التسمي باسم فاطمة

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

السؤال هو: إننا نعلم أنه كانت هناك نساء قبل فاطمة الزهراء «عليها السلام» قد عرفوا باسم فاطمة، فكيف يكون الإختصاص من الله إذا لم تكن الأولى التي يطلق عليها هذا الاسم؟! فكيف يكون الله عز وجل قد خصها باسمه؟!

وأين الفرق بين اسمها وغيرها ممن يحملن هذا الاسم؟!

أم أن هذا الحديث أصلاً لا صحة له؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فلا ريب في أن هناك نساء أخريات كن ولدن قبل فاطمة «عليها السلام»، أو عاصرنها، وكان اسمهن «فاطمة»، ومنهن فاطمة بنت أسد الوالدة المكرمة لأمير المؤمنين «عليه السلام».. وهناك كثيرات عدهن العسقلاني وغيره من المؤلفين في تراجم الصحابة، وفي تاريخ ما قبل البعثة الشريفة ـ عدُّهن ـ في جملة الصحابة، وكلهن باسم «فاطمة»، كفاطمة بنت حزام، وفاطمة بنت أسد، وفاطمة بنت جنيد، وفاطم بنت أبي حبيش، وفاطمة بنت حمزة، وفاطمة بنت صفوان، وفاطمة بنت عتبة وغيرهن..

ولم يَدَّعِ أحد أن الزهراء «عليها السلام» هي أول من سمي بهذا الاسم، ولم يسم به أحد من النساء قبلها، كما أن هذا لا يعني أن الله تعالى لم يختص فاطمة الزهراء «عليها السلام» بهذا الاسم.

بل هو يعني: أن اسم فاطمة كان معروفاً ومتداولاً قبل بعثة النبي «صلى الله عليه وآله».

ولكن لا بد من السؤال عن السبب في معروفية هذا الاسم وشيوعه..

ونبادر إلى الجواب عن هذا السؤال، فنقول: إن الحديث عن اختصاص السيدة الزهراء «عليها السلام» باسم فاطمة من الله يدلنا على أن هذه التسميات إنما هي للتبرك بهذا الاسم الشريف الذي عرفه الناس من أنبيائهم: أنه اسم شريف لموجود شريف وكريم على الله سبحانه.

إذ لعل أحداً لا ينكر الأحاديث الكثيرة التي ذكرت أن أنبياء الله تعالى منذ آدم وإلى نبينا الخاتم «صلى الله عليه وآله» كانوا يعرفون الأنوار الخمسة التي كانت مطيفة بالعرش، ويعرفون أسماء تلك الأنوار، ويجدون ذلك مكتوباً عندهم ومتداولاً على أكثر من صعيد، وفي أكثر من مورد..

وقد سمع الناس بتوسل آدم، ونوح، وإبراهيم، ويونس، وسائر الأنبياء «عليهم السلام» بهم، وكشف الله تعالى بهم الكرب عنهم، وعن أممهم..

وقد ذكرت هذه الأسماء، ولا سيما اسم النبي «صلى الله عليه وآله» وعلي «عليه السلام» وصيه في الكتب السماوية السابقة. وكتب نوح هذه الأسماء المباركة على سفينته، تبركاً وتوسلاً بها إلى الله سبحانه، فنجاهم بها من الطوفان..

وكان الناس قبل الإسلام يسمون باسم النبي «صلى الله عليه وآله» واسم فاطمة «عليها السلام»، توقعاً لظهور نبينا، وتوسلاً بأصحاب هذه الأسماء التي أخذوها عن أنبيائهم..

فلما بعث الرسول «صلى الله عليه وآله»، ولما ولدت الزهراء «عليها السلام» أعلن «صلى الله عليه وآله» للأمم: أن التي اصطفاها الله، وتوارث اسمها الناس عن أنبيائهم هي ابنته الطاهرة المعصومة، وأن الله تعالى هو الذي سماها باسم فاطمة. وهي التي كان نورها مطيفاً بالعرش..

وهذا هو الفرق بين الزهراء «عليها السلام» التي اصطفاها الله وسماها بهذا الاسم الذي اختاره تعالى لها، وحباها به.. وبين سواهما ممن سمين بفاطمة، فتكون  هذه التسميات الكثيرة باسم فاطمة كالتسميات الكثيرة باسم محمد وفاطمة قبل بعثة رسول الله «صلى الله عليه وآله» من أسباب التكريم والتعظيم لمقام هؤلاء الصفوة، ورفع شأنهم، وشهرة أمرهم حتى قبل أن يولدوا في هذه الدنيا، فكان الناس يتبركون ويتيمنون ويرجون الخير من خلال تسمية أبنائهم بأسمائهم وهم يتوقعون ولادتهم «صلوات الله تعالى عليهم».

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان