معنى التجلي

السؤال:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين..

سماحة آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

سؤالي هو: ما هي قصة تجلى الله للجبل؟!

ولماذا قال موسى: أنا أول المؤمنين؟! ألم يكن مؤمناً؟!

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد..

ألف: لقد أشرنا إلى معنى التجلي في الجواب على السؤال عن رواية زرارة عن الإمام الصادق «عليه السلام» حين سأله زرارة عن الغشية التي كانت تصيب النبي «صلى الله عليه وآله» إذا نزل الوحي عليه، فقال «عليه السلام»: ذاك إذا لم يكن بينه وبين الله أحد، ذاك إذا تجلى الله له..

وقلنا:

إن موسى «عليه السلام» قد سأل ربه أن يريه عظمته برؤية قلبية لا برؤيةٍ بصريةٍ.. فأظهر الله تعالى بعض آياته، وطرفاً من تجليات قدرته في مخلوقاته للجبل، فتقطع الجبل فصار رميماً، ورأى موسى «عليه السلام» ما جرى وخرَّ موسى صعقاً.. فالتجلي ليس للذات الإلهية، فإنه تعالى لا تدركه الأبصار، بل التجلي هو ظهور بعض الآيات الكبرى المشيرة إلى عظمته سبحانه.

وقد ورد في بعض الأخبار: أن الله تعالى أبرز من العرش مقدار الخنصر، فتدكدك به الجبل([1])، فإذا كان الأمر سينتهي إلى هذا الحال، ولم يظهر من آيات عظمته وعظيم ملكوته إلا هذا الطرف اليسير، فكيف ستكون الحال لو أظهر له أكثر من ذلك مما لا ينتهي ولا يتناهى منها؟!

ب: بالنسبة لقول موسى «عليه السلام»: ﴿وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ([2]). أي أول المؤمنين من جميع البشر في ذلك العصر، بما تقتضيه تلك الآية، التي رآها ـ وهي صيرورة الجبل دكاً ـ حيث دلت على أن عظمته تعالى لا يمكن أن ترى رؤية قلبية، فإنه إذا كان الله تعالى حين أبرز للجبل من آياته هذا المقدار الضئيل، وهو بمقدار الخنصر من العرش فصار الجبل دكاً، وخر موسى صعقاً، فهل يمكن أن يحيط موسى بعظمة الله كلها إحاطة قلبية؟! وماذا كان سيجري له لو ظهر أكثر من مقدار إصبع من العرش، وإنما هو إحدى آياته سبحانه؟!

والحمد لله، والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين.


 

([1]) بحار الأنوار ج13 ص223 وتفسير مجمع البيان ج4 ص352 وتفسير نور الثقلين ج2 ص64 ومجمع البحرين ج1 ص390.

([2]) الآية 143 من سورة الأعراف.

 
 
 
العودة إلى الرئيسية العودة إلى موقع الميزان منتديات موقع الميزان