يقول السيد محمد حسين فضل الله:

عندما نتطلع إلى الزهراء ذات الثمانية عشر ربيعاً ، أو على أكثر الروايات ذات الثمانية والعشرين ربيعاً ، عندما نتطلع إلى كل هذه الحياة الغنية المتعددة الأبعاد القوية في المواقف المنفتحة على الله في روحانيتها وفي معرفتها ، عندما نتطلع إلى ذلك ، فإن ذلك يجعلنا نجرب أن نجد أكثر من فاطمة في أكثر من موقع ولو بنسبة الواحد إلى المئة أو العشرة في المئة الزهراء كانت أنثى وكانت إنسانة وكانت مسلمة ولذلك فإنها كانت تعيش إنسانيتها وبشريتها وأنثويتها كانت تعيش ذلك ولكن في خط التوازن. [ للإستماع إضغط هنا]

ونقول:

ما أشار إليه بأنه على أكثر الروايات هو أكذوبة لا صحة لها يعرفها كل من له أدنى خبرة في عالم الحديث ، لأن صحيح الروايات على أنها في الثمانية عشرة من العمر حينما استشهدت ، علماً إن رواية الثمانية والعشرين هي رواية عامية .

ولعل الغرض من ذلك تثبيت حديث أن تكون قد ولدت (ع) قبل الإسراء والمعراج ، وبالتالي ليبطل حديث التفاحة ونطفة فاطمة (ع) القادمة من الجنة، وليبطل معه حديث : (حينما أشم رائحة فاطمة أشم رائحة الجنة)

وإليكم بعض الروايات :

عن ابن عباس قال : دخلت عايشة على رسول الله (ص) وهو يقبل فاطمة فقالت له: أتحبها يا رسول الله؟ قال لو علمت حبي لها لازددت لها حبا ، انه لما عرج بي إلى السماء الرابعة أذن جبرائيل وأقام ميكائيل ثم قيل لي اذن يا محمد ، فقلت : أتقدم وأنت بحضرتي يا جبرائيل ؟ قال نعم ان الله عز وجل فضل أنبيائه المرسلين على ملائكته المقربين وفضلك أنت خاصة ، فدنوت فصليت بأهل السماء الرابعة ثم إالتفت عن يميني فإذا بإبراهيم (ع) في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفها جماعة من الملائكة ثم أني صرت إلى السماء الخامسة ومنها الى السادسة فنوديت يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم ونعم الأخ أخوك علي فلما صرت إلى الحجب أخذ جبرائيل (ع) بيدي فأدخلني الجنة فإذا بشجرة من نور أصلها ملكان يطويان الحلل والحلى ، فقلت حبيبي جبرائيل لمن هذه الشجرة ؟ فقال هذه لأخيك علي بن أبي طالب وهذان الملكان يطويان له لحلى والحلل إلى يوم القيامة ، ثم تقدمت أمامي فإذا أنا برطب ألين من الزبد وأطيب رائحة من المسك وأحلى من العسل   فاخذت رطبة فأكلتها ( وفي رواية : فناولني منها تفاحة فأكلتها ) فتحولت الرطبة إلى نطفة في صلبي فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة ففاطمة حوراء انسية فإذا اشتقت إلى الجنة شممت رائحة فاطمة . علل الشرائع للشيخ الصدوق ج-1 ص 183 ، الإحتجاج ج-2 ص191 ، مناقب آل ابي طالب لابن شهر آشوب ج-3ص114 ، بحار الأنوار بإسناده عن حذيفة اليماني ج- 8 ص180 ، تفسير نور الثقلين ج -2 ص502 ،  اللمعة البيضاء ص 114 ،  الصحيح من السيرة ج- 3 ص 10 .

وراواية أخرى :

وقال أبا جعفر عليه السلام : ولدت فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله بعد مبعث رسول الله بخمس سنين وتوفيت ولها ثمان عشر سنة وخمسة وسبعون يوما. الكافي ج-1 ص457 ، كاشف الغطاء ج-1 ص 12 ، بحار الأنوار ج -16 ص 78 و ج-95 ص96 ،   العدد القوية ص 220 ،الدروس للشهيد الأول ج-2 ص 6 الصحيح من السيرة ج-3 ص 9

عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله : خلق الله نور فاطمة عليها السلام قبل أن تخلق الأرض والسماء ، فقال بعض الناس : يا نبي الله أليست هي إنسية ؟ فقال صلى الله عليه وآله : فاطمة حوراء إمسية قال: يا نبي الله وكيف حوراء إنسية ؟ قال : خلقها الله عز وجل ومن نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأررواح فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم ، قيل : يا نبي الله وأين كانت فاطمة ؟ قال : كانت في حقة تحت ساق العرش ، قالوا: يا نبي الله فما كان طعامها ؟ قال: التسبيح ، والتهليل ، والتحميد ، فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجي من صلبه أحب الله أن يخرجها من صلبي جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل عليه السلام فقال :  السلام عليك ورحمة الله يا محمد ، قلت : وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل ، فقال: يا محمد إن ربك يقرأك السلام ، قلت منه وإليه يعود السلام ، قال يا محمد إن هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة فأخذتها وضممتها إلى صدري ، قال يا محمد يقول الله جل جلاله : كلها ، ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه فقال : يا محمد ما لك لا تأكل؟ كلها ولا تخف ، فإن ذلك نور المنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة ، قلت حبيبي جبرئيل ولم سميت في الأرض "المنصورة " وفي الأرض " فاطمة ؟ قال سميت في الأرض فاطمة لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها وهي في السماء المنصورة " وذلك قول الله * وقال تعالى : { الله خاق كل شيء} وقال { والله خلقكم وما تعملون } ومخلوقية أفعال العباد للحق لا تنافي كونها باختيارهم ومستندة إلى إرادتهم ، لأم معنى المخلوقية انها من حيث هي الأمور ممكنة في حد نفسها تحتاج الى العلة وسلسلة العلل تنتهي إلى الحق تعالى لا محالة ، وبنظر أدق يومئذ يفرح المؤمنون – بنصر الله ينصر من يشاء * يعني نصر فاطمة لمحبيها . بحار الأنوار ج-43 ص 4 ، معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص 396 ، مجمع النورين ص 19- 20 ، اللمعة البيضاء ص 114-115 .

يقول أيضاً : انا ذلك يجعلنا نجرب أن نجد أكثر من فاطمة في أكثر من موقع ولو بنسبة 1% أو 10 % ويقول أيضاً أن الزهراء كانت أنثى وكانت إنسانة وكانت مسلمة .

بعدما تقدم من الأحاديث الشريفة عن ولادة الزهراء (ع) فيقول أننا علينا أن نجرب أن نجد أكثر من فاطمة في أكثر من موقع !!! إذا نظرنا الى عدد المسلمين اليوم في العالم فنجدهم مليار ونيف واذا كان المنطق يقول ان نسبة النساء تساوي 50% على الاقل ان لم نقل أكثر من ذلك فيعني وحسب قوله انه يوجد بيننا نسبة 10% مثل فاطمة عليها السلام يعني 50 مليون فاطمة أو بمواصفات فاطمة (ع) !!! ونرى من جهة أخرى يقول أن الزهراء كانت مسلمة وكانت أنثى !!! ترى ما هو مغزى حديثه عن أنوثة مثل الزهراء(ع).

حدث العاقل بما لا يليق له فإن لاق له فلا عقل له

العودة