التوراة، والمنع من البكاء على الميت:
ويبدو لنا:
أن المنع من البكاء على الميت مأخوذ من أهل الكتاب، فإن عمر كان يحاول
هذا المنع في زمن النبي «صلى الله عليه وآله» بالذات، ولم يرتدع بردع
النبي له إلا ظاهرا. فلما توفي «صلى الله عليه وآله» ولم يبق ما يحذر
منه، وصار الموقف السياسي يتطلب الرجوع إلى ما عند أهل الكتاب،
فكان منع الزهراء عن ذلك، كما قدمنا.
وقد جاء هذا موافقا للميول وللدفاع الديني والسياسي على
حد سواء.
ومما يدل على أن ذلك مأخوذ من أهل الكتاب: أنه قد جاء
في التوراة:
«يا ابن آخذ عنك شهوة عينيك بضربة، فلا تنح ولا تبك،
ولا تنزل دموعك، تنهد ساكتا، لا تعمل مناحة على أموات»([1]).
([1])
حزقيال. الإصحاح 24 الفقرة 16 ـ 18.
|