أنا الحق

ماذا عن وجد الصوفية؟!

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ما حكم من يقول: (أنا الحق) أي هو الله؟! وهل يجوز التبرير له: بأنه في حالة محو، لا في حالة صحو، بسبب الحب والوجد؟!

أو التبرير له: بأنه قال ذلك على سبيل الحكاية، كأنه يقرأ قوله تعالى: (إني أنا الله)؟!

أو التبرير له بأن مَثَلَ من يقول: (أنا الحق) كمثل الشجرة التي نودي منها نبي الله موسى «عليه السلام» (إني أنا الله)؟! فما قولكم في كل ذلك رحمكم الله؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

1 ـ فإنه إن قال هذا القول، وعُلِمَ أنه يريد أن يدعي به حلول الله تعالى فيه، أو يدعي أنه هو الله، فهو محكوم بالكفر والخروج  عن الإسلام، ويجب قتله، إن لم يكن يعاني من اختلال عقلي.

وإن علم أنه لا يقصد معناه المتبادر، ولو بأن صرح لنا بمقاصده قبل أن يتقوه بهذا الكلام، أو بعده، فإنه يقبل منه، وتدرأ العقوبة عنه بالشبهة، ولا يحكم عليه بالكفر.

ولكن لا بد من تحذيره  من العودة إلى التفوه بمثل هذا الكلام.

2 ـ إن التفوه بالكلمات التي من هذا القبيل ليس له مبرر معقول، ولا مقبول.. ولا ينبغي السماح به، حتى لو ادعى القائل: إنه لا يقصد معناه؛ لأن هذا النوع من الكلام يستبطن إلقاء الشبهة في أذهان الناس العاديين، كما أنه يوجب جرأة الناس على مقام العزة الإلهية.. واستسهال إشاعة أمثال هذه الأباطيل..

فإن لم يرتدع اتخذ الحاكم الشرعي بحقه ما يراه مناسباً، مما يؤدي إلى ردعه.

3 ـ إن المحو والوجد لا يبرر هتك الحرمات، ولا يبيح الجرأة على الله سبحانة بالقول أو الفعل..

وأي وجد وأي محو ينتج عنه مثل هذا الغرور والإدعاء الباطل، والتفوه بأمثال هذه الترهات والأضاليل؟! ولماذا لا ينتج العكس، بأن ينتج الوجد شعوراً بالذلة والخشوع أمام العزة الإلهية؟!

4 ـ إن الإدعاء بأن من يقول هذا القول هو بمثابة الشجرة التي نودي منها موسى «عليه السلام» ادعاء لا يصدق فيه من يزعمه لنفسه، وهو يفتح أمام هؤلاء الكذابين أبواب التدليس على الناس، وإيهامهم بأن قائل هذا القول له كرامة عظيمة عند الله، حتى استحق أن يدعي أن الله قد حل فيه، وتكلم بلسانه، أو خلق فيه كلاماً يدل عليه تبارك وتعالى.

5 ـ لابد من التشدد في رفض ذلك كله؛ لأنه يفتح أمام الطامحين والطامعين أبواب خداع السذج، والبسطاء، والتلاعب بمشاعرهم، واستدراجهم لأن يصبحوا مطية للأهواء والمطامع، وأن يصدقوا أن لهؤلاء الناس مقامات جليلة عند الله. وهم عند الله كاذبون.

عصمنا الله وإياكم من الزلل، والخطل في القصد والقول والعمل..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان