سئل السيد محمد حسين فضل الله:

هل صحيح أن فكرة إحياء الأربعين  بالنسبة للموتى والشهداء وحتى أربعين الإمام الحسين هي فكرية يهودية وإذا كانت كذلك فلماذا تم اعتمادها من قبل المسلمين.

فأجاب:

 ليس من الضروري أن تكون كل  الأفكار اللي موجودة  في التاريخ اليهودي سيئة ليس من الضروري ذلك قد يكون بعض الأشياء مصدرها ديني ثم الواقع بالإسلام ما عندنا أربعين أصل بالتشريع الإسلامي ما في عندنا لا أسبوع سبعة ولا في عندنا أربعين ، في عندنا ثلاث أيام تعزية من عزى بعد ثلاث فقد جدد المصيبة ثلاث أيام وسكروا الباب ، انسوا الميت خلص بس (فقط) اذكروه بالدعاء وبالصدقة أما تظل قاعد من أول الأربعين ونعملوا سنة وسنة ما أدري بمناسبة مرور سنتين كل هذا ليس من الإسلام في شيء ، لا أقول أنه محرم طبعاً لا مش حرام لكن ليس تقليداً إسلامياً ، يمكن أصل يهودي أو غير يهودي الله أعلم ربما يرى بعض المسلمين أنها مناسبة لاجتماع الناس وخصوصاً أنه يصير وعظ ويصير إرشاد ويصير تلاقي الناس فيها إجابيات أما زيارة الأربعين للحسين عليه السلام مش وارد عندنا زيارة الأربعين ، عندنا حديث يقول أنه من علامات المؤمن التختم باليمين ، والإبتداء ببسم الله الرحمن الرحيم ، وصلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين بعض الناس فسروها  زيارة الأربعين يعني زيارة الأربعين زيارة الحسين في يوم الأربعين لا مش هيك زيارة أربعين مؤمن ، بس طبعاً الحسين شهيد وإمام وهذا فإذاً  مثل ما لازم عشرة أيام هذا لازم نعمل الأربعين هذا وإلا ما في المستحبات زيارة عرفة زيارة عاشوراء زيارة نصف شعبان أما زيارة الأربعين ما فيها إستحباب مختصر  ما في ضرر بأن الناس تروح يوم أربعين تزور الحسين في كل يوم نزور الحسين سلام الله عليه في كل يوم  نزور السيدة زينب والزيارة هي  بحسب انها نحن نفهمها الزيارة السياحة يعني رحلة ثقافية ومش تقعد تقرأ الزيارة بدون فهم توقف تتفهم كلمات الزيارة وتتصور مثلاً الحسين سلام الله عليه كيف كان ما هي  أخلاقه ما هو علمه ما هو جهاده ما هي هذه الزيارة أصبحت مجرد روتين ، الزيارة مش هيك الزيارة أن يكون تأملك وأنت تقف أمام الضريح أكثر من كلامك وأن تكون تأملاتك دولة أفق في حياة من تزوره. [للإستماع إضغط هنا]

ونقول:

زيارة الأربعين هي زيارة الأربعين للإمام الحسين (ع) وبنص من أهل البيت عليهم السلام وليس كما يدََّعي أنها زيارة أربعين مؤمن وهذه النصوص تؤكد على ذلك:

1- عن الإمام العسكري عليه السلام انه قال: علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين ، وزيارة الأربعين ، والتختم باليمين ، وتعفير جبين ، والجهر ببسم الله الرحمَّن الرحيم . مفاتيح الجنان ط 1996 م ص 593 ، بحار الأنوار ج-95 ص348 وج-98 ص329 ، مستدرك الوسائل ج-3 ص290 ، مدينة المعاجز ج-7 ص 674

2- حدثنا محمد بن علي بن معمر قال: حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن مسعدة والحسن بن علي بن فضال ، عن سعد بن اسلم ، عن صفوان بن مهران الجمال قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار وتقول: السلام على ولي الله وحبيبه ، ألخ.. إلى آخر الزيارة. بحار الأوار المجلسي ج-98 ص331 ، مصباح المجتهد – الطوسي ص 788 ، المزار – المشهدي ص 514 ، اقبال الاعمال – ابن طاووس ج-3 ص101 ، المزار – الشهيد الأول ص 185 ، تهذيب الاحكام ج-6 ص113.

3- عن محمد بن عبدالله الحمري ، عن أبيه ، عن علي بن محمد بن سالم ، عن محمد بن خالد ، عن عبدالله بن حماد البصري ، عن عبدالله بن عبد الرحمان الاصم ، عن أبي يعقوب ، عن أبان بن عثمان ، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا زرارة إن السماء بكت على الحسين (عليه السلام) أربعين صباحاً بالدم ، وإن الرض بكت اربعين يوماً بالسواد ، وإن الشمس بكت أربعين صباحاًً بالكسوف  والحمرة ، وإن الجبال تقطعت وانتثرت ، وإن البحار تفجرت ، وإن الملائكة بكت أربعين صباحاً على الحسين (عليه السلام) ألخ..مستدرك الوسائل ج-10 ص313 ،بحار الانوار ج-ص14ص183 وج-45 ص206 -215 ، مناقب – ابن شهر آشوب ص212 ، العوالم ص 471 ، تفسير الصافي ج-4 ص407 ، تفسير الآصفي ج-2 ص1154 ، تفسير نور الثقلين ج-4 ص628.

4- عن علي بن الحسين ، عن علي بن ابراهيم ، عن ابيه ، عن ابن فضال عن ابي جميلة ، عن محمد الحلبي ، عن ابي عبد الله (عليه السلام) في قوله تعالى :{ فما بكت عليهم السماء والارض وما كانوا منظرين} قال: لم تبك السماء أحدا منذ قتل يحيى بن زكريا حتى قتل الحسين (عليه السلام) فبكت عليه . كامل الزيارات ص182 ، مدينة المعاجز ج-4 ص 144 ، بحار الانوار ج-14 ص 183 وج-45 ص210 ، العوالم ص470 ، تهذيب التهذيب ج-11 ص243 ، ينابيع المودة ج-3 ص101

والان جاء دورنا أن نسأله كيف اتى برأيه أنه لا يوجد زيارة أربعين وأن هذه عادات يهودية وننصحه بكل تواضع أن يطلع على روايات أها البيت علهم السلام فأنها أكثر ثقة من روايات العامة  .

العودة