55 ـ
التحريف في كتاب المسعودي:
قال المسعودي: وكان عروة بن الزبير يعذر أخاه عبد الله
في حصر بني هاشم في الشعب، وجمعه الحطب ليحرقهم، ويقول: إنما أراد بذلك
ألا تنتشر الكلمة، ولا يختلف المسلمون، وأن يدخلوا في الطاعة فتكون
الكلمة واحدة، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم، لما تأخروا عن بيعة
أبي بكر، فإنه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار.
هذا ما ذكره المسعودي في مروج الذهب طبع الميمنية: ج 3
ص 86، ولكن سائر الطبعات لهذا الكتاب([1])
قد حذفت منها فقرة:
«كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لما تأخر الخ..».
ونقل المعتزلي([2])
نص المسعودي هذا على الوجه الصحيح، كما ورد في طبعة الميمنية، الأمر
الذي يؤكد أن يد الخيانة والتزوير قد لعبت في سائر الطبعات لهذا
الكتاب، كما عودونا في كثير من الموارد الأخرى([3])،
وسيعلم الذين ظلموا آل بيت محمد أي منقلب ينقلبون.
([1])
راجع: على سبيل المثال: مروج الذهب: ج3 ص77 (ط دار المعرفة سنة
1965م).
([2])
شرح نهج البلاغة: ج20 ص147، وراجع ص146 ونقله عن المسعودي
أيضاً في هامش كتاب إحقاق الحق: ج2 ص373.
([3])
راجع كتابنا: دراسات وبحوث في التاريخ والإسلام: ج1 مقال: اعرف
الكتب المحرفة.
|