رواية السرداب

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على رسله، وعباده الصالحين، محمد وآله الطاهرين..

سماحة السيد السند والمحقق المسدد آية الله جعفر العاملي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

إلى سماحة المربي الفاضل «السيد مرتضى جعفر» حفظك الله..

كثيراً ما يردد المخالفون لنا: أن الإمام المهدي (عج) اختفى في السرداب!! وحينما بحثنا عن أصل هذه الرواية في جميع المصادر لم نجد لها أصل، ولو حتى رواية ضعيفة، فما هو رأي سماحتكم في هذه الفرية؟! وهل هناك رواية أو قول يستند عليه القوم؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فلعل منشأ الحديث عن السرداب ما يلي:

1 ـ رواية رواها الراوندي وغيره خلاصتها: أن المعتضد العباسي بعث أناساً إلى سامراء، فكبسوا دار الحسن بن علي بعد وقاته، فوجدوا فيها سرداباً، وفيه رجل يصلي على حصير، فلم يقدروا على الوصول إليه بسبب وجود ماء حال بينهم وبينه، وحين حاول أحدهم أن يصل إليه كاد أن يغرق فيه([1]).

2 ـ وفي نص آخر: أنهم عادوا فبعثوا عسكراً إلى داره «عليه السلام»، فلما دخلوها سمعوا من السرداب قراءة القرآن، فاجتمعوا على باب السرداب، وحفظوه، حتى  لا يصعد الإمام، ولا يخرج منه، وأميرهم قائم حتى يصل العسكر كلهم..

فخرج  الإمام «عليه السلام» من السكة التي على باب السرداب، ومر عليهم كلهم. فلما غاب قال الأمير: انزلوا عليه.

قالوا: أليس هو مر  عليك؟!

قال: ما رأيت: ولم تركتموه؟!

قالوا: إنا حسبنا أنك تراه([2]).

والسرداب هو بناء تحت الأرض، يلجأ إليه الناس هرباً من حر الصيف. وهو بناء معروف في العراق لا يكاد يخلو منه بيت في المناطق الحارة. وكان لدار الإمام في سامراء ـ وهي منطقة حارة ـ سرداب يتخذ لهذا الغرض.

وقد ذكرت الرواية المتقدمة: أنهم حاولوا القبض على الإمام وهو فيه، فأنجاه الله تعالى منهم..

وهذا السرداب الذي كان في دار افمام «عليه السلام» لا يزال موجوداً في مدينة سامراء، والشيعة يتبركون به، لأنه كان جزءاً من بيت الإمام «عليه السلام»، كما دلت عليه الرواية المتقدمة.. وتبركهم هذا يأتي على قاعدة:

وما حب الديار شغفن قلبي               ولكن حب من سكن الديارا

ولا يعتقد الشيعة: أن الإمام «عليه السلام» غاب في السرداب، أو أنه موجود فيه الآن.

ولكن خصوم الشيعة يشنعون عليهم بالباطل حتى قال قائلهم:

ما آن للسرداب أن يلد الذي              سميتموه بزعمكم إنسانا

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

 


([1]) الخرائج والجرائح ج1 ص460 وبحار الأنوار ج52 ص51 ح36 وكشف الغمة (ط أولى) ج2 ص499 وإثبات الهداة ج7 ص324 والغيبة للطوسي ص149 وكشف الأستار ص55 وينابيع المودة (ط استانبول) ص458 ومدينة المعاجز (ط حجرية) ص597.

([2]) راجع: بحار الأنوار ج52 ص52 و 53.

 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان