يقول السيد محمد حسين فضل الله:

ولا يشفعون إلا لمن ارتضى يعني الله يكرم الأنبياء بأن يشفعهم فيما انجرت إرادته على أن يغفر لهم يعني الله يريد يغفر لإنسان الله يريد يعفو عن إنسان الله يريد يدخل الإنسان الجنة الله يريد يقضي لإنسان حاجة فالله يريد أن يكرم نبيه ويكرم وليه أن يكرمهما بأن يشفعهما فيماً أراد أن يكرمه وأراد أن يعفو عنه ولا شو معنى ولا يشفعون إلا لمن ارتضى يعني إلا لمن ارتضى الشفاعة له يعني الله ما محتاج لواسطة حكاية انه نحن ما نقدر أن نخاطب الله ما بينا قابلية انه نحكي مع الله بعض الجماعة العرفانيين وفلاسفة وكذا بيحكوا هذا الكلام أنه نحن ما بنقدر نحكي مع الله لا أبداً الله في القرآن الكريم أراد أن نتكلم معه مباشرة نحن العباد الخاطئين الله أراد هذا الله سبحانه تعالى هكذا الله يا عبادي الذين  أسرفوا على أنفسهم يا عبادي مع مين عم يحكي بالواسطة لا وجه لوجه أسرفوا يعني تجاوزوا  الحد يا عبادي الذين  أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله، الله سبحانه وتعالى وقال ربكم ادعوني أستجب لكم بدون واسطة إنما الأنبياء والأولياء مش وسائط بمعنى الوسائط دور الأنبياء أنهم وسائط للهداية هم وسائط بين الله وبين خلقه يحملون إليه يحملون إليهم كلماته شرائعه ما يريده منهم هذا هو معنى بينك الله سبحانه وتعالى والله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يرحم عبداً فيكرم نبيه بأن يشفعه فيه فيكرم وليه بأن يشفعه فيه هذه هي المسألة وإلا ما نحتاج إلى وسائط أبداً القرآن الله يريدنا نحكي معه ما في حجاب أبداً نعم الذنوب ربما  تحجب الدعاء في بعض الحالات ولكن نقدر نحن نحاول بأن نستغفر الله من الذنوب أنت مع مين عم تحكي اللهم اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء عندك ذنوب تحبس الدعاء أنت تحكي مع الله مباشرة تقول له  اغفر لي هذه الذنوب حتى تصير كل ما أدعوك ما في شيء من عندي أبداً.[للإستماع إضغط هنا]

ونقول:

ولنا هنا ملاحظات:

1 ـ إن السيد محمد حسين فضل الله لم يقدم أي دليل على مدّعاه في أن استجابة الله مرهونة بالتوجه إليه تعالى مباشرة.

2 ـ وأما القول بأنه لا حاجة في الحديث إلى الوسائط من البشر أومن غيرهم، فلا مجال لقبوله، ونحن نرى روايات كثيرة تتحدث عن التوسل إلى الله تعالى بالأنبياء والأولياء عليهم السلام. وذلك يدل على وجود حاجة إلى ذلك لا سيما بالنسبة إلى الخاطئين، ولولا حاجتهم إلى ذلك تربويا وإيمانيا لما وجّههم الله إليه.

ومما يدل على توسيط الوسائط ما رواه ابن شهر آشوب، عن علي عليه السلام في قوله تعالى: {وابتغوا إليه الوسيلة} قال: أنا وسيلته  تفسير البرهان ج 1 ص 469

وفي حديث آخر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيما يرتبط بالأئمة من ولد الحسين قال (ص): هم العروة الوثقى، وهم الوسيلة إلى الله تعالى تفسير نور الثقلين ج 1 ص 519

وعن علي بن إبراهيم في تفسيره للآية قال: فقال، تقربوا إليه بالإمام تفسير البرهان ج1 ص469 . وتفسير نور الثقلين ج 1 ص 520

وعن عثمان بن حنيف: إن رجلاً ضريراً أتى إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: ادعُ الله أن يعافيني.

فقال: إن شئت دعوتُ وإن شئتَ صَبَرْتَ،وهو خير.

قال: فادعه، فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه، ويصلي ركعتين، ويدعو بهذا الدعاء:

اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد، إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى اللهم شفعه في.. سنن ابن ماجة ج 1 ص 441 والجامع الصحيح للترمذي :أبواب الأدعية ومستدرك الحاكم ج 1 ص 313 وتلخيص المستدرك (مطبوع بهامش المستدرك) نفس الجزء والصفحة والجامع الصغير ص 59 والتاج الجامع للأصول ج 1 ص 286 ومسند احمد

هذا مضافاً إلى دعاء القرآن الذي نقرأه جميعا ـ وربما كان السيد محمد حسين فضل الله يقرؤه ـ في ليالي القدر ـ والذي هو عبارة عن توسل بالله تعالى وبأهل البيت (ع) واحداً تلو الآخر من نبيهم إلى قائمهم (ع). إلى غير ذلك من الروايات الكثيرة والمتنوعة في هذا المجال.

3 ـ إن السيد محمد حسين فضل الله يناقض نفسه في كثير من موارد مخالفاته، ومن جملتها هذا المورد، حيث يقول حول الفرق بين ما يفعله الوثنيون في عبادة الأصنام وما يفعله المسلمون في احترام الأولياء:

".. وهذا هو الفرق بين ما يفعلونه وبين ما يفعله الوثنيون وما يفعله المسلمون الذين يؤكدون شرعية الشفاعة والتوسل بالأنبياء والأولياء ، باعتبار أن المسلمين يفعلون ذلك من موقع التوجه إلى الله بان يجعلهم الشفعاء لهم، وأن يقضي حاجاتهم بحق هؤلاء فيما جعله لهم من حق، مع الوعي الدقيق للمسألة الفكرية في ذلك كله، وهو الاعتراف بأنهم عباد الله المكرمون المطيعون له الخاضعون لألوهيته {لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} وأنهم البشر الذين منحهم الله رسالته فيما ألقاه إليهم من وحيه، ومنحهم ولايته فيما قربهم إليه في خطهم العملي فكيف يقاس هذا بذاك" [من وحي القرآن ج1ص62-63ط2]

ومن يمعن النظر في أقوال وكتب هذا الرجل يجد له الكثير من التناقضات المماثلة، نعرض عن ذكرها هنا خوف ملالة االباحث الكريم، ولكي لا نخرج عما رسمناه في بحثنا هذا الرامي إلى ذكر بعض أقواله وآرائه التي يخالف فيها ما جرى عليه علماء المذهب بصورة عامة.وربما وفقنا الله تعالى لإبراز تناقضاته هذه في فصل خاص من هذا البحث.

يقول السيد محمد حسين فضل الله:

".. {ولا تنفع الشفاعة عنده} فليست هناك مراكز قوى تفرض نفسها على الله، من موقع القوة الذاتية التي تترك تأثيراتها على قرار الله، فيمن يعطيه أو فيمن يمنعه لتكون هناك نقاط ضعف في قدرته أو في عظمته الإلهية.. ليحتاج الناس إلى التوسل إليه بالشفعاء ليصلوا من خلالهم إلى مواقع رحمته ورضاه، ليتعبدوا لهم للحصول على رضاهم الذي يؤدي للحصول على رضاه.. فليس هناك أحد اقرب إليه من أحد، من حيث الذات، فهو الذي يقرب الناس إليه، ويمنحهم درجة القرب إليه من خلال أعمالهم.. ويبقيهم في دائرة الخضوع له المنتظرين لإذنه في كل ما يفعلون أو ما يتركون.. فيعرفون أنهم لا يملكون الشفاعة أمامه لأي شخص لأنهم لا يملكون معه أيّ شيء {إلا لمن أذن له} في ذلك فأراد تكريمه بالشفاعة لبعض الخاطئين الذين يريدون إن يغفر لهم بحيث تكون الشفاعة وظيفة إلهية محددة الموقع معينة الشخص والدور، من دون زيادة ولا نقصان،.. وفي ضوء ذلك نفهم أن الشفاعة ليست حالة ذاتية للشفعاء لدى الله، بل هي مهمة محددة في دائرة المهمات التي قد يوكلها إلى بعض عباده، لمصلحة يراها، في وقت محدود، ودور خاص، مما يفرض على المؤمنين عدم الاستغراق في ذات النبي أو الولي.. طلبا للشفاعة، بل في توجيه الخطاب لله أن يمنحه الشفاعة من خلالهما" [من وحي القرآن ج19ص39-40ط2]

ويقول أيضا:

".. فليس هناك إلا العمل.. وإذا كانت هناك من شفاعة، فإنها لا تنطلق من رغبة الشفيع الخاصة بل هي بأمره ورضاه،فلا معنى لأن تتوجه إلى المخلوق بطلب الشفاعة وفي الطبعة الأولى(ما دام لا يملكها بنفسه، بل ينتظر أمر الله فيها.. فهو الجدير بالعبادة وطلب الشفاعة.) ولقد حذفت من الطبعة الثانية

 وفي ضوء ذلك، كان التوحيد يمثل الصفاء الروحي الذي يعيش معه الإنسان في حركة الإيمان المطلق بعيدا عن كل التعقيدات الخانقة التي تجر معها المزيد من العادات والتقاليد والأجواء الضاغطة على الفكر والروح والشعور" [من وحي القرآن ج11ص22]

ويقول أيضا:

".. ولا يقبل من أحد رجاءً ولا شفاعةً في حق نفسه أو في حق غيره، لأن أي واحد منهم لا يملك حقاً ذاتياً في ذلك كله إلا من أذن له الرحمن في الشفاعة فأراد الله أن يكرمه بها ليجعل له الكرامة باستنقاذ من يريد الله أن ينقذه من النار، ويرحمه برحمته، وذلك هو الذي رضي الله قوله فيما يعبر عنه القول من العقيدة الصافية الحقة، والروح الراضية المرضية والعمل الخالص الذي يتحرك في رضا الله من خلال وعي الإيمان وطهر الإخلاص.

وفي ضوء هذه الآية نستفيد تقرير مبدأ الشفاعة التي تؤكد وجودها لدى بعض الأشخاص المقربين إلى الله. ولكن من خلال إعطاء الله ذلك فيكون القصد والتوجه لله في المسألة في الشفاعة لا إلى الشخص لأنه لا يملك من أمر الشفاعة شيئاً في نفسه.. وذلك هو الحد الفاصل بين الاستغراق في الشخص من خلال الاستغراق في ذاته، وبين الاستغراق في الله على أساس الكرامة التي يمنحها لبعض عباده في شفاعته للآخرين استجابة لإرادة الله له في ذلك.. وهذا هو الذي يعطي للعقيدة صفاءها فلا يطلب أحد من مخلوق شيئاً بل يكون الطلب كله لله، والقصد إليه في كل شيء حتى في الشفاعة التي لا يملكها أحد إلا بإذنه" [من وحي القرآن ج15ص156-157ط2]

ويقول السيد محمد حسين فضل الله أيضا:

".. تلك هي مواقعهم فيما تتميز به مواقعهم الشخصية، وفيما يقفون عنده من حدود مواقعهم أمام الله فلا يتجاوزونها فيما يعيشونه في داخل حياتهم الخاصة، وفيما يتحركون به من العلاقات في حياة الآخرين.. فلا يتصرفون معهم إلا بما يعلمون أن الله يرضى عنه، فلا يرون لأنفسهم الحرية في أن تتدخل العوامل الذاتية فيما يريدون أن يتقدموا به إلى الله، من الشفاعة لبعض الخاطئين، أو المنحرفين، لأنهم يعرفون أن الشفاعة ليست حالة ذاتية ينطلق بها المقربون إلى الله ليستفيدوا من مواقع القرب، في علاقاتهم الخاصة بالأشخاص، ليقربوا بعيدا عن الله، كما يفعل الناس في الدنيا، ليتقرب الناس إليهم بما يتقربون به إلى المقربين من الملوك والأمراء، ليشفعوا لهم عنده، فينفعلون بذلك، فيما يتحدثون به، إلى رؤسائهم، في قضايا الامتيازات والشفاعات، وما إلى ذلك..

إن المقربين من عباد الله المكرمين، سواء منهم الملائكة أو الأنبياء والأولياء، لا يعيشون في مشاعرهم العنصر الذاتي، بل يتمثلون في وجدانهم العنصر الروحي فهم يعرفون مواقع رضا الله فيتحركون فيها، ومحالّ كرامة الله ورحمته، فينطلقون إليها، ويعلمون أن الشفاعة كرامة يريد الله أن يكرم بها بعض خلقه فيشفّعهم فيمن يريد أن يغفر لهم ويرحمهم لأنهم في الموقع الذي يمكن لهم فيه أن يتقربوا من رحمته ومغفرته ولذلك فهم يعرفون مواقع الشفاعة فيمن يطلبون من الله أن يشفعهم فيهم فلا يشفعون للكافرين والمشركين والمنحرفين الذين حاربوا الله ورسوله، لأنهم ليسوا في مواقع الرحمة التي سيستحقون فيها الرحمة [من وحي القرآن ج15ص212-213]

ونقول:

لا نريد أن نسهب القول في بيان حقيقة الشفاعة، فأمرها أظهر من الشمس، وأبين من الأمس، وقد ذكرنا فيما تقدم في بضع توضيحات قد تكون مفيدة في هذا المجال فلا بأس بمراجعتها. غير أننا نذكّر القارئ بالأمور التالية:

1 ـ إننا نرشد، هنا إلى الأحاديث التي تتحدث عن أنه (صلى الله عليه وآله وسلم) يشفع لأهل الكبائر من أمته، فيشفعه الله تعالى فيهم، لكنه لا يشفع لمن آذى ذريته بحار الأنوار ج 25 ص 37 وراجع من ص: 34 و39 و 58 و 59 و 60

وفي بعض الروايات: هل يشفع إلا لمن وجبت له النار ؟! البحار ج 8 ص 38

وفي بعضها: ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة البحار ج 8 ص 44 . وراجع مستدرك سفينة البحار ج6 ص 1 ـ 5  فقد أشار إلى موارد كثيرة  والأحاديث الدالة على هذا المعنى كثيرة فلتراجع في مظانها.

وهذا معناه أن قول السيد محمد حسين فضل الله: إن الشافع لا يقرّب بعيداً عن الله غير صحيح، بل هم يقربون ـ بشفاعتهم ـ ذلك البعيد. وهذا هو معنى الشفاعة، كما ظهر بذلك أيضا عدم صحة قوله: إن الشفاعة إنما هي لمن يستحق الرحمة ممن هو في مواقع الرحمة، فليست الشفاعة ناشئة عن استحقاق لها من قبل المشفوع له.

2 ـ قد ذكرنا فيما تقدم أيضاً: أن الشفاعة هي التي تنتج المغفرة وتؤثر فيها، وتكون سببا في حصولها، لا أن إرادة المغفرة هي التي تؤثر في إجراء الشفاعة على نحو مراسم شكلية تهدف إلى مجرد تكريم الشافع.

إذن فللشفاعة مهمتان:

الأولى: التسبب بحصول المغفرة، والتأثير في إنتاجها، حيث لولاها لم تحصل المغفرة، ولم يكن هناك إرادة لها.

الثانية: أن تظهر بسببها الكرامة الإلهية والمنزلة الربانية للشافع.

3 ـ أما قوله: إن الشفاعة لا تنطلق من رغبة الشفيع الخاصة، بل هي بأمر الله ورضاه.. فالروايات التالية بخلافه:

إن الشفيع في يوم القيامة يقول: أي رب عبدك فلان سقاني شربة من ماء في الدنيا، فشفعني فيه، فيقول:اذهب فأخرجه من النار.. الخ بحار الأنوار ج 8 ص 33 ـ 34

ثم يشفع لخادمه بحار الأنوار ج 8 ص 38 و56 و61 عن تفسير القمي ج 2 ص 202 في قوله تعالى :ولا تنفع الشفاعة عنده ألا من إذن له ، وعن تفسير العياشي وعن الاختصاص للشيخ المفيد .. ويشفع لمحبيه وأهل مودته البحار ج 8 ص 37 و42 وعن المحاسن ص 184 وراجع ص 41 عن الأمالي للصدوق ص 170 عن ثواب الأعمال ص 203 وعلل الشرايع ص 542  ويشفع لجيرانه  البحار ج8 ص 42 و 56 و 57 عن الكافي ج8 ص 101 عن المحاسن ص 184ولأهل بيته البحار ج 8 ص 42 و56 عن المحاسن ص 184 وعن الاختصاص  ولمن له به معرفة بالدنيا البحار ج 8 ص 41 عن ثواب الأعمال ص167 بل والشفاعة للعدو المحارب، والذي كان قد احسن للمؤمن في دار الدنيا البحار ج 8 ص 42.

وذلك يوضح عدم صحة عدة أمور، وردت في كلام السيد محمد حسين فضل الله.

الأول: عدم صحة قوله: إن الشفاعة لا تنطلق من رغبة الشفيع الخاصة.

الثاني: عدم صحة قول السيد محمد حسين فضل الله: إن الشفاعة هي في دائرة المهمات التي قد يوكلها الله إلى بعض عباده إذ إنها كرامة للشافع، ورحمة للمشفوع له.

الثالث: عدم صحة قول السيد محمد حسين فضل الله: إن كونها مهمة محددة، يستتبع أن لا يستغرق المؤمن في ذات النبي والولي طلباً للشفاعة.

الرابع: إن معنى قوله تعالى: {لا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} أن من أذن الله له بالشفاعة ورضيه وارتضاه لها، وجعل له هذا المقام هو الذي تنفع شفاعته، كالأنبياء، والأولياء، والشهداء، فالشفاعة التي أعطيت لهؤلاء هي التي تنفع وتؤثر في غفران الذنوب وكل شفاعة سواها باطلة، وغير مقبولة، ولا مرضية.

وبعبارة أخرى: إنما يشفع من أكرمه الله ببلوغه مقاماً يؤهله لأن يشفع للمؤمنين الخاطئين، وهذا يعني عدم صحة قول السيد محمد حسين فضل الله: إنه لا معنى لأن نتوجه إلى المخلوق بطلب الشفاعة مادام لا يملكها بنفسه، فإن المراد بملك الشفاعة هو أن يجعله الله في مقام الشفاعة، فإذا بلغ هذا المقام فله أن يشفع لمن يشاء، حتى للخادم والجار، والمعين، ولأهل الكبائر وغير ذلك.

إذن فلا مانع من أن نتوجه إليه بعد أن وصل إلى هذا المقام فنوجه إليه الخطاب، ونطلب منه أن يستعمل صلاحياته التي حصل عليها.

5 ـ معنى قوله: {لا يشفعون إلا لمن ارتضى} أي ارتضى الله دينه راجع البحار ج 8 ص 34 و 40 و و50   فلم يكن مشركا ولا ظالماً راجع البحار ج 8 ص 39 و58  وهو من أهل التوحيد، من أهل شهادة أن لا إله ألا الله راجع البحار ج 8 ص  58  كما في روايات أهل البيت عليهم السلام، لا كما فسرها هذا الرجل بقوله: أي ارتضاه الله للشفاعة.

6 ـ يتضح مما تقدم: أن هناك فئات لا تنالها الشفاعة. وقد دلت الروايات الكثيرة على ذلك، مثل ما ورد: من أن الشفاعة لا تنال مستخفاً بالصلاة من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 206 ولا تنال من أنكر الشفاعة، أو أنكر الحوض والمعراج البحار ج 3 ص 37 و 34 وراجع ص 41

7 ـ إن حاجة الناس إلى التوسل بالشفعاء، ناتجة عن قصور أعمالهم عن أن تبلغ بهم إلى مقام الاستغناء عن الشفعاء، وليست ناشئة عن ضعف في قدرته أو في عظمته تعالى، بل هذا التوسل دليل كمال قدرته تعالى، ونهاية عظمته.

ويدل على أن الشفاعة هي السبب في حدوث المغفرة، لا أن إرادة المغفرة متقدمة على الشفاعة. قوله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده ألا لمن إذن له} حيث دلت على أن للشفاعة تأثيراً ونفعاً.

ويدل على ذلك أيضا ما رواه جابر بن يزيد قال: قال أبو جعفر عليه السلام: يا جابر لا تستعن بعدونا في حاجة ولا تستعطه ولا تسأله شربة ماء، إنه ليمر به المؤمن في النار فيقول: يا مؤمن ألست فعلت بك كذا وكذا، فيستحي منه، فيستنقذه من النار، فإنما سمي المؤمن مؤمناً، لأنه يؤمن على الله فيؤمن (فيجيز خ ل) أمانه البحار ج8 ص 42 عن المحاسن 185

إلى أن قال:

فأما في يوم القيامة فإنا و أهلنا نجزي عن شيعتنا كل جزاء، ليكونن على الأعراف بين الجنة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم صلوات الله وسلامه، والطيبون من آلهم، فنرى بعض شيعتنا في تلك العرصات، فمن كان منهم مقصّراً في بعض شدائدها فنبعث عليهم خيار شيعتنا كسلمان والمقداد وأبي ذر وعمار ونظرائهم في العصر الذي يليهم وفي كل عصر إلى يوم القيامة، فينقضون عليهم كالبزاة والصقور ويتناولونهم كما يتناول البزاة والصقور صيدها فيزفونهم إلى الجنة زفا، وإنا لنبعث على آخرين (من خ ل) محبينا من خيار شيعتنا كالحمام، فيلتقطونهم من العرصات كما يلتقط الطير الحبّ، وينقلونهم إلى الجنان بحضرتنا، وسيؤتى بالواحد من مقصّرى شيعتنا في أعماله بعد أن صان (قد حاز خ ل) الولاية والتقية وحقوق إخوانه ويوقف بإزائه ما بين مائة وأكثر من ذلك إلى مائة ألف من النصّاب، فيقال له: هؤلاء فداؤك من النار، فيدخل هؤلاء المؤمنون الجنة وأولئك النصاب النار، وذلك ما قال الله تعالى {ربما يودّ الذين كفروا} يعني بالولاية {لو كانوا مسلمين} في الدنيا منقادين للإمامة ليجعل مخالفوهم من النار فداءهم البحار ج 8 ص 44 و45 عن تفسير العسكري

عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أما إن من شيعة علي (ع) لمن يأتي يوم القيامة، وقد وضع له في كفة سيئاته من الآثام ما هو أعظم من الجبال الرواسي والبحار السيارة، تقول الخلائق: هلك هذا العبد، فلا يشكّون أنه من الهالكين وفي عذاب الله من الخالدين، فيأتيه النداء من قبل الله تعالى: يا أيها العبد الجاني هذه الذنوب الموبقات، فهل بإزائها حسنة تكافؤها وتدخل الجنة برحمة الله، أو تزيد عليها فتدخلها بوعد الله ؟

يقول العبد: لا أدري، فيقول منادي ربنا عز وجل: إن ربي يقول: نادِ في عرصات القيامة: ألا إن فلان بن فلان من بلد كذا وقرية كذا وكذا، قد رهن بسيئاته كأمثال الجبال والبحار ولا حسنة بإزائها، فأي أهل هذا المحشر كانت لي عنده يد أو عارفة العارفة : المعروف  فليغشني بمجازاتي عنها، فهذا أوان شدة حاجتي إليها فينادي الرجل لذلك، فأول من يجيبه علي بن أبي طالب: لبيك لبيك لبيك أيها الممتحن في محبتي، المظلوم بعداوتي؛ ثم يأتي هو ومن معه عدد كثير وجم غفير وإن كانوا أقل عدداً من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات فيقول ذلك العدد: يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون، كان بنا باراً ولنا مكرماً، وفي معاشرته إيانا – مع كثرة إحسانه إلينا – متواضعاً، وقد نزلنا له عن جميع طاعتنا وبذلنا له؛ فيقول علي عليه السلام: فبماذا تدخلون جنة ربكم؟

فيقولون: برحمة الله الواسعة التي لا يعدمها من والاك ووالى آلك يا أخا رسول الله، فيأتي النداء من قبل الله تعالى: يا أخا رسول الله هؤلاء إخوانه المؤمنون قد بذلوا له فأنت ماذا تبذل له ؟ فإني أنا الحكم، ما بيني وبينه من الذنوب قد غفرتها له بموالاته إياك، وما بينه وبين عبادي من الظلامات فلا بد من فصلي بينه وبينهم، فيقول علي عليه السلام، يارب أفعل ما تأمرني، فيقول الله: يا علي اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله؛ فيضمن لهم علي عليه السلام ذلك فيقول لهم: اقترحوا عليّ ما شئتم أعطكم عوضاً من ظلاماتكم قبله؛ فيقولون يا أخا رسول الله تجعل لنا بازاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك ليلة بيتوتتك على فراش محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فيقول (ع) قد وهبت ذلك لكم، فيقول الله عز وجل، فانظروا يا عبادي الآن إلى ما نلتموه من علي، فداء لصاحبه من ظلاماتكم؛ ويظهر لهم ثواب نفس وجد في الجنان من عجائب قصورها وخيراتها، فيكون ذلك ما يرضي الله به خصماء أولئك المؤمنين، ثم يريهم بعد ذلك من الدرجات والمنازل مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر عل قلب بشر؛ يقولون: ربنا الخ.. البحار ج 8 ص 59 ـ 61 عن تفسير الإمام العسكري (ع).

وفي كتاب فضائل الشيعة للصدوق ـ رحمه الله ـ بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كان يوم القيامة نشفع في المذنب من شيعتنا، فأما المحسنون فقد نجاهم الله  البحار ج8 ص59

وعن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: {لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا} قال نحن والله المأذونون لهم في ذلك اليوم، والقائلون صوابا، قلت: جعلت فداك وما تقولون ؟ قال: نمجد ربنا، ونصلي على نبينا، ونشفع لشيعتنا فلا يردنا ربنا.

وروي هذا الحديث بطرق متعددة.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم: إذا كان يوم القيامة ولّينا حساب شيعتنا، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عز وجل حكمنا فيها فأجبنا، ومن كانت مظلمته بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحق من عفا وصفح.

وروي مثل ذلك عن جميل عن أبي الحسن (ع) البحار ج 8 ص 50

وعن سماعة عن أبي الحسن الأول، وعن عبدالله عن أبي عبدالله (ع) البحار ج 8 ص 57 عن الكافي ج 8 ص 162 وعن محمد بن جعفر عن أبيه عن جده (ع) مثله البحار ج 8 ص 50 عن كنز الفوائد

ومما يدل على أن الناس يحتاجون إلى الشفاعة ما ورد في تفسير قوله تعالى: {ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له}. عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين صلوات الله وسلامه عليهما على أبي جعفر عليه السلام يقال له أبو أيمن، فقال: يا أبا جعفر تغرون الناس وتقولون: شفاعة محمد؟

فغضب أبو جعفر عليه السلام حتى تربد وجهه، ثم قال: ويحك يا أبا أيمن، أغرك أن عف بطنك وفرجك ؟ أما لو قد رأيت أفزاع القيامة لقد احتجت إلى شفاعة محمد (ص) ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار؟

ثم قال: ما من أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة، ثم قال أبو جعفر إن لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الشفاعة في أمته ولنا شفاعة، في شيعتنا، ولشيعتنا شفاعة في أهاليهم. ثم قال: وإن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر، وإن المؤمن ليشفع حتى لخادمه، ويقول: يا رب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد البحار ج 8 ص 38 عن تفسير القمي وعن المحاسن للبرقي ص 183 إلى قوله : وجبت له

قال عبيد بن زرارة: قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام عن المؤمن: هل له شفاعة ؟ قال: نعم، فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمد (ص ) يومئذ ؟ فقال: نعم إن للمؤمنين خطايا وذنوباً، وما من أحد إلا يحتاج إلى شفاعة محمد يومئذ البحار ج 8 ص 48 عن العياشي

عن علي بن أبي حمزة قال: قال رجل لأبي عبدالله عليه السلام: إن لنا جاراً من الخوارج يقول: إن محمداً يوم القيامة همه نفسه فكيف يشفع ؟ فقال أبو عبدالله (ع): ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة البحار ج 8 ص 42 عن المحاسن ص 184

قال الشيخ الصدوق في اعتقاداته:

إعتقادنا في الشفاعة أنها لمن ارتضي دينه من أهل الكبائر والصغائر، فأما التائبون من الذنوب فغير محتاجين إلى الشفاعة، وقال النبي (ص) من لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي البحار ج 8 ص 58 عن عقائد الصدوق ص85

وهناك ما يدل على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يبادر إلى الشفاعة فيشفعه الله، ونذكر من ذلك: ما روي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ما من أهل بيت يدخل واحد منهم الجنة إلا دخلوا أجمعين الجنة؛ قيل: وكيف ذلك ؟ قال: يشفع فيهم فيشفّع حتى يبقى الخادم فيقول: يا رب خويدمتي قد كانت تقيني الحر والقر فيشفع فيها البحار ج 8 ص 58 عن عقائد الصدوق ص 85

عن علي عليه السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب، باب يدخل منه النبيون والصديقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبونا، فلا أزال واقفا على الصراط أدعو وأقول: رب سلّم شيعتي ومحبيّ وأنصاري ومن تولاني في دار الدنيا، فإذا النداء من بطنان العرش: قد أجيبت دعوتك وشفّعت في شيعتك، وشفع كل رجل من شيعتي، ومن تولاني ونصرني، وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفاُ من جيرانه وأقربائه. وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لا اله إلا الله، ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت  الخصال ج 2 ص 39 والبحار ج8 ص 39

مما يدل على أن الشفاعة هي السبب في المغفرة..

ومما يدل أيضاً على أن الشفاعة تكون أيضا لمن لا يستحقها، ممن لا حسنة له:

ما روي عن أبي جعفر عليه السلام حيث قال:.. وان الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب، وان المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة، فيقول: يا رب جاري كان يكفّ عني الأذى فيشفع فيه، فيقول الله تبارك وتعالى: أنا ربك وأنا أحق من كافي عنك، فيدخله الجنة وما له من حسنة، وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً فعند ذلك يقول أهل النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم الكافي ج 8 ص 101 والبحار ج 8 ص 56 عنه وعن العياشي

ومما يدل أيضاً على أن الشفاعة هي السبب في المغفرة.

وعلى أنه يصح طلب الشفاعة من غير الله سبحانه.

وعلى أنهم يشفعون لمن يشاؤون ويحبون.

وعلى أنهم يقسمون على الله سبحانه وتعالى بحق النبي(ص) وعلي (ع)، النصوص التالية:

عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن المؤمن منكم يوم القيامة ليمر به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد أمر به إلى النار والملك ينطلق به، قال: فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدنيا، وأسعفك في الحاجة تطلبها مني، فهل عندك اليوم مكافأة ؟ فيقول المؤمن للملك الموكل به: خل سبيله ؛ قال: فيسمع الله قول المؤمن فيأمر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلي سبيله البحار ج ج8 ص 41 عن ثواب الأعمال ص 167

وعن سماعة بن مهران قال: قال أبو الحسن عليه السلام: إذا كانت لك حاجة إلى الله فقل: (اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأناً من الشأن، وقدراً من القدر، فبحق ذلك الشأن وذلك القدر أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا، فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم البحار ج8ص59 عن دعوات الراوندي

وعـن عيص بن القاسم، عن أبي عبد الله عليه السلام: إن أناسا من بني هاشم أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الذي جعله للعاملين عليها فنحن أولى به، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يا بني عبد المطلب إن الصدقة لا تحل لي ولا لكم، ولكني وعدت الشفاعة، ثم قال: والله أشهد أنه قد وعدها، فما ظنكم يا بني عبد المطلب إذا أخذت بحلقة الباب، أتروني مؤثرا عليكم غيركم، ثم قال: إن الجن والإنس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فإذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة، فيقولون: إلى من ؟ فيأتون نوحا فيسألونه الشفاعة فقال: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من ؟

فيقال: إلى إبراهيم، فيأتون إلى إبراهيم فيسألونه الشفاعة فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من؟

فيقال إيتوا موسى، فيأتونه فيسألونه الشفاعة، فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي، فيقولون: إلى من ؟

فيقال أيتوا محمداً، فيأتونه فيسألونه الشفاعة فيقوم مدلاً حتى يأتي باب الجنة فيأخذ بحلقة الباب ثم يقرعه، فيقال: من هذا ؟

فيقول: أحمد، فيرحبون ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنة خرّ ساجدا يمجد ربه بالعظمة، فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفّع، فيرفع رأسه فيدخل من باب الجنة فيخر ساجدا، ويمجّد ربه ويعظمه، فيأتيه ملك فيقول: ارفع رأسك وسل تعطى واشفع تشفّع، فيقوم فما يسأل شيئا ألا أعطاه إياه البحار ج 8 ص 47 عن العياشي

وقال أمير المؤمنين عليه السلام: الله رحيم بعباده ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم، فبها يتراحم الناس وترحم الوالدة ولدها، وتحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسع وتسعين رحمة، فيرحم بها أمة محمد ثم يشفّعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة حتى إن الواحد ليجيء إلى مؤمن من الشيعة، فيقول: اشفع لي، فيقول: وأي حق لك علي؟

فيقول: سقيتك يوما ماء فيذكر ذلك فيشفع له، فيشفّع فيه، ويجيئه آخر فيقول: إن لي عليك حقا، فاشفع لي، فيقول: وما حقك علي ‍؟

فيقول استظللت بظل جداري ساعة في يوم حار، فيشفع له فيشفّع فيه. ولا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه. فإن المؤمن أكرم على الله مما تظنون البحار ج 8 ص 44 .عن تفسير العسكري

 

بعض الأحاديث الواردة عن آل البيت عليهم السلام حول الشفاعة:

أخبرنا الحفار، قال: حدثني إسماعيل بن علي الدعبلي، قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير، قال دخل على أبي نؤاس الحسن بن هانئ نعوده في مرضه الذي مات فيه، فقال لي عيسى بن موسى الهاشمي: يا أبا علي،أنت في آخر يوم من أيام الدنيا، وأول يوم من أيام الآخرة، وبينك وبين الله هنات، فتبت إلى الله (عز وجل). قال أبو نؤاس: أسندوني، فلما استوى جالسا قال: إياي تخوف في بالله، وقد حدثني حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لكل نبي شفاعة، وإني خبأت شفاعتي لأهل لكبائر من أمتي يوم القيامة؟ أفترى لا أكون منهم!. الأمالي – الطوسي ص380

 

وفي كتاب (التوحيد) عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير قال: سمعت موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول: من أجتنب الكبائر من المؤمنين لم يسأل عن الصغائر قال الله تعالى: {ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما} قال: قلت: فالشفاعة لمن تجب؟ فقال، حدثني أبي عن آبائه، عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي. وسائل الشيعة (آل البيت) ص325

 

حدثني أبي( رحمه الله) ، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال حدثنا إبراهيم ابن هاشم، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السلام)، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي، ثم قال (صلى الله عليه وآله): إنما شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي، فأما المحسنون فما عليهم من سبيل. الأمالي – الصدوق ص65

 

بإسناده عن القلانسي، عن الصادق عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصاحب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم، والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي. بحار الأنوار ج31ص653

 

وقد قال صلى الله عليه وآله من كرمه الفائض وخلقه الجميل: " لكل نبي دعوة مستجابة، وإني أخبأت دعوتي شفاعة لأهل الكبائر من أمتي. الثاقب في المناقب ص125

 

 محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال بن علي بن عقبة ، عن عمران بن أبان ، عن عبد الحميد الوابشي ، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: إن لنا جار ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليترك الصلاة فضلاً عن غيرها ؟ فقال سبحان الله وأعظم ذلك ألا أخبركم بمن هو شر منه ؟ قلت: بلى قال: الناصب لنا شر منه ، وأما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره وغفر ذنبه كلها ، إلا أن يجئ بذنب يخرجه من الإيمان وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل من ناصب وإن المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة ، فيقول : يا رب جاري كان يكف كني الأذى فيشفع فيه فيقول الله تبارك وتعالى : أنا ربك وأنا أحق من كافي عنك فيدخله الجنة وما له من حسنة وإن أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنسانا فعند ذلك يقول ؟ أهل النار: فما لنا من شافعين ولا صديق حميم . الكافي ج8ص101، بحار الأنوار ج8ص56 ، التفسير الصافي ج4ص43 ، تفسير نور الثقلين ج4ص60 ، تأويل الآيات ج1ص391

 

 حدثني أبي رحمه الله ومحمد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عمن ذكره، عن محمد بن سنان، عن محمد بن علي، رفعه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا علي من زارني في حياتي أو بعد موتي، أو زارك في حياتك أو بعد موتك، أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما، ضمنت له يوم القيامة إن أخلصه من أهوالها وشدائدها، حتى اصيره معي. كامل الزيارات ص40 ، من لا يحضره الفقية ج2ص578 ، بحار الأنوار ج97 ص123 وص142وص5259

 

 

 روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال: من زارني غفرت له ذنوبه ولم يمت فقيرا. تهذيب الأحكام ج6ص78 ، روضة الواعظين ص212 ، مناقب آل أبي طالب  ص400 ، بحار الأنوار ج97ص139وص145

 

 

 عن أنس قال صلى الله عليه وآله: من زارني بالمدينة محتسبا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة. مناقب آل أبي طالب ص210

 

وروى الحسن بن علي بن فضال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: " إن بخراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة، فقال: فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور، فقيل له يا ابن رسول الله وأية بقعة هذه ؟ قال: هي بأرض طوس فهيا والله روضة من رياض الجنة، من زارني في تلك البقعة كان كمن زار رسول الله صلى الله عليه وآله وكتب الله تبارك وتعالى له ثواب ألفة حجة مبرورة، وألف عمرة مقبولة، وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة". من لا يحضره الفقيه ج2ص585 ، عيون أخبار الرضا (ع) ج1ص285 ، روضة الواعظين ص233 ، بحار الأنوار ج99ص31

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " ستدفن بضعة مني بأرض خراسان لا يزورها مؤمن إلا أوجب الله له الجنة وحرم جسده من النار. من لا يحضره الفقيه ج2ص585 ، عيون أخبار الرضا (ع) ص288 ، الأماني الصدوق ص119 ، وسائل الشيعة (آل البيت) ج14ص557 ، وسائل الشيعة (الإسلامية) ج10ص437 ، بحار الأنوار ج49ص284 وج99ص31وج110ص378 ، مستدرك سفينة البحار ج4ص360 ، مسند الإمام الرضا (ع) ج1ص149 ، ميزان الحكمة ج2ص1199

أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: اخبرنا علي ابن الحسن بن علي بن فضال: عن أبيه عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) انه قال: أن خراسان لبقعة يأتي عليها زمان تصير مختلف الملائكة فلا يزال فوج ينزل من السماء وفوج يصعد إلى أن ينفخ في الصور، فقيل له: يا بن رسول الله وآية بقعة هذه؟ قال: هي أرض طوس وهي والله روضة من رياض الجنة. من زارني في تلك البقعة كان كمن  زار( رسول الله صلى الله عليه وآله) وكتب  له ثواب ألف حجة مبرورة وألف عمرة مقبولة وكنت أنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة. تهذيب الأحكام ج6ص108

 حدثني حمزة بن محمد العلوي (ره) قال حدثنا بن الحسين القواريري قرابة قراءة لعلي بن عبيد قال حدثنا جعفر بن أمين البغوي قال حدثنا عثمان بن عيسى الرواسي عن العلاء بن المسيب عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عليهما السلام قال: قال الحسين صلوات الله عليه يا أبتاه ما لمن زارنا؟ قال يا بني من زارني حيا و ميتا أو زار أباك حيا وميتا ومن زارك حيا وميتا ومن زار أخاك حيا وميتا كان حقيق علي أن أزوره يوم القيامة وأخلصه من ذنوبه وادخله الجنة. ثواب الأعمال ص82 ، بحار الأنوار ج97ص139

 ليس مني من استخف بصلاته لا يرد على الحوض لا والله ليس مني من شرب مسكرا لا يرد على الحوض ولا والله وقال الصادق (ع) : ان شفاعتنا لا تنال مستخفا. منتهى المطلب ج1ص193

وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنت أول داخل الجنة من أمتي، وأن شيعتك على منابر من نور مسرورون مبيضة وجوههم حولي، أشفع لهم فيكونون غدا في الجنة جيراني. الغدير ج3ص78

 قال أبي رحمه الله، قال سعد : حدثني علي بن الحسين النيسابوري الدقاق، قال: قال حدثني أبو صالح شعيب بن عيسى، قال : حدثني صالح بن محمد الهمداني، قال: حدثني إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: قال أبو الحسن الرضا (عليه السلام): من زارني على بعد داري وشطون مزاري أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يمينا وشمالا ، وعند الصراط، وعند الميزان. كامل الزيارات – ص506 ، من لا يحضره الفقه ج2ص584 ، الخصال ص168 ، تهذيب الأحكام ج6ص85 ، روضة الواعظين ص235 ، المزار ص195 ، بحار الأنوار ج99ص34وج40ص110و378

عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن أسباط، عن عثمان بن عيسى، عن المعلى بن أبي شهاب، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: قال الحسين(عليه السلام) لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : ما جزاء من زارك، فقال: يا بني من زارني حيا أو ميتا أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك ، كان حقا علي ان ازوره يوم القيامة حتى أخلصه من ذنوبه.  كامل الزيارات ص40 ، الهداية ص256 ، شرائع الإسلام ج4ص209 ، علل الشرائع ج2ص460 ، من لا يحضره الفقيه ج2ص577 ، الكافي ج4ص548 ، الأمالي الصدوق ص114 ، ثواب الأعمال ص82 ، تهذيب الأحكام ج6ص4 ، روضة الواعظين ص169 ، المزار ص18 ، بحار الأنوار ج96ص373وج97ص123وج97ص140و141

 محمد بن أحمد بن داود بن عقبة قال: كان جار لي يعرف بعلي بن محمد قال: كنت أزور الحسين عليه السلام في كل شهر ثم علت سني وضعف جسمي فانقطعت عن الحسين عليه السلام مرة، ثم إني خرجت في زيارتي إياه ماشيا " فوصلت في أيام فسلمت وصليت ركعتي الزيارة ونمت فرأيت الحسين عليه السلام قد خرج من القبر وقال لي : يا علي لم جفوتني وكنت لي برا" ؟ فقلت : يا سيدي ضعف جسمي وقصت خطاي ووقع لي أنها أخرسني فأتيتكفي أيام وقد روي عنك شئ أحب أن أسمعه منك؟ فقال عليه السلام: قل فقلت روي عنك : قال من زارني في حيوته زرته بعد وفاته قال : نعم، قلت ذلك. وإن وجدته في النار أخرجته.  بحار الأنوار ج98ص16

أبو القاسم الحسيني رفعه إلى معاذ بن جبل قال: قال النبي صلى الله عليه وآله : إن الله أعطاني في علي أنه متكئ بين يدي يوم الشفاعة، وأعطاني في علي لآخرتي أنه صاحب مفاتيحي يوم أفتح أبواب الجنة ، وأعطاني في علي لآخرتي أني أعطى يوم القيامة أربعة ألوية : فلواء الحمد بيدي، وأدفع لواء التهليل لعلي واوجهة في أول فوج وهم الذين يحاسبون حسابا يسيرا ويدخلون الجنة بغير حساب عليهم، وأدفع لواء التكبير إلى حمزة وأوجه في فوج الثاني، وأدفع لواء التسبيح إلى جعفر وأوجهه في فوج الثالث، ثم أقيم على أمتي حتى أشفع لهم، ثم أكون أنا القائد وإبراهيم السائق حتى أدخل على أمتي الجنة. بحار الأنوار ج8ص7

تفسير الإمام (عليه السلام) : " قال علي ابن أبي طالب (عليه السلام) في قوله تعالى: {اتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة} يا معاشر شيعتنا ، اتقوا الله واحذروا أن تكونوا لتلك النار حطبا، وإن لم تكونوا بالله كافرين فتوقوها بتقوى ظلم إخوانكم المؤمنين ، وإنه ليس من مؤمن ظلم أخاه المؤمن المشارك له في مولاتنا ، إلا ثقل الله تعالى في تلك النار سلاسله وأغلاله، ولم يقله يفكه منها إلا بشفاعتنا، ولن نشفع له إلى الله تعالى إلا بعد إن نشفع له في أخيه المؤمن، فإن عفا عنه شفعنا وإلا طال في النار مكثة". مستدرك الوسائل ص101

في خطبة لأمير المؤمنين عليه السلام تركنا صدرها: الحمد لله الذي هدانا من الضلالة، وبصرنا من العمى، ومن علينا بالإسلام، وجعل فينا النبوة، وجعلنا النجباء، وجعل إفراطنا أفراط الأنبياء، وجعلنا خيرة امة أخرجت للناس، نأمر بالمعروف، وننهي عن المنكر ونعبد الله ولا نشرك به شيئا، ولا نتخذ من دونه وليا، فنحن شهداء الله، والرسول شهيد علينا، نشفع فنشفع فيمن شفعنا له، وندعو فيستجاب دعاؤنا، ويغفر لمن ندعو له ذنوبه، أخلصنا لله فلم ندع من دونه وليا. أيها الناس تعاونوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب. بحار الأنوار ج2ص31

بهذا الإسناد، عن ابن سيف، عن سليمان، بن عمرو النخعي، عن عبد الله بن الحسن، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من زارني بعد وفاتي كان كمن زارني في حياتي، وكنت له شهيدا وشافعا يوم القيامة. بحار الأنوار ج97ص143

حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه)، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده (عليهم لسلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أراد التوسل إلي، وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم. الأمالي  الصدوق ص462 ، وسائل الشيعة (آل البيت) ج16ص335 ، وسائل الشيعة (الإسلامية) ج11ص558 الأمالي الطوسي ص424 ، بحار الأنوار ج26ص227وج108ص370 ، مستدرك سفينة البحار ج5ص288 ، كشف الغمة ج2ص26 ، ينابيع المودة ج2ص379وص464

محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن عبدان قال: حدثنا سهل بن سقير قال: حدثنا موسى بن عبد ربه قال: سمعت عن سهل بن سعد الساعدي؟ يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: شيعة علي مبيضة الوجوه حق لي أن أشفع لهم ويكونون في الجنة جيراني. [ كلام الإمام الصادق عليه السلام حول الشيعة: لا يرى في النار واحد منهم]. مناقب أمير المؤمنين (ع) ص291

 محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج عن ابن مسكان، عن أبي بصير قال: قال أبو الحسن الأول (عليه السلام): إنه لما حضر أبي الوفاة قال لي : يا بني إنه لا ينال شفاعتنا من استخف بالصلاة. الحدائق الناضرة ج1ص84وج6ص9 ، الكافي ج3ص270وج6ص401 ، تهذيب الأحكام ص107 ، وسائل الشيعة (آل البيت) ج4ص24وج25ص329 ، وسائل الشيعة (الإسلامية) ج3ص16وج17ص262 ، الفصول المهمة في أصول الأئمة ج1ص95 ، بحار الأنوار ج47ص8

 أخبرنا أبو الحسن الاهوازي قال: أخبارنا أبو بكر البيضاوي قال: حدثنا محمد بن القاسم  قال: حدثنا عباد بن يعقوب قال: حدثنا عيسى عن أبيه : عن جعفر، عن أبيه قال: نزلت هذه الآية فينل وفي شيعتنا { فما لنا من شافعين ولا صديق حميم } وذلك إن الله يفضلنا ويفضل شيعتنا بأن نشفع فإذا رأى ذلك من ليس منهم قال: فما لنا من شافعين. شواهد التنزيل ج1ص541

 قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن العيص رفعه عن جعفر بن محمد عليهما

السلام قال : إذا كان يوم القيامة نشفع في المذنبين من شيعتنا فأما المحسنون فقد نجاهم الله.  فضائل الشيعة – الصدوق ص41

حدثني أبي عن أبن عمير عن معاوية بن عمار عن أبي العباس المكبر قال: دخل مولى لامرأة علي بن الحسين عليه السلام على أبي جعفر عليه السلام يقال له أبو ايمن، فقال يا أبا جعفر يغرون الناس ويقولون "شفاعة محمد شفاعة محمد " فغضب أبو جعفر عليه السلام حتى تربد وجهه ثم قال: ويحك يا أبا ايمن أغرك ان عف بطنك وفرجك اما ولقد رأيت إفزاع القيامة  ولقد احتجت إلى شفاعة محمد صلى الله عليه وآله ويلك فهل يشفع إلا لمن وجبت له النار؟ ثم قال: ما أحد من الأولين والآخرين إلا وهو محتاج إلى شفاعة محمد صلى الله عليه وآله يوم القيامة، ثم قال أبو جعفر عليه السلام: إن لرسول صلى الله عليه وآله الشفاعة في أمته ولنا الشفاعة في شيعتنا ولشيعتنا الشفاعة في أهاليهم ثم قال:وإن المؤمن ليشفع في مثل ربيعة ومضر فان المؤمن ليشفع حتى لخادمه ويقول: يارب حق خدمتي كان يقيني الحر والبرد. تفسير القمي ج2ص202 ، التفسير الصافي ج4ص219 ، تفسير نور الثقلين ج4ص335

حدثنا أبو علي أحمد بن أبي جعفر البيهقي بفيد بعد منصرفي من حج بيت الله الحرام في سنة أربع وخمسين وثلاثمأة قال حدثنا علي بن جعفر المدني قال حدثني علي بن محمد بن مهرويه القزويني قال حدثني داود ابن سليمان قال حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلام عن أبيه عن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي ابن أبي طالب عليه السلام قال:  قال رسول الله "ص" إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عز وجل حكمنا فيها فأجابنا ومن كانت مظلمته فيما بينه وبين الناس استوهبناها فوهبت لنا ومن كانت مظلمته بينه وبيننا كنا أحق ممن عفى وصفح. عيون أخبار الرضا (ع) ج1ص63 ، مسند الرضا (ع) ص157 ، شرح الأخبار ج3ص571 ، بحار الأنوار ج8ص40وج65ص98وج110ص15 ، مستدرك سفينة البحار ج6ص119

قال أمير المؤمنين عليه السلام: الله رحيم بعباده، ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة جعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم، فبها يتراحم الناس، وترحم الوالدة ولدها، وتحنن الأمهات من الحيوانات على أولادها، فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسع وتسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد، ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة حتى أن الواحد ليجئ إلى مؤمن من الشيعة فيقول:  اشفع لي، فيقول: وأي حق لك علي؟ فيقول: سقيتك يوما ماءا فيذكر ذلك فيشفع له فيشفع فيه ويجيئه آخر فيقول : إن لي عليك حقا فشفع لي، فيقول: وما حق علي؟ فيقول: استظلت بظل جداري ساعة في يوم حار، فيشفع له فيشفع فيه، ولا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه، فإن المؤمن أكرم على الله مما تظنون. بحار الأنوار ج4ص183وج8ص44وج89ج250 ، تفسير الإمام العسكري(ع) المنسوب للإمام العسكري(ع) ص37 ، تأويل الآيات ج1ص25

عن ابن محبوب، عن أبي اسامة، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهما السلام قالا: والله لنشفع  في المذنبين من شيعتنا حتى تقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك :" فمالنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كره فنكون من المؤمنين. الفصول المهمة في أصول الأئمة ج1ص361 ، بحار الأنوار ج8ص37 ، شرح الزيارة الجامعة ص145 ، ميزان الحكمة ج2ص1474 ، تفسير القمي ج2ص123 ، التفسير الصافي ج4ص43 ، التفسير الآصفي ج2ص889 ، تفسير نور الثقلين ج4ص60 ، مجمع النورين ص34

حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا محمد بن يحيى العطار عن أحمد بن العيص رفعه عن جعفر بن محمد عليهما السلام  قال: إذا كان يوم القيامة نشفع من المذنبين من شيعتنا فأما المحسنون فقد نجاهم الله. فضائل الشيعة – الصدوق ص42 ، بحار الأنوار ج8ص59 ، ميزان الحكمة ج2ص1474

حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن جعفر بن علي بن الحسين بن موسى بن بابوية القمي ، قال: حدثنا محمد بن عمر البغدادي الحافظ قال : حدثنا محمد بن ثواب ، قال: حدثنا إسحاق بن منصور ، عن كادح – يعني

أبا جعفر الجبلي - ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الرحمن – يعني ابن زياد - ، عن سلمة بن يسار ، عن جابر بن عبد الله قال: لما قدم علي (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بفتح خيبر ، قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) : لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى للمسيح عيسى بن مريم ، لقلت فيك اليوم قولاً لا تمر بملأ إلا وأخذوا التراب من تحت رجليك ومن فضل طهورك يستشفون به  ، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك ، ترثني وأرثك ، وإنك مني بمزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وإنك تبرئ ذمتي وتقاتل على سنتي ، وإنك غداً على الحوض خليفتي ، وإنك أول من يرد علي الحوض ، وإنك أول من يكسى معي ، وإنك أول من يدخل الجنة من أمتي وإن شيعتك على منابر من نور ، مبيضة وجوههم حولي ، أشفع لهم ، يكونون غدا في الجنة جيراني ، وإن حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وإن سرك سري ، وعلانيتك علانيتي ، وإن سريرة صدرك كسريرتي ، وإن ولدك ولدي ، وإنك تنجز عهدي ، وإن الحق معك ، وإن الحق على لسانك وقلبك وبين عينيك ، الإيمان مخالط لحمك ودمك كما يخالط لحمي ودمي ، وإنه لن يرد علي الحوض مبغض لك ، ولن يغيب عنه محب لك حتى يرد الحوض معك . الأمالي – الصدوق ص156 ، بحار الأنوار – المجلسي ج37ص272وج38ص248وج39ص18وج65ص137 ، إعلام الورى – الطبرسي ج1ص366 ، ينابيع المودة – القندوزي ج1ص200

 أبو القاسم الحسيني عن معاذ بن جبل رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وآله خرج من الغار فأتى منزل خديجة كئيباً حزيناً ، فقالت خديجة: يا رسول الله ما الذي أرى بك من الكآبة والحزن ما لم أره فيك منذ صحبتي قال: يحزنني غيبوبة علي قالت: يا رسول الله فرقت المسلمين في الآفاق وإنما بقي ثمان رجال، كان معك الليلة سبعة فتحزن لغيبوبة رجل؟ فغضب النبي صلى الله عليه وآله وقال: يا خديجة إن الله أعطاني في علي ثلاثة لدنياي وثلاثة لآخرتي ، وأما الثلاثة لدنياي فما أخاف عليه أن يموت ولا يقتل حتى يعطيني الله موعده إياي ولكن أخاف عليه واحدة  ، قالت: يا رسول الله إن كنت تخبرني ما الثلاثة لدنياك وما الثلاثة لآخرتك وما الواحدة التي تتخوف عليه لاحتوين على بعيري ولاطلبنه حيثما كان إلا أن يحول بيني وبينه الموت ، قال: يا خديجة إ، الله أعطاني في علي لدنياي أنه يواري عورتي عند موتي ، وأعطاني في علي لدنياي أنه يقتل أربعة وثلاثين مبارزة قبل أن يموت أو يقتل ، وأعطاني في علي متكأي بين يدي يوم الشفاعة  ، وأعطاني في علي لآخرتي أنه صاحب مفاتيحي يوم أفتح أبواب الجنة ، وأعطاني في علي لآخرتي أني أعطى يوم القيامة أربعة ألوية فلواء الحمد بيدي وأرفع لواء التهليل لعلي وأوجهه في أول فوج وهم الذين يحاسبون حساباً يسيرا ويدخلون الجنة بغير حساب عليهم ، وأرفع لواء التكبير إلى يد حمزة وأوجهه في الفوج الثاني ، وأرفع لواء التسبيح إلى جعفر وأوجهه في الفوج الثالث ، ثم أقيم على أمتي حتى أشفع لهم ، ثم أكون أنا القائد وإبراهيم السائق حتى أدخل أمتي الجنة ، ولكن أخاف عليه إضرار جهلة فاحتوت بعيرها وقد اختلط الظلام ، فخرجت فطلبته فإذا هي بشخص فسلمت ليرد السلام لتعلم علي هو أم لا ، فقال: وعليك السلام ، أخديجة؟ قالت: نعم  وأناخت ، ثم قالت : بأبي وأمي اركب ، قال: أنت أحق بالركوب مني اذهبي إلى النبي صلى الله عليه وآله فبشري حتى آتيكم ، فأناخت على الباب ورسول الله صلى الله عليه وآله مستلق على قفاه يمسح فيما بين نحره إلى سرته بيمينه وهو يقول : " اللهم فرج همي ويرد كبدي بخليلي علي ابن أبي طالب " حتى قالها ثلاثا ، قالت له خديجة : قد استجاب الله دعوتك ، فاستقل قائما رافعا يديه ويقول: "  شكرا للمجيب " قاله إحدى عشر مرة.  بحار الأنوار – المجلسي ج8ص7 ، بحار الأنوار – المجلسي ج40ص64-66 ، تفسير فرات الكوفي – فرات بن إبراهيم الكوفي ص548

  عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنه قال له رجل من أهل خرسان : يا ابن رسول الله رأيت رسول الله صلى الله عليه واله في المنام كأنه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي ، واستحفظتم وديعتي وغيب في ثراكم نجمي ؟ فقال الرضا عليه السلام : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيكم ، وأنا الوديعة والنجم ، ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تعالى من حقي وطاعتي ، فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ، ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجى ، ولو كان عليه مثل وزر الثقلين من الجن والإنس ، ولقد حدثني أبي عن جدي ، عن أبيه عليهم السلام أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: من رآني فقد في منامه فقد رآني لان الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة واحد من أوصيائي ولا أحد من شيعتهم ، وإنا الرؤيا الصادقة هي جزء من سبعين جزاء من النبوة . رسائل المرتضى ج -2 ص 12 و 13 ، روضة الطالبين  ج -5 ص 361 ، الإمامة والتبصرة ابن بابوية ص 71  ، من لا يحضره الفقيه ج -2 585 ، عيون أخبار الرضا (ع)  ج -1 ص 288 ، الأمالي – الصدوق ص 121 ، كمال الدين وتمام النعم ص 70 ، روضة الواعظين ص 234 ، شرح أصول الكافي ج -7 ص 377 و 378 و 379 ، 10- وسائل الشيعة ج -10 ص 436 ، 11- كتاب سليم بن قيس ص 350  ، 12- مناقب آل ابي طالب –ابن شهر آشوب ج -1 ص 229 ، 13- بحار الأنوار ج -49 ص 283 وج -58 ص 176 و 216 و 234 و 235 و 236 و 241 وج – 79 ص   243 وج -109 ص 174، 14- الغدير ج -5 ص 107 و ج – 8 ص 46 و 47 ، 15- مستدرك سفينة البحار ج -4 ص 39 وج -5 ص 405 ، 16- مجمع النورين ص 205.

العودة