بسم الله الرحمن الرحيم

نعتذر عن التأخير في الجواب، لأن السيد كان منشغلاً بإعداد كتاب «الصحيح من سيرة الإمام علي «عليه السلام»..». وحيث إن الله قد وفق لإتمامه، فإنه عاد لينظر في الأسئلة، ويجيب عليها.

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

أرجو من سماحة المحقق الجليل السيد جعفر مرتضى العاملي إرشادي إلى مصدر هذه الرواية عن عائشة: أنها في معركة الجمل أخرجت يدها من الهودج وبيدها (بدرة) أي صرة مملوءة دراهم قالت: «من يأتيني برأس الأصلع فله هذه البدرة».

الرواية موجودة في الإنترنت وفي بعض الكتب، ولكن بدون مصادر. وقد بحثت كثيراً في البرامج الكمبيوترية، ولم أجدها.

وحدسي أن مثل العلامة المحقق العاملي لا يخفى عليه مصدرها. إني أحتاج إلى مصدر الرواية لبحث مهم أقوم به، فلا تبخلوا علينا بالجواب السريع بارك الله بكم.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

لم أعثر على هذا النص في هذه العجالة.. ولست أدري إن كان موجوداً، ولكن المصادر قد ذكرت أموراً لا تبتعد في دلالاتها وإشاراتها عن مضمونه.. فإنها بالرغم من كل ما جرى في حرب الجمل، وما سقط من قتلى يعدون بعشرات الألوف، ومع أنه «عليه السلام» قد أغضى على القذا، وأرجع المرأة إلى بيتها معززة مكرمة. وبعد مضي خمس سنوات على انقضاء تلك الحرب بلغها استشهاده «عليه السلام»، فأعتقت العبد الذي بشرها بهذه الفاجعة([1])، وقالت: لليدين وللفم([2])، وتمثلت:

فإن تك ناعياً فلقد نعاه                     نعيٌّ ليست في فيه التراب

فقالت لها زينب بنت أبي سلمة: ألعلي تقولين هذا؟!

فتضاحكت ثم قالت: انسى، فإذا نسيت فذكروني. ثم خرت لله ساجدة شكراً على ما بلغها من قتله، ورفعت رأسها وهي تقول:

وألقت عصاها واستقر بها النوى               كما قر عيناً بالإياب المسافر([3]).

هذا.. وقد روي عن مسروق: أنه قال: دخلت عليها، فاستدعت غلاماً باسم عبد الرحمان فسألتها عنه، فقالت: عبدي

فقلت: كيف سميتيه بعبد الرحمان؟!

قالت: حباً لعبد الرحمان بن ملجم، قاتل علي «عليه السلام»([4]).

والحمد لله أولاً وآخراً وباطناً وظاهراً.. والصلاة على رسوله وآله..