قدرة الله.. النبي موسى

هل يستطيع الله أن يخلق خلقاً أعظم من الإنسان؟!

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هل ربنا قادر أن يخلق خلقاً أعظم من النبي الأكرم «صلى الله عليه وآله»؟!

إن الله عز وجل خلق الإنسان في أحسن تقويم؟! لكن هل يستطيع ربنا أن يخلق خلقاً أعظم من الإنسان؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

بالنسبة للسؤال عن القدرة الإلهية نقول:

إن قدرة الله تعالى لا تحد، ولا تتناهى.. ولكن النفس الإنسانية بما لها من قيود وحدود، وبما أودعه الله تعالى فيها من طاقات وملكات، وقابليات هي التي تتناهى وتحد، ولا تتحمل المزيد..

فمثلاً لو صنعنا كوباً لشرب الشاي أو القهوة فإنه يكون ذا سعة معينة.. من حيث طوله وعرضه وعمقه، فإننا لا يمكن أن نجعل فيه بحراً من الماء، أو بمقدار حوض، أو طناً من تراب. فإن هذا الكوب يعجز عن استيعاب هذا أو ذاك.. ولكن هذا لا يعني أننا نعجز عن صنع حوض يسع ذلك الماء، أو ظرفاً آخر يسع طناً من تراب.. ولكن هذا الحوض، وذلك الظرف لم يعد كوباً لشرب الشاي.

وخلاصة الأمر: إن الانسان بهذه الصفات والمميزات التي نعرفها لا يستطيع هو أن يصل إلى أبعد مما وصل إليه الرسول الأعظم «صلى الله عليه وآله»..

ولكن ذلك لا يعني: أن الله تعالى لا يقدر على خلق مخلوق آخر ذي مواصفات وميزات، وقدرات، وملكات أخرى ليست هي تلك التي تكون للبشر..

ما ذنب الشيطان؟!:

سؤال آخر:

قال النبي موسى «عليه السلام» بعد ما قتل رجل من مصر: إنه من عمل الشيطان، إنه عدو مضل مبين. لماذا لام موسى «عليه السلام» الشيطان على قتل الرجل من مصر؟!

والجواب:

إن الآية قد صرحت: بأن ذلك القبطي المقتول كان عدواً للمؤمنين، وكان لا بد من دفعه عن ظلمه، ومنعه من عدوانه على ذلك المؤمن.

فلما استغاث ذلك المؤمن المظلوم بموسى «عليه السلام» أغاثه.. وانتهت القضية بانتصار موسى على ذلك الكافر الظالم.

ومن الواضح: أن الشيطان هو الذي يدفع أولياءه لظلم المؤمنين، ويزين لهم العدوان على الأبرياء ، والبطش بهم. وهذا ما جرى بالذات، فإن الشيطان قد سول لذلك الكافر أن يعتدي على ذلك المؤمن. فاستجاب له، وانتهت الأمور إلى النتيجة التي ذكرها القرآن..

فما المحذور في أن يشير موسى «عليه السلام» إلى هذا التسويل الشيطاني، الهادف إلى الفساد والإفساد وإشاعة الظلم، والبغي؟!

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.

 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان