زهير بن القين

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

السلام عليكم سيدنا الجليل ورحمة الله وبركاته..

السؤال: هل صحيح ما يذكره خطباء المنابر من أن زهير بن القين «رضوان الله عليه» كان عثماني الهوى؟!

وهل كانت له مواقف سلبية تجاه أهل البيت عليهم السلام؟!

نرجو منكم إجابة شافية كافية كما هو المعتاد منكم ولكم جزيل الشكر.

ونسألكم الدعاء.

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

وبعد..

فقد روى الطبري: أن زهير بن القين نصح عزرة بن قيس ليلة التاسع ـ وكان عزرة في جيش عمر بن سعد ـ وقال له: أنشدك الله يا عزرة أن تكون ممن يعين الضُّلال على قتل النفوس الزكية.

قال: يا زهير، ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت، إنما كنت عثمانياً.

قال: أفلست تستدل بموقفي هذا أنى منهم. أما والله، ما كتبت إليه كتاباً قط، ولا أرسلت إليه رسولاً قط، ولا وعدته نصرتي قط، ولكن الطريق جمع بيني وبينه، فلما رأيته ذكرت به رسول الله «صلى الله عليه وآله» ومكانه منه([1]).

وقد ذكروا: أنه حين كان راجعاً من حجه سنة ستين للهجرة جمعته الطريق بركب الإمام الحسين «عليه السلام»، فكان إذا سار الحسين «عليه السلام» تخلف زهير، وإذا نرل الحسين «عليه السلام» تقدم زهير، حتى نزلوا في موضع لم يكن لهم بد من الإجتماع فيه، فنزل الحسين «عليه السلام» في جانب، ونزل زهير في جانب.

فبينا هم على الغداء إذ أقبل رسول الحسين «عليه السلام»، فقال: يا زهير بن القين، إن عبد الله الحسين بن علي بعثني إليك لتأتيه.

قال الراوي: فطرح كل إنسان منا ما في يده، حتى كأن على رؤوسنا الطير([2]).

قال أبو مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو، امرأة زهير، فقالت: فقلت له: سبحان الله، لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت..

قال: فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشراً قد أسفر وجهه([3]).

فنحن لا نعلم له موقفاً سلبياً سوى ما ذكر آنفاً، وهو عثمانيته، وعدم رغبته في البداية بالإجتماع بالإمام الحسين «عليه السلام»، ثم كانت عاقبة أمره هي الإستشهاد بين يديه «صلوات الله وسلامه عليه»..

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.


 

([1]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج5 ص417 و (ط الأعلمي) ج4 ص316.

([2]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج5 ص396 و (ط الأعلمي) ج4 ص298.

([3]) راجع: تاريخ الأمم والملوك ج5 ص396 و (ط الأعلمي) ج4 ص298.

 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان