دليل تحريف القرآن والإنجيل من القرآن

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

ما هو الدليل على تحريف التوراه والإنجيل من القرآن الكريم، ومن كتبهم نفسها، ومن مصادر أهل البيت «عليهم الصلاة والسلام»؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فقد ورد في الأحاديث عن أهل بيت العصمة الكثير من الأحاديث الدالة على تحريف التوراة والإنجيل.. ونخص بالذكر هنا تلك الأحاديث التي تنقل نصوصاً عن التوراة والإنجيل وغيرهما مصرحة: بأنها موجودة في هذه الكتب، مع أنها ليست في هذه الكتب التي بين أيدينا.

بل إن أمر الإنجيل لا يحتاج إلى بيان، أو إقامة برهان، فإن نفس علماء النصارى يقرون بأن الإنجيل المتداول ليس وحياً إلهياً، إنما هو سيرة عيسى «عليه السلام» كتبها عنه تلامذته([1]).

وقد ألف العلامة الكبير الشيخ محمد جواد البلاغي كتباً كثيرة بحث فيها هذا الموضوع، فراجع مثلاً كتاب: الرحلة المدرسية، والهدى إلى دين المصطفى، وغير ذلك..

وراجع أيضاً إظهار الحق لرحمة الله الهندي. وبعض كتب الشيخ محمد الصادقي.. وغير ذلك كثير..

وهناك العديد من النصوص التي تؤكد هذا عدم صحة التوراة والإنجيل اللذين يتداولهما الناس.

واللافت هنا: أن ما صرح به علماء النصارى من أن الإنجيل المتداول ليس وحياً سماوياً قد صرح به الإمام الرضا «عليه السلام» في احتجاجه على أرباب الملل، فقد قال «عليه السلام» للجاثليق: ألا تخبرني عن الإنجيل الأول حين افتقدتموه، عند من وجدتموه؟! ومن وضع لكم هذا الإنجيل؟!

فادعى  الجاثليق: أنهم إنما افتقدوه يوماً واحداً. ثم أخرجه إليهم يوحنا  ومتى.

فقال له «عليه السلام»: فإن كان كما تزعم، فلم اختلفتم في الإنجيل. وإنما وقع الإختلاف في هذا الإنجيل الذي في أيديكم اليوم. فلو كان على العهد الأول لم تختلفوا فيه.

ثم أخبره «عليه السلام»: أنهم حين افتقدوا الإنجيل، اجتمع النصارى وطالبوا علماءهم بوضع حل لهم، قالوا: قال ألوقا ومرقابوس: إن الإنجيل في صدورنا، ونحن نخرجه سفراً سفراً في كل أحد.. إلى أن قال «عليه السلام»: فقصد ألوقا ومرقابوس، ويوحنا، ومتى، فوضعوا لكم هذا الإنجيل بعدما افتقدتم الإنجيل الأول.

وإنما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ التلاميذ الأولين إلخ..([2]).

وقد ذكرت الأخبار الكثيرة: أن التوراة والألواح، والإنجيل وسائر كتب الأنبياء عند الإمام المهدي، فراجع كتاب بحار الأنوار. وإن كانت بعض الروايات عن أبي جعفر «عليه السلام» تقول: إن الإمام المهدي «عليه السلام» سوف يخرج التوراة وسائر كتب الله من مغارة بأنطاكية، فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان([3]).

ولكن هذه الرواية لا تتعارض مع الروايات القائلة: إن الكتب السماوية عنده «عليه السلام».. فلعلها عنده، فاستودعها في تلك المغارة، ثم يخرجها منها حين ظهوره..

ومهما يكن من أمر، فإننا نقول:

لو كانت التوراة المتداولة، وكذلك الإنجيل هما الصحيحان اللذان أنزلهما الله تعالى، فلما يحتفظ بهما عنده، ولماذا يحتاج إلى استخراجهما من ذلك الغار بأنطاكية، وقد كان يكفيه أن يأخذ هذا المتداول، ويستند إليه؟!

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.


 

([1]) تفسير الكتاب المقدس (تأليف جماعة من اللاهوتيين) ج5 ص10 و 118  ومدخل لشرح إنجيل يوحنا، للأب متّى المسكين ص52 و 53 وتفسير العهد الجديد لوليم باركلي، إنجيل لوقا ص11، ومدخل إلى الكتاب المقدس، للآباء اليسوعيين ص:خ، والعهد الجديد (مطبعة البوليسية سنة 1980 ـ جونية لبنان) ص107.

 

 

([2]) الإحتجاج ج1 ص411 و 412 وبحار الأنوار ج10 ص306 وج14 ص332.

([3]) علل الشرائع ج1 ص161 وشرح الأخبار ج3 ص397 ومستدرك سفينة بحار الأنوار ج10 ص505 وإلزام الناصب ج1 ص432 وبحار الأنوار ج51 ص29 وج52 ص390 ودلائل الإمامة ص466 .

 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان