك هذا الجمود، وتعطي الطراوة لهذا الجفاف الذي يعيش في حياتنا، ويحولها إلى حياة يتعايش فيها الناس على أساس الحسابات، بعيدا عن معنى العطاء، وبعيدا عن كل معاني الروح، وربما نجد أن كثيراً من الناس من يعيشون قيادة الأمة، أو من يعيشون قيادة أي خلية من خلايا المجتمع، ربما نجد أن الجفاف العاطفي الذي عاشوه في طفولتهم ينعكس على طريقتهم في الحياة، وطريقتهم في العلاقات، وطريقتهم في كل حركة العمل.

ولهذا فإن هذا الجانب يمكن أن يمثل في حياة الإنسان ليس فقط حركة عاطفية تتصل بالشخص، ولكنها حركة عملية تتصل بحركة هذا الشخص في الحياة»([17]).

وقفة قصيرة:

1 ـ كنا قد ذكرنا تفسير البعض لكلمة «أم أبيها» في موضع آخر من هذا الكتاب، وعلقنا عليه هناك بما يتناسب معه.. ولكننا وجدناه في مورد آخر، وهو هذا الذي نقلناه عنه آنفا قد ذكر نفس هذا الموضوع، لكنه أضاف إليه بعض ما يوضح مراميه، وأهدافه منه..

حيث إنه قد صرح في آخر كلامه هنا:

«بأننا قد نجد في من يعيشون قيادة الأمة، أو قيادة أية خلية من خلايا المجتمع، أن الجفاف العاطفي الذي عاشوه في طفولتهم قد انعكس على طريقتهم في الحياة، وفي العلاقات، وفي كل حركة العمل..».

فإن هذا الجانب لا يمثل حركة عاطفية تتصل بالشخص، ولكنها حركة عملية تتصل بحركة هذا الشخص في الحياة، على حد تعابير هذا البعض.

وذلك يعني: أنه لولا أن فاطمة «عليها السلام» قد عالجت هذا الفراغ الذي كان يعاني ـ أو يشكو منه النبي «صلى الله عليه وآله» على حد تعبيره.. فمن الممكن أن يؤثر هذا الفراغ العاطفي الذي عاشه النبي «صلى الله عليه وآله» على حد تعبير هذا البعض في طفولته على طريقته في الحياة، وفي علاقاته، وفي كل حركة العمل، لأن هذا الأمر ليس مجرد حركة عاطفية تتصل بالشخص، ولكنه حركة عملية تتصل بحركة النبي «صلى الله عليه وآله» في الحياة.

هذا.. ونتمنى على القارئ الكريم أن لا يكتفي بما ذكرناه هنا عن مراجعة ما ذكرناه حول هذا الموضوع في الموضع الآخر.

2 ـ وأما ما ذكره من أمر الستار والقلادة فنحن نجل سيدة النساء عن ذلك، ونقول:

أولاً: قد ذكر في نص آخر: أن هذه القضية إنما كانت للنبي «صلى الله عليه وآله» مع بعض زوجاته([18]). وقد أشار إلى ذلك الإمام علي «عليه السلام»، كما ورد في نهج البلاغة([19]).

ولم تكن الزهراء لتعمل أي عمل يكرهه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهي المعصومة الطاهرة بنص القرآن الكريم..

ثانياً: لعل هذا البعض يعتبر الزهراء جاهلة بأن التزين بمتاع الحياة الدنيا مما لا ينبغي لها، مع أنه قد جاء التحذير تلو التحذير في كتاب الله تعالى، وعلى لسان رسوله الكريم «صلى الله عليه وآله» عن الإغترار بالدنيا، والميل إلى زخارفها.

أما نحن فنقول:

إن تقوى الزهراء «عليها السلام» وعقلها، وكمالها، وزهدها والتزامها الدقيق بما يحبه الله تعالى يمنعها من فعل ذلك..

ولأجل ذلك.. فإنها لا تترك ما تتركه لمجرد أنه مما يزعج رسول الله «صلى الله عليه وآله».. فإنها قد وعت الآيات القرآنية التي تحذر من التعلق بالدنيا، وزخارفها، كأعمق ما يكون الوعي، وسمعت زواجر رسول الله «صلى الله عليه وآله» عن الانسياق وراء متاع هذه الحياة الفانية، وزينتها، استماع بصيرة، وتفهم، واقتناع.

623 ـ الزهراء ترى الرجال وتحادثهم.

624 ـ الرجال يرون الزهراء ويحادثونها.

يقول البعض حول حديث:

«خير للمرأة: أن لا ترى رجل ولا يراها رجل»:

«أنها «عليها السلام» ـ وهي قائلة هذا القول ـ كانت تلتقي بالرجال وتتحدث معهم أثناء الأزمة التي واجهتها مع الذين هاجموا بيتها وغصبوا فدكاً، وقد التقت مع أبي بكر وعمر، حينما جاءا ليسترضياها، وتحدثت معهما بشكل طبيعي، وكانت «عليها السلام» تخرج مع من يخرجن في غزواته ليقمن بشؤون الحرب».

ويقول أيضاً:

«حتى الزهراء «عليها السلام» فإنها على ما ينقل لنا تاريخها، كانت ترى الرجال، وتحادثهم كما كان الرجال يرونها ويحادثونها، ويجادلونها، الأمر الذي يدل على أن ـ الحديث ـ لو صح، فلأنه يتحرك في دائرة الأخلاقيات العليا التي لم يكلف الإنسان بها، وإنما وضعت أمامه كقمة يتطلع إليها ويستوحيه لتكون محفزاً له لاستسهال ما دونها من أحكام وتعاليم، والعمل بها»([20]).

وقفة قصيرة:

1 ـ إن هذا البعض قد ذكر في الصفحة المقابلة للصفحة التي جاء فيها هذا النص: أن الزهراء «عليها السلام» قد خطبت المهاجرين والأنصار خطبتها المعروفة بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله» وجاء في النص ما يلي:

«فلاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله «صلى الله عليه وآله».

حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار، وغيرهم، فنيطت دونها ملاءة، «يعني ستاراً» فجلست ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبكاء فارتج المجلس، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم، وهدأت فورتهم، افتتحت الكلام بحمد الله والثناء عليه الخ..»([21]).

2 ـ إن هذا البعض نفسه يوثق هذه الخطبة، فهو يقول:

«الظاهر: أنه يمكن حصول الوثوق بصدور هذه الخطبة عن سيدتنا فاطمة الزهراء «عليها السلام»، لأنها مشهورة ومعروفة، وذكرها المؤرخون القدامى، وقد كان أهل البيت والعلويون يتناقلونها كابراً عن كابر، ويعلمونها ويحفظونها لصبيانهم، ما يدل على أنها من المسلمات عندنا، هذا مضافاً إلى أن متنها قوي ومتناسب مع المضمون الفكري الإسلامي»([22]).

3 ـ والسؤال هو: إذا كانت الزهراء «عليها السلام» ترى الرجال وتحادثهم، كما كان الرجال يرونها ويحادثونها، فلماذا:

ألف: نيطت دونها هذه الملاءة يا ترى؟! وقد كان ذلك بأمرها هي!! مع أنه قد كان بإمكانها أن تلتف بعباءتها، وتقف بينهم وتلقي خطبتها.

وكيف يمكنه بعد هذا أن يثبت لنا: أنها «عليها السلام» كانت ترى الرجال، ويراها الرجال؟!

وبقية الكلام حول كلام هذا البعض في كتاب مأساة الزهراء([23]).

ب: ويوم وصل السبايا الى الكوفة:

«خطبت أم كلثوم بنت علي «عليه السلام» في ذلك اليوم، ومن وراء كلتها([24]) رافعة صوتها بالبكاء»([25]).

ج: وعندما حمل السبايا ورأس الحسين «عليه السلام» الى الشام يقول الراوي: «فلقد حدثني جماعة كانوا خرجوا في تلك الصحبة أنهم كانوا يسمعون بالليالي نوح الجن على الحسين «عليه السلام» الى الصباح.

وقالوا: فلما دخلنا دمشق أدخل بالنساء والسبايا بالنهار مكشفات الوجوه»([26]).

د: ويقول ابن طاووس: «وحمل نساؤه على أطلاس أقتاب بغير وطاء، مكشفات الوجوه بين الأعداء»([27]).

هـ: عن علي «عليه السلام»: أن فاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» استأذن عليها أعمى، فحجبته، فقال لها النبي «صلى الله عليه وآله»: لما حجبته وهو لا يراك؟!

فقالت: إن لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشم الريح.

فقال النبي «صلى الله عليه وآله»: «أشهد أنك بضعة مني»([28]).

و: استأذن ابن أم مكتوم على النبي «صلى الله عليه وآله» وعنده حفصة، فقال «صلى الله عليه وآله»: قوما فادخلا البيت.

فقالتا: إنه أعمى.

فقال: إن لم يكن يراكما فإنكما تريانه([29]).

وعن أم سلمة: كنت عند رسول الله، وعنده ميمونة، فأقبل ابن أم مكتوم، وذلك بعد أن أمر بالحجاب، فقال: احتجبا.

فقلنا: يا رسول الله، أليس أعمى؟!

قال: أفعمياوان أنتما؟! ألستما تبصرانه؟!([30]).

ز: وتذكر رواية أخرى: أنها أرادت أن تأتي إلى أبيها، فتبرقعت ببرقعها، ووضعت خمارها على رأسها، تريد النبي([31]).

والرواية وإن كان فيها إشكال من جهة أخرى لكن هذه الفقرة سليمة عن الإشكال.. فإن كان ثمة تصرف في الرواية، فإنه في غير هذا المورد.

ح: في حديث زواج الزهراء «عليها السلام» بأمير المؤمنين «عليه السلام»: «أن أم سلمة أتت إلى رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلما وقفت بين يديه كشف الرداء عن وجهها حتى رآها علي. ثم أخذ بيدها فوضعها في يدي علي»([32]).

ط: قد خطبت السيدة زينب أمام يزيد لعنه الله، فكان مما قالته: «أمن العدل يابن الطلقاء، تخديرك حرائرك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله «صلى الله عليه وآله» سبايا قد هتكت ستورهن، وأبديت وجوههن، يحدو بهن الأعداء من بلد إلى بلد، ويستشرفهن أهل المناقل، ويبرزن لأهل المناهل، ويتصفح وجوههن القريب والبعيد، والغائب والشاهد والشهيد.. الخ..»([33]).

 إشارة وتذكير:

بقي أن نشير إلى أن قول هذا البعض: بأن الزهراء كانت ترى الرجال، ويراها الرجال، ثم استشهاده له بمجيء الشيخين إليها لاسترضائها..

لا يمكن قبوله لسببين:

الأول: أن النص التاريخي يصرح بأنها حين جاءا لاسترضائها «شدت قناعها، وحولت وجهها الى الحائط، فدخلا»([34]).

الثاني: النصوص المتقدمة الصريحة: بأنها كانت تتبرقع، وفي أنها تضرب بينها وبين الرجال ستائر، وتخاطبهم من خلفها.. وغير ذلك من نصوص.

4 ـ وأما فيما يرتبط بخروج النساء في الحرب فإنما كن يخرجن ليسقين العطشى، ويداوين المرضى، فلا دليل على أنه «صلى الله عليه وآله» كان يسمح للشابات بذلك في غير حالات الضرورة.

5 ـ والغريب في الأمر هنا: أن لهذا البعض كلاماً ما يوحي بأن السيدة الزهراء «عليها السلام» كانت تخرج مع النساء لتقوم بشؤون الحرب أيضاً.. ولا ندري من أين جاءنا بهذا الخبر.. إذ لا نجد بين أيدينا سوى قصة مداواتها لجرح أبيها في واقعة أحد.

فلماذا يحاول إيهام القارئ بما هو أبعد من ذلك؟!

وهل يمكنه أن يقول لنا: أي شأن من شؤون الحرب تولته السيدة الزهراء «صلوات الله وسلامه عليها»؟!


([1]) وقد ذكر هذا البعض في نفس الشريط: «أن رجلاً سأل الإمام الصادق «عليه السلام» أن يحلل له الفروج، ففزع الإمام «عليه السلام»، فقال له أحدهم: إنه لا يقصد تحليل الفروج المحرمة، بل يقصد: أن تحللوا له نصيبكم من الأمة التي يملكها، فأذن له الإمام حينئذ.. فكيف يفزع الإمام من كلمة..

       كما أن الإمام في بعض الحالات يفتش عن أشياء، ويقول: ما كنت عارفاً أين توجد..».

       ونقول: إن الظاهر من سياق كلام هذا البعض: أنه يريد أن يتهم الإمام الصادق «عليه السلام» بأنه لا يعرف اللغة العربية، وقد فهم الكلام  خطأ حتى إنه يفزع من كلمة، ويأتي شخص آخر عادي، فيعلم الإمام بمراد السائل.. وكل ذلك لأجل أن ينفي الولاية التكوينية !! فإن من يفهم الأمور خطأ، ويضيع بعض الأشياء ولا يعرف أين توجد.. لا يمكن أن يكون له ولاية تكوينية..

([2]) راجع: سفينة البحار ج2 ص374.

([3]) الحديثان في بحار الأنوار ج71 ص165 عن كنز الفوائد للكراجكي.

([4]) بحار الأنوار ج43 ص284 و 285

([5]) ميزان الحكمة ج10 ص700 عن الوسائل ج15 ص203 وعن من لا يحضره الفقيه ج3 ص312 ـ وعن كنز العمال الخبر رقم 45413 وراجع: الكافي ج6 ص50.

([6])  تفسير القمي ج2 ص130.

([7])  بحار الأنوار ج43 ص60 وفي هامسه عن: تفسير فرات ص21 وكشف الغمة للأربلي ج2 ص26 27 وعن أمالي الصدوق.

([8]) البداية والنهاية ج3 ص247 والآحاد والمثاني (مخطوط في كوبرلي) رقم 235، وصحيح ابن حبان (مخطوط)، وبحار الأنوار ج19 ص188 ومسند أحمد ج4 ص263 و 264 وتاريخ الأمم والملوك ج2 ص123 و 124 والكامل في التاريخ لابن الأثير (ط صادر) ج2 ص12 والسيرة النبوية لابن هشام ج2 ص249 و 250 ومستدرك الحاكم ج3 ص140 وكنز العمال ج15 123 و 124 عن المصنف، والبغوي، والطبراني في الكبير، وابن مردويه، وأبي نعيم في معرفة الصحابة، وابن النجار، وغيرهم، وعن ابن عساكر، وشواهد التنزيل ج2 ص342 ومجمع الزوائد ج9  ص136 و 100  عن الطبراني في الأوسط والكبير، والبزار، وأحمد، ووثق رجال عدد منهم، وتاريخ الخميس ج1 ص364 وترجمة الامام علي «عليه السلام» من تاريخ ابن عساكر (بتحقيق المحمودي) ج3 ص86 وأنساب الأشراف ج2 ص90 والسيرة الحلبية ج2 ص126 وطبقات ابن سعد، والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص363 ودلائل النبوة للبيهقي ج2 ص303.

      ونقل أيضاً عن كتاب: الفضائل لأحمد بن حنبل رقم 295 والغدير ج6 ص334 وعيون الأثر لابن سيد الناس ج1 ص266 والإمتاع للمقريزي ص55.

      وعلى كل حال فإن من يراجع غزوة العشيرة في كتب التاريخ والحديث، يجد هذا الحديث مثبتا في أكثر مصادرها.

([9]) راجع فيما تقدم: السيرة الحلبية ج2 ص127 وأنساب الأشراف ج2 ص90 والبداية والنهاية ج3 ص347 وعمدة القاري ج7 ص630 والسيرة النبوية لابن كثير ج2 ص363 عن صحيح البخاري، والمناقب للخوارزمي ص7 ومعرفة علوم الحديث للحاكم ص211.

      وراجع في مغاضبة فاطمة له: الطبقات الكبرى لابن سعد (ط ليدن) ج8 ص16.

([10]) المناقب للخوارزمي ص256 وكشف الغمة للأربلي ج1 ص363 وبحار الأنوار ج43 ص134. 

([11]) روضة الواعظين ص151 وفي (طبعة أخرى) ص181 وبحار الأنوار ج43 ص191 والعوالم ج11 ص502.

([12]) راجع مصادر ذلك في الصحيح من سيرة النبي  «صلى الله عليه وآله»  ج5 ص340 و 341.

([13]) الفصول المهمة لابن الصباغ ص22 ومجمع الزوائد ج9 ص111 عن الطبراني في الكبير والأوسط، ومناقب الخوارزمي ص7 وكفاية الطالب ص193 عن ابن عساكر.

([14])  الصحيح من سيرة النبي الأعظم  «صلى الله عليه وآله» ج5 ص337 ـ 344.

([15]) دور المرأة الرسالي ص21.

([16]) في رواية: أنه وجد في عنقها قلادة فأعرض عنها، فقطعتها ورمت بها فقال لها:.. الخ..

      وفي رواية أخرى: أنه وجد ستاراً على بابها وسوارين قد لبستهما في يديها فحدّق قليلا ثم انصرف، فارسلتهما اليه  «صلى الله عليه وآله»، فقسم ذلك على الفقراء، فقال ثلاث مرات: فداها أبوها، ما لآل محمد وللدنيا، فإنهم خلقوا للآخرة، راجع: الزهراء القدوة ص68 ومجلة المعارج عدد28 ـ 31  ص953 و 954.

([17]) دور المرأة الرسالي ص24 و 25.

([18]) كنز العمال ج15 ص404 عن أحمد، وأبي داود، والبيهقي والنسائي.

([19]) نهج البلاغة (ط الإستقامة) ج2 ص155 ـ الخطبة رقم 155.

([20]) الزهراء القدوة ص226.

([21]) الزهراء القدوةص277 وقد ذكرنا شطراً من مصادر هذه الخطبة الجليلة في كتابنا: مأساة الزهراء ج1 ص259.

([22]) الزهراء القدوة ص238 والندوة ج1 ص429.

([23]) ماساة الزهراء ج1 ص 258 فما بعدها.

([24]) الكلة: الستار.

([25]) بحار الأنوار ج45 ص112 عن اللهوف ص65. 

([26])  بحار الأنوار ج45 ص155 عن أمالي الصدوق مجلس 33 رقم 3.

([27])  بحار الأنوار ج45 ص107 عن اللهوف عن أهل الطفوف ص60.

([28])  مسند فاطمة ص337 ومناقب ابن المغازلي 381 وبحار الأنوار ج43 ص91 عن نوادر الراوندي ص13 وفاطمة بهجت قلب المصطفى ص258 وعوالم ج11 ص123 وإحقاق الحق ج10 ص258 ومستدرك الوسائل ج14  ص289 و 182 وفي هامشه عن الجعفريات ص95 ودعائم الإسلام ج2 ص214 وبحار الأنوار ج43 ص91 و 92 ج100 ص250.

([29]) وسائل الشيعة ج20 ص232 والكافي ج5 ص534. 

([30]) الوسائل ج20 ص232 عن مكارم الاخلاق ص233 ومسند احمد ج6 ص296 والجامع الصحيح للترمذي ج15 ص102.

([31]) راجع بحار الانوار ج39 ص207 عن بشارة المصطفى ص122 و 123.

([32])مسند فاطمة الزهراء ص200 الى 205 عن أمالي الطوسي ج1 ص39 بحار الانوار ج43 ص94 ـ 96.

([33]) الاحتجاج ج2 ص125 وبحار الأنوار ج45 ص158 وبلاغلات النساء ص21 والملهوف ص127 ومثير الأحزان ص101 وأعلام النساء ج2 ص504 وغير ذلك.

([34]) بحار الانوار ج43 ص198 ـ 199 عن كتاب سليم بن قيس ص249 والعوالم [حياة الزهراء «عليها السلام»] ص222.

 
   
 
 

موقع الميزان