الشيرازية والخمينية

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

سماحة السيد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

يطالعنا منذ عهد الإمام الخميني الصراع الكبير بين الشيرازية والخمينية.. ما هو هذا الصراع، وما هي أسبابه؟! وإن كان مقتصراً على الصراع الفكري، فكيف نرد على الأخوة الشيرازيين؟! لاسيما مجتبى الشيرازي في تهجمه على السيد القائد الخامنئي، والراحل الكبير الشيخ بهجت «رحمه الله»..

وهل صحيح أن السيد الشيرازي المرحوم قد قال عنه السيد أبو القاسم الخوئي: لم يثبت لدي اجتهاده؟!

أرجو توضيح المسألة.. لتعم الفائدة، ولأننا نعاني هنا في الضاحية من تهجم الشيرازيين على الخمينية فكراً وعملاً.. أرجو إفادتنا بأكبر كمية ممكنة من المعلومات لإلقاء الحجة.. ودمتم موفقين..

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فإنني لا أعرف دعوة اسمها الخمينية، وأخرى اسمها الشيرازية، ولا أعرف أن ثمة صراعاً فكرياً أو عقائدياً، أو ما إلى ذلك قد نشب ونشأ بين الدعوتين.. والذي أعرفه هو: أن الجميع ينضوون تحت لواء التشيع، في عقائدهم وفي فكرهم، وفي فقههم، وفي سياساتهم، وآدابهم، ومناهجهم، وما إلى ذلك..

والإختلاف في مسألة فقهية بين عالمين، أو في قضية سياسية، أو في أمر عملي تطبيقي لهو أمر طبيعي وعادي بين البشر، وبين أهل الدعوة الواحدة.

 وتهجم شخص مَّا على آية الله السيد الخامنه إي «حفظه الله» لا يبرر اختراع دعوتين، بل هو يبقى مجرد تهجم شخص على رمز الثورة الإسلامية، وعلى قائد مسيرة ينبغي تأييده وتقويته مقابل هجمة الأعداء على المذهب وأهله، وكل رموزه، وكل من ينتمي إليه، حتى على هذا المتهجم نفسه، فإن هؤلاء الأعداء لن يبقوا عليه، ولن يستثنوه من هجومهم، ولن يرحموه.

فلماذا لا يرحم هؤلاء الناس أنفسهم، وأهل نحلتهم؟!

ولماذا لا يكونون مع إخوانهم صفاً واحداً كأنهم بنيان مرصوص في قبال أعدائهم؟! وما هي المنافع التي سيجنونها لو سقط الهيكل على رؤوس أهله. إلا المزيد من الضعف والذل والصغار أمام أهل الباطل الذي يطيفون بأهل الحق، ويتناهشونهم بأسنان الحقد، وينشبون فيهم أظفارهم، لا لشيء إلا لأنهم يحملون راية الحق، ويوالون أهل بيت نبيهم، ويستضيئون بأنوارهم؟!

وأما ماله السيد الخوئي في حق الشيرازي، فهو أمر يخصهما، وقد ذهبا إلى ربهما، فليرحم هؤلاء الناس أنفسهم، وإخوانهم في الدين، وشركاءهم في المسار، والمسير والمصير..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان