الأصغر من ولد عبد المطلب

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

سماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي..

أرجو من سماحتكم التفضل بالإجابه على سؤالي التالي: بما ثبت عندكم من صحيح سيرة النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله»، كوني أعمل الآن في بحث يتعلق بمولاتي الزهراء «عليها السلام»، وسؤالى هو:

هل كان عبد الله والد النبي أصغر ولد عبد المطلب؟! وإذا كان غيره، فمن كان من أعمامه «صلى الله عليه وآله» أصغرهم؟!

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

فقد ادعوا: أن حمزة كان أكبر من النبي «صلى الله عليه وآله» بأربع سنين([1]).

وقيل: كان أكبر منه بسنتين([2]).

واستدلوا على ذلك برواية إرضاع ثويبة للنبي «صلى الله عليه وآله» ولحمزة، وأبي سلمة بلبن ابنها مسروح.

وادعوا أيضاً: أن العباس كان أكبر من النبي «صلى الله عليه وآله» بثلاثة أعوام، وأن العباس يتذكر ولادة النبي «صلى الله عليه وآله»، ويدعي: أن النسوة جئن به إليه، وقلن له: قَبِّلْ أخاك، فقبله([3]).

وعلى هذا.. فيحتمل أن يكون حمزة هو الأصغر، ويحتمل أن عباس هو الأصغر من عبد الله.

أما ابن إسحاق الذي هو ـ كما يقولون ـ حجة في السيرة غير مدافع([4])، فيذكر لنا حديث نذر عبد المطلب: لئن ولد له عشرة نفر، ثم بلغوا معه حتى يمنعوه، ليذبحن أحدهم عند الكعبة.. فلما تكاملوا عشرة، وعرف أنهم سيمنعونه، جمعهم، وأخبرهم بنذره، ثم أقرع بينهم، فخرجت القرعة على ابنه عبد الله، وكان أصغر ولده، وأحبهم إليه..

ثم تذكر الرواية ما جرى.. وفيها: أن العباس اجتذب أخاه عبد الله من تحت رجل أبيه. وأنه عاد فأجرى القرعة على ولده وعلى الإبل عدة مرات، وصار يزيد في عدد الإبل حتى بلغت مئة، فخرجت القرعة عليها، فذبحها([5]).

ولأجل ذلك كان يقول «صلى الله عليه وآله»: أنا ابن الذبيحين([6]). أعني: إسماعيل، وعبد الله.

والظاهر: أن هذا إنما حصل في وقت متقدم، وبعدما صار الجميع شباباً، لهم كلمتهم وشوكتهم، ولا يتم ذلك إذا كان العباس أو حمزة متقاربين في السن مع رسول الله «صلى الله عليه وآله» الذي هو ابن أخيهما.

واحتمال أن يكون عبد الله أصغر بني عبد المطلب الذين هم من أم واحدة، ولم يكن حمزة والعباس قد ولدا حين قضية الذبح، وهما من أم أخرى غير أم عبد الله ـ هذا الإحتمال ـ لا يلتفت إليه، لأن الرواية تصرح: بأن العباس هو الذي جر عبد الله من تحت رجل أبيه حين أراد أن يذبحه.. وإنما يمكنه أن يجره من تحت رجله إذا كان قد أصبح رجلاً كاملاً، قادراً على منع أبيع من الأعداء.

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.


([1]) إعلام الورى ص7 وكشف الغمة ج1 ص15 وتهذيب الأسماء ج1 ص168 بلفظ قيل، وأنساب الأشراف ج1 (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ص84 و 79 وذخائر العقبى ص172 والسيرة الحلبية ج1 ص85 والإصابة ج1 ص354 كلاهما بلفظ قيل، والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص271 وأسد الغابة ج2 ص46 و 49 بلفظ قيل: أيضاً.

([2]) تهذيب الأسماء ج1 ص168 والإصابة ج1 ص354 والإستيعاب (بهامش الإصابة) ج1 ص271 عن البكائي، واختاره في أسد الغابة ج2 ص46 و 49 والسيرة الحلبية ج1 ص85 وذخائر العقبى ص172 بلفظ: قيل.

([3]) السيرة الحلبية ج1 ص31 وشرح بهجة المحافل ج1 ص35 والروض الأنف ج1 ص176.

([4]) راجع: تهذيب التهذيب ج9 ص39 ـ 46 ترجمة محمد بن إسحاق..

([5]) راجع: البداية والنهاية ج2 ص248 والسيرة النبوية لابن كثير ج1 ص174 والسيرة النبوية لابن هشام ج1 ص160 وراجع: السيرة الحلبية ج1 ص36 وفي السيرة النبوية لدحلان ج1 ص15 وإن كان لم يذكر: أن عبد الله كان أصغر ولده، ولكنه ذكر حمزة والعباس في جملة أولاد عبد المطلب حين قضية الذبح.. وذكر في الكامل لابن الأثير ج2 ص6 وتاريخ الأمم والملوك (ط الإستقامة) ج2 ص4: أن عبد الله كان أصغر ولده، وأحبهم، لكنه لم يسم أولاد عبد المطلب.

([6]) المواهب اللدنية ج1 ص17 والسيرة الحلبية ج1 ص35 ـ 38 والسيرة النبوية لدحلان (ط دار المعرفة) ج1 ص16.

 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان