5 ـ تحريف كتاب المعارف:
بل إنهم لأجل قضية إسقاط المحسّن، نجدهم لا يتورعون عن
تحريف الكتب أيضاً، فقد حرفوا كتاب «المعارف» لابن قتيبة حسبما ذكره
لنا ابن شهرآشوب المتوفى سنة 588 ه، حيث قال: «.. وفي معارف القتيبي:
أن محسّناً فسد من زخم قنفذ العدوي»([1]).
وقال الكنجي الشافعي المتوفى سنة 685 ه، عن الشيخ
المفيد: «وزاد على الجمهور، وقال: إن فاطمة «عليها السلام» أسقطت بعد
النبي ذكرا، كان سماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» محسّنا، وهذا شيء
لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة»([2]).
ويظهر:
أنه يقصد بذلك: نقل ابن قتيبة له في كتاب المعارف، لا في الإمامة
والسياسة، وذلك بقرينة كلام ابن شهرآشوب المتقدم.
لكن الموجود في كتاب «المعارف» لابن قتيبة المطبوع سنة
1353 ه ص92 هو العبارة التالية: «وأما محسّن بن علي فهلك، وهو صغير».
وهكذا في سائر الطبعات المتداولة الآن، فلماذا هذا
التحريف، وهذه الخيانة للحقيقة وللتاريخ يا ترى؟!.
([1])
مناقب آل أبي طالب: ج3 ص407 (ط دار الأضواء)، والبحار ج43
ص233.
([2])
كفاية الطالب: ص413.
|