يقول السيد محمد حسين فضل الله:

وأنا ليست القضية من المهمات التي تهمني سواء قال القائلون أن ضلعها كسر أم لم يقل القائلون ذلك هذا لا يمثل بالنسبة لي أية سلبية أو أية إيجابية هي قضية تاريخية تحدثت عنها في دائرة ضيقة خاصة ولم أتحدث عنها في الهواء الطلق ولكن الذين يصطادون في الماء العكر حاولوا أن يجعلوا منها قضية للتشهير ولإثارة الغوغاء ولإثارة السذج البسطاء من الناس بطريقة وبأخرى ولم أتحدث بها في أي مجال وإنما تحدثت عنها كجواب على سؤال لأن كثيراً من الناس أصبحوا يصطادون في الماء العكر ولذلك تحدثت في مقام شرح موقفي ووجهة نظري وإلا فهذه القضية ليست من المهمات التي أهتم بإثباتها ونفيها لا من ناحية علمية ولا من ناحية سياسية ولكن مشكلتنا أن الكثيرين من الناس يحملون الأمور أكثر مما تتحمل. [ للإستماع إضغط هنا]

بداية:

إننا نذكر في هذا الفصل طائفة من مقولات السيد محمد حسين فضل الله الرامية إلى إنكار ما جرى على الزهراء مثل:

ألف: ضربهم لها بالسوط.

ب: إحراق باب بيتها.

ج: كسر ضلعها.

د: إسقاط جنينها.

هـ: دخول بيتها.

و: عصرها بين الباب والحائط.

ز: لطم خدها.

ح: رضيت عن الشيخين.

ط: استشهادها.

ي: الهجوم على بيتها.

ك: ظهور ومعرفة قبرها.

ل: بل هو يقول:

"أن الذين جاء بهم عمر كانت قلوبهم مملوءة بحب الزهراء، فكيف نتصور أن يهجموا عليها.."

ونذكر من كلماته ما يلي:

 يقول السيد محمد حسين فضل الله:

"أنا لا أنفي قضية كسر الضلع، ولكنني أقول: إنني غير مقتنع بذلك. وكما أن الإثبات يحتاج إلى دليل. كذلك النفي يحتاج إلى دليل".

ويقول في أجوبته على آية الله التبريزي:

"إنني لم أنكر ذلك لأن الإنكار يحتاج إلى دليل وليس عندي دليل على النفي" [جوابه على آية الله التبريزي ج17]

ونقول:

إن ما ذكره السيد فضل الله لا يمكن قبوله منه، وذلك للأسباب التالية:

1 ـ إن مقولات السيد فضل الله تظهر أنه غير مقتنع بأي شيء مما جرى على الزهراء ؛ لأنه يدعي: أن حبهم للزهراء، ومكانتها، ولان ضرب المرأة عيب وغير ذلك من تعللات واهية، يمنع من حدوث كسر الضلع وإسقاط الجنين، والضرب، وإحراق البيت وغير ذلك..

2 ـ إن السيد فضل الله الذي هو غير مقتنع لم يزل يجهد عبر مختلف وسائل الإعلام التي تقع تحت اختياره، وفي أية فرصة تسنح له.. لزرع الشك في نفوس الناس.. ولم يزل يحشد ما يراه أدلة وشواهد على عدم صحة ذلك، تحت ستار إثارة علامات استفهام.. فلماذا هذا الحرص منه على إقناع الآخرين بعدم صحة ذلك؟!

3 ـ إن مهمة العالم هي أن يحلّ المشكلات التي يواجهها الناس في حياتهم الفكرية، خصوصاً فيما يطلبه الناس منه، ويرون أنه هو المسؤول عنه، ويدخل في دائرة اختصاصه.. فإما أن يثبت لهم الأمر الذي يتحدث عنه بدليل، أو ينفي بدليل، أو يطلب لنفسه إجازة، يحزم فيها أمره إلى جانب هذا الإثبات، أو مع ذلك النفي. وليس من حقه أن يثقف الناس بمشكوكاته..

4 ـ إن الرجل العادي إذا أعرب عن شكه، فالناس يعتبرون شكه ناشئاً عن عدم علمه. أما إذا كان المعرب عن شكه يقول للناس إني عالم، ويتصدى لما يتصدى له العلماء، فان الناس سيرون أن شكه شك علمي، وهو يساوق عدم ثبوت الحقيقة إلى درجة النفي والإنكار.

 

إننا نجد أنفسنا في غنى عن تحديد مواضع الخلل في الأقاويل السابقة، ولكننا مع ذلك نذكر القارئ الكريم بما يلي:

1 ـ إذا كان كسر ضلع الزهراء، وكذلك ضربها، وإسقاط جنينها لا يقع في دائرة اهتمامات السيد فضل الله، فلماذا هو مهتم بحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب من اجل تشكيك الناس بهذا الأمر؟!

2 ـ إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا سأل ـ حسبما يدعي هو ـ السيد شرف الدين عن هذا الأمر في أوائل الخمسينات، أي قبل ما يقرب من خمسين عاماً من هذا التاريخ؟!..

3 ـ إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته.. فلماذا كان مهتماً ببحث هذا الأمر؟! حسبما سجله في رسالة منه أرسلها إلى إيران، لجعفر مرتضى العاملي بتاريخ 3/6/1414 هـ. فهو يقول:

"إن لدي تساؤلات تاريخية تحليلية في دراستي الموضوع، كنت أحاول إثارتها في بحثي حول هذا الموضوع".

ويقول فيها أيضاً:

"كنت آنذاك أحاول البحث في الروايات حول.. هذا الموضوع وقد عثرت أخيراً على نص في البحار الخ.." [رسالة بخط يده أرسلها للسيد جعفر مرتضى العاملي بتاريخ 3/6/1414هـ 1 2]

وثمة عبارات أخرى تفيد هذا المعنى في الرسالة نفسها.

4 ـ إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا ناقش كل العلماء في هذا الأمر في إيران وغيرها.. على حد تعبيره؟!

5 ـ إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا يدعو العلماء لدراسة هذا الأمر؟! ويقول في رسالته للسيد جواد الكلبايكاني:

"كنت في ذلك الوقت في حالة بحث تاريخي حول الموضوع"

ويقول فيها أيضاً:

"لذلك كنت أحاول دراسة الموضوع تاريخياً، من جهة السند، ومن جهة المتن، ومن خلال بعض التحليلات التاريخية، فكان الجواب في ذلك المجتمع النسائي مختصراً وسريعاً على نحو إثارة الاحتمال. ولكنني عثرت في أبحاثي بعد ذلك على كثير من النصوص الخ.." [جوابه على آية الله التبريزي]

6 ـ وإذا كانت المسألة لا تدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا يكتب للسيد الكلبايكاني أيضاً:

"إني اعتقد أن علينا أن نبحث هذه الأمور بطريقة علمية، قبل أن يبحثها غيرنا من أعداء أهل البيت؟!"

ويقول في نفس الرسالة المنشورة والتي كتبها بخط يده أيضاً:

"إنني أدعو جميع اخواني من العلماء والباحثين إلى دراسة هذه الأمور بالدقة والتحقيق ؛ لأن ذلك هو سبيل الوصول إلى الصواب، وهو الطريقة المثلى لتأكيد كل تراثنا بالطريقة المثلى، على أساس الحق والواقع"[ جوابه على آية الله الكلبيكاني]

7 ـ لماذا لا يهتم السيد فضل الله لكسر ضلع الزهراء، وضربها، وإسقاط جنينها، ويهتم لأحد ابنائه لو فرض ـ لا سمح الله ـ أنه جرح، واحتاج إلى طبيب؟!..

8 ـ هل السيد فضل الله لا يهتم لكل قضايا التاريخ، أم أن عدم اهتمامه هذا يختص بضرب الزهراء، وكسر ضلعها وحسب، رغم ما لهذه القضية من ارتباط بكثيرٍ من الشؤون العقائدية والإسلامية..

9 ـ لماذا يهتم النبي (ص) والائمة الطاهرون بما يجري على الإمام الحسين عليه السلام، وبما يجرى على الزهراء؟! ولا يهتم السيد فضل الله به؟..

10 ـ إن الذين ضربوا الزهراء، وكسروا ضلعها، وأسقطوا جنينها وو.. قد تصدوا لأعظم واخطر مقام بعد الرسول، وهو مقام الخلافة له صلى الله عليه وآله وسلم.. ومعرفة واقع هؤلاء مفيد جداً لكل مسلم يريد أن يعيش الإسلام بكل صفائه وحيويته ونقائه.. فليس هذا الأمر سخيفاً، ولا تافها.. وليس هو من قبيل معرفة تاريخ الآشوريين، أو الكلدان، وغيرهم من الشعوب التي بادت.

11 ـ إن السيد فضل الله الذي لا يهتم لضلع الزهراء، مهتم جداً بالتأكيد على أن الذين هاجموا الزهراء كانوا يحبونها، ويحترمونها، ويجلونها، فكيف يهاجمونها، فضلاً عن أن يضربوها، أو أن يكسروا ضلعها، أو أن يسقطوا جنينها، أو أن يحرقوا بابها؟!.. على حد تعابيره..

12 ـ ما معنى قوله:

"إن ضرب الزهراء.. و و.. لا يمثل عنده أية سلبية، أو إيجابية؟!"

وما معنى أن لا يهتم بإثبات أو نفي هذه القضية، لا من ناحية علمية، ولا من ناحية سياسية؟!..

13 ـ إن السيد فضل الله يحاول التقليل من خطورة مقولاته التي أطلقها، فيقول:

"هي قضية تاريخية تحدثت عنها في دائرة خاصة، ولم أتحدث عنها في الهواء الطلق".

ونقول:

أولاً: إن الحديث عن هذه القضية قد كان في مسجد الإمام الرضا (ع) في بئر العبد، أمام كاميرا الفيديو، وأجهزة ضبط الصوت. وفي مجتمع نسائي مفتوح.. فهل ذلك دائرة خاصة، وليس حديثاً في الهواء، الطلق؟!

ثانياً: إن خطأ هذه المقولات، وخطورتها، لا يدفعه ولا يرفعه أن يكون السيد محمد حسين فضل الله قد أطلقها في الهواء الطلق، أو في دائرة خاصة..

ثالثاً: سواء أكان قد قالها في دائرة خاصة، أو في الهواء الطلق، فان إصراره عليها، وحرصه على إقناع الناس بها عبر إذاعة تابعة له.. وحتى عبر قنوات التلفاز حتى الإقليمية منها وبغير ذلك من وسائل.. يفرغ هذا التبرير من محتواه، ويسقطه عن الصلاحية لتبرير أي شيء.

1 ـ إذا كان ذلك لا يقع في دائرة اهتمامات هذا الشخص أو ذاك، فلماذا هو يحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب على نفي هذا الأمر، أو التشكيك فيه على الأقل، ولماذا إذا ثارت العاصفة ضده يتراجع ويستعمل التقية، ـ كما قال ـ ويقول كلاما يلائم رأي الطرف الذي يوجه إليه النقد، ثم يعود لإثارة هذا الأمر من جديد بكل عنف وإصرار، ويواجه التحديات، ويثير المشكلات، بل هو يتهم الآخرين بأنواع التهم لمجرد أنهم سألوه عن رأيه في هذا الأمر وعلة إبدائه علنا وبهذا الشكل، وفي هذا الظرف، وفي هذا الزمن بالذات، فضلا عن أن يعترض عليه فيه، فيقول: إنهم لا يفهمون، وبأن طريقتهم غوغائية، وبأنهم معقدون، وينطلقون من غرائزهم و...

هذا فضلا عن اتهامه لهم بما يعتبر إهدارا لدمهم، وإغراء للناس بالاعتداء على حياتهم، وذلك حين يجعلهم في دائرة العمالة للمخابرات الإسرائيلية أو غيرها؟! فضلا عن جعلهم في دائرة الاتهام المستمر، وخدش اعتبار شخصيتهم المعنوية بذلك.

2 ـ لماذا لا يتهم لما جرى على الزهراء؟ ولماذا يكون كسر ضلعها أو إسقاط جنينها سيان بالنسبة إليه. وهل كل قضية مرت في التاريخ لا يصح أن نهتم لها؟! أو أن اللازم أن لا تقع في دائرة اهتماماتنا؟!

فلماذا إذن اهتم الأئمة والنبي (ص) قبلهم بما يجري على الزهراء(ع)، وبما يجري على الإمام الحسين(ع) وصحبه في كربلاء؟! ولماذا يهتم هو نفسه بالتذكير بحدث جرى قبل سنوات يحتمل أن يكون له نوع ارتباط به ويعتبره من الشؤون والقضايا الإسلامية الكبرى، ثم لا يهتم بغيره من نظائره كمجزرة مكة، وإسقاط الأميركيين للطائرة الإيرانية بركابها الثلاثمائة الأبرياء. وكذلك لا يهتم بما ربما يعد أخطر قضية مفصلية في تاريخ هذا الإسلام العزيز، وله ارتباط مباشر وعضوي في مساره العام على جميع الصعد وفي مختلف المجالات ألا وهو ضرب الزهراء، أو كسر ظلعها.

3 ـ إن الذين ارتكبوا ما ارتكبوه بحق الزهراء عليها السلام قد تصدوا لأخطر مقام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو مقام الإمامة والخلافة، وقد قال الشهرستاني: "وأعظم خلاف بين الأمة خلاف الإمامة إذ ما سل سيف في الإسلام على قاعدة دينية مثلما سل على الإمامة في كل زمان ، إن هذه المسألة  كانت "سببا لأكثر الحوادث التي أصابت المسلمين، وأوجدت ما سيرد عليكم من أنواع الشقاق، والحروب المتواصلة، التي قلما يخلو منها زمن، سواء كان بين بيتين، أو بين شخصين.

ومن الواضح: أن معرفة هؤلاء الذين أبعدوا أهل البيت عن مقاماتهم، وأزالوهم عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها وظهور أمرهم ووضوح مدى جرأتهم على الله سبحانه، وعلى رسوله أمر ضروري ومطلوب لكل مسلم، لأن ذلك يمس أخطر قضية في تاريخ الإسلام.

وبعبارة أوضح: إن لوازم الحدث هي التي ترتبط بالعقيدة، وإن لم يكن ذات الحدث يرتبط بها، فمثلا حينما نقرأ في القرآن عن زوجة لوط عليه السلام: أنها قد وشت بضيوف زوجها لقومها، الذين يسعون إلى ارتكاب الفاحشة مع الرجال.

قد نتعجب، ونقول: هل يليق بالقرآن أن يؤرخ لقوم لوط في خصوص هذه الخصلة السيئة والدنيئة؟!.

وهل يمكن لأحد أن يقول: إنني لا أهتم شخصيا بهذا الأمر التافه المذكور في القرآن؟!

أم أننا نفهم القضية بطريقة أخرى، فنقول: لو كان الله سبحانه يريد أن "يؤرخ" لقوم لوط، لكان أرخ لسائر الشعوب كالفينيقيين والكلدان والآشوريين، والرومان، والساسانيين، وغيرهم، ولكنا رأيناه يتحدث عن كثير من سياساتهم وشؤونهم وما مر بهم من أحداث كبيرة وخطيرة. ولكن ذلك لم يكن، فاقتصاره على خصوص هذا الأمر بالنسبة لخصوص قوم لوط يدلنا على أنه سبحانه وتعالى قد أراد لنا أن نستفيد من لوازم الحدث أمورا قد يكون لها مساس بالعقيدة، أو بالشريعة، أو بالمفاهيم الأخلاقية والحياتية في أكثر من مجال؟! إننا لا شك سوف نتجه هذا الاتجاه الثاني، ونبحث عن كل تلك اللوازم، والحيثيات والمعاني التي أراد لنا القرآن أن نعيشها، وأن نلتفت إليها في ما حكاه لنا عن امرأة لوط وقومها، لنستفيد منها المزيد من المعرفة والوعي، والمزيد من الإيمان، والمزيد من الطهر والصفاء. ونجد في هذه القضية أكثر من معنى حياتي هام جدا. لا بد لنا من الإطلاع عليه، وتثقيف أنفسنا به، ويكفي أن نشير إلى ما تحمله هذه القصة ـ بعد الإلفات إلى بشاعة فعلهم ذاك ـ من تحد قوي، من قتل المرأة، والزوجة، التي لم تكن تملك قدرات علمية، وفكرية بمستوى، تتحدى رجلا، نبيا، يملك كل القدرات والطاقات، وخصوصا قدرة التحدي في مجال الإقناع، وفي أمر يملك الدافع لمقاومته من خلال الدين، والعقيدة والقداسة والأخلاق، والعنفوان الإنساني، حيث كان التحدي له في ضيوفه(ع)، وفيما يمس الشرف، والكرامة والدين، والأخلاق، والرسالة...

وإذا كان كسر ضلع الزهراء، وكذلك ضربها ، وإسقاط جنينها لا يقع في دائرة اهتماماته، فلماذا هو مهتم بحشد الأدلة والشواهد من كل حدب وصوب من اجل تشكيك الناس بهذا الأمر؟!  

-إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا سأل- حسبما يدعى هو- السيد شرف الدين عن هذا الأمر في أوائل الخمسينات، أي قبل ما يقرب من خمسين عاما من هذا التاريخ إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته.. فلماذا كان مهتما ببحث هذا الأمر؟! حسبما سجله في رسالة منه أ رسلها إلى إيران، لجعفر مرتضى العاملي بتاريخ 3/6/1414هـ . فهو يقول:

"إن لدي تساؤلات تاريخية تحليلية في دراستي الموضوع، كنت أحول إثارتها في بحثي حول هذا الموضوع"

ويقول فيها أيضاً:

"كنت آنذاك أحاول البحث في الروايات حول.. هذا الموضوع وقد عثرت أخيرا عل نص البحار الخ.."

وثمة عبارات أخرى تفيد هذا المعنى في الرسالة نفسها.

-إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا ناقش كل العلماء في هذا الأمر في إيران وغيرها.. على حد تعبيره؟!

-إذا كان لا يهتم لهذا الأمر، فلماذا يدعوا العلماء لدراسة هذا الأمر؟! ويقول لرسالته للسيد جواد الكلبايكاني: "كنت في ذلك الوقت في حالة بحث تاريخي حول الموضوع " ويقول أيضا : "لذلك كنت أحاول دراسة الموضوع تاريخيا ، من جهة السند ، ومن جهة المتن ، ومن خلال بعض التحليلات التاريخية، فكان الجواب في ذلك المجتمع النسائي مختصرا وسريعا على نحو  إثارة الاحتمال. ولكنني عثرت في أبحاثي بعد ذلك على كثير من النصوص الخ..

- وإذا كانت المسألة لا تدخل في دائرة اهتماماته، فلماذا يكتب للسيد الكلبايكاني أيضا:

"إنني اعتقد أن علينا إن نبحث هذه الأمور بطريقة علمية، قبل أن يبحثها غيرنا من أعداء أهل البيت؟!"

ويقول في نفس الرسالة المنشورة بخط يده أيضا:

"إنني أدعو جميع أخواني من العلماء والباحثين إلى دراسة هذه الأمور بالدقة والتحقيق؛ لن ذلك هو سبيل الوصول إلى الصواب ، وهو الطريق المثلى لتأكيد كل تراثنا بالطريقة المثلى ، على أساس الحق والواقع"

- لماذا لا يهتم لكسر ضلع الزهراء، وضربها وإسقاط جنينها، ويهتم لأحد أبنائه لو فرض- لا سمح الله- أنه جرح واحتاج إلى طبيب؟!..

- هل السيد فضل الله لا يهتم لكل قضايا التاريخ ، أم عدم اهتمامه هذا يختص بضرب الزهراء، وكسر ضلعها وحسب، رغم ما لهذه القضية من ارتباط بكثير من الشؤون العقدية والإسلامية..

- لماذا يهتم النبي (ص) والأئمة الطاهرون بما يجري عل الإمام الحسين عليه السلام، وبما يجرى على الزهراء؟! ولا يهتم به؟...

-إن الذين ضربوا الزهراء، وكسروا ضلعها، وأسقطوا جنينها وو.. قد تصدوا لأعظم واخطر مقام بعد الرسول، وهو مقام الخلافة له صلى عليه وآله وسلم.. ومعرفة هؤلاء مفيدا جدا لكل مسلم يريد أن يعيش الإسلام بكل صفائه وحيويته ونقائه.. فليس هذا الأمر سخيفا، ولا تافها.. وليس هو من قبيل معرفة تاريخ الآشوريين، أو الكلدان، وغيرهم من الشعوب التي بادت.

-ان السيد فضل الله لا يهتم لضلع الزهراء، مهتم جدا بالتأكيد على أن الذين هاجموا الزهراء كانوا يحبونها، ويحترمونها،ويجلونها، فكيف يهاجمونها، فضلا على أن يضربونها، أو ان يكسروا ضلعها، أو ان يسقطوا جنينها، أو إن يحرقوا بابها؟!.. على حد تعبيره ...

- ما معنى قوله:"إن ضرب الزهراء..وو.. لا يمثل عنده أية سلبية أو إيجابية؟!" وما معنى أن لا يهتم بإثبات أو نفي هذه القضية، لا من ناحية علمية، ولا من ناحية سياسية؟!.

- إن السيد فضل الله يحاول التقليل من خطورة مقولاته التي أطلقها، فيقول :هي قضية تاريخية تحدثت عنها في دائرة خاصة، ولم أتحدث عنها في الهواء الطلق"      

   نقول:أولا: ها أن الحديث عن هذه القضية في مسجد الإمام الرضا في بئر العبد، أمام كاميرا الفيديو، وأجهزة ضبط الصوت. وفي مجتمع نسائي مفتوح.ها إن ذلك دائرة خاصة،وليس حديثا في الهواء، الطلق؟!

ثانيا: إن خطأ هذه المقولات، وخطورتها، لا يدفعه ولا يرفعه أن يكون هذا البعض قد أطلقها في هواء الطلق، أو في دائرة خاصة.

ثالثاً: سواء أكان قد قالها في دائرة خاصة، أو في الهواء الطلق، فان إصراره عليها، وحره على إقناع الناس بها عبر إذاعة تابعة له..وحتى عبر قنوات التلفاز حتى الإقليمية منها وبغير ذلك من وسائل ... يفرغ هذا التبرير من  محتواه، ويسقطه عن الصلاحية لأي شئ.

العودة