الأبواب في المدينة بعد وفاة النبي

   

صفحة :   

الأبواب في المدينة بعد وفاة النبي :

قد ذكرت النصوص الكثيرة ما يدل على وجود الأبواب للبيوت بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله»، ونحن نذكر بعضاً من ذلك للاستئناس به لا للاستدلال، وإن كنا نرى: أن الأمور لم تكن قد تبدلت كثيرا، وذلك مثل:

1 ـ ما روي عن حياء عثمان، وفيه قوله: «إن كان ليكون في البيت، والباب مغلق عليه، فما يضع عنه الثوب الخ..»([1]).

2 ـ عن حسان بن إبراهيم قال: «سألت هشام بن عروة عن قطع السدر، وهو مستند إلى قصر عروة، فقال: أترى هذه الأبواب والمصاريع؟! إنما هي من سدر عروة. كان عروة يقطعه من أرضه. وقال: لا بأس به الخ..»([2]).

3 ـ في حديث الشورى التي ابتكرها عمر بن الخطاب لتعيين الخليفة بعده، نجده قد أمرهم بأن يدخلوا بيتا، ويغلقوا عليهم بابه، ويتشاوروا في أمرهم([3]).

4 ـ وفي حديث دفن عثمان يقولون: إنهم «حملوه على باب، أسمع قرع رأسه على الباب، كأنه دباءة، ويقول: دب، دب أو (طق طق) حتى جاؤوا به حش كوكب»([4]).

5 ـ عن محمد بن سعد، قال: جاء سعد فقرع الباب، وأرسل إلى عثمان (رض): إن الجهاد معك حق الخ..([5]).

6 ـ عن معتمر بن سليمان، عن أبيه، قال له: إن عثمان (رض) فتح الباب، وأخذ المصحف فوضعه بين يديه([6]).

7 ـ وفي حديث ما جرى لعثمان أيضاً: أنه لما استغاث أهل الشام، فعرف الناس ذلك «فعاجلوه، فأحرقوا الباب، باب عثمان، فلما وقع الباب ألقوا عليه التراب والحجارة.. فلما رأى الباب قد أحرق خرج إليهم، فقال: الخ..»([7]).

8 ـ وفي حديث قتل عثمان أيضاً: «فإذا هم مضطرون إلى جر الباب، هل سكن بعد أم لا، قال: فجاؤا فدفعوا الباب الخ..»([8]).

9 ـ وحين أحرق الباب أي باب عثمان خرج المغيرة بسيفه، وقال:

لما تهدمت الأبواب واحترقت            يممت منهن باباً غير محترق([9]).

10 ـ وفي قصة قتل عثمان أيضا يقول النص التاريخي: «..دعا عثمان بمصحف، فهو يتلوه إذ دخل عليه داخل، وقد أحرق الباب»([10]).

11 ـ استأذن المصريون عثمان، فلم يأذن لهم، فهموا بإحراق بابه، ودعوا بالنار، فخرج إليهم وحذيفة بين يديه، فولوا عنه..

إلى أن يقول حسان بن ثابت:

إن تمس دار بني عفان خاوية          باب صديع، وباب محرق خرب

فقد يصادف باغي الخير حاجته                 منها ويأوي اليها الجود والنسب([11]).

12 ـ وقد أوصى رافع بن خديج: أن لا تكشف امرأته الفزارية عما أغلق عليه بابها([12]).

13 ـ ويذكر حديث آخر: أن علياً خاطب بعض أصحابه بكلام استعظموه حيث لم يفهموا المراد منه. فقاموا «ليخرجوا من عنده، فقال علي «عليه السلام» للباب: «يا باب استمسك عليهم»، فاستمسك عليهم الباب، ثم أوضح لهم ما يريد»([13]).

وكان ذلك بعد وفاة رسول الله «صلى الله عليه وآله».

14 ـ عن الحسن: أن رجلا وجد مع امرأته رجلا قد أغلق عليهما، وأرخى عليهما الأستار، فجلدهما عمر بن الخطاب مائة مائة([14]).

15 ـ وعن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبد الله «عليه السلام»: «إن أمير المؤمنين «عليه السلام» رفع إليه رجل استأجر رجلا يصلح بابه، فضرب المسمار، فانصدع الباب.. فضمنه أمير المؤمنين «عليه السلام»..»([15]).

16 ـ وقد أرسل عمر رجلين إلى عامل له بمصر، فاستأذنا عليه، فقال: إنه ليس عليه إذن، فقالا: ليخرجن علينا أو لنحرقن بابه، وجاء أحدهما بشعلة من نار، فلما رأى ذلك الخ..([16]).

17 ـ وفي النصوص ما يدل على أنه قد كان للأبواب رتاج أيضاً، ولا يكون ذلك إلا لباب خشبي، أو حديدي. فقد روي عن علي «عليه السلام» قوله:

«اعلموا عباد الله، أن عليكم رصدا من أنفسكم، لا تستركم منه ظلمة ليل داج، ولا يكنكم منه باب ذو رتاج»([17]).

وإنما يتحدث علي «عليه السلام» مع الناس بما عرفوه وألفوه.

ملاحظة: يقال: للخشبة التي تدور فيها رجل الباب: «النجران» ويقال لأنف الباب: «الرتاج»([18]).

18 ـ ويحدثنا التاريخ: إن أبا سيارة أولع بامرأة أبي جندب، فاتفقت مع زوجها، فاستدرجته إلى بيتها، فلما دخل البيت أغلق أبو جندب الباب، ثم أخذه فضربه ضربا أليماً، فشكاه إلى عمر، فلما استخبر الأمر من أبي جندب جلد أبا سيارة مئة جلدة ([19]).

19 ـ وفي حديث عمر مع المغيرة وأبي موسى الأشعري: «فقام إلى الباب ليغلقه، فإذا آذنه الذي أذن عليه في الحجرة، فقال: امض عنا لا أم لك. فخرج، وأغلق الباب خلفه، ثم جلس»([20]).

20 ـ وقد تقدم حديث زيارة عمر ويرفأ لأبي الدرداء، فدفع الباب، فإذا ليس له غلق.

21 ـ وقد أرسل عمر محمد بن مسلمة ليحرق بابا من خشب كان صنعه سعد بن أبي وقاص لقصره في الكوفة، فأحرقه([21]).

22 ـ حديث المرأة التي كانت في بيتها، تنشد شعراً في مدح النبي «صلى الله عليه وآله» وعمر يسمع في الخارج. فما زال يبكي حتى قرع الباب.. ([22]).

قال: افتحي رحمك الله، فلا بأس عليك.

ففتحت له.

وفي نص آخر: فدق عليها الباب، فخرجت إليه فقال: الخ..


 

([1]) مسند أحمد: ج 1 ص 73 و 74.

([2]) سنن أبي داود: ج 4 ص 363، كتاب الأدب: ح 5241.

([3]) راجع: آية التطهير: ج 1 ص 223 و 224، والبحار: ج 31 ص 372، وإرشاد القلوب: ص 259، عن غاية المرام: ص 296، والأمالي للصدوق: ص 260.

([4]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 1 ص 113، وراجع: وفاء الوفاء: ج 3 ص 913، ومجمع الزوائد: ج 9 ص 95، وتاريخ الخميس: ج 2 ص 265، والمعجم الكبير للطبراني: ج 1 ص 79.

([5]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 4 ص 1274 و 1275.

([6]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 4 ص 1285، وتاريخ الأمم والملوك: ج 4 ص 383.

([7]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 4 ص 1386 و 1387، وراجع: العقد الفريد: ج 4 ص 301، وراجع: تاريخ الأمم والملوك: ج 4 ص 388، وراجع: الكامل في التاريخ: ج 3 ص 175، وراجع: البداية والنهاية: ج 7 ص 188.

([8]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 4 ص 1284.

([9]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 4 ص 1293، وكلمة اليوم زيادة لا محل لها، ونهاية الإرب: ج 19 ص 494، والاستيعاب (بهامش الإصابة): ج 3 ص 387، وعن التمهيد والبيان (كما في هامش تاريخ المدينة): لوحة 185 و 186.

([10]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 4 ص 1302، وراجع: تاريخ الأمم والملوك: ج 4 ص 384، والكامل في التاريخ: ج 3 ص 175.

([11]) تاريخ المدينة لابن شبة: ج 4 ص 1315، والشعر موجود في العقد الفريد: ج 4 ص 115، (ط مكتبة الهلال سنة 1990م) وتاريخ الأمم والملوك: ج 4 ص 424.

([12]) صحيح البخاري: ج 2 ص 82، كتاب الوصايا: باب 8 (ط سنة 1309 ه‍. ق).

([13]) البحار: ج 42 ص 189، والاختصاص: ص 163.

([14]) كنز العمال: ج 5 ص 415، عن عبد الرزاق.

([15]) الكافي: ج5 ص243، وراجع: تهذيب الأحكام: ج7 ص219 و 220، والاستبصار: ج3 ص132، ووسائل الشيعة: ج19 ص144.

([16]) تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي: ص 140.

([17]) نهج البلاغة: الخطبة رقم 157، والبحار: ج 74 ص 431.

([18]) المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام: ج 7 ص 551.

([19]) كنز العمال: ج 5 ص 453، عن الخرائطي في اعتلال القلوب.

([20]) بحار الأنوار: ج 30 ص 452، والشافي: ج 4 ص 132، وشرح نهج البلاغة للمعتزلي: ج 2 ص 32.

([21]) كنز العمال: ج 12 ص 661، عن ابن سعد و ج 5 ص 768.

([22]) كنز العمال: ج 2 ص 778، و ج 12 ص 562.

  
   
 
 

موقع الميزان