يقول السيد محمد حسين فضل الله:

ويحاولون أن يتخيلوا من خلال ظروفهم البدوية طارتاً ، ليحركوا زينب عليها السلام في أحاديث عاشوراء وفي جموع عاشوراء على أساس تقاليد نساء البدو فتتصور وأنت تقرأ الشعر القريض أو شعر الشعبي أنك تلتقي ببدوية تعرف كيف تبكي وكيف تسقط أمام المأساة لأن الذين كتبوا المأساة من خيالاتهم أو الذين صوروا المأساة في أشعارهم وفي نثرهم أرادوا لأبطال كربلاء أن يتحولوا إلى شيء يبكي حتى عندما يتحدثون عن القوة وعن كلمات القوة فإنهم يحدثونك عنها بشكل بكائية هل يمكن لك أن تبكي وأن تسمع الحسين لا والله لأعطيكم  بيدي إعطاء الذليل ولا أقروا لكم إقرار العبيد هل يمكن لك أن تبكي أوان تستحضر أية دمعة من الدموع وأنت تسمع الحسين يقول ألا وأن الداعي ابن داعي قد ركز بين اثنتين بين ثلة والذلة وهيهات من الذلة ومع ذلك يريدون لك أن تبكي معها حتى تأكل المأساة الموسيقية في اللحن العزائي تأكل كل معنى للقوة في الكلمات وهكذا أصبحت لنا الشخصية البكائية التي تبكي حتى وهي تفرح وقد قال قائلهم يفرح هذا الورى بعيدهم ونحن أعيادنا مآتمنا وهكذا أيها الأحبة أدمنت عاشوراء البكاء وأدمنت المأساة. [ للإستماع إضغط هنا]

ونقول:

نستعرض مع الباحث الكريم بعض الأحاديث الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في ثواب من يقرأ الشعر في أهل البيت عليهم السلام ومن يستمع إليه أيضا وهو يسميه بالشعر القريض ، وثواب البكاء والتباكي على الحسين عليه السلام.

ثواب من يقرأ الشعر (القريض) أو (الشعبي)

حدثنا محمد بن علي جيلويه عن محمد بن يحيى العطار عن محمد بن الحسين بن علي بن أبي عثمان عن الحسن بن علي بن أبي مغيرة عن أبي عمارة المنشد عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال لي أبا عمارة أنشدني للعبدي في الحسين (عليه السلام)  قال فأنشدته فبكى ، قال فوالله ما زلت أنشده ويبكي حتى سمعت البكاء من الدار ، فقال لي يا أبا عمارة من أنشد في الحسين بن علي (عليه السلام) فأبكى خمسين فله الجنة ومن أنشد في الحسين( عليه السلام) فأبكى أربعين فله الجنة ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) فأبكى ثلاثين فله الجنة ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) فأبكى عشرين فله الجنة ومن أنشد في الحسين(عليه السلام) فأبكى عشرة فله الجنة ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا واحدا فله الجنة ومن أنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فبكى فله الجنة ومن أأنشد في الحسين (عليه السلام) شعرا فتباكى فله الجنة. كامل الزيارات – بن قولوية ص209 ، الأمالي – الصدوق ص205 ، ثواب الأعمال – الصدوق ص84 ، وسائل الشيعة – الحر العاملي ج14ص595 وج10ص466 ، بحار الأنوار – المجلسي ج44ص282 ، العوالم – البحراني ص540 ، مستدرك سفينة البحار – النمازي ج5ص426.

ثواب من أنشد في الحسين صلوات الله عليه شعرا فبكى وأبكى

أو بكى وتباكى أبي (ره) قال حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن الخطاب عن محمد بن إسماعيل عن

 صالح بن عقبة عن أبي هارون المكفوف قال: قالي لي أبو عبد الله عليه السلام يا أبا هارون أنشدني في

الحسين عليه السلام فأنشدته قال : فقال لي أنشدني كما ينشدون بالرقة قال فأنشدته هذا الشعر: أمرر على جدث

 الحسين* فقل لأعظمه الزكية قال : فبكى، ثم قال زدني فأنشدته القصيدة الأخرى قال فبكى  وسمعت البكاء من

خلف الستر قال فلما فرغت قال أبا هارون من أنشد في الحسين عليه السلام شعرا فبكى وأبكى عشرة كتب لهم

الجنة، ومن أنشد في الحسين عليه السلام شعرا فبكى وأبكى خمسة كتب لهم الجنة، ومن أنشد في الحسين عليه

السلام فبكى وأبكى واحد كتب لهم الجنة، ومن ذكر الحسين عليه السلام عنده  فخرج من عينيه مقدار جناح ذبابة

 كان ثوابه على الله عز وجل ولم يرضى له بدون الجنة. ثواب الأعمال – الصدوق ص84 ، وسائل الشيعة – الحر العاملي ج14

ص595

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا محمد بن يحيى عن محمد ابن احمد عن محمد بن الحسين عن

 محمد بن إسماعيل عن صالح بن عقبة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من أنشد في الحسين عليه  السلام

 بيتا من شعر  فبكى وأبكى عشرة فله الجنة فلم يزل حتى قال ومن أنشد في الحسين عليه السلام  شعرا فبكى

 وأظنه قال : أو تباكى فله الجنة. كامل الزيارات – بن قولوية ص210-211 ، ثواب الأعمال – الصدوق ص84 ، وسائل الشيعة 

(آل البيت)– الحر العاملي ج14ص596 ، وسائل الشيعة(الإسلامية)- الحر العاملي  ج10ص466 ، بحار الأنوار – ج44ص289، العوالم

 – البحريني –ص543                                                              

وفي قول السيد فضل الله وقد قائلهم : يفرح هذا الورى بعيدهم ونحن أعيادنا مآتمنا .

من يسمعه يقول قائلهم يظن أنه يتحدث عن شاعر أو حتى عالم وفي الحقيقة أنه يتحدث عن الإمام زين العابدين عليه السلام وهل من موالي يقول عن إمامه قائلهم إلا إذا كان لا يعتقد به أو على أقل تقدير لا يعرف صاحب الشعر !!!؟

روي عن الإمام زين العابدين عليه السلام

نحن بنو المصطفى ذو غـصـص

 

يجرعها في الأنـام كاظمـنـا

عظيمة في الأنام مـحـنـتـنـا

 

أولـنـا مـبـتلـى وآخـرنـا

يفرح هذا الـورى بـعـيـدهـم

 

ونحـن أعـيـادنا مـآتـمـنـا

والناس في الأمن والسـرور وما

 

يا مـن طول الزمان خائـفـنـا

وما خـصصنا بـه مـن شـرف

 

الطايـل بـيـن الأنام آفـتـنـا

يحكم فـيـنـا والـحـكـم لـنـا

 

احـدنا حـقـنـا وغـاصـبـنا

           مناقب آل أبي طالب –  ابن شهر آشوب ج3  ص295 ، بحار الأنوار – المجلسي ج46 ص92 ، الكنى  والألقاب –  الشيخ عباس

          القمي ج2ص458 ، مستدرك سفينة البحار – النمازي ج5ص480 ، سيرة أعلام النبلاء – الذهبي 168

العودة