السؤال:
بسم الله
الرحمن
الرحيم
سلام عليكم
ورحمة الله
وبركاته..
أني من حوزة
قم المقدسة،
ولدي بعض
التأليفات
والتحقيقات،
فأطلب من
جنابكم إرسال
هذا السوال
إلى سماحة
السيد «حفظه
الله»
للإجابة عليه
بنفسه لا
غيره، وأجركم
على مكسورة
الضلع فاطمة
الزهراء
«سلام الله
عليها».
السوال هو:
لماذا يتغير
الكون بموت
الإمام
المعصوم؟!
كاستشهاد
الإمام
الحسين «عليه
السلام»
حينما مطرت
السماء
دماً..
ما هي
العلاقة بين
الإمام
المعصوم
والكون؟! أي
ما هي
العلاقة بين
الإمام
المعصوم
والتغيرات
الكونية؟!
أرجو من
سماحة السيد
«حفظه الله»
الإجابة على
هذا السؤال
بشكل مفصل،
وإن أمكن من
الأدلة
الشيعية
والسنية،
وإني في صدد
تأليف كتاب،
وهذا السوال
من أهم فروعه.
كيف يمكنني
إرسال الكتاب
بعد التأليف،
وقبل النشر
لسماحة السيد
حتى يبين
أفكاره
وآراءه حول
الكتاب قبل
النشر..
والسلام
عليكم ورحمة
الله
وبركاته..
الجواب:
بسم الله
الرحمن
الرحيم
والحمد لله،
والصلاة
والسلام على
محمد وآله
الطاهرين..
وبعد..
فلا شك في أن
ثمة تأثيراً
وتأثراً فيما
بين البشر
وبين الأشياء
التي تحيط
بهم، ولا
يختص ذلك
بالمعصومين
من أنبياء،
أو أئمة، بل
يشمل حتى
البشر
العاديين..
ويشهد لذلك
قوله تعالى:
﴿فَمَا
بَكَتْ
عَلَيْهِمُ
السَّمَاءُ
وَالْأَرْضُ
وَمَا
كَانُوا
مُنْظَرِينَ﴾([1]).
فإنه يشير
إلى أن عدم
بكاء السماء
والأرض إلا
لأن الخصوصية
التي فيهم،
وهي الكفر
والطغيان قد
منعتهما من
ذلك. وذلك
يعني: أن
السماء
والأرض تبكي
على غيرهم من
الناس الذين
ليس لديهم
هذه الخصوصية
المانعة.
ومما يدل على
التأثير
والتأثر:
ما روي من أن
الأرض لتضج
من بول
الأغلف([2]).
والمراد
بالأغلف: غير
المختون.
وروي أيضاً:
لولا
الحجة لساخت
الأرض بأهلها([3]).
وروي أيضاً:
من سافر أو
تزوج والقمر
في العقرب لم
ير الحسنى([4]).
وهناك روايات
كثيرة أخرى
يمكن
الإستشهاد
بها على وجود
علاقة بين
الإنسان
والكائنات،
والسماء
والأرض،
وسائر ما
يحيط به، فما
بالك بالإمام
المعصوم،
والنبي
المرسل.
وقد قال الله
سبحانه
وتعالى
للجبال: ﴿وَلَقَدْ
آَتَيْنَا
دَاوُودَ
مِنَّا
فَضْلًا يَا
جِبَالُ
أَوِّبِي
مَعَهُ
وَالطَّيْرَ
وَأَلَنَّا
لَهُ
الْحَدِيدَ﴾([5]).
وقال تعالى:
﴿لَوْ
أَنْزَلْنَا
هَذَا
الْقُرْآَنَ
عَلَى جَبَلٍ
لَرَأَيْتَهُ
خَاشِعًا
مُتَصَدِّعًا
مِنْ
خَشْيَةِ
اللهِ
وَتِلْكَ
الْأَمْثَالُ
نَضْرِبُهَا
لِلنَّاسِ
لَعَلَّهُمْ
يَتَفَكَّرُونَ﴾([6]).
وقال تعالى:
﴿وَقَالُوا
اتَّخَذَ
الرَّحْمَنُ
وَلَدًا
لَقَدْ
جِئْتُمْ
شَيْئًا
إِدًّا
تَكَادُ
السَّمَوَاتُ
يَتَفَطَّرْنَ
مِنْهُ
وَتَنْشَقُّ
الْأَرْضُ
وَتَخِرُّ
الْجِبَالُ
هَدًّا أَنْ
دَعَوْا
لِلرَّحْمَنِ
وَلَدًا﴾([7]).
فإن ذلك يدل
على تأثر
المخلوقات
الأخرى
بأفعال
الإنسان..
كما أنها تدل
على أن لسائر
المخلوقات
درجة من
الإدراك
والشعور، وإن
كنا لا نعرف
حقيقته
وماهيته،
وأحواله
ومداه..
والآيات
الدالة على
تسبيح وسجود
الكائنات،
والنجم،
والشجر،
والجبال،
والسموات،
والأرض، وما
فيها كثيرة..
وإذا كانت كل
الموجودات
لها
كمالاتها،
ولها سجود
وتسبيح،
وخشوع،
وطاعة،
وانقياد،
واستجابة،
و.. و.. وما
إلى ذلك من
حالات..
وإ ذا كانت
الأرض تضج
وتسيخ،
وتتصدع وتصدر
لها الأوامر،
وتطيعها،
وتنشق وتخر
الجبال
وتنهد،
والسماء
تتفطر.. وما
إلى ذلك، فهو
يعني أنها
تحتاج إلى
رعاية وعناية
وتدبير،
ليحفظ لها
مسارها،
ولتتمكن من
القيام بما
هو مطلوب
منها على
أكمل وجه
وأتمه..
وإذا كان
التدبير قد
اقتضى أن
يكون هناك
ملك للمطر..
وملك للهواء
وتلك السماء،
وللشمس
والقمر،
والأرض
والبحار،
وللجبال
وغيرها([8]).
حتى لقد روي
عن الإمام
الصادق «عليه
السلام» قوله
في حديث:
«ولا في
الأرض شجر،
ولا مدر إلا
وفيها ملك
موكل بها،
يأتي الله
يوم القيامة
بعملها،
والله أعلم
بها إلخ..»([9]).
كما أن هناك
ملائكة وكلهم
الله بنبات
الأرض([10])
إلى آخر ما
هنالك.
نعم.. إذا
كان الأمر
كذلك، فهو
يعني: أن هذه
الأمور كلها
تحتاج إلى
تدبير،
ورعاية،
وهداية.
والنبي «صلى
الله عليه
وآله»
والإمام
«عليه
السلام» هو
المحور، وهو
الصلة
والمبدأ
والمنتهى
الذي ينتهي
إليه وينطلق
من خلاله ذلك
كله. لأن
جميع هذه
المخلوقات
مرتبطة بنحو،
أو بآخر
بأشرف
المخلوقات
وأفضلها،
وأكرمها على
الله، وبه
تتكامل
وتتنامى،
وإليه تنتهي
أمورها،
وعليه يكون
مدارها، ومنه
تنطلق في
مسارها..
ونعني
بالمعصوم:
الأشرف،
والأكمل،
والأفضل:
محمد «صلى
الله عليه
وآله» وأهل
بيته
الطاهرين
«صلوات الله
وسلامه عليهم
أجمعين».
فلا غرو إذا
فرحت به
المخلوقات
كلها، وبكت
عليه، وتوسلت
به، ولجأت،
وحنت إليه..
والحمد لله،
والصلاة
والسلام على
محمد وآله
الطاهرين.
([1])
الآية
29
من
سورة
الدخان.
([2])
راجع:
الكافي
ج6
ص35
وكمال
الدين
ص521
ومن
لا
يحضره
الفقيه
ج3
ص488
ووسائل
الشيعة
(آل
البيت)
ج21
ص433
و
442
و
(الإسلامية)
ج15
ص160
و
167
ومستدرك
الوسائل
ج15
ص149
والإحتجاج
للطبرسي
ج2 ص
299
ومكارم
الأخلاق
للطبرسي
ص229
والخرائج
والجرائح
ج3
ص1119
وبحار
الأنوار
ج53
ص182
وج101
ص108
و
124
و
126
ومرآة
العقول
ج21
ص63.
([3])
راجع:
نهج
البلاغة
(بشرح
عبده)
ج4
ص37
رقم
الحديث
147
والإرشاد
ج1
ص228
والخصال
ص187
والأمالي
للصدوق
ص253
والأمالي
للطوسي
ص21
وكمال
الدين
ص139
و
207
و
291
و
292
و
293
و
294
والأمالي
للمفيد
ص250
وبصائر
الدرجات
ص506
ورسائل
في
الغيبة
للمفيد
ج2
ص12
والإحتجاج
للطبرسي
ج2
ص48
و 49
وج1
ص3
ومناقب
آل
أبي
طالب
ج1
ص211
وبحار
الأنوار
ج23
ص6 و
48 و
49
وج52
ص92
ونهج
السعادة
ج1
ص495
وج8
ص21
وعيون
الحكم
والمواعظ
ص541
ودستور
معالم
الحكم
لابن
سلامة
ص84
وكنز
العمال
(ط
مؤسسة
الرسالة)
ج10
ص263
وتاريخ
مدينة
دمشق
ج50
ص255
وتاريخ
اليعقوبي
ج2
ص206
والمعيار
والموازنة
ص81
ونزهة
الناظر
للحلواني
ص57
وشرح
نهج
البلاغة
للمعتزلي
ج18
ص347
وإعلام
الورى
ج2
ص228
وينابيع
المودة
ج1
ص75
وج3
ص360
ومستدرك
سفينة
البحار
ج2
ص205
والغيبة
للنعماني
ص32
و
136
وتفسير
القمي
ج1
ص359
وتفسير
نور
الثقلين
ج2
ص484.
([4])
راجع:
الكافي
ج8
ص275
وعلل
الشرائع
ج2
ص514
وعيون
أخبار
الرضا
ج1
ص260
ومن
لا
يحضره
الفقيه
ج2
ص267
وج3
ص394
وتهذيب
الأحكام
ج7
ص407
و
461
ووسائل
الشيعة
(آل
البيت)
ج11
ص367
وج20
ص114
و
115
و
(الإسلامية)
ج8
ص266
وج14
ص80
ومستدرك
الوسائل
للطبرسي
ج8
ص121
وج14
ص218
ومكارم
الأخلاق
للطبرسي
ص198
و
242
وفرج
المهموم
لابن
طاووس
ص91
والوافي
للكاشاني
ج12
ص354
و
ج21
ص384
وهداية
الأمة
إلى
أحكام
الأئمة
ج5
ص92
وج7
ص110
والأصول
الستة
عشر
ص124
والمحاسن
للبرقي
ج2
ص347
وبحار
الأنوار
ج55
ص199
و
268
وج73
ص226.
([5])
الآية
10
من
سورةسبأ.
([6])
الآية
21
من
سورة
الحشر.
([7])
الآية
88 ـ
91
من
سورة
مريم.
([8])
راجع:
بحار
الأنوار
ج18
ص242
و
364
وراجع:
ج12
ص181
و
183
و 15
و
115.
([9])
بحار
الأنوار
ج18
ص242.
([10])
بحار
الأنوار
ج56
ص176
وج26
ص339
وج65
ص78
وج18
ص242.
|