· زيارة الصديقة الطاهرة

   

صفحة :   

· زيارة الصديقة الطاهرة:

1 ـ ذكر الشيخ المفيد زيارة لفاطمة «عليها السلام»، تقول: «السلام عليك يا رسول الله «صلى الله عليه وآله»، السلام على ابنتك الصديقة الطاهرة، السلام عليك يا فاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله»، يا سيدة نساء العالمين، أيتها البتول الشهيدة الطاهرة، الخ..»([1]).

2 ـ وفي نص آخر: «السلام عليك أيتها البتولة الشهيدة، ابنة نبي الرحمة»([2]).

وهناك نص آخر لزيارتها يقول: «السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة»([3]).

3 ـ ونص آخر يقول: «السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة، الممنوعة إرثها، المكسور ضلعها، المظلوم بعلها، المقتول ولدها»([4]).

وقال الشيخ الصدوق «رحمه الله»:

«لم أجد في الأخبار شيئاً موظفاً محدوداً لزيارة الصديقة «عليها السلام»، فرضيت لمن نظر في كتابي هذا من زيارتها ما رضيت لنفسي»([5]).

قال هذا تعقيبا على الزيارة المتقدمة التي تقول: «السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة»([6]).

4 ـ وقال الشيخ الطوسي «رحمه الله» بعد نقله الزيارة المروية: «يا ممتحنة، امتحنك الله..».

«هذه الرواية وجدتها مروية لفاطمة «عليها السلام»، وأما ما وجدت أصحابنا يذكرونه من القول عند زيارتها «عليها السلام»، فهو أن تقف على أحد الموضعين اللذين ذكرناهما([7])، وتقول:

السلام عليك يا بنت رسول الله.. السلام عليك أيتها الصديقة الشهيدة الخ..»([8]).

5 ـ وفي نص آخر: «اللهم صل على السيدة المفقودة، الكريمة المحمودة، الشهيدة العالية»([9]).

6 ـ وقد ذكر الكفعمي: أن عدد أولاد فاطمة خمسة. وأن سبب وفاتها «عليها السلام» هو أنها ضربت وأسقطت([10]).

وأما تفاصيل حديث ظلمها، فقد تقدم شطر منها في ضمن ذلك القدر العظيم من النصوص والآثار في الفصول المتقدمة، ونقدم هنا مقدارا مما ذكره المؤرخون والمؤلفون في كتبهم، نبدؤها بما رواه سليم بن قيس، في كتابه القيم، الذي هو من الأصول المعتمدة، لجامعية حديثه لتفاصيل ما جرى.

7 ـ قال شيخ الإسلام العلامة المجلسي: روي بأسانيد معتبرة عن سليم بن قيس الهلالي، وغيره، عن سلمان والعباس قالا: ـ والنص لكتاب سليم:

قال سليم بن قيس: «فلما رأى علي «عليه السلام» خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وطاعتهم له وتعظيمهم إياه لزم بيته.

فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة. وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما، وأبعدهما غوراً، والآخر أفظهما (وأغلظهما) وأجفاهما.

فقال أبو بكر: من نرسل إليه؟!

فقال (عمر): نرسل إليه قنفذا، وهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء، أحد بني عدي بن كعب.

فأرسله إليه وأرسل معه أعواناً. وانطلق، فاستأذن على علي «عليه السلام»، فأبى أن يأذن لهم.

فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر ـ وهما (جالسان)، في المسجد والناس حولهما ـ فقالوا: لم يؤذن لنا.

فقال عمر: إذهبوا، فإن أذن لكم وإلا فادخلوا (عليه) بغير إذن!!

فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة «عليها السلام»: «أحرج عليكم أن تدخلوا علي بيتي (بغير إذن) ». فرجعوا وثبت قنفذ الملعون.

فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا، فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن.

فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء؟!

ثم أمر أناساً حوله أن يحملوا الحطب فحملوا الحطب، وحمل معهم عمر فجعلوه حول منزل علي وفاطمة وابنيهما «عليهم السلام»، ثم نادى عمر حتى أسمع علياً وفاطمة «عليهما السلام»:

«والله لتخرجن يا علي، ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك (بيتك بالنار)؟!

فقالت فاطمة «عليها السلام»، يا عمر، ما لنا ولك؟!

فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم.

فقالت: «يا عمر، أما تتقي الله تدخل علي بيتي»؟ فأبى أن ينصرف.

ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، ثم دفعه، فدخل، فاستقبلته فاطمة «عليها السلام» وصاحت: «يا أبتاه يا رسول الله»! فرفع عمر السيف وهو في غمده، فوجأ به جنبها، فصرخت: «يا أبتاه»!

فرفع السوط فضرب به ذراعها فنادت: «يا رسول الله، لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر».

فوثب علي «عليه السلام» فأخذ بتلابيبه، ثم نتره، فصرعه، ووجأ أنفه.

ورقبته، وهم بقتله، فذكر قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» وما أوصاه به، فقال:

«والذي كرم محمدا بالنبوة ـ يا ابن صهاك ـ لولا كتاب من الله سبق، وعهد عهده إلي رسول الله «صلى الله عليه وآله»، لعلمت أنك لا تدخل بيتي».

فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، وثار علي «عليه السلام» إلى سيفه. فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي «عليه السلام» (إليه) بسيفه، لما قد عرف من بأسه وشدته.

فقال أبو بكر لقنفذ: «إرجع، فإن خرج وإلا فاقتحم عليه بيته، فإن امتنع فاضرم عليهم بيتهم بالنار.

فانطلق قنفذ الملعون، فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن.

إلى أن قال: وحالت بينهم وبينه فاطمة «عليها السلام» عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله..

إلى أن قال: ثم انطلق بعلي «عليه السلام» يعتل عتلا حتى انتهي به إلى أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، ومعاذ بن جبل، والمغيرة بن شعبة، وأسيد بن حصين، وبشير بن سعد، وسائر الناس (جلوس) حول أبي بكر عليهم السلاح.

قال: قلت لسلمان: أدخلوا على فاطمة «عليها السلام» بغير إذن؟!

قال: إي والله، وما عليها من خمار. فنادت: «وا أبتاه، وا رسول الله! يا أبتاه فلبئس ما خلفك أبو بكر وعمر وعيناك لم تتفقا في قبرك» ـ تنادي بأعلى صوتها ـ فلقد رأيت أبا بكر ومن حوله يبكون (وينتحبون) ما فيهم إلا باك غير عمر وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة، وعمر يقول: إنا لسنا من النساء ورأيهن في شيء.

قال: فانتهوا بعلي «عليه السلام» إلى أبي بكر وهو يقول: أما والله لو قد وقع سيفي في يدي لعلمتم أنكم لن تصلوا إلى هذا أبدا. أما والله ما ألوم نفسي في جهادكم، ولو كنت استمكنت من الأربعين رجلا لفرقت جماعتكم، ولكن لعن الله أقواما بايعوني ثم خذلوني.

ولما أن بصر به أبو بكر صاح: «خلوا سبيله»!

فقال علي «عليه السلام»: يا أبا بكر، ما أسرع ما توثبتم على رسول الله!

بأي حق وبأي منزلة دعوت الناس إلى بيعتك؟! ألم تبايعني بالأمس بأمر الله، وأمر رسول الله؟!

وقد كان قنفذ لعنه الله ضرب فاطمة «عليها السلام» بالسوط حين حالت بينه وبين زوجها وأرسل إليه عمر: إن حالت بينك وبينه فاطمة فاضربها، فألجأها قنفذ لعنه الله إلى عضادة باب بيتها ودفعها فكسر ضلعها من جنبها، فألقت جنينا من بطنها. فلم تزل صاحبة فراش حتى ماتت «عليها السلام» من ذلك شهيدة.

قال: ولما انتهي بعلي «عليه السلام» إلى أبي بكر انتهره عمر، وقال له: بايع (ودع عنك هذه الأباطيل).

فقال له «عليه السلام»: فإن لم أفعل فما أنتم صانعون؟!

قالوا: نقتلك ذلا وصغار!!

فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله.

فقال أبو بكر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسول الله فما نقر بهذا!

قال: أتجحدون أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» آخى بيني وبينه؟

قال: نعم. فأعاد ذلك عليهم ثلاث مرات.

ثم أقبل عليهم علي «عليه السلام» فقال: يا معشر المسلمين والمهاجرين والأنصار، أنشدكم الله أسمعتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول يوم غدير خم كذا وكذا؟! وفي غزوة تبوك كذا وكذا؟ فلم يدع «عليه السلام» شيئاً قال فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله» علانية للعامة إلا ذكرهم إياه.

قالوا: اللهم نعم.

فلما تخوف أبو بكر أن ينصره الناس، وأن يمنعوه بادرهم فقال (له): كلما قلت حق قد سمعناه بآذاننا (وعرفناه) ووعته قلوبنا، ولكن قد سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول بعد هذا: «إنا أهل بيت اصطفانا الله (وأكرمنا)، واختار لنا الآخرة على الدنيا، وإن الله لم يكن ليجمع لنا أهل البيت النبوة والخلافة».

فقال علي «عليه السلام»: هل أحد من أصحاب رسول الله «صلى الله عليه وآله» شهد هذا معك؟!

فقال عمر: صدق خليفة رسول الله، قد سمعته منه كما قال.

وقال أبو عبيدة وسالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل: (صدق)، قد سمعنا ذلك من رسول الله «صلى الله عليه وآله».

فقال لهم علي «عليه السلام»: لقد وفيتم بصحيفتكم (الملعونة) التي تعاقدتم عليها في الكعبة: «إن قتل الله محمداً أو مات لتزون هذا الأمر عنا أهل البيت».

فقال أبو بكر: فما علمك بذلك؟ ما أطلعناك عليها؟!

فقال «عليه السلام»: أنت يا زبير، وأنت يا سلمان، وأنت يا أبا ذر. وأنت يا مقداد، أسألكم بالله وبالاسلام، (أما) سمعتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول ذلك وأنتم تسمعون: «إن فلاناً وفلاناً ـ حتى عد هؤلاء الخمسة ـ قد كتبوا بينهم كتاباً، وتعاهدوا فيه وتعاقدوا (أيماناً) على ما صنعوا إن قتلت أو مت؟!

فقالوا: اللهم نعم، قد سمعنا رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول ذلك لك:

إنهم قد تعاهدوا وتعاقدوا على ما صنعوا، وكتبوا بينهم كتاباً إن قتلت أو مت (أن يتظاهروا عليك) وأن يزووا عنك هذا يا علي».

قلت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، فما تأمرني إذا كان ذلك أن أفعل؟

فقال لك: إن وجدت عليهم أعواناً فجاهدهم ونابذهم، وإن (أنت) لم تجد أعوانا فبايع واحقن دمك.

فقال علي «عليه السلام»: أما والله، لو أن أولئك الأربعين رجلا الذين بايعوني وفوا لي لجاهدتكم في الله، ولكن أما والله لا ينالها أحد من عقبكما إلى يوم القيامة. وفي ما يكذب قولكم على رسول الله «صلى الله عليه وآله» قوله تعالى: ﴿أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا([11])، فالكتاب النبوة والحكمة، والسنة والملك الخلافة ونحن آل إبراهيم.

فقام المقداد فقال: يا علي بما تأمرني؟ والله إن أمرتني لأضربن بسيفي وإن أمرتني كففت؟.

فقال علي «عليه السلام»: كف يا مقداد، واذكر عهد رسول الله وما أوصاك به.

فقمت وقلت: والذي نفسي بيده، لو أني أعلم أني أدفع ضيما وأعز لله دينا، لوضعت سيفي على عنقي ثم ضربت به قدما قدما،

أتثبون على أخي رسول الله ووصيه وخليفته في أمته وأبي ولده؟!

فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرخاء!

وقام أبو ذر فقال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصيانها، إن الله يقول: ﴿ إِنَّ اللهَ اصْطَفَى آَدَمَ وَنُوحًا وَآَلَ إِبْرَاهِيمَ وَآَلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ([12])، وآل محمد الأخلاف من نوح، وآل إبراهيم من إبراهيم، والصفوة والسلالة من إسماعيل وعترة النبي محمد، أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، وهم كالسماء المرفوعة، والجبال المنصوبة، والكعبة المستورة، والعين الصافية، والنجوم الهادية، والشجرة المباركة، أضاء نورها وبورك زيتها، محمد خاتم الأنبياء، وسيد ولد آدم، وعلي وصي الأوصياء، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، وهو الصديق الأكبر، والفاروق الأعظم، ووصي محمد، ووارث علمه، وأولى الناس بالمؤمنين من أنفسهم، كما قال: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ([13])، فقدموا من قدم الله، وأخروا من أخر الله، واجعلوا الولاية والوراثة لمن جعل الله.

فقام عمر فقال لأبي بكر ـ وهو جالس فوق المنبر ـ : ما يجلسك فوق هذا المنبر، وهذا جالس محارب لا يقوم فيبايعك؟ أو تأمر به فنضرب عنقه! ـ والحسن والحسين قائمان ـ!

فلما سمعا مقالة عمر بكيا، فضمهما «عليه السلام» إلى صدره فقال: لا تبكيا، فوالله ما يقدران على قتل أبيكما.

وأقبلت أم أيمن حاضنة رسول الله «صلى الله عليه وآله» فقالت: «يا أبا بكر، ما أسرع ما أبديتم حسدكم ونفاقكم»! فأمر بها فأخرجت من المسجد

وقال: ما لنا وللنساء.

وقام بريدة الأسلمي وقال: أتثب ـ يا عمر ـ على أخي رسول الله وأبي ولده، وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك؟! ألستما قال لكما رسول الله «صلى الله عليه وآله»: «انطلقا إلى علي وسلما عليه بإمرة المؤمنين»؟!

فقلتما: أعن أمر الله وأمر رسوله؟

قال: نعم.

فقال أبو بكر: قد كان ذلك، ولكن رسول الله قال بعد ذلك:

«لا يجتمع لأهل بيتي النبوة والخلافة».

فقال: «والله ما قال هذا رسول الله، والله لا سكنت في بلدة أنت فيها أمير، فأمر به عمر فضرب وطرد!

ثم قال: قم يا ابن أبي طالب فبايع.

فقال «عليه السلام»: فإن لم أفعل:

قال: إذا والله نضرب عنقك، فاحتج عليهم ثلاث مرات، ثم مد يده من غير أن يفتح كفه، فضرب عليها أبو بكر، ورضي بذلك منه.

فنادى علي «عليه السلام» قبل أن يبايع ـ والحبل في عنقه ـ : ﴿ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي([14]).

وقيل للزبير: بايع. فأبى، فوثب إليه عمر، وخالد بن الوليد، والمغيرة بن شعبة في أناس معهم، فانتزعوا سيفه (من يده) فضربوا به الأرض (حتى كسروه ثم لببوه).

فقال الزبير ـ (وعمر على صدره) ـ : «يا ابن صهاك، أما والله لو أن سيفي في يدي لحدت عني». ثم بايع.

قال سلمان: ثم أخذوني فوجأوا عنقي حتى تركوها كالسلعة، ثم أخذوا يدي (وفتلوها)، فبايعت مكرها.

ثم بايع أبو ذر والمقداد مكرهين، وما بايع أحد من الأمة مكرها غير علي «عليه السلام» وأربعتنا. ولم يكن منا أحد أشد قولاً من الزبير، فإنه لما بايع قال: يا ابن صهاك، أما والله لولا هؤلاء الطغاة الذين أعانوك لما كنت تقدم علي ومعي سيفي، لما أعرف من جبنك ولؤمك، ولكن وجدت طغاة تقوى بهم وتصول.

فغضب عمر وقال: أتذكر صهاك؟!

فقال: (ومن صهاك) وما يمنعني من ذكرها؟! وقد كانت صهاك زانية، أو تنكر ذلك؟! أوليس كانت أمة حبشية لجدي عبد المطلب فزنى بها جدك نفيل، فولدت أباك الخطاب، فوهبها عبد المطلب لجدك ـ بعدما نزى بها ـ فولدته، وإنه لعبد لجدي ولد زنا؟!.

فأصلح بينهما أبو بكر وكف كل واحد منهما عن صاحبه.

قال سليم بن قيس: فقلت لسلمان: أفبايعت أبا بكر ـ يا سلمان ـ ولم تقل شيئاً؟

قال: قد قلت بعدما بايعت: تبا لكم سائر الدهر، أوتدرون ما صنعتم بأنفسكم؟ أصبتم وأخطأتم! أصبتم سنة من كان قبلكم من الفرقة والاختلاف، وأخطأتم سنة نبيكم حتى أخرجتموها من معدنها وأهلها.

فقال عمر: يا سلمان، أما إذ (بايع صاحبك) وبايعت فقل ما شئت وافعل ما بدا لك، وليقل صاحبك ما بدا له.

قال سلمان: فقلت: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: «إن عليك وعلى صاحبك الذي بايعته مثل ذنوب (جميع) أمته إلى يوم القيامة ومثل عذابهم جميعاً».

فقال: قل ما شئت، أليس قد بايعت ولم يقر الله عينيك بأن يليها صاحبك؟

فقلت: أشهد أني قد قرأت في بعض كتب الله المنزلة أنك ـ باسمك ونسبك وصفتك ـ باب من أبواب جهنم.

فقال لي: قل ما شئت، أليس قد أزالها الله عن أهل (هذا) البيت الذي اتخذتموه أربابا من دون الله؟

فقلت له: أشهد أني سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول، وسألته عن هذه الآية: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ([15])، فأخبرني بأنك أنت هو.

فقال عمر: اسكت: أسكت الله نامتك، أيها العبد، يا ابن اللخناء!

فقال علي «عليه السلام»: أقسمت عليك يا سلمان لما سكت الخ..»([16]).

8 ـ وفي نص آخر لسليم بن قيس يقول فيه: فلم يبق إلا علي، وبنو هاشم، وأبو ذر، والمقداد، وسلمان، في أناس معهم يسير، قال عمر لأبي بكر: يا هذا، إن الناس أجمعين قد بايعوك ما خلا هذا الرجل وأهل بيته وهؤلاء النفر، فابعث إليه.

فبعث (إليه) ابن عم لعمر يقال له «قنفذ». فقال (له: يا قنفذ)، انطلق إلى علي، فقل له: أجب خليفة رسول الله. فانطلق فأبلغه.

فقال علي «عليه السلام»: «ما أسرع ما كذبتم على رسول الله (نكثتم) وارتددتم، والله ما استخلف رسول الله غيري. فارجع يا قنفذ فإنما أنت رسول، فقل له: قال لك علي والله ما استخلفك رسول الله، وإنك لتعلم من خليفة رسول الله».

فأقبل قنفذ إلى أبي بكر فبلغه الرسالة، فقال أبو بكر: صدق علي، ما استخلفني رسول الله!

فغضب عمر، ووثب (وقام). فقال أبو بكر: إجلس. ثم قال لقنفذ: «إذهب إليه فقل له: أجب أمير المؤمنين أبا بكر»!

فأقبل قنفذ حتى دخل على علي «عليه السلام» فأبلغه الرسالة.

فقال «عليه السلام»: كذب والله، انطلق إليه فقل له: (والله) لقد تسميت باسم ليس لك، فقد علمت أن أمير المؤمنين غيرك.

فرجع قنفذ فأخبرهما.

فوثب عمر غضبان فقال: والله إني لعارف بسخفه وضعف رأيه، وإنه لا يستقيم لنا أمر حتى نقتله، فخلني آتك برأسه!

فقال أبو بكر: اجلس فأبى، فأقسم عليه، فجلس، ثم قال: يا قنفذ، انطلق فقل له: أجب أبا بكر.

فأقبل قنفذ فقال: «يا علي، أجب أبا بكر».

فقال علي «عليه السلام»: «إني لفي شغل عنهم، وما كنت بالذي أترك وصية خليلي وأخي، وأنطلق إلى أبي بكر وما اجتمعتم عليه من الجور».

فانطلق قنفذ فأخبر أبا بكر، فوثب عمر غضبانا، فنادى خالد بن الوليد وقنفذا، فأمرهما أن يحملا حطبا ونارا، ثم أقبل حتى انتهى إلى باب علي «عليه السلام»، وفاطمة «عليها السلام» قاعدة خلف الباب، قد عصبت رأسها، ونحل جسمها في وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فأقبل عمر حتى ضرب الباب، ثم نادى: «يا ابن أبي طالب: افتح الباب».

فقالت فاطمة «عليها السلام»: يا عمر، ما لنا ولك؟ لا تدعنا وما نحن فيه.

قال: إفتحي الباب وإلا أحرقناه عليكم!

فقالت: يا عمر، أما تتقي الله عز وجل، تدخل بيتي وتهجم علي داري؟

فأبى أن ينصرف، ثم دعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، فأحرق الباب، ثم دفعه عمر، فاستقبلته فاطمة «عليها السلام» وصاحت: «يا أبتاه! يا رسول الله»! فرفع السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت، فرفع السوط فضرب به ذراعها فصاحت: «يا أبتاه»!

فوثب علي بن أبي طالب «عليه السلام»، فأخذ بتلابيب عمر ثم هزه فصرعه، ووجأ أنفه، ورقبته، وهم بقتله، فذكر قول رسول الله «صلى الله عليه وآله» وما أوصى به من الصبر والطاعة، فقال: والذي كرم محمدا بالنبوة يا ابن صهاك، لولا كتاب من الله سبق لعلمت أنك لا تدخل بيتي.

فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار، وسل خالد بن الوليد السيف ليضرب فاطمة «عليها السلام»! فحمل عليه بسيفه، فأقسم على علي «عليه السلام»، فكف.

وأقبل المقداد، وسلمان، وأبو ذر، وعمار، وبريدة الأسلمي حتى دخلوا الدار أعوانا لعلي «عليه السلام»، حتى كادت تقع فتنة، فأخرج علي«عليه السلام» واتبعه الناس واتبعه سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار وبريدة (الأسلمي رحمهم الله) وهم يقولون: «ما أسرع ما خنتم رسول الله «صلى الله عليه وآله»، وأخرجتم الضغائن التي في صدوركم».

وقال بريدة بن الخصيب الأسلمي: يا عمر، أتثب على أخي رسول الله ووصيه، وعلى ابنته، فتضربها، وأنت الذي تعرفك قريش بما تعرفك به.

فرفع خالد بن الوليد السيف ليضرب به بريدة وهو في غمده، فتعلق به عمر، ومنعه من ذلك.

فانتهوا بعلي «عليه السلام» إلى أبي بكر ملبباً، فلما بصر به أبو بكر صاح: خلوا سبيله!

فقال علي «عليه السلام»: «ما أسرع ما توثبتم على أهل بيت نبيكم! يا أبا بكر، بأي حق وبأي ميراث، وبأي سابقة تحث الناس إلى بيعتك؟!

ألم تبايعني بالأمس بأمر رسول الله «صلى الله عليه وآله»..»؟!

فقال عمر: دع (عنك) هذا يا علي، فوالله إن لم تبايع لنقتلنك.

إلى أن تقول الرواية: ثم قال: يا علي، قم بايع.

فقال علي «عليه السلام»: إن لم أفعل؟

قال: إذا والله نضرب عنقك.

قال «عليه السلام»: كذبت والله يا ابن صهاك، لا تقدر على ذلك، أنت ألأم وأضعف من ذلك.

فوثب خالد بن الوليد، واخترط سيفه، وقال: «والله، إن لم تفعل لأقتلنك».

فقام إليه علي «عليه السلام» وأخذ بمجامع ثوبه، ثم دفعه حتى ألقاه على قفاه، ووقع السيف من يده!

فقال عمر: قم يا علي بن أبي طالب فبايع.

قال «عليه السلام»: فإن لم أفعل؟

قال: «إذا والله نقتلك».

واحتج عليهم علي «عليه السلام» ثلاث مرات، ثم مد يده من غير أن يفتح كفه، فضرب عليها أبو بكر. ورضي (منه) بذلك، ثم توجه إلى منزله وتبعه الناس»([17]).

9 ـ ويقول سليم بن قيس أيضاً: قال ابن عباس: ثم إنهم تآمروا وتذاكروا فقالوا: «لا يستقيم لنا أمر ما دام هذا الرجل حياً»!

فقال أبو بكر: من لنا بقتله؟!

فقال عمر: «خالد بن الوليد»! فأرسلا إليه فقالا: «يا خالد، ما رأيك في أمر نحملك عليه»؟

قال: احملاني على ما شئتما، فوالله إن حملتماني على قتل ابن أبي طالب لفعلت.

فقالا: والله ما نريد غيره. قال: فإني له!

فقال أبو بكر: إذا قمنا في الصلاة صلاة الفجر فقم إلى جانبه ومعك السيف. فإذا سلمت فاضرب عنقه.

قال نعم، فافترقوا على ذلك.

ثم إن أبا بكر تفكر فيما أمر به من قتل علي «عليه السلام» وعرف أنه إن فعل ذلك وقعت حرب شديدة وبلاء طويل، فندم على ما أمره به، فلم ينم ليلته تلك حتى (أصبح، ثم) أتى المسجد وقد أقيمت الصلاة، فتقدم فصلى بالناس مفكرا لا يدري ما يقول.

وأقبل خالد بن الوليد متقلدا بالسيف حتى قام إلى جانب علي «عليه السلام»، وقد فطن علي «عليه السلام» ببعض ذلك. فلما فرغ أبو بكر من تشهده، صاح قبل أن يسلم: «يا خالد لا تفعل ما أمرتك، فإن فعلت قتلتك»، ثم سلم عن يمينه وشماله.

فوثب علي «عليه السلام»، فأخذ بتلابيب خالد، وانتزع السيف من يده، ثم صرعه وجلس على صدره وأخذ سيفه ليقتله. واجتمع عليه أهل المسجد ليخلصوا خالدا فما قدروا عليه.

فقال العباس: حلفوه بحق القبر «لما كففت». فحلفوه بالقبر فتركه، وقام فانطلق إلى منزله.

وجاء الزبير، والعباس، وأبو ذر، والمقداد، وبنو هاشم، واخترطوا السيوف وقالوا: «والله لا تنتهون حتى يتكلم ويفعل»! واختلف الناس، وماجوا، واضطربوا.

وخرجت نسوة بني هاشم فصرخن وقلن: «يا أعداء الله، ما أسرع ما أبديتم العداوة لرسول الله وأهل بيته، لطالما أردتم هذا من رسول الله «صلى الله عليه وآله»، فلم تقدروا عليه، فقتلتم ابنته بالأمس ثم (أنتم) تريدون اليوم أن تقتلوا أخاه وابن عمه ووصيه وأبا ولده؟ كذبتم ورب الكعبة، ما كنتم تصلون إلى قتله».

حتى تخوف الناس أن تقع فتنة عظيمة([18]).

المفيد في الأمالي:

10 ـ أبو عبد الله المفيد، أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي، قال: حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة، قال: حدثنا أبو بكر أحمد بن منصور الرمادي، قال: حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن أبي هلال، عن مروان بن عثمان.

قال: لما بايع الناس أبا بكر دخل علي «عليه السلام»، والزبير، والمقداد بيت فاطمة «عليها السلام»، وأبوا أن يخرجوا.

فقال عمر بن الخطاب: أضرموا عليهم البيت نارا، فخرج الزبير ومعه سيفه.

فقال أبو بكر: عليكم بالكلب، فقصدوا نحوه، فزلت قدمه، وسقط إلى الأرض، ووقع السيف من يده.

فقال أبو بكر: اضربوا به الحجر، فضرب بسيفه الحجر حتى انكسر، وخرج علي بن أبي طالب «عليه السلام» نحو العالية، فلقيه ثابت بن قيس بن شماس، فقال: ما شأنك يا أبا الحسن.

فقال أرادوا أن يحرقوا علي بيتي وأبو بكر على المنبر يبايع له، ولا يدفع عن ذلك ولا ينكره.

فقال له ثابت: ولا تفارق كفي يدك حتى أقتل دونك، فانطلقا جميعا حتى عادا إلى المدينة، وإذا فاطمة «عليها السلام» واقفة على بابها وقد خلت دارها من أحد من القوم وهي تقول: لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم، تركتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، وصنعتم بنا ما صنعتم ولم تروا لنا حقا؟!([19]).

11 ـ قال الشيخ المفيد «رحمه الله» تعالى: «لما اجتمع من اجتمع إلى دار فاطمة «عليها السلام» من بني هاشم وغيرهم للتحيز عن أبي بكر، وإظهار الخلاف عليه، أنفذ عمر بن الخطاب قنفذا، وقال له: أخرجهم من البيت، فإن خرجوا، وإلا فاجمع الأحطاب على بابه، وأعلمهم: أنهم إن لم يخرجوا للبيعة أضرمت البيت عليهم ناراً.

ثم قام بنفسه في جماعة، منهم المغيرة بن شعبة الثقفي، وسالم مولى أبي حذيفة، حتى صاروا إلى باب علي «عليه السلام»، فنادى: يا فاطمة بنت رسول الله، أخرجي من اعتصم ببيتك ليبايع، ويدخل فيما دخل فيه المسلمون، وإلا والله أضرمت عليهم ناراً..» في حديث مشهور([20]).

12 ـ لقد نسب الكنجي إلى المفيد وابن قتيبة قولهما بسقوط الجنين محسن، قال الكنجي عن الشيخ المفيد:

«..وزاد على الجمهور: أن فاطمة «عليها السلام» أسقطت بعد النبي ذكرا. وكان سماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» محسناً. وهذا شيء لم يوجد عند أحد من أهل النقل إلا عند ابن قتيبة»([21]).

ولكن ما نذكره في هذه الفصول يدل على عدم صحة وعدم دقة عبارته الأخيرة، فهو موجود في عشرات المصادر والمراجع.

13 ـ وقال الشيخ المفيد:

«ولم يحضر دفن رسول الله كثير من الناس لما جرى بين المهاجرين والأنصار من التشاجر في أمر الخلافة. وفات أكثرهم الصلاة عليه.

وأصبحت فاطمة تنادي: واسوء صباحاه.

فسمعها الخليفة الثاني فقال لها: إن صباحك لصباح سوء»([22]).

14 ـ وقال المفيد: قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا أحمد بن إدريس قال: محمد بن عبد الجبار عن القاسم بن محمد الرازي عن علي بن الهرمزان عن علي بن الحسين بن علي، عن أبيه الحسين «عليهما السلام» قال: لما مرضت فاطمة بنت النبي «صلى الله عليه وآله» وصت إلى علي «عليه السلام» أن يكتم أمرها، ويخفي خبرها، ولا يؤذن أحد بمرضها، ففعل ذلك وكان يمرضها بنفسه، وتعينه على ذلك أسماء بنت عميس رحمها الله على استسرار بذلك كما وصت به.

فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين «عليه السلام» أن يتولى أمرها ويدفنها ليلا ويعفي قبرها. فتولى ذلك أمير المؤمنين «عليه السلام» ودفنها وعفى موضع قبرها..([23]).

15 ـ وروى المفيد، والعياشي عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه، عن جده، قال:

«ما أتى على علي «عليه السلام» يوم قط أعظم من يومين أتياه، فأما أول يوم، فاليوم الذي قبض فيه رسول الله «صلى الله عليه وآله».

وأما اليوم الثاني، فوالله، إني لجالس في سقيفة بني ساعدة، عن يمين أبي بكر، والناس يبايعونه، إذ قال له عمر: يا هذا، لم تصنع شيئاً إذا لم يبايعك علي، فابعث إليه حتى يأتيك فيبايعك.

قال: فبعث قنفذا، فقال له: أجب خليفة رسول الله «صلى الله عليه وآله»..».

إلى أن تقول الرواية: ..فقال عمر: قم إلى الرجل.

فقام أبو بكر، وعمر، وعثمان، وخالد بن الوليد، والمغيرة بن شعبة، وأبو عبيدة الجراح، وسالم مولى أبي حذيفة، وقمت معهم.

وظنت فاطمة «عليها السلام»: أنه لا تدخل بيتها إلا بإذنها، فأجافت الباب وأغلقته.

فلما انتهوا إلى الباب ضرب عمر الباب برجله فكسره ـ وكان من سعف ـ فدخلوا على علي «عليه السلام»، وأخرجوه ملبباً»([24]).

16 ـ وقال محمد بن جرير بن رستم الطبري:

«حدث الواقدي قال: حدثنا ابن أبي حنيفة، عن داود بن الحصين قال: غضب رجال من المهاجرين والأنصار في بيعة أبي بكر. وقالوا: عن غير مشورة ولا رضى منا، وغضب علي والزبير، ودخلا بيت فاطمة، وتخلفا عن البيعة، فجاءهم عمر في عصابة فيهم أسد بن حصين، وسلمة بن أسلم بن جريش الأشهلي، فصاح عمر: أخرجوا، أو لنحرقنها عليكم. فأبوا أن يخرجوا، فصاحت بهم فاطمة وناشدتهم الله، فأمر عمر سلمة بن أسلم، فدخل عليهما، وأخذ سيف أحدهما فضرب به الجدار حتى كسره. ثم أخرجهما يسوقهما حتى بايعا».

17 ـ قال: وأخبرني إسحاق بن إبراهيم قال: أخبرنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الله ابن أعين، عن حرب بن أبي الأسود الدؤلي، قال: «بعثني أبي إلى جندب بن عبد الله البجلي، أسأله عما حضر من أبي بكر وعمر مع علي، حيث دعواه إلى البيعة.

قال: أخذاها من علي.

قال: فكتب إليه: لست أسألك عن رأيك. أكتب لي بما حضرت وشاهدت.

فكتب: بعثا إلى علي فجيئ به ملببا، فلما حضر، قالا له: بايع.

قال: فإن لم أفعل؟!

قالا: إذا تقتل.

قال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله.

قالا: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسول الله فلا.

ثم قالا له: بايع.

قال: فإن لم أفعل.

قالا: إذا تقتل، وصغرا لك.

قال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول الله:

قالا: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسول الله، فلا.

قال: فرجع يومئذ ولم يبايع، الخ..»([25]).

18 ـ وقال عماد الدين الطبري. وهو من علماء القرن السابع ما ترجمته:

«..وفي هذه الأثناء وصل عمر مع أهل العناد والنفاق، وقال: يا ابن أبي طالب، افتح الباب، وإلا أحرقت باب بيتك عليك.

قالت فاطمة: يا عمر، اتق الله في حرم رسول الله، لا تدخل، فإنه عليك حرام.

فأصر عمر، ودخل البيت مع أصحابه المنافقين، فصاحت فاطمة:

يا أبتاه ما لقينا من أبي بكر وعمر بعدك.

فأخذ عمر سيفه، وهو في قرابه وضربها به على جنبها.

وضربها قنفذ بالسوط على متنها، فصاحت فاطمة:

يا أبتاه ما لقي أهل بيتك من أبي بكر وعمر بعدك»([26]).

19 ـ وقال: وهو يتحدث عن دفن فاطمة «عليها السلام» من دون علم الخليفة وأن عمر غضب، وبادر إلى ضرب المقداد حين أخبره بالأمر، فقال له المقداد: «لقد ذهبت بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» من الدنيا، وكان الدم يخرج من ظهرها وجنبها بسبب ضربك لها بالسيف والسوط.

إلى أن قال: ثم جاؤا إلى علي فوجدوه جالسا على باب منزله، وحوله أصحابه، فقال له عمر:

يا ابن أبي طالب، لا تتركون حسدكم القديم، بالأمس غسلت رسول الله في غيابنا، واليوم تصلي على فاطمة دوننا.

فقال له عقيل «رحمه الله»: وأنتم ـ والله ـ لأشد الناس حسدا، وأقدم عداوة لرسول الله، وأهل بيته، ضربتموها بالأمس، وخرجت من الدنيا وظهرها بدم، وهي غير راضية عنكما»([27]).

20 ـ وقال المقدس الأردبيلي (المتوفي سنة 993 هـ) وهو يتحدث عن عمر، ما ترجمته:

«.. بأمر منه حملوا الحطب إلى بيت الزهراء ليحرقوه، وقد رأوا وعلموا أن فاطمة «عليها السلام» كانت جالسة خلف الباب وقد أمر عمر بضربها، وقد ضربها عمر نفسه على بطنها، وضربها غلامه بالسوط على كتفها، وكان ذلك سبب سقط جنينها، وبقي أثر ذلك بعد ذلك، ثم مرضت بسبب ذلك وماتت.

وقد كان ذلك كله بأمر منه. ولا ينكر أهل السنة ذلك. لكن بعضهم حاول أن يجيب عنه ـ كالقوشجي ـ فكانت أجوبة باردة وواهية»([28]).

21 ـ قال الخواجوئي المازندراني:

«وفي رواية الكلبي عن ابن عباس.

وفي حديث الزهري: عن أبي إسحاق إبراهيم الثقفي، عن زائدة بن قدامة: أنه خرج عمر في نحو من ستين رجلا، فاستأذن الدخول عليهم، فلم يؤذن له، فشغب، وأجلب.

فخرج إليه الزبير مصلتاً سيفاً، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته، وتبعه الزبير، فعثر بصخرة في طريقه، فسقط لوجهه، فنادى عمر: دونكم الكلب. فأحاطوا به، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على صخرة فكسره. فسيق إليه الزبير سوقاً عنيفاً، إلى أبي بكر، حتى بايع كرهاً.

وعاد إلى الباب واستأذن. فقالت فاطمة: عليك بالله إن كنت (تؤمن ظ) بالله أن تدخل على بيتي، فإني حاسرة.

فلم يلتفت إلى مقالها، وهجم.

فصاحت: يا أبه. ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر.

وتبعه أعوانه، فطالب أمير المؤمنين «عليه السلام» بالخروج، فلم يمتنع عليه، لما تقدم من وصية رسول الله، وضن بالمسلمين عن الفتنة.

إلى أن قال: وخرج معهم، وخرجت الطاهرة في إثره، وهي تقول لزفر: يا ابن السوداء، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله.

قال: ولم تبق من بني هاشم امرأة إلا خرجت معها.

فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك، فقام قائماً، وقال: ما أخرجك يا بنت رسول الله؟!

فقالت: أخرجتني أنت، وهذا ابن السوداء معك.

فقال الأول: يا بنت رسول الله، لا تقولي هذا، فإنه كان لأبيك حبيباً.

قالت: لو كان حبيبا ما أدخل الذل بيته، الخ..»([29]).

22 ـ وقال الخواجوئي المازندراني أيضاً:

«.. ورووا: أن لفاطمة بيتا، ولها إلى المسجد بابا، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله «صلى الله عليه وآله» يقول: لا يجوز الباب إلى المسجد.

فأمر بقلع باب بيتها، حتى يتركوا البيت، أو يسد الباب، ثم إنه ندم على كشف بيتها وقال: ليتني تركت بيت فاطمة ولم أكشفه، الخ..»([30]).

ونقول:

 إن ندمه المذكور ليس لأجل هذا الكشف، بل على اقتحام بيتها يوم البيعة، ويشير إلى ذلك قوله في ذيل هذا الكلام: ولو كان أغلق على حرب.

23 ـ وذكر الطبرسي حديث الهجوم فقال في جملة رواية مفصلة:

فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا، وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي «عليه السلام» ومعهم الزبير. قال: فذهب إليهم عمر في جماعة ممن بايع، فيهم أسيد بن الحضير وسلمة بن سلامة، فألفوهم مجتمعين، فقال لهم: بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس، فوثب الزبير إلى سيفه فقال (لهم) عمر: عليكم بالكلب (العقور) فاكفونا شره، فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده، فأخذه عمر فضرب به الأرض فكسره.

وأحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ومضوا بجماعتهم إلى أبي بكر، فلما حضروا قالوا: بايعوا أبا بكر، فقد بايعه الخ..([31]).

24 ـ وفي نص آخر ذكره الطبرسي أيضا يقول عن عمر:

فعرف أن جماعة في بيوت مستترون، (قال) فكان يقصدهم في جمع كثير، ويكسبهم، ويحضرهم (في) المسجد، فيبايعون. حتى إذا مضت أيام أقبل في جمع كثير إلى منزل علي بن أبي طالب «عليه السلام» فطالبه بالخروج فأبى، فدعا عمر بحطب ونار وقال: والذي نفس عمر بيده ليخرجن أو لأحرقنه على ما فيه. فقيل له: إن فيه فاطمة «عليها السلام» بنت رسول الله، وفيه الحسن والحسين ولدي رسول الله وآثار رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيه، وأنكر الناس ذلك من قوله.

فلما عرف إنكارهم قال: ما بالكم، أتروني فعلت ذلك؟ إنما أردت التهويل، فراسلهم علي «عليه السلام»: أن ليس إلى خروجي حيلة، لأني في جمع كتاب الله عز وجل الذي قد نبذتموه وألهتكم الدنيا عنه، وقد حلفت أن لا أخرج من بيتي ولا أضع ردائي على عاتقي حتى أجمع القرآن.

قال: وخرجت فاطمة بنت رسول الله «صلى الله عليه وآله» إليهم فوقفت خلف الباب ثم قالت: لا عهد لي بقوم أسوأ محضرا منكم، تركتم رسول الله «صلى الله عليه وآله» جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم فيما بينكم (و) لم تؤمرونا ولم تروا لنا حقا، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خم، والله، الخ.. ([32]).

25 ـ ذكر المجلسي «رحمه الله» تعالى عهدا كان كتبه الخليفة الثاني إلى معاوية يحكي فيه له ما جرى لهم مع الزهراء، وقد جاء فيه قوله:

فأتيت داره مستيشراً([33]) لإخراجه منها، فقالت الأمة فضة ـ وقد قلت لها قولي لعلي: يخرج إلى بيعة أبي بكر فقد اجتمع عليه المسلمون فقالت ـ إن أمير المؤمنين «عليه السلام» مشغول.

فقلت: خلي عنك هذا وقولي له يخرج وإلا دخلنا عليه وأخرجناه كرها.

فخرجت فاطمة فوقفت من وراء الباب، فقالت: أيها الضالون المكذبون، ماذا تقولون؟ وأي شيء تريدون؟.

فقلت: يا فاطمة!

فقالت فاطمة: ما تشاء يا عمر؟!

فقلت: ما بال ابن عمك قد أوردك للجواب وجلس من وراء الحجاب؟.

فقالت لي: طغيانك ـ يا شقي ـ أخرجني وألزمك الحجة، وكل ضال غوي.

فقلت: دعي عنك الأباطيل وأساطير النساء وقولي لعلي يخرج.

فقالت: لا حب ولا كرامة([34])، أبحزب الشيطان تخوفني يا عمر؟! وكان حزب الشيطان ضعيفاً.

فقلت: إن لم يخرج جئت بالحطب الجزل وأضرمتها نارا على أهل هذا البيت، وأحرق من فيه، أو يقاد علي إلى البيعة، وأخذت سوط قنفذ فضربت([35]) وقلت لخالد بن الوليد: أنت ورجالنا هلموا في جمع الحطب، فقلت: إني مضرمها.

فقالت: يا عدو الله وعدو رسوله وعدو أمير المؤمنين.

فضربت فاطمة يديها([36]) من الباب تمنعني من فتحه، فرمته فتصعب علي، فضربت كفيها بالسوط فآلمها، فسمعت لها زفيرا وبكاء، فكدت أن ألين، وأنقلب عن الباب، فذكرت أحقاد علي وولوعه في دماء صناديد العرب.

إلى أن قال: فركلت([37]) الباب، وقد ألصقت أحشاءها بالباب تترسه، وسمعتها وقد صرخت صرخة حسبتها قد جعلت أعلى المدينة أسفلها، وقالت: يا أبتاه! يا رسول الله! هكذا كان يفعل بحبيبتك وابنتك، آه يا فضة! إليك فخذيني فقد والله قتل ما في أحشائي من حمل. وسمعتها تمخض([38]) وهي مستندة إلى الجدار، فدفعت الباب ودخلت، فأقبلت إلي بوجه أغشى بصري، فصفقت صفقة([39]) على خديها من ظاهر الخمار فانقطع قرطها وتناثرت إلى الأرض، وخرج علي، فلما أحسست به أسرعت إلى خارج الدار وقلت لخالد وقنفذ ومن معهما: نجوت من أمر عظيم.

وفي رواية أخرى: قد جنيت جناية عظيمة لا آمن على نفسي.

وهذا علي قد برز من البيت، وما لي ولكم جميعا به طاقة. فخرج علي وقد ضربت يديها إلى ناصيتها لتكشف عنها وتستغيث بالله العظيم ما نزل بها، فأسبل علي عليها ملاءتها([40])، وقال لها: يا بنت رسول الله! إن الله بعث أباك رحمة للعالمين..

إلى أن قال: فكوني يا سيدة النساء رحمة على هذا الخلق المنكوس ولا تكوني عذاباً، واشتد بها المخاض. ودخلت البيت فأسقطت سقطا سماه علي محسناً.

وجمعت جمعاً كثيراً، لا مكاثرة لعلي، ولكن ليشتد بهم قلبي وجئت ـ وهو محاصر ـ فاستخرجته من داره..

إلى أن قال: وأبو بكر يقول: ويلك يا عمر، ما الذي صنعت بفاطمة([41]).

26 ـ الأشناني، عن جده، عن محمد بن عمار، عن موسى بن إسماعيل، عن حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي([42])، عن سلمة، عن أبي الطفيل، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله «صلى الله عليه وآله» قال له: يا علي إن لك كنزا في الجنة وأنت ذو قرنينها، فلا تتبع النظرة في الصلاة..

قال الصدوق: «قد سمعت بعض المشايخ يذكر أن هذا الكنز هو ولده المحسن، وهو السقط الذي ألقته فاطمة لما ضغطت بين البابين. واحتج في ذلك بما روي في السقط من أنه يكون محبنطئاً على باب الجنة، فيقال له: ادخل، فيقول: لا، حتى يدخل أبواي قبلي»([43]).

27 ـ وقال ابن طاووس في وصيته لولده:

«وقد ذكرت لك في الطرائف، كيف أرادوا أن يحرقوا بالنار بيت فاطمة ومن فيه. وفيه العباس، وجدك علي، والحسن، والحسين وغيرهم من الأخيار»([44]).

وقد ذكرنا بعضاً من كلام ابن طاووس في فصل سابق.

28 ـ قال المجلسي الأول في شرحه لكتاب: من لا يحضره الفقيه، حين وصل إلى موضوع استشهاد فاطمة «عليها السلام»:

«وشهادتها صلوات الله عليها كانت من ضرب عمر.. الباب على بطنها عند إرادة أمير المؤمنين لبيعة أبي بكر.. وضرب قنفذ غلام عمر السوط عليها بإذنه.

والحكاية مشهورة عند العامة والخاصة. ومفصله في كتاب لسليم بن قيس الهلالي.

وسقط بالضرب غلام كان اسمه «محسن». وهو مذكور في إرشاد المفيد (رض)»([45]).

29 ـ وقال المجلسي الثاني:

«.. وفي رواية أخرى: ضربها عمر بالسوط، فماتت حين ماتت، وأن في عضدها مثل الدملج من ضربته..

إلى أن قال: لم تدعهم يذهبوا بعلي «عليه السلام» حتى عصروها وراء الباب، فألقت ما في بطنها من سماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» «محسناً» حتى ماتت «عليها السلام» مما أصابها».

وفي رواية أخرى: أن المغيرة بن شعبة.. بأمر عمر دفع الباب على بطنها حتى ألقت محسناً، فأخرج علي «عليه السلام» إلى المسجد»([46]).

30 ـ وقال المجلسي الثاني معلقاً على الحديث الصحيح المروي: عن أبي الحسن: إن فاطمة صديقة شهيدة، ما لفظه:

«ثم إن هذا الخبر يدل على أن فاطمة «صلوات الله عليها» كانت شهيدة، وهو من المتواترات.

وكان سبب ذلك: أنهم لما غصبوا الخلافة، وبايعهم أكثر الناس بعثوا إلى أمير المؤمنين «عليه السلام» ليحضر للبيعة، فأبى. فبعث عمر بنار ليحرق على أهل البيت بيتهم. وأرادوا الدخول عليه قهراً. فمنعتهم فاطمة عند الباب، فضرب قنفذ غلام عمر الباب على بطن فاطمة، فكسر جنبيها، وأسقطت لذلك جنيناً كان سماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» «محسناً».

فمرضت لذلك، وتوفيت «صلوات الله عليها» في ذلك المرض، فقد روى الطبري والواقدي في تاريخيهما: أن عمر بن الخطاب جاء إلى علي في عصابة فيهم أسيد بن حضير، وسلمة بن أسلم، فقال: أخرجوا أو لأحرقنها عليكم.

وروى ابن حزانة الخ..»([47]).

31 ـ وقال المجلسي عن عمر بن الخطاب: «قد استفاض في رواياتنا، بل في رواياتهم أيضاً: أنه روع فاطمة «عليها السلام» حتى ألقت ما في بطنها.

وقد سبق في الروايات المتواترة، وسيأتي: أن إيذاءها «صلوات الله عليها» إيذاء للرسول وآذيا([48]) علياً «عليه السلام». وقد تواتر في روايات الفريقين قول النبي «صلى الله عليه وآله»: من آذى عليا فقد آذاني. وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا([49])..»([50]).

32 ـ وقال المجلسي «رحمه الله»، وهو يشرح بعض الأدعية:

«إشارة إلى ما فعله الأول والثاني مع علي «عليه السلام»، وفاطمة «عليها السلام» من الايذاء. وأرادا إحراق بيت علي «عليه السلام» بالنار. وقاداه قهرا كالجمل المخشوش، وضغطا فاطمة «عليها السلام» في بابها حتى سقطت بمحسن، وأمرت أن تدفن ليلاً لئلا يحضر الأول والثاني جنازتها وغير ذلك»([51]).

33 ـ كما أن بعض المحدثين والمؤرخين من قدماء أصحابنا، قد عد من ألقابها «عليها السلام» لقب: «الشهيدة»([52]).

ثم فسر ذلك فقال: «شهيدة إذ ضربوا باب دارها على بطنها، حتى هلك ابنها الجنين، الذي سماه رسول الله «صلى الله عليه وآله» (المحسن)»([53]).

34 ـ ويقول البعض: إنه لما أوقف علي «عليه السلام» تكلم فقال: «أيتها الغدرة الفجرة، فاستعدوا للمسألة جواباً، ولظلمكم لنا أهل البيت احتساباً([54])، أو تضرب الزهراء نهراً([55])، ويؤخذ منا حقنا قهراً وجبراً».

إلى أن قال «عليه السلام»: «..فقد عز على علي بن أبي طالب أن يسود متن فاطمة ضرباً، وقد عرف مقامه، وشوهدت أيامه»([56]).

35 ـ ويقول الكاشاني: «..ثم إن عمر جمع جماعة من الطلقاء والمنافقين، وأتى بهم إلى منزل أمير المؤمنين «عليه السلام» فوافوا بابه مغلقا، فصاحوا: أخرج يا علي، فإن خليفة رسول الله يدعوك.

فلم يفتح لهم الباب. فأتوا بحطب فوضعوه على الباب، وجاؤا بالنار ليضرموه. فصاح عمر، وقال: والله، لئن لم تفتحوا لنضرمنه بالنار.

فلما عرفت فاطمة «عليها السلام» أنهم يحرقون منزلها قامت وفتحت الباب. فدفعوها (فدفعها) القوم قبل أن تتوارى عنهم، فاختبت فاطمة «عليها السلام» وراء الباب.

ثم إنهم تواثبوا على أمير المؤمنين «عليه السلام» وهو جالس على فراشه، واجتمعوا عليه، حتى أخرجوه سحبا من داره، ملببا بثوبه، يجرونه إلى المسجد.

فحالت فاطمة بينهم وبين بعلها، وقالت: والله، لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلما. ويلكم، ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا أهل البيت. وقد أوصاكم رسول الله «صلى الله عليه وآله» باتباعنا، ومودتنا، والتمسك بنا، فقال الله تعالى: ﴿قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى([57]).

قال: فتركه أكثر القوم لأجلها، فأمر عمر قنفذ لعنه الله أن يضربها بسوطه، فضربها قنفذ بالسوط على ظهرها وجنبها إلى أن أنهكها، وأثر في جسمها الشريف. وكان ذلك الضرب أقوى سبب في إسقاط جنينها. وقد كان رسول الله «صلى الله عليه وآله» سماه محسناً الخ..»([58]).

36 ـ وقال محمد بن أحمد بن الحسن الديلمي:

«حتى كسر سيف الزبير، واستخف بسلمان، وضرب عمار، وأوذي علي، وهجم دار فاطمة»([59]).

37 ـ وقال: «قال بعضهم: أتى به والحبل في عنقه فقالوا: بايع، وإلا ضرب عنقك»([60]).

38 ـ وقال: «روي أنه «عليه السلام» ما خرج من بيته حتى أحرق بابه، وجر إلى البيعة كرهاً»([61]).

39 ـ وروي أن عمر قال لعلي: «بايع.

قال: فإن لم (كذا).

قال: ضربنا عنقك.

ودون هذا إكراه شرعاً، وعقلاً»([62]).

40 ـ ذكر صاحب كتاب الدولتين: «أن عمر أخذ ناراً وراح إلى بيت فاطمة، فخرجت فاطمة، فقال: قولي لعلي والعباس أن يخرجا، وإلا أحرق البيت.

ولا شك أنه إذا أكره كان الإكراه مجيزا للفعل الخ..»([63]).

41 ـ وقال السيد تاج الدين بن علي بن أحمد الحسيني العاملي:

«فلما نظر «عليه السلام» إلى قلة العدد وخذلة الناصر جلس في منزله، فجمع عمر بن الخطاب جماعة وأتى بهم إلى منزل علي «عليه السلام»، فوجدوا الباب مغلقا، فلم يجبهم أحد، فاستدعى عمر بحطب وقال: والله لئن لم تفتحوا لنحرقنه بالنار.

فلما سمعت فاطمة «عليها السلام» ذلك خرجت وفتحت الباب، فدفعه عمر فاختفت هي من وراء الباب، فعصرها بالباب فكان ذلك سبب إسقاطها، ونقل أنه سبب موتها.

ودخلوا فوثبوا على أمير المؤمنين «عليه السلام» فأخرجوه عنفا، فحالت فاطمة «عليها السلام» بينهم وبينه وقالت: والله لا أدعكم تخرجون بابن عمي ظلما، ويلكم ما أسرع ما خنتم الله ورسوله فينا، فأمر عمر بن الخطاب قنفذا فضربها بسوط حتى أثر في جسمها»([64]).

42 ـ وقال الطريحي المعاصر للمجلسي «رحمه الله»، لأنه توفي سنة 1085 ه‍.

«..فيا إخواني، إذا رجعنا إلى أنفسنا، وتركنا عبادة الهوى، ومتابعة من ضل وغوى: أترى تكون فاطمة «عليها السلام» راضية حين عصرها خالد بن الوليد، فأسقطت محسناً. وضربها قنفذ مولى أبي بكر، فأثر فيها الضرب.

أفتراها تكون راضية حين سحب زوجها، وابن عمها وأبو السبطين الخ..»([65]).

43 ـ وفي كتاب: مؤتمر علماء بغداد:

«إن أبا بكر بعد ما أخذ البيعة لنفسه من الناس بالإرهاب والسيف، والتهديد، والقوة أرسل عمر وقنفذا، وخالد بن الوليد، وأبا عبيدة الجراح، وجماعة أخرى من المنافقين إلى دار علي وفاطمة «عليها السلام».

وجمع عمر الحطب على باب بيت فاطمة (ذلك الباب الذي طالما وقف عليه رسول الله وقال: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وما كان يدخله إلا بعد الاستئذان) وأحرق الباب بالنار.

ولما جاءت فاطمة خلف الباب لترد عمر وحزبه، عصر عمر فاطمة بين الحائط والباب عصرة شديدة قاسية حتى أسقطت جنينها، ونبت مسمار الباب في صدرها. وصاحت فاطمة:

يا أبتاه يا رسول الله، أنظر ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب، وابن أبي قحافة. فالتفت عمر إلى من حوله، وقال: اضربوا فاطمة.

فانهالت السياط على حبيبة رسول الله وبضعته حتى أدموا جسمها. وبقيت آثار العصرة القاسية، والصدمة المريرة تنخر في جسم فاطمة، فأصبحت مريضة عليلة، حزينة حتى فارقت الحياة بعد أبيها بأيام.

ففاطمة بيت النبوة.

فاطمة قتلت بسبب عمر بن الخطاب الخ..»([66]).

44 ـ وقال الحسني:

«وفي رواية أخرى: أنهم لما أرادوا الدخول إلى بيتها، وإخراج علي منه، أرادت أن تحول بينهم وبين ذلك، ضربها قنفذ على وجهها، وأصاب عينها»([67]).

45 ـ قال الحسني: «..وفي رواية ثالثة: أنها وقفت خلف الباب لتمنعهم من دخوله، فاندفعوا نحو الباب، ودفعوه نحوها، وكانت حاملاً، فأسقطت ولداً كان رسول الله قد سماه محسناً»([68]).

كأنه يريد أن يبرئ المهاجمين من تبعة قتل المحسن، حيث يوحي للقارئ، أنه قتل نتيجة التدافع على الباب.

وهذا ما تدفعه الروايات المتواترة الدالة على تعمد قتله بعصرها بين الباب والحائط من قبل أحدهم. وقد تقدمت.

46 ـ ويروي ابن حمزة الزيدي بسنده عن محمد بن إسحاق عن عبد الرحمن بن الحارث، عن محمد بن ركانة قوله:

«فجاء عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد، وعياش بن ربيعة إلى باب فاطمة، فقالوا: والله، لتخرجن إلى البيعة.

وقال عمر: والله، لأحرقن عليكم البيت.

فصاحت فاطمة: يا رسول الله، ما لقينا بعدك.

فخرج عليهم الزبير مصلتا بالسيف، فحمل عليهم، فلما بصر به عياش، قال لعمر: اتق الكلب.

وألقى عليه عياش كساء له حتى احتضنه، وانتزع السيف من يده، فقصد به حجرا فكسره»([69]).

47 ـ «وروى أيضاً بسنده عن عبد الله بن عمر العمري، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: كنت في من جمع الحطب إلى باب علي.

قل عمر: والله، لئن لم يخرج علي بن أبي طالب لأحرقن البيت بمن فيه»([70]).

48 ـ وروى أيضاً بسنده إلى محمد بن عبد الرحمن بن السائب بن زيد، عن أبيه، قال:

«شهدت عمر بن الخطاب يوم أراد أن يحرق على فاطمة بيتها، فقال: إن أبوا أن يخرجوا فيبايعوا أحرقت عليهم البيت.

فقلت لعمر: إن في البيت فاطمة أفتحرقها؟!

قال: سنلتقي، أنا وفاطمة»([71]).

49 ـ وقد صرح ابن حمزة الزيدي بأن بيت الزهراء قد تعرض لهجومات متعددة. وبذلك جمع بين الروايات المختلفة، التي تقول واحدة منها:

إن علياً قعد عن البيعة، وفر إليه طلحة والزبير، ولم يخرجوا من البيت حتى جاء عمر، وأراد إحراق البيت عليهم.

وأخرى تقول: إن أبا بكر خرج إلى المسجد يصلي، فأمر أبو بكر خالد بن الوليد بالصلاة إلي جنبه ثم قتله حين نطق أبي بكر بالتسليم من صلاته.

وثالثة تقول: إنه أتي بعلي ملببا، فبايع مكرها.

فأجاب ابن حمزة بقوله: «إن ذلك كان في أوقات مختلفة، وليس بين ذلك تناقض، ولا تدافع»([72]).

50 ـ «رووا عن ابن عبد الرحمن قال: سمعت شريكا يقول:

ما لهم ولفاطمة «عليها السلام»؟! والله ما جهزت جيشا، ولا جمعت جمعا. والله، لقد آذيا رسول الله «صلى الله عليه وآله» في قبره»([73]).

51 ـ وفي كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر: «فلما اختار الله لنبيه «عليه الصلاة والسلام» ما عنده، وأتم له ما وعده، وأظهر دعوته، وأبلج حجته، وقبضه إليه «صلوات الله عليه»، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه، وخالفه على أمره. على ذلك اتفقا واتسقا.

ثم إنهما دعواه إلى بيعتهما، فأبطأ عنهما، وتلكأ عليهما، فهما به الهموم، وأرادا به العظيم»([74]).

52 ـ وقال المسعودي: «..فانصرف عنهم، فأقام أمير المؤمنين ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله.

فوجهوا إلى منزله، فهجموا عليه، وأحرقوا بابه، واستخرجوه منه كرها، وضغطوا سيدة النساء بالباب حتى أسقطت محسناً، وأخذوه بالبيعة فامتنع، وقال: لا أفعل.

فقالوا: نقتلك.

فقال: إن تقتلوني، فإني عبد الله، وأخو رسوله.

وبسطوا يده، فقبضها، وعسر عليهم فتحها، فمسحوا عليها وهي مضمومة»([75]).

53 ـ ونقل نصر بن مزاحم، عن محمد بن عبيد الله، عن الجرجاني: أن عمروا. قال لمعاوية في صفين:

«خل بينهم وبين الماء، فإن عليا لم يكن ليظمأ وأنت ريان، وفي يده أعنة الخيل، وهو ينظر إلى الفرات حتى يشرب أو يموت، وأنت تعلم: أنه الشجاع المطرق ومعه أهل العراق، وأهل الحجاز. وقد سمعته أنا وأنت، وهو يقول: لو استمكنت من أربعين رجلا يوم فتش البيت، يعني بيت فاطمة»([76]).

54 ـ وقد قال أبو بكر في مرض موته أنه ندم على ثلاث خصال فعلهن، ليته لم يفعلهن فذكرها، وكان منها قوله:

«ليتني لم أفتش بيت فاطمة بنت رسول الله، وأدخله الرجال، ولو كان أغلق على حرب». أو «ليتني لم أكشف بيت فاطمة وتركته، وأن الخ..» ([77]).

قد علق المجلسي على هذا فقال: «..يدل على ما روي من إقدامه على بيت فاطمة «عليها السلام» عند اجتماع علي «عليه السلام»، والزبير، وغيرهما فيه، وعلى أنه كان يرى الفضل لغيره لا لنفسه»([78]).

والملفت للنظر هنا: أن أبا عبيد القاسم بن سلام قد ذكر هذه القضية، ولكنه لم يصرح بهذه الخصلة، بل اكتفى بالقول: «فأما التي فعلتها ووددت أني لم أفعلها، فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا ـ لخلة ذكرها. قال أبو عبيد: لا أريد ذكرها ـ ووددت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر الخ..»([79]).

فلماذا كره أبو عبيد القاسم بن سلام ذكر هذه الفقرة بالذات، دون سائر الفقرات؟!

سؤال يعرف جوابه كل من عرف سياسات هؤلاء الناس، وحقيقة نواياهم، وتوجهاتهم، ومكرهم وحبائلهم.


 

([1]) كتاب المزار للشيخ المفيد: ص 156، وكتاب المقنعة للشيخ المفيد أيضاً: ص 459. وراجع: البلد الأمين: ص 198 و 278، والبحار: ج 97 ص 197 و 198.

([2]) راجع البحار: ج 97 ص 198، وفي هامشه عن مصباح الزائر: ص 25 و 26.

([3]) مصباح المتهجد، ص 654، وإقبال الأعمال: ص 624، والبحار: ج 97 ص 195.

([4]) إقبال الأعمال: ص 625، والبحار: ج 97، ص 199 و 200.

([5]) من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 573.

([6]) من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 574.

([7]) أي موضع دفنها.

([8]) تهذيب الأحكام للطوسي: ج 6 ص 10 وملاذ الأخيار: ج 9 ص 25، والوافي: ج 14 ص 371 و 370 وروضة المتقين: ج 5 ص 345، وراجع: جامع أحاديث الشيعة: ج 12 ص 264.

([9]) بحار الأنوار: ج 99، ص 220.

([10]) مصباح الكفعمي: ص 522.

([11]) الآية 54 من سورة النساء.

([12]) الآيتان 33 و 34 من سورة آل عمران.

([13]) الآية 6 من سورة الأحزاب.

([14]) الآية 150 من سورة الأعراف.

([15]) الآيتان 25 و 26 من سورة الفجر.

([16]) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري): ج2 ص584 و 594، راجع: الاحتجاج: ج1 ص210 و 216، وجلاء العيون، وراجع: مرآة العقول: ج5 ص 319 و 320 والبحار: ج 28 ص 268 و 270 و 299 و 261 و ج 43 ص 197 و 200. وراجع: العوالم: ج 11 ص 400 ـ 403 و 404. وراجع: ضياء العالمين (مخطوط) ج 2 ق 3 ص 63 و 64.

([17]) سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري): ج2 ص862 و 868 والبحار: ج28 ص297 و 299. وج43، ص 197، وراجع: العوالم: ج11 ص400 و 404.

([18]) كتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري): ج 2 ص 871 ـ 873. والبحار: ج 28 ص 306: وراجع: كامل بهائي: ج 1 ص 314، وراجع: العوالم: ج 11 ص 400 ـ 404.

([19]) أمالي المفيد: ص 49 و 50. والبحار: ج28 ص231 و 232.

([20]) كتاب الجمل: ص117 و 118.

([21]) كفاية الطالب: ص 413.

([22]) الإرشاد للمفيد: ج 1 ص 189.

([23]) الأمالي للشيخ المفيد: ص 172 و 173 المطبوع في النجف الأشرف، العراق (المطبعة الحيدرية).

([24]) الإختصاص: ص 185 و 186، وتفسير العياشي: ج 2 ص 66 و 67، وبحار الأنوار: ج 28، ص 227 و 228، والبرهان في تفسير القرآن: ج 2 ص 93، وراجع: مرآة العقول: ج 5 ص 320.

([25]) المسترشد في إمامة علي «عليه السلام»، ص 66 وإثبات الهداة: ج 2 ص 383.

([26]) كامل بهائي لعماد الدين الطبري: ص 306، (ط مكتبة المصطفوي) قم ـ ايران.

([27]) كامل بهائي لعماد الدين الطبري: ج 1 ص 312 و 313.

([28]) حديقة الشيعة: ص 265 و 266.

([29]) الرسائل الاعتقادية للخواجوئي المازندراني: ص 447 رسالة طريق الإرشاد.

([30]) الرسائل الاعتقادية: (رسالة: طريق الإرشاد) ص 470 وراجع: ص 471.

([31]) الإحتجاج: ج 1 ص 181.

([32]) الإحتجاج: ج1 ص202، ومرآة العقول: ج5 ص319، والبحار: ج28 ص204 و 205.

([33]) ما في مطبوع البحار يقرأ: مستأشراً، والمستأشر، هو الذي يدعو إلى تحزيز الأسنان، كما في القاموس ج1 ص364. قال في مجمع البحرين ج3 ص511: وشرت المرأة أنيابها وشراً ـ من باب وعد ـ إذا حددتها ورققتها هي واشرة، واستوشرت: سألت أن يفعل بها ذلك.

أقول: ولعل الواو قلبت ياء ولعله كناية.

([34]) كذا وردت في (ك)، إلا أنه وضع على: فقالت، رمز مؤخر (م)، وعلى: لا حب ولا كرامة، رمز مقدم، فتصير هكذا: لا حب ولا كرامة فقالت: أبحزب.. إلى آخره، والظاهر: لا حباً.

([35]) في (س): وضربت وأخذت سوط قنفذ.

([36]) جاء في (س): يدها.

([37]) قال في القاموس: ج 3 ص 386. الركل: الضرب برجل واحدة.

([38]) قال في القاموس: ج 2 ص 344: مخضت تمخيضا: أخذها الطلق.

([39]) في (س): صفقته.

([40]) قال في مجمع البحرين: ج 1 ص 398: ملاءة: كل ثوب لين رقيق.

([41]) البحار: ج30 ص293 و 295 والهداية الكبرى للخصيبي: ص 417.

([42]) في البحار: التميمي.

([43]) البحار: ج39 ص41 و 42 ومعاني الأخبار: ص205 و 207.

([44]) كشف المحجة: ص 115 (ط سنة 1412 هـ) نشر مكتب الإعلام الإسلامي، قم ـ إيران.

([45]) روضة المتقين: ج 5 ص 342.

([46]) جلاء العيون: ج 1 ص 193 و 194.

([47]) مرآة العقول: ج 5 ص 318، وذكر قريباً من ذلك الأعلمي في كتاب: تراجم أعلام النساء: ج 2 ص 321.

([48]) أي أبو بكر وعمر.

([49]) الآية 57 من سورة الأحزاب.

([50]) البحار: ج 28 ص 209 و 210.

([51]) البحار: ج 82 ص 264.

([52]) كتاب ألقاب الرسول وعترته: ص 39. وهو مطبوع مع مجموعة رسائل نفيسة، انتشارات بصيرتي، قم، طهران.

([53]) المصدر السابق ص 43.

([54]) لعل الصحيح: حساباً.

([55]) لعل الصحيح نهاراً.

([56]) الزهراء بهجة قلب المصطفى «صلى الله عليه وآله» عن الصوارم الحاسمة في تاريخ أحوالات الزهراء فاطمة (مخطوط) تأليف محمد رضا الحسيني الكمالي الاسترآبادي. كما نقل عنه في كتاب نوائب الدهور، ج 3 ص 157 للميرجهاني.

([57]) الآية 23 من سورة الشورى.

([58]) نوادر الأخبار ص 183. وعلم اليقين 686 و 688، الفصل العشرون: وراجع: عوالم العلوم: ج 11 ص 414.

([59]) كتاب قواعد عقائد آل محمد «صلى الله عليه وآله» 268 (مخطوط) وعندي منه نسخة مصورة.

([60]) المصدر السابق: ص669 و 270.

([61]) المصدر السابق: ص 270.

([62]) المصدر السابق.

([63]) المصدر السابق.

([64]) التتمة في تواريخ الأئمة: ص 35.

([65]) المنتخب للطريحي: ص 136.

([66]) مؤتمر علماء بغداد: ص135 و 137 (ط سنة 1415 ه‍. ق) دار الإرشاد الإسلامي ـ بيروت ـ لبنان.

([67]) سيرة الأئمة الاثني عشر: ج 1 ص 132.

([68]) المصدر السابق: ج 1 ص 133.

([69]) الشافي: لابن حمزة ج 4 ص 171.

([70]) المصدر السابق: ج 4 ص 173.

([71]) المصدر السابق. وقد أشار ابن حمزة إلى ما جرى لفاطمة في أكثر من مورد من كتابه. فراجع كتابه، الشافي: ج 4 ص 202 و 203.

([72]) الشافي لابن حمزة: ج 4 ص 202.

([73]) تقريب المعارف: ص 256.

([74]) مروج الذهب: ج 3 ص 12 و 13.

([75]) إثبات الوصية: ص 143، والبحار: ج 28 ص 308  و 309.

([76]) صفين، للمنقري: ص 163.

([77]) تاريخ اليعقوبي: ج2 ص137 وتاريخ الإسلام للذهبي: ج1 ص117 و 118، وإثبات الهداة: ج2 ص359 و 367 و 368، والعقد الفريد: ج4 ص268، والإيضاح لابن شاذان: ص161، والإمامة والسياسة: ج1 ص18، وسير أعلام النبلاء، (سير الخلفاء الراشدين) ص17، ومجموع الغرائب للكفعمي: ص288، ومروج الذهب: ج1 ص414، وج2 ص301، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي: ج1 ص130، وج17 ص168 و 164، وج6 ص51 وج2 ص47 و 46، وج20 ص24 و 17، وميزان الاعتدال: ج3 ص109، ج2 ص215، والإمامة: ص82 (مخطوط) توجد نسخة مصورة منه في مكتبة المركز الإسلامي للدراسات في بيروت. ولسان الميزان: ج4 ص189، وتاريخ الأمم والملوك: ج3 ص430 (ط المعارف) وكنز العمال: ج3 ص125، وج5 ص631 و 632، والرسائل الاعتقادية (رسالة طريق الإرشاد) ص470، و 471. ومنتخب كنز العمال: (مطبوع بهامش مسند أحمد) ج2 ص171. والمعجم الكبير للطبراني: ج1 ص62 وضياء العالمين (مخطوط): ج2 ق3 ص90، و 108، عن العديد من المصادر. والنص والاجتهاد: ص91، والسبعة من السلف: ص16 و 17، والغدير: ج7 ص170، ومعالم المدرستين: ج2 ص79، وعن تاريخ ابن عساكر: (ترجمة أبي بكر)، ومرآة الزمان. وراجع: زهر الربيع: ج2 ص124، وأنوار الملكوت: ص227، وبحار الأنوار: ج30، ص123 و 136 و 138 و 141 و 352، ونفحات اللاهوت: ص 7، وحديقة الشيعة: ج2 ص252، وتشييد المطاعن: ج1 ص340، ودلائل الصدق: ج3 ق1 ص32. والخصال: ج1 ص171 و 173، وحياة الصحابة: ج2 ص24، والشافي للمرتضى: ج4 ص137 و 138. والمغني لعبد الجبار: ج20 ق1 ص340 و 341. ونهج الحق: ص265، والأموال لأبي عبيد: ص194. (وإن لم يصرح بها). ومجمع الزوائد: ج5 ص203، وتلخيص الشافي: ج3 ص170، وتجريد الاعتقاد لنصير الدين الطوسي: ص402، وكشف المراد: ص403، ومفتاح الباب: (أي الباب الحادي عشر) للعربشاهي (تحقيق مهدي محقق)، ص199، وتقريب المعارف: ص366 و 367، واللوامع الإلهية في المباحث الكلامية للمقداد: ص302، ومختصر تاريخ دمشق ج13 ص 122، ومنال الطالب: ص280.

([78]) البحار: ج30 ص 138 و 139.

([79]) الأموال: ص194.

 
   
 
 

موقع الميزان