وفي خطبة له عامة سمعها القاصي والداني بثتها إذاعة محلية تابعة له ذكر السيد محمد حسين فضل الله رواية يرويها أهل السنة في كتبهم ـ كالسيوطي ـ تقول:

ورد عنكم حديث من المذهب السني من كتاب مسند فاطمة (ع) للسيوطي قال: قالت فاطمة بنت رسول الله قالت: مر بي رسول الله (ص) وأنا مستلقية متصبحة فحركني برجله وقال يا بني قومي فاشهدي ربك ولا تكوني من الغافين فإن الله يقسم الأرزاق يقسم أرزاق الناس.

لماذا نأخذ أحاديث عن المذهب (الشيعي)عفرة لسان يجب أن يقول السني أولا في أحاديث من هل قبيل في كتب شيعية روت هذه الأحاديث (ملاحظة نتحداه أن يأتنا برواية واحدة من الكتب الشيعية بهذا الخصوص) بس أنا بقول شو فيها يعني هلق (الآن) النبي بدو(يريد) يكون رسمي مع الزهراء (ع) بي وبنته (أب وابنته) يعني الآن مرة حركها برجله يعني هيك ضربها بشكل ، ومرة لا واحد مارق وواحد نايم هيك فد تحريكة لطيفة بها محبة هلق إذا واحد بيو بالبيت وهو قاعد ونايم وقله مثلاً بلطف أنك قوم يا ابني هلق الله بيبعث الأرزاق وكذا وبدل ما هيك يهزه بأيده وكذا فحركه برجله ، هذه تصير إساءة خلاف الأخلاق أنتم عم بسألكم هلق واد لو بيو عمل معه هيك .. عادي ..شو الفرق بين واحد يحرك واحد بأيده أو يحركه برجله شو الفرق ؟ هيك تحريكة ظريفة خفيفة شو فيها ، نعم حركني برجله مش دفشني برجله (دفشني عامية لبنانية تعني دفعني) ليش ما بتفهموا الأشياء فهم جيد ، هذه من الأشياء اللي بعض الناس أنا سمعتها بذاك الوقت ، نحن جبنا هل حديث عن الزهراء (ع) حتى نبين أنه الإنسان لازم بين الطلوعين ما بنام ليستغفر الله ، أنا بذاك الوقت ، عملوها مشكلة في ناس بيتلقطوا الواحد كيف يحكي كلمة بفلوها بركي منقدر نحملها على الأسوأ ، شوفوا السيد بقول لكزني برجله دفشني برجله ، هذه عدم التقوى ، هذا من ذاك الوقت ، هذا ما في دين هذا اللي بيحكي هيك ما عنده دين ، لو فرضنا كان كفر ناقل الكفر ليس بكافر ، زين نحن الآن أنا بسأل علمائنا كل علمائنا السيد عبد الحسين شرف الدين ما عم ينقلوا كثير من الأحاديث بفضائل أهل البيت وخصوصياتهم من كتب أهل السنة ، وليش بدهم يكذبوا عن الزهراء بهل القصة شو فيها ليش بدهم يكذبوا وهم بنفس هذا الكتاب مسند السيوطي هو بينقل علمائنا منه وهذا نفس الكتاب يبين فضائل الزهراء (ع) الإنسان الشي اللي ما بفيد ليش بنا نيجي هيك نقعد ، أنا قلت الإمام علي بقول دع أمر أخيك على أحسنه. [ للإستاع إضغط هنا]

وحين ضجت الساحة بالإعتراض عليه: أنه كيف يورد ذلك في محاضراته وعبر الإذاعات، وهو يتضمن الحط من مقام الزهراء المعصومة.. وطولب بذلك، أصر على موقفه، واستدل على صحته بأمرين:

أحدهما: إنه لا يوجد بروتوكول بين النبي (ص) وابنته عليها السلام.

الثاني: أن هناك حديث صعود الحسنين (عليهما السلام) وهما طفلان على ظهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لهما (صلى الله عليه وآله): نعم الجمل جملكما، ونعم الراكبان أنتما.

والأغرب من ذلك: أن أحد اللبنانيين الذين يسكنون في قطر اعترض عليه بأنه كيف يصح أن تنام الزهراء عن الصلاة، وهي المرأة المعصومة؟!

فأجابه السيد فضل الله بقوله:

"لعلها لم تكن تعرف هذا الحكم الشرعي، فأراد النبي (ص) أن يعلمها إياه". ( راجع الفقرة رقم 36)

وهذه القضية مما شاع وذاع عنه ـ خصوصا الشريط الذي يسجل حوار السيد فضل الله مع ذلك الذي يسكن في قطر [وقد ذكر السيد فضل الله في نفس الشريط: (أن رجلا سأل الإمام الصادق (ع) أن يحلل له الفروج، ففزع الإمام (ع)، فقال له أحدهم: إنه لا يقصد تحليل الفروج المحرمة، بل يقصد: أن تحللوا له نصيبكم من الأمة التي يملكها، فأذن له الإمام حينئذ.. فكيف يفزع الإمام من كلمة..

كما أن الإمام في بعض الحالات يفتش عن أشياء، ويقول: ما كنت عارفاً أين توجد..)

 ونقول: إن الظاهر من سياق كلام السيد فضل الله: أنه يريد أن يتهم الإمام الصادق (عليه السلام) بأنه لا يعرف اللغة العربية، وقد فهم الكلام خطأ حتى إنه يفزع من كلمة، ويأتي شخص آخر عادي، فيعلم الإمام بمراد السائل.. وكل ذلك لأجل أن ينفي الولاية التكوينية !! فإن من يفهم الأمور خطأ، ويضيع بعض الأشياء ولا يعرف أين توجد.. لا يمكن أن يكون له ولاية تكوينية..]  ويقال إن اسمه هو أبو تراب.

ونقول:

إن هذا الكلام خطير جداً، لم نكن نظن أن يصدر عن أحد من الناس.. ولا نرى أنه يحتاج إلى تعليق، غير أننا نعيد إلى ذهن القارئ الأمور التالية:

1 ـ إن السيد فضل الله يقول: "إن العصمة إجبارية"، فكيف نتصور المعصوم بالإجبار ينام عن صلاته.. أو يمكن أن يكون من الغافلين. ألا يستبطن ذلك نسبة العجز إلى الله سبحانه عن أن يجبر عبده على التزام خط الطاعة؟!!

2 ـ كيف نتصور الزهراء (عليها السلام) التي يرضى الله لرضاها، ويغضب لغضبها والتي لولا وجود علي (عليه السلام) لم يكن لها كفؤ: آدم (عليه السلام) فمن دونه. وكانت تحدث أمها وهي في بطنها، وكانت نوراً محدقاً بالعرش، كيف نتصورها على غاية الجهل بأبسط الأحكام الشرعية وهو لزوم الإستيقاظ لصلاة الصبح؟!..

وهو الحكم الذي يعرفه حتى الأطفال الصغار، فضلاً عن الكبار، فكيف بالمعصومين المكرمين، المنتجبين؟! والمصطفين الأخيار؟!

3 ـ إن سيرة النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) مع سيدة نساء العالمين صلوات الله وسلامه عليها هي على خلاف ذلك تماما، فقد كان (صلى الله عليه وآله) يعاملها بمنتهى التبجيل، والتعظيم والإكرام والاحترام.. حتى لقد روي: (أنه كان إذا دخلت عليه رحب بها، وقبل يديها، وأجلسها في مجلسه) [ راجع سفينة البحارج2ص374]

4 ـ إن الله سبحانه قد جعل للمؤمن حقوقا، ورسول الله (صلى الله عليه وآله) كان أولى الناس برعاية هذه الحقوق، والزهراء عليها سلام الله هي القمة في الإيمان، فكيف ننسب إلى النبي (صلى الله عليه وآله): أنه قد ضيع حقوقها..

وقد روي عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قوله: (لأخيك عليك مثل الذي لك عليه).

وعنه (عليه السلام): (لا تضيعن حق أخيك اتكالا على ما بينك وبينه، فإنه ليس لك بأخ من ضيعت حقه) [الحديثان في بحار الأنوار: ج71 ص 165 عن كنز الفوائد للكراجكي]

5 ـ صحيح أنه لا يوجد بروتوكول بين الأب وابنته.. ولكن ذلك معناه رفع الكلفة فيما بينهما، وليس معناه جواز إهانة أحدهما للآخر، وليس معناه أيضاً تضييع حقوق الآخر..

إلا أن يقول لنا السيد فضل الله: إنه قد ادعى أن سورة عبس وتولى قد نزلت في رسول الله (ص).. والعياذ بالله، فمن عبس في وجه الفقير، ويتولى عنه، ويتلهى بما لا يجدي استنكافاً عن الحديث معه.. نعم، إن من يفعل ذلك، فهو جدير بأن يتصرف مثل هذا التصرف هنا، نعوذ بالله من مقولات كهذه، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

6 ـ أما بالنسبة للحديث: نعم الجمل جملكما، أو نعم المطي مطيكما، ونعم الراكبان أنتما، أو نعم العدلان أنتما، أو نعم الفارسان أنتما [بحار الأنوار: ج 43 ص284 و285] على اختلاف التعابير.. فلا يصح أن تبرر به هذه المقولة، إذ إن ملاعبة النبي لابنيه جارية وفق السنة، وهو أمر محبوب، ومطلوب لله، حتى لقد روي: (من كان عنده صبي فليتصابَ له) [ميزان الحكمة: ج10 ص 700 عن الوسائل ج15 ص 203، وعن من لا يحضره الفقيه: ج3 ص 312 ـ وعن كنز العمال الخبر رقم 45413، وراجع: الكافي: ج6 ص50]

فلا يقاس عليه ما يكون على سبيل الجد، ويدخل في سياق التعامل الجدي مع شخصية الإنسان الآخر. فلا يحق لأحد أن يحقر إنسانا في تعامله معه، ولا أن يهينه في مقام تسجيل الموقف تجاه شخصيته وكيانه، كما هو الحال في هذه القصة المزعومة.

أما حيث يكون التعامل ليس تعاملا مع شخص الطرف الآخر، بل يكون مشاركة في إنجاز الواجب فلا يكون للتصرف أي ارتباط بالشخص. فإن الأمر يتجاوز ذلك إلى حد أن نجد النبي (صلى الله عليه وآله) قد أصعد عليا على كتفيه ليحطم الأصنام المعلقة على الكعبة، وليس في ذلك أية إهانة لرسول الله (صلى الله عليه وآله). ما دام أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) هو الذي أمره بذلك، وما دام أن ذلك يأتي في سياق التعاون على إنجاز الواجب، وتحقيق الأهداف الإلهية في عز الإسلام وإذلال الشرك، والجهاد في سبيل الله.

وخلاصة ما تقدم:

إنه مرة يكون ذلك في مقام الإعزاز والمحبة، كما في ملاعبة النبي (صلى الله عليه وآله) لابنيه الحسن والحسين (عليهما السلام)..

ومرة يكون ذلك في مقام التعاون على إنجاز الواجب، كما في تعاون النبي (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) في إسقاط الأصنام، وصعود علي عليه السلام على كتف رسول الله (صلى الله عليه وآله)..

ومرة يكون ذلك في مقام التعامل الطبيعي مع الشخص وتحريكه برجله فيه تعدٍ على شخصية الطرف الآخر بالإضافة إلى ما يتضمنه من اتهام له بالجهل أو الغفلة، أو بعدم المعرفة بالتكليف، والأحكام الشرعية البديهية.

غير أننا نحتمل أن يكون في الرواية بعض التحريف، بأن يكون النص هكذا: حركها برجلها.. بملاحظة أن الإيقاظ من النوم إذا كان بواسطة تحريك رجل النائم فإنه ينتبه من نومه بصورة طبيعية وهادئة وبدون ذلك فإنه ينتبه مرعوباً.. وعلى هذا المعنى يحمل ما روي بسند صحيح عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (ع) قال: انتهى رسول الله (ص) إلى أمير المؤمنين وهو نائم في المسجد، قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه، فحركه برجله، ثم قال: قم يا دابة الله..الخ.. [تفسير القمي ج2 ص 130]

وروي أيضاً عن أبي سعيد الخدري في حديث جاء فيه: "..فلما قضى رسول الله المغرب مر بعلي بن أبي طالب وهو في الصف الأول فغمزه برجله، فقام علي متعقباً خلف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى لحقه الخ.. [البحار ج43 ص 60 وفي هامسه عن تفسير فرآت ص 21 وكشف الغمة للأربلي ج2 ص 26 ـ 27 وعن أمالي الصدوق]

فان المراد كما هو الظاهر: أنه (ص) قد حرك رجل علي (ع)، في الأولى، وغمز رجل علي (ع) في الثانية. ولا أقل من أن ذلك محتمل ولا يستلزم شيئاً مما قلناه.

وهذه بعض الأحاديث التي تبين مدى احترام الرسول (ص) للزهراء (ع) والتي تبين كذب ما تقدم من رواية السيوطي في مسنده.

عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السلام قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه واله : يا علي لقد عاتبتني قريش في أمر فاطمة وقالوا : خطبنا فاطمة فمنعتنا وتزوجت علياً فقلت لهم : والله ما أنا منتعتكم وزوجته بل الله تعالى منعكم وزوجه فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا محمد ان الله جل جلاله يقول لو لم أخلق علي عليه السلام لما كان لفاطمة ابنتك كفؤ على وجه الأرض آدم فمن دونه .

عيون أخبار الرضا (ع) للشيخ الصدوق ج-2 ص 203

عن الإمام أبي عبد الله عليه السلام قال: لولا أن الله خلق أمير المؤمنين عليه السلام لم يكن لفاطمة سلام الله عليها  من كفؤ على ظهر الأرض من آدم فمن دونه .

من لا يحضره الفقيه ج-3 ص 393/ الحدائق الناضرة ج- 23 ص 108/ الخصال 414/ تهذيب الأحكام ج-7 ص 470 /وسائل الشيعة ج-20 ص 74/ التفضيل الشيخ المفيد 32/ مناقب ابن شهر آشوب ج-2 ص 29/ بحار الأنوار ج-43 ص 10 و92-93 و107 /بيت الأحزان 24 .

فكيف نتصورها على غاية الجهل بأبسط الأحكام  الشرعية وهو لزوم الإستيقاظ لصلاة الصبح ؟!!..

1-    ان سيرة النبي الأعظم مع سيدة نساء العالمين صلوات الله وسلامه عليها هي على خلاف ذلك تماماً ، فقد كان صلى الله عليه وآله يعاملها بمنتهى التبجيل ، والتعظيم والإكرام والإحترام .. حتى لقد روي: ( أنه كان إذا دخلت عليه رحب بها ، وقبل يديها وأجلسها في مجلسه ):

وكانت إذا دخلت (الزهراء عليها السلام) على النبي صلى الله عليه واله وسلم قام إليها وقبلها وأجلسها في مجلسه.

ذخائر العقبى 41/ حلية الأبرار ج-1 ص188/ بحار الأنوار ج-37 ص 71 وج-43 ص25/ الأنوار البهية 58 /الغدير ج- 3 ص 18/ بيت الأحزان 30 .

صحيح أنه لا يوجد بروتوكول بين الأب وابنته .. ولكن ذلك معناه رفع الكلفة بينهما ، وليس معناه جواز إهامة أحدهما للآخر ، وليس معناه أيضاً تضييع حقوق الآخر ..

منذ متى كان السيوطي وأمثاله مصدراً لأخبارنا عن الزهراء صلوات الله عليها ؟ !!!...

العودة