منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان المنبر الحسيني لشعر أهل البيت (ع) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=157)
-   -   ألف بيت في وليد البيت (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=19472)

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:34 AM

591- لا عدلَ من غير (علمٍ يستعينُ بهِ=على قضاءِ حقوقٍ) ضيمَ راجيها
592- علمُ الكتابِ لديهِ حاضرٌ فإذا=أفتى فإنّ كتابَ الله يُفتيها
593- وقالها قولةً كالذّكرِ معجزةً=يعنو لها الدهرُ تعظيماً لملقيها
594- نادى سلوني أريكم كلَّ خافيةٍ=من الأمور وأَهديكم لنائيها
595- إنّ السماءَ وما تحويه من طُرُقٍ=أضعافُ أضعافُ ما تحوي أراضيها
596- وإنني لعلى علمٍ بأجمعِها=وما سوايَ عليمٌ بالذي فيها
597- سلوا عن الذكر ما من آيةٍ نزلت=إلا وأنبأْتُكم أَسرارَ خافيها
598- علمٌ ورتثُ عن المختار زاخرَهُ=حفظاً لشِرعتِهِ ممن يُماريها
599- فلم يجد فيهمُ من طالبٍ شرفاً=أو دافعٍ حسداً أو نازعٍ تيها
600- كلٌّ يعاني حَسْبَ موضعِهِ= من الصَّغارِ فنورُ الهَدْيِ يُعشيها
601- ولو أقامت على ما يدّعي حُجَجاً=لناجزتْهُ بمَكْرٍ من دواهيها
602- لكنّها أيقنت بالقولِ فاتَّخذتْ=وليجةً علَّها تُخفي تغابيها
603- إذ قام من بينهم شيخٌ بمسألةٍ=تُنبيكَ من نفسها عن خُبْثِ مُلقيها
604- فقال كم شعرةً في لِحْيَتي فإذا=ردُّ الجواب خفايا الغيب يُبديها
605- بأنّها لو ترى في كلِّ واحدةٍ=من الشياطين أنْ لو شئتُ أُحصيها
606- وأنَّ في بيتك المشؤومِ وا حَرَباً=من السوائمِ سَخْلٌ لا يدانيها
607- سيقتلنَّ حسيناً فوق عاريةٍ=من الفلاة غريباً في بَراريها
608- ولست أعجبُ ممّن كان مكتنزاً=علمَ البلايا وما يَلقى مُلاقيها
609- لو شاء إخبارَها عمّا يكونُ إلى=يومِ القيامةِ لا يُخفي خوافيها
610- فعنده سرُّ علمِ الغيبِ ما خَفيتْ=عن العقولِ وما دقَّتْ معانيها
611- ثَبْتُ اليقنِ فما كشفُ الغطاءِ لهُ=إلا علومٌ تمادى في تناهيها
612- لو شاء يحكمُ كلاً حَسْبَ مِلَّتِهِ=وهو العليمُ بما تُلقي أماليها
613- كم من وفودٍ من الأحبارِ أرجعَها=لأهلِها والهدى نوراً يدلّيها
614- وعنده حاضرٌ في كلِّ معضلةٍ=فصلُ الخِطابِ فيستجلي غَواشيها
615- ولا كمن قال: إنّي لستُ خيرُكُمُ= ولا سلوني أقيلوني تُكافيها
616- أين الضمائرُ من عتبى فلا عتبٌ=- بعد العَفاءِ- ولا لومٌ يُعافيها
617- وقائلٌ قال: ما لي يا أبا حسنٍ= أرى الإجابةَ قبل الفِكْرِ تُعطيها؟
618- فقال: علمي بها من غيرِ مسأَلَةٍ=مثلُ الأناملِ لا أحتاجُ أُحصيها
619- علمٌ عن المصطفى عن جبرئيلَ عن = اللهِ العظيمِ فأسرارٌ سأُبديها
620- لو كان فيكم لها أهلٌ وكيف بمن=ردّوا شهادتَهُ بالغيبِ يُنبيها؟

- ماذا أقولُ بمن في مدحِهِ نزلت=آياتُ صدقٍ أمات الله مخفيها
622- قد حاربته رجالٌ لا عديدَ لها=علَّ المكارمَ عن معناه تُقصيها
623- وقاتلوا كلَّ من والاهُ واختلقوا=لشانئيهِ فلم تنفعْ طواغيها
624- فراعَهُمْ أنهم في فعلهم ختموا=على معاليهِ أنْ لا شيءَ يُنسيها
625- تبقى مدى الدهرِ نبراساً تُضيءُ لنا=درباً يُكابد وَقْدَ الجمرِ ماشيها
626- يرى بعينيهِ ما يندى الجبينُ له=من المهازلِ والبلوى تُقَّفيها
627- قد ضلَّ إثنانُ في معاهُ ذو مِقَةٍ=غالٍ وذو إِحَنٍ هيهاتَ يُطفيها
628- وشايعتهُ كرامٌ في المعادِ غداً=من حوضِهِ الجَمِّ ماءَ الخلدِ يَسقيها
629- بأنّهم لذمارِ المصطفى حفطوا=إنَّ العهودَ ببذلِ النفس تَحميها
630- عاشت عليّاً كما قال الرسولُ لهُ=أنتَ الصّراطُ من الأهوالِ تُنجيها
631- وكيف لا ولنفسِ المصطفى مَثَلٌ=كان النبيُّ على التقوى يُربّيها
632- هذا عليٌّ ومُلْكُ الكونِ في يدِهِ=زهدٌ كساهُ من الأثوابِ باليها
633- لعلَّ في الأرضِ من لا قوتَ يُشبعُهُ=والجوعُ للنفسِ موتٌ ليس يُخطيها
634- يُزهي العُفاةَ وليُّ الأمرِ أفقرَهَم=على المكارِ والجُلّى يواسيها
635- نفسي الفداءُ لنعلٍ كان يخصفُها=وعنده من كنوزِ الأرض غاليها
636- يأتي على الألفِ في الهيجاءِ صارمُهُ=وألفُ ركعةِ في يومٍ يُصلّيها
637- شعارُهُ الجوعُ لا يُغنيهِ من سَغَبٍ=قوتٌ وليلتهُ بالذّكرِ يَطويها
638- على الصعيدِ أعارَ الليلَ وحشتَهُ=بِعَبْرةٍ تُحزنُ الثّكلى وتُشجيها
639- ترى السماءُ علاها يرتمي جَسَداً=فتسكبُ العينُ من شجوٍ دراريها
640- نامت عيونٌ وأنفاسُ الورى خمدتْ=ونفسَهُ بلهيبِ الشّوقِ يوريها
641- تضجُّ في سمعِهِ نارٌ مُسَجّرةٌ=ونفحةٌ من رجاءِ الله تُطفيها
642- يتلو الكتابَ فتُبكيهِ تلاوتُهُ=وفقدُ أحمدَ للآياتِ يُبكيها
643- فيستريحُ إلى رؤيا تسامرُهُ=برؤيةٍ من رسولِ الله مُهديها
644- يبثُّهُ همَّ ما يلقاهُ من مِحَنٍ=من أمّةٍ دينُها أضحى يُعانيها
645- فيبزغُ الفجرُ عن وجهٍ لهيبتِهِ=تعنوا الملوكُ حياءً من تجلّيها
646- وإنْ تبسّمَ تُغضي الشمسُ من خَجَلٍ=بَرْقُ الثنايا عن الإشراقِ يَكفيها
647- تجري السماحةُ في كفّيهِ سابقَةً=رأياً على شَمَمِ الإيثارِ يُجريها
648- لم تعرفِ التِّبْرَ حتى قال مادحُها=أنتِ فإنّكِ للعافينَ تُثريها
649- وإنْ تكلَّمَ فالإعجازِ مَنطقُهُ= والناسُ عن دُرَرِ الأصدافِ يُلهيها
650- يُهدي البلاغةَ من مكنونِهِ جُمَلاًً=أَربابُها ببليغِ القولِ تُطريها
651- في كلِّ سَمْعِ لها من وَقْعِها نَغَمٌ= مُشْجٍٍ لصادِحَةِ الآمالِ يُنسيها
652- بين الرجاءِ وبين الخوفِ سامعُها= فللذنوبِ قبولُ التَّوْبِ ماحيها
653- لا يبلغُ القَصْدَ من ألقى بخطبتِهِ= ولا يَجيءُ بِقِطْعٍ من أماليها
654- فَخْرُ البليغِ إذا عُدَّتْ مكارمُهُ= فإنّما لعليِّ الطُّهْرِ يُنميها
655- فقولُهُ دون قولِ الله فوق كلا=مِ النّاسِ معجزةٌ تأْبى تَثنّيها
656- خذْ عهدَ مالكِ فالسُّوّاسُ لو لزمتْ= ما جاء فيه لوفّت حقَّ باريها
657- ولا تُشيدُ عروشاً من أضالعِنا=ووِرْدُها من دماءِ الشعبِ قانيها
658- تُمسي وتُصبح للصُّلبانِ عابدةً=ورنَّةُ السَّوطِ والآهاتِ تُصبيها
659- ولو وَعَتْ ساعةً ما قال حيدرةٌ=لأسهرتْ ليلَها كَلأً لمَرعيها
660- والبحرُ من أينَ ما يأتيهِ ذو إِرَبٍ= يُقرى النوالَ بلا مَنٍّ فيَقضيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:35 AM

661- أعطى فأغنى ولم توردْ عطيّتُهُ= ماءَ الوجوهِ ولم تُخْلِقْ تواليها
662- أكتبْ على الأرضِ إمّا جئتَ في طلبٍ=مخافةً أنْ يمسّ الذلُّ عافيها
663- هذا شعارُ عليٍّ في مواهبِهِ=وهذه سُوَرُ القرآنِ تُمليها
664- في السرِّ والجهرِ من آلاءِهِ سُوَرٌ=كسورةِ الدّهرِ مَرَّ الدهرِ نُنشيها
665- له صفاتٌ من الأضدادِ قد جُمِعَتْ= في جوهرٍ لصفاتِ الله تحكيها
666- تبقى كجوهرِهِ فرداً يحارُ به= غَوْصُ العقولِ بأنْ يُحصي لئاليها
667- أَثنى عليه كتابُ الله مُمتدِحاً= ذاتاً بها الحمدُ قد تمّت مَثانيها
668- وخصَّهُ أحمدٌ بالمدحِ مُنشغلاً= عمّن سواهُ من الأصحابِ تَنْبيها
669- لكنّ عائشَ - والمختارُ يُسمِعُها = تلك المدائحَ - ضِغْناً لا تُباليها
670- لم ترعَوِ عن جهادِ المرتضى فغدت= للنائراتِ بقوسِ الغدرِ ترميها
671- وهي العليمةُ إنْ سارت ستنبحُها= كلابُ حوأب للحمراءِ تُرثيها
672- سارت ولم ترعَ للقرآن آيتَهُ= ولن تقرَّ ونارُ الحقد تكويها
673- تسائلت: ما اسمُ هذي الأرضِ؟ قيلَ لها= فأدركت أنّ طه كان يَعنيها
674- وأنّها لعهودِ المصطفى نكثَتْ= وطالما كان حفظَ العهد يوصيها
675- وناصَبت من له بالفضلِ قد شهدت= واليومَ في حربِهِ الشيطانُ يُغويها
676- وحولَها معشرٌ صانوا حلائِلَهُمْ= وأبرزوها فأرضتْ مُستبيحيها
677- ولستُ أعجبُ منهم بل عجبتُ لها= كيف استساغت هلاكاً في ذراريها؟
678- ماذا دعاها لحربٍ غيرِ مجديةٍ؟= وللكتائب نحو الموت تزجيها
679- هل كان للأمرِ كالماضينَ مُغتصباً؟= كلا فشوراهُ لا شورى تُباريها
680- أم أنّها تنظر الاسلامَ في خطرٍ=من فتنةٍ ليس يُبقيهِ تَماديها
681- فأخرجت من بنيها كلَّ ذي تِرَةٍ= عزُّ الأماني - وقد خابت - تَلافيها
682- قل لي بربّكَ ماذا بين عائشةٍ= وبين عثمانَ لولا النَّكْثُ يُغريها؟
683- فالناسُ قد بايعت طوعاً فقائدهُمْ= أولى بذا الأمرِ فلتخسأ دعاويها
684- لِمْ لا تحاججُ بِدْءَ الأمر حيدرةً؟= لعلّها لحقيقِ الحقِّ يَهديها
685- فالحقُّ في حكمهِ طوعٌ لبغيتِهِ=لا الحيفُ يعمرُها لا العدلُ يُبليها
686- لو شاء حيدرُ أنْ يقتصَّ من أحدٍ= بِدْءاً بعائشَ أهلَ الغدر يُفنيها
687- فهيَ التي لقميصِ المصطفى رفعت= في حربها نعثلاً مذ صار يُزويها
688- واليومَ تحمل ضدَّ المرتضى قُمُصاً= ملطخاتٍ بعارِ من تجنّيها
689- لو نال طلحةُ جدوى قتلِ نعثلها=أو الزبيرُ لجرَّتْ ثوبَها تِيها
690- لكنْ عليٌّ جنى أَثمارَ دوحتِها=وما جنت غيرَ آثامٍ تُقاضيها
691- وما استشار فليس الرأْيُ يَنقُصُهُ= إن رامَ أمراً ولا للخُبْرِ راجيها
692- وكم تمنَّوا يولّيها فما حَضِيا= بإِمرَةٍ كان للأبرارِ يَصفيها
693- وكان يعلم ما تُخفي سرائرُهُمْ= وعُمْرَةُ الغدر قد بانت بَوانيها
694- سارت إلى البصرةِ المشؤومُ طالعُها= أمُّ الدُّهَيْمِ لحربٍ ليس تغنيها
695- وسار حيدرُ في جيشٍ لهُ لَجِبٍ= برايةٍ يومَ بدرٍ كان راعيها
696- وناشدَ القومَ حُكْمَ الله وامتثلوا= طريقةً لعن القرآنُ مُرسيها
697- ما كان حيدرُ يخشى بأسَ صولتهم= لكنّه شاء من غَيٍّ يُنَجّيها
698- إنّ الذين لحربٍ قادَهُمْ جَمَلٌ= رُغاؤهُ عن سماعِ الحقِّ يُصميها
699- فأرسل السيفَ في أوساطِهِمْ أَسِفاً= على نفوسٍ من الغِسْلينَ يَسقيها
700- وشخَّصَ الداءَ أنْ تُكوى جنوبُهُمُ= وأثوباً من نسيجِ الويل يُغشيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:37 AM

701- تظنُّ عائشُ يغنيها تهكُّمها= بحيدرٍ أنْ غدت حفصٌ تُغنّيها
702- ومرَّ حيدرُ بالقتلى مطرَّحةً=وغُبرةُ العار إذلالاً تواريها
703- ولاتَ حينَ عتابٍ فالقضاءُ جرى=وحكمةُ الله قد سارت بماضيها
704- وخُلْقُ حيدرَ قد آلت سجاحتُهُ=لعائشٍ بجميل الصّفح يوليها
705- خُلْقٌ يرقُّ فلا شيءٌ يكدّره=حتى العداةُ إذا فائت يُفيّيها
706- ماذا أقول بمن أخلاقُهُ نهلت= خُلْقَ النبيّ فمحضُ الصَّفْوِ جاريها
707- (عفوتَ فاصفح فإنّ العفوَ من شِيَمِكْ)= شهادةٌ عائشٌ عنّي تؤدّيها
708- فهبَّ يشملُها عفواً كما عهدت= خلائِقاً عَذَباتُ اللطف تُرْبيها
709- وصاح بالناس أنْ ردّوا غنائمكم = لأهلها وارفقوا بِرّاً بأهليها
710- فليس في هذه غُنْمٌ لمنتصرٍ=إلا إقامةَ حقٍّ في نواحيها
711- و ها أقمتم حدودَ الله بيِّنَةً= حتى أفاءَ لأمر الله باغيها
712- هذا هو العدلُ لا ضَرْباً بِدِرَّتهِ= ولا دعاوى عن العنقاءِ ترويها
713- قد كلّفت بيتَ مالِ المسلمين بأنْ= يعطي البريّةَ جزّالاً ويُثريها
714- (تصوّر الأمرَ معكوساً وخذ مثلاً)= لو أنّ عائشةً رامت أمانيها
715- وأقبل النصرُ بالبشرى يكلّلُها = وصار أمرُ عليٍّ بين أيديها
716- لمثَّلتْ ومحت آثارَ من قتلت= وأهلكت نسلَهم إذ ذاك يُهنيها
717- وأرسلت من خيول الضِّغنِ ضابحةً=على الجسومِ وبالأسيافِ تَفريها
718- وغادَرَتْهم بلا غسلٍ ولا كفنٍ= وبالسياطِ إذا حنّت بَواكيها
719- وجرّعتهم - وقد أجملتُ - من غُصَصٍ= فوقعةُ الطفِّ بالتفصيل تحكيها
720- خذْ من عليٍّ ومن أعدائِهِ عِبَراً= وجرِّد النّفسَ فالأهواءُ تُعميها
721- فأيُّهُمْ لمنالِ الحقِّ مَدْرَجَةٌ= وأيُّهمْ لصروح البُطْلِ يَبنيها؟
722- أ نفسُ أحمدَ أم نفسٌ يخادعُها= شيطانُها وبوادي التَّيْهِ يُلقيها؟
723- ومن به (هل أتى...) للمدح مُنْزَلَةٌ= أم من رسولُ الهدى بالذمِّ يُقصيها؟
724- ومن أقام عمودَ الدين صارمُهُ= أم من لقولة طه لا تراعيها؟
725- ومن لو الأرضُ طرسٌ والبحار غدت= حِبْراً وأشجارها الأقلام نبريها
726- والانس والجنُّ كتاباً لما قدرت= مناقباً لأبي السبطين تُحصيها
727- وكيف تسطيعُ والمختار قال به= مقالةً لعقول الخلق تُعييها
728- أن ليس يعرفُ كُنْهَ المرتضى بشرٌ= إلا أنا وإلهُ الكون باريها
729- لذاك أمّتهُ أقوامٌ لتعبدَهُ= دون الإله فأمضى سيفَهُ فيها
730- وغيرهم بالغوا في بغضِهِ وبغوا= فكبكبوا وعذابُ الله يُخزيها
731- ويمكرون وإنّ الله لو علموا= أشدُّ مكراً ويومُ الحشر آتيها
732- يومٌ به تقدم السبعونَ طائفةً = ونيّفٍ لرسول الله داعيها
733- ماذا تقولُ إذا ما صار يسألها= عن الأمانةِ هل كانت توفّيها؟
734- أم أنها ضُيّعت من بعد غيبتِهِ=وأنها جاهدتْ أنْ لا تؤدّيها؟
735- وتاركاً فيهم الثِّقْلينِ هل حفظوا= آيَ الكتاب وآلَ البيت ثانيها؟
736- أم أنّهم غادروها خلف أظهرِهِمْ= ويمّموا من دروب الغيِّ داجيها؟
737- ولو أتت فِرَقُ الاسلامِ أجمعها=يوم المعاد إلى الرّحمن مُبديها
738- ستدخل النارَ إلا فرقةً سلكت=درب الرسول فذاك الدربُ مُنجيها
739- كلٌّ ينادي بأنّ الحقَّ منهجُهُ=وأنّه لفروضِ الشّرع يُحييها
740- وليس في الدين أن نقفوا خطى أحد ال= أسلافِ أو نجتبي مما يشهّيها
741- ولو نُحَكِّمُ في هذا ضمائرَنا= إنَ الضمائرَ لا تُغوي مُناجيها
742- فهل كآلِ رسولِ في سَقَرٍ= ومن سواهم بجنّاتٍ يُجازيها؟
743- وآلُ أحمدَ هل من بعده انقلبوا=إلى الضلالةِ أم ضلّت أعاديها؟
744- وهل لموقدِ نارٍ في ديارِهِمُ= يومَ القيامة منه العذرُ يُرضيها؟
745- وهل لقاتلهمْ حظٌّ كما لهمُ= من الثواب؟ وتلك العقلُ يَنفيها
746- وهل لهندٍ كما للطهر فاطمةٍ= جنّاتُ عدنٍ بها من كان يؤذيها؟
747- وهل عليٌّ ومن عاداهُ يومئذٍ= على السواءِ؟ وهاديها كطاغيها؟
748- وهل سوى حيدرٍ ينجو وشيعته؟ = أم أنّ بالحشر قد ينجو مُعاديها؟
749- بُعْداً وسُحْقاً لأعمى في بصيرتِهِ= إذ لم يَرَ الشمسَ في أبهى مَجاليها
750- وما يرى أيّها تنجو غداةَ غدٍ=وما يَميزُ عليّاً من معاويها
751- وما يُميّزُ بين الدينِ في رجلٍ = وبين وَغْدٍ لكأسِ الخمرِ حاسيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:37 AM

752- وبين من همُّهُ يُحيي عقيدتَهُ= وبين من همُّهُ بالجور يُرديها
753- وبين من كان جبرائيلُ مادحَهُ= بمِدْحَةٍ لرسول الله يُهديها
754- أنْ لا فتى في الورى إلا أبو حسن=مَنْ سيفُهُ لأصول الدين يُرسيها
755- وبين من أحمدٌ قد كان يلعنُهُ= بلعنةٍ عن لسان الوحي يُفضيها
756- إذ ليس ينطق إلا حين يُنطقُهُ= وحيٌ لعلّ من الأدواء يشفيها
757- وإن علا منبري هذا معاويةٌ = إلا اقتلوهُ وإلا فاركبوا التيها
758- بنو أميّةَ في القرآن قد لُعِنوا= وذا معاويةٌ إحدى مخازيها
759- الشاربُ الخمرَ والإسلامُ حرّمَها=والقاتلُ النفسَ والقرآن يحميها
760- والمستحلُّ حرامَ الله يُعلنُهُ= وللمفاسد بين الناس يُفشيها
761- ومُبطلاً لحدود الله مُبتدِعاً= والجاهليةُ جهراً صار يُعليها
762- مُكذِّباً دعوةَ الهادي كوالدِهِ= مَنْ حارب الدينَ تَسْفيها وتَشْويها
763- شعارُهُ: هاشمٌ بالملك قد لَعِبت= وما النبوّةُ إلا من دعاويها
764- إنّ الذي عاش في أحضانِ نابغةٍ=هيهاتَ للنفس من عُهْرٍ يُنقّيها
765- وكيف يطهرُ غِرْسٌ كان غارسَهُ= على السّفاحِ أبو سفيانَ زانيها؟
766- وهل يُطَهَّرُ من أدرانِهِ نَجَسٌ؟= وهل لوصمةِ عارٍ ما يُزكّيها؟
767- واهاً لحيدرَ ما أمضى عزيمتَهُ= وصبرَهُ عند أهوالٍ يُعانيها
768- لم يرضَ بالقومِ إذ أقصوهُ ناحيةً=عن الخلافةِ تَبكيهِ ويَبكيها
769- حتى قسا الدهرُ أنْ أضحى معاويةٌ= بين النظائرِ ما أنكى مآسيها
770- وأمةٌ نشرُ دينِ الله همّتُها= أمست على سادرِ الآمال تَطويها
771- يا موتُ زُرْ إنّ دنياً هكذا انقلبت= فيها الموازينُ لا خيرٌ لنا فيها
772- ورُغْمَ ذاك وهذا بات حيدرةٌ= للشام من بلد الإسلامِ يُدنيها
773- وهل ينام أبو سفيان - لو سَلِمت= من الحروب - قريرَ العين هانيها؟
774- إنّ ابن حربٍ إلى حربٍ يُصيّرُها= لعلّ من بدرِ ثاراتٍ يوفّيها
775- ولم يجد غيرَ عثمانٍ وفتنتِهِ= وليجةً لطَغامِ الشّام تُغريها
776- وعصبةٌ أغضبت بالأمس صاحبَها= يوم الحصار وضربُ الدُّفِ يُلهيها
778- أضحت تُعِدُّ لنيل الثأر عُدَّتَها= كأنّ عثمانَ أخذَ الثأر يوصيها
779- فجنَّدت من بنيها كلَّ سائِمَةٍ= كتائباً ساقها للموت حاديها
780- يقتادها نجلُ من تلك التي حملت= من خمسةٍ أكبُشاً والعاصُ ساديها
781- عمرو الذي إنْ خلا فحلٌ بمُخْدَعِهِ = يغضي فما شأنه؟ والأمر يَعنيها
782- معاشرٌ أصبح الديّوثُ قائدَها= ليس البراهينُ والأنباءُ تغنيها
783- هذا ابن آكلة الأكباد أودعها= حمقاً عن الحقِّ والآياتِ يَكفيها
784- وإذ رأى حيدرُ الأجلافَ عازمةً= على المضيّ تُلبّي غدر مُغويها
785- شعارُها عن أبي سفيان تحملُهُ=شريعةً أمعنت بالدين تشويها
786- نادى الجهادَ عبادَ اللهِ فاتخذوا=إلى الجنانِ سبيلاً ليس يُخطيها
787- فأقبل الزحفُ ميموناً تظلّلُهُ=راياتُ بدرٍ وقد خفّت لداعيها
788- طلائعٌ من بني المختار تقْدِمُها=وخيرةُ الصّحب إجلالاً تُقفّيها
789- لبّوا نداءَ أمين الله يحملُهُمْ=لنُصرةِ الحقّ إنّ الحقّ يُزهيها
790- فأرضُ صفّينَ عن بدرٍ وعن أُحُدٍ=ليست بمنأى وإن مُدّت صحاريها
791- فتلكما واجبُ التنزيل أوقدها= وهذه واجبُ التأويل يَقضيها
792- وقام حيدرُ فيهم خاطباً فعسى= مقاله لا مقال السيف يُجديها
793- فما وعتهُ وقد أعيوا محجّتَهُ= كأنّهُ لم يكن بالنّصح يوليها
794- ظناً بأنّ عليّاً صار يرهبها= والعمرُ إنْ طال بالأبطالِ يوهيها
795- وفاتها أنّ سيفَ الله يشحذُهُ=بَرْيُ الرقابِ إذا ما انصاع يبريها
796- وكان من خُلُقِ الهادي وشيمتِهِ= لا يبدأ الحربَ بل بالنصر يُنهيها
797- كذاك شأنُ أميرِ المؤمنينَ ومن= سواهُ للسنّةِ السّمحاءِ يُحييها؟
798- وهذه سُحُبُ الهيجاءِ قد مطرت= بوابلٍ من نبالٍ خاب راميها
799- وهل تُخيفُ فتىً يرجو منيّتَهُ=تحت السيوف إذا الأقدارُ تؤتيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:38 AM

800- وَحَلّؤوهُ عن العذبِ الفراتِ وقد =كاد الأوامُ جيوشَ الحقّ يُرديها
801- هذا الفراتُ فخلّوا بين منهلِهِ= وبيننا حاجةً للعذر يَقضيها
802- لا لن تذوقوهُ حتى تهلكوا عطشاً= بزعمهم أنّ ذاك الهَذْرَ يُثنيها
803- فطاف بالسّيف يسقيهم مُنادَمةً= صِرْفاً من الرّاح ما يُشجي بواكيها
804- ومدَّ من جثثٍ درباً معبّدةً= نحو الفرات فساقي الموت ساقيها
805- فأيقن ابن أبي سفيان تهلكَةً = بعصبةِ الشرك لا تبقي بواقيها
806- وليس يعلم خسفاً كان أم صَعَقاً=من السماء وأمر الله آتيها
807- إنّ الطغاة وميضُ البرقِ يُفزعُها= ورنّةُ الرعد تُنسيها أمانيها
808-فكيف والموتُ إنساناً يَحيقُ بها= هلا يطمئنها شيءٌ فيُهنيها
809- ومن غدا المكرُ في سِلْمٍ وسيلتَهُ= فخدعة الحرب لا تجفو مُداريها
810- لكنّها - والقضاءُ الحَتْمُ أذهلها= عن السّماعِ - تأبّتْ غوثَ عافيها
811- بحيث تلك الوغى غيرُ التي ألِفَتْ=ترى النفوسَ وصالُ البيضِ يُشقيها
812- ترى العصاةَ لوعظِ السيفِ خاشعةً=والله أكبر للآجال تُدنيها
813- ترى الرجالَ رجالَ الله لاهيةً= والغافلين سجوداً في بَواديها
814- والماضياتِ سُكارى فَرْطَ ما شربت= من النّجيع كأنّ الوِرْدَ يُضميها
815-وقد تثوب إلى وعيٍ فيؤسفُها= من الثُّمالةِ بَرْضٌ ليس يُرضيها
816- ولو درت أنّها في ساعةٍ شربت= بحراً لهان ولكنْ من سيُنبيها
817- فالناسُ في شُغُلٍ عنها بها وَلَهاً=كيف السبيلُ إلى دربٍ يُنجّيها؟
818- ونفخةُ الصّورِ قد صكَّتْ مسامعَهم = فضاقت الأرضُ واندكَّت رواسيها
819- وكان مالكُ للنيران خازنَها= والظالمون دخولُ النارِ يُخزيها
820- يطيع أمرَ عليٍّ فهو قائدُهُ= ومن كمالكِ للنيران يوريها؟
821- نَسْرّ يُعير قلوبَ الصّيد أجنحةً= قبل اللقاءِ إذا ما حلَّ واديها
822- لاعيب فيه سوى نفسٍ تُطاوعه= على الفداء فيمضي في تفاديها
823- للبيضِ والسّمرِ في الهيجا يُغازلها= وعفّةً منه في سِلْمٍ يُجافيها
824- يعفو ويصفحُ عمن ساءهُ شَمَماً= وهو الأشمّ إذا امتازت رواسيها
825- لا ينزل الخوفُ عزّاءً بساحتهِ= وسيفُهُ من سيوف الله ماضيها
826- ربّاه حيدرُ إنْ حُمَّ اللقا قَدَراً= يُنسي المقاديرَ ما تُلقي دواهيها
827-وعاش حيدرَ آياتٍ مجسّدَةً= كالمحكماتِ أبتْ الا تجلّيها
828- ذاك الذي لم يدع للحقّ خافيةً= الا وعنه شموسُ الأفقِ ترويها
829- حاز الفراتَ وقد لاقى معاويةً = بشيمةً حيّرت حتى معاديها
830- لو شاء أهلكها في الحرب من عطش= وهو القدير متى ما شاء يُظميها
831- لكنّهُ وفراتُ الماء في يدهِ= يأبى الدنيّةَ في فعلٍ يساويها
832- إنَّ الفضيلةَ تأبى أن سيّدها= في ساعةِ العُسْرِ والبلوى يجافيها
833- فصاح بالهمجِ الغوغاءَ دونكم = هذا الفراتُ عسى ينفي تصاميها
834- فأيقنت أنَ دينَ الله يحملُهُ= فتىً لشِرعةِ دين الله يحييها
835- ففرّق الجيشَ منه بعد صارمِهِ= رأيٌ به مُرهَفاتُ الخَتْلِ يوهيها
836- يجتثُّ جذرَ دهاءٍ ظنَّ صاحبُهُ= أن الثمارَ كما الأوهام يَجنيها
837- وهو العليمُ بأنّ الصّدقَ منتصرٌ= وإنْ تجدّلَ مغلوباً بناديها
838- عُمْرُ الدّهاءِ سويعاتٌ يتيه بها= غُمْرٌ كطائفة الأحلامِ يطويها
839- والباقياتُ برغم الدهر خالدةً= مفاخرٌ أبت الأيامُ تُبليها
840- سل عنها صفّينَ آفاقا تزيّنُها= تلك الطّوالعُ ما أسمى معانيها
841- تجبْكَ أن دُعاةَ المكر خائبةٌ= وأن للقيم المثلى معاليها
842- وليلةٌ هي وُسْعُ الدهر ما لقِيَتْ= من الخطوب وقد أدمت حواشيها
843- ليلُ الهرير بحيث الموتُ أغرقُهُ= سَيْلُ النفوس وسيفُ الله يُجزيها
844- سيفٌ لهيبتهِ الأجسادُ قد سجدت= وذلُّها عن رئاءِ الناس يُغنيها
845- وما انجلى همُّها الا على هِمَمٍ= للقاسطين لَقىً والخزي يرثيها
846- وليلةً سلبتْها البيضُ مهجتَها= وسيفُ حيدرَ للأنفاسِ يُحصيها
847- لولا القضاءُ لما أبقى لهم أَثَراً= لكنَّ آثارَها السّوءاتُ تُبديها
848- تحت العَجاجَةِ كم أنجت منافِحَةً= وما استطاع حسامٌ أنْ ينجّيها
849- وفعلةٌ لابنِ عاصٍ وابنِ أرطأةٍ= أضحوكةً عن شفاهِ الدهر نَرويها
850- هذا يُعدُّ لدى السوّاس نابغةً=وذا يُعَدُّ من الفرسانِ عاتيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:39 AM

851- ومن يضعْ نفسَه في غير موضعِها = هانتْ وإن غرّها جهلاً تماديها
852- سارا إلى حرب من ألوى بصارِمِهِ = شُمَّ الرِّعانِ فأوهى عزمَ قاسيها
853- ظنّا بذاك فخاراً والتي سلكت = دربَ الغرورِ وميضُ السيف يُعشيها
854- وقولُ أحمدَ في عمّار أرَّقَها = فأوَّلتْهُ كما تهوى أمانيها
855- وصوتُ عمّار وَقْرٌ في مسامعِها = وسيفُهُ حجةٌ أوهت دعاويها
856- حتى سقته ضِياحاً من نكايتِها = وجدَّلته تريباً في سوافيها
857- نفسي الوقاءُ لنفسٍ حشوُها قِيَمٍ = والت عليّاً ببذلٍ من تفانيها
858- لم يُبْلَ مثلُ عليٍّ قطُّ من أحدٍ = بالناس غيرُ رسول الله هاديها
859- دعاهمُ لكتاب الله فاتَّخذوا = آياتِهِ هُزُواً والشركُ يُغريها
860- هلا رعوه وهمْ في حربه جهدوا = حتى على صِنْوِهِ تحنوا أعاديها؟
861- وقال حيدرُ فيما قاله أَسِفاً = لم أرضَ بالقوم قبلي نْ أساويها
862- ظلماً تقمَّصَها هذا ليُلبسَها = هذا وقد علمت أنّي منجِّيها
863- حتى يُقال عليٌّ أو معاويةٌ = كلاهما سنّة المختار يبغيها
864- هذا هو الكفرُ في سرٍّ وفي علنٍ = والجلجليّةُ عن عمروٍ ستحكيها
865- والحقُّ ما شهدت أعداؤه علناً = بأنه عن هداه الحرصُ يُثنيها
866- وإنْ تشابَهَ بين الناس أمرهُما = جهلاً وما علمت قرآنَها تيها
867- لِمْ لا تحكِّمُ فيما بينها حَكَماً = ذا مِرَّةٍ يبتغي مرضاةَ باريها؟
868- فوق الأسنّةِ قد أعلوا مصاحِفَهم = كأنها أرؤوسٌ في الطفِّ تُعليها
869- وأصبح الأمرُ فيما بينهم دَخَلاً = وأَلبسوا الغيَّ ثوبَ الحقّ تمويها
870- وصيّروا ذمّةَ الاسلام مَنْهَبَةً = للقاسطين وقد أولته تشويها
871- وآلَ بالأمر أنْ عمرو ابن نابغةٍ = والاشعريُّ نفاقاً كان موهيها
872- صارا على الدين حُكّاماً ورأيهما = خلافة المصطفى بالغدر يقضيها
873- فأعولَ الدينُ يشكو هولَ نكبتِهِ = والناسُ سامدةً تشكوا تعاميها
874- وغدرةٌ تلو أخرى صار دينُهم = في كفِّ من غاله من قبلُ تسفيها
875- وبات حيدرُ والاسلامُ في طرفٍ = والناس في طرف تبغي معاويها
876- وليس تعزبُ عقبى حرمةٍ هُتكت = لكنَّما الجهلُ للأهواء يُمضيها
877- وليس للرأي ممّن لا يُطاع يدٌ = ترمي إذا لم تكن بالجور يعليها
878- وهذه الناسُ أبصارٌ يرون بها = ويسمعون دبيباً في أقاصيها
879- أما القلوبُ فأحجارٌ مسنَّدةٌ = فما سوى الزيفِ من شيءٍ يُداريها
880- حتى وإن كان لا يُبقي كرامتَها = فلا تلمْها فقد ضلَّت معانيها
881- إنَّ السوائمَ تهوى الذلَّ يُشبعها = وعداً وتبغضُ قوتَ العزِّ يكفيها
882- تعوَّدت أنْ تُجاري كلَّ طاغيةٍ = لعلّه من فُتاتِ الخبز يَقريها
883- شبَّتْ وشابتْ ولم تبرحْ لها شِيَمٌ = على المهانةِ قد قامت مباديها
884- والمخزياتُ من الآثار مُعْقِبَةٌ = للوارثين من الأهوالِ داجيها
885- سارت على سنن الآباءِ حافظةً = شرَّ العهود وحبُّ المال يُغريها
886- وإنها لو أطاعت أمر بارئها = لصارت الأرضُ تِبْراً بين أيديها
887- لكنّضها خسرت دنياً وآخرةً = إذ مكّنت فاسقاً في خَذْلِ زاكيها
888- خلَّت علياً يقاسي الداءَ منفرداً = وهو الطبيبُ متى تضنى يداويها
889- وأسلمت نفسَها للداءِ سادِرَةً = بخُلَّبٍ ومُداجٍ من أمانيها
890- وكان للحرب يدعوها لينصرَها = وللهدى وطريقِ العزِّ يُمشيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:40 AM

891- ودبَّ للرِّجس في أجسادها خَدَرٌ = فضيّعت من فروض الله سانيها
892- وهوَّمت وهي عينُ الحق ساهرة= على قذىً وهوىً للزيغ يُعميها
893- هي السَّوامُ سواءٌ في سجيَّتها= فاللينُ يُفسدها والسَّوطُ يَهديها
894- لا ترتضي العدلَ يَسقيها هدايتَها = وتهنأُ الجّورَ يستسقي هواديها
895- يعصونَ من طاعةُ الرحمنِ طاعتُهُ = ويُهرعون إلى مرضات عاصيها
896- هذا علي أبى التحكيمَ فانتفضوا= ضراغماً وأبوا إلا يُراضيها
897- وقد راوا غِبَّةَ التحكيمَ فابتدرت= باللَّوم قائدَها ماذا سيُرضيها؟
898- وإنه لو أبى لامتازَ منفرداً = وقاتلوهُ واعلوا دينَ طاغيها
899- ما كان عن خيفةٍ فالعربُ لو جُمعت= لحربهِ لاغتدى فرداً يُلاقيها
900- لكنّه شاء أنْ يُبقي لمقتبسٍ = نوراً إذا أظلمت وَهْناً دياجيها
901- ما كان يُرضيهِ منهمْ عُصبةٌ مرقت= عن دينِها وغدت تُبدي تَعاليها
902- من كان منه الاصلاح يُقعدُهُ= عن القصاصِ وميضٌ من تُشّظيها
903- فراسلَ القومَ إنْ ثوبوا إلى رَشَدٍ = ولا تُثيروا من الأضغانِ خابيها
904- وبلَّغ النّصْحَ إلا أنَّ من خبثت= قِدْماً أُرومتُها لا نصحَ يُجديها
905- وغاضه منهم أنباءُ فاجعةٍ= على ابن خبّابِ قد أخنت مأسيها
906- إذ غادروه وشقّوا بطنَ زوجتِهِ= وأْداً وما سلمت من غدرِ مُرديها
907- حتى الأجنّةُ لم تأمن نكايتَهم= والظلمُ إنْ خامرَ الأرواح يُشقيها
908- عاثوا فساداً وأحيوا كلَّ موبقةٍ= قد جاهد المصطفى مَحْقاً لمؤتيها
909- وعند ذاك فما يغني أخا شِيَمٍ= صبرٌ إذا شكت البلوى يشكّيها
910- فهبَّ يُثبتُ حكمَ الله في بشرٍ= بذي الفِقارِ وقد آلى لَيُشفيها
911- وكان بينهما نهرٌ وكان فتىً= يُنمى إلى الأزد حمّالاً مساعيها
912- بحيث يسمع ما يُلقي أبو حسنٍ= من المقالةٍ تصريحاً وتنويها
913- والى علياً وحامى عن رسالتِهِ= لكنَّ في النفس أوهاماً يُعانيها
914- يرى الخوارجَ عبّاداً وأوجهُهم= طولَ السجودِ بدوراً في تجلّيها
915- تالين للذِّكرِ والاجسادُ ناحلةُ= من الصيامِ وذكرُ الله يُبكيها
916- تُرى يحلُّ لنا حقاً قتالهمُ؟ = أم أننا بسيوفِ الجَّور نفنيها؟
917- وبينما هو في أفكارهِ ثملاً = وحَيْرةُ الشكِّ مهموماً يقاسيها
918- إذ جاء فارسُ عجلاناً لحيدرةٍ= فقال: يا سيدي الاخبار أرويها
919- إنّ الخوارجَ فوق الجسر قد عبروا= وقد رايت من الصَّفيْن تاليها
920- فقال حيدرُ: لا لن يعبروا أبداً = وجاء آخرُ رأيَ العين يحكيها
921- فقال حيدرُ: لا لن يعبروا أبداً = وجاء آخرُ بالإيقان يُمضيها
922- فقال حيدرُ: لا لن يعبروا أبداً = مقالةً عن رسول الله أمضيها
923- وقال لي: سوف تُفنيهم سوى هَمَلٍ = أقلّ من عشرةٍ والله يُخزيها
924- ولن ينالوا من الأصحاب عاشرَهم= بل دون ذلك إمّا شئتَ تُحصيها
925- فقال في نفسِهِ الأزديُّ مبتهجاً= قد آنَ للحرب أنْ تُبدي خَوافيها
926- قد آنَ للحقِّ أنْ تُبلى سرائرُهُ= وللهداية أنْ ينهلَّ صافيها
927- والله لو عبروا الجسرَ الذي عبروا= لأنصرَ القومَ حتى الوعدُ ياتيها
928- فسار للجسرِ حيث العينُ مُعنيةٌ = عن السّماعِ وللأوهام تُقصيها
929- إذا بهمْ فوق ذاك الجسر ما عبروا= وقولةُ المصطفى قد حقَّ روايها
930- وهاله أنْ رأى الصِّديقَ حيدرةً= من خلفِهِ لِبَناتِ الرّيْب يُوديها
931- هلا تيقنتَ يا ابن الازدِ من خبري؟= نادى عليٌّ وآيَ الصدق يُنشيها
932- أجابه الفارسُ المغوارُ مبتشراً= أنت الوصيُّ أعادي من تُعاديها
933- وعدَّ حيدرةُ الفاروقُ عُدَّتَهُ= لحربِ من فجّرت سُمّاً أفاعيها
934- وردَّ دابِرَ من كادوا لنحرهِمُ= وأُطفئت فتنةٌ سُحْقاً لموريها
935- وذو الثُّديَّةِ شرُّ الخلق مصطلَمٌ=نبوءةٌ صدّق الكرّارُ مُنبيها
936- نبوءةٌ لن يُضيرَ الحقَّ مُنكرُها= فبالفضائلِ قد أبدت تأسّيها
937- وأيُّ أكرومةٍ للمرتضى ظهرت= من دون أنْ يغتدي جِلْفٌ ليَنفيها؟
938- لا يزعُمَنَّ عِداةُ الصدق قد غنموا = فوزاً إذا جرت الدنيا بأيديها
939- فإنّما هي أيامٌ يُداولها= بين الأنامِ وإنْ طالت لياليها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:41 AM

940- كم معشرٍ حسبوا الدنيا تهيمُ بهم = حبّاً وقد عرفوا عقبى محبّيها
941- فعاهدوها فما أوفت لهم ذِمَماً = واستنصحوها وطبعُ الغدر يُثنيها
942- واستعبدتهم وظنّوا ذلَّها نِعَماً = واستصرخوها وما ملّوا تَصاميها
943- كأنّهم وصروفُ الدهر تُنذرهم = هيمٌ عطاشٌ ورودُ الماء يُظميها
944- فاستمرؤا كلَّ مَوْبوءٍ وما نكروا = طعماً وما بلغوا عيشاً يهنّيها
945- ماذا دهى أمّةً خلّت أبا حسنٍ = يدعو وقد غفلت عمّا يُنجّيها؟
946- تراهم خُشّعاً أبصارهم فَرَقاً= من المنون وما هبّت لواعيها
947- وللنُّخيلةِ يدعوهم لينقذَهم = ورِبْقةُ الذلِّ والأغلال تُعييها
948- وحيدرٌ يستثير الناسَ يخبرهم= ما حلَّ من بُسْرِ من بلوى بواديها
949- والناسُ يشغلُهم عنه تقاعسُهم = كأنّه لم يكن بالقول يَعنيها
950- وأشعثٌ وابن ربعيْ والألى بَرَءوا= من النبوّةِ سارت في تجنّيها
951- فثبَّطوا الناس عن دينٍ يناشدهم = حقَّ الجهاد وخوفُ الموت يُقعيها
952- ومثلُ حيدرَ لم يصبر على أَوَدٍ = وأن يرى أمّةً زاغت فيرثيها
953- خمسون عاماً أراها من بطولته = معنى الفدا وقد أوعت معانيها
954- وعاشها أمّةً بالخير قد خرجت = للناس تُنقذها من شرِّ مغويها
955- وواكبته نقيَّ الجَّيب من طَبَعٍ = منزَّهاً من عيوب الناس تنزيها
956- فعاهدوه وهبّوا من معاقلهم = أُسْداً تهدُّ من الأجبال راسيها
957- يستنظرون هلالَ العيد يوهبهم = بشائراً لأمير النّحل تُزجيها
958- فريضةُ الصوم قد وافت تعلّمهم = من الجهاد فروضاً من تساميها
959- والقاسطون أعدّوا من مكائدهم = ما أُلبست من ثياب العار ضافيها
960- تحشّد الثأرُ جيشاً لا عديد له = على عليٍّ وكم عانى ليهديها
961- وخلفهم من بني الأحزاب ما ورثت= مِن الضّغون ومَنْ سرّاً يواليها
962- فلا قريشٌ لعهد الثأر ناسيةً = ولا اليهودُ لنار الوَثْرِ تُطفيها
963- ولا الألى دخلوا الاسلام من فَرَقٍ = وللنفوسِ حنينُ الشرك يُشقيها
964- ولا لعائشةٍ نفسٌ تقرُّ على = سِلْمٍ وقد سُلبت منها أمانيها
965- ألقى ابن هندٍ إلى عمرو ابن نابغةٍ= بخطّةٍ أُحكمت كالليل داجيها
966- لا يعرف الغدرُ من أسرارِها جُمَلاً = حقداً تحمَّلَ أنكاها مراديها
967- وافى إلى الكوفةِ الحمراءَ مرتدياً = ليلاً به أصبحت سوداً لياليها
968- أمَّ المحاريبَ يبغي سَلْبَ عزَّتِها = بقتلِ مَنْ سيقُهُ علّى مبانيها
969- حُمَّ القضاءُ وحان الوعدُ إذ نظرت = إلى السماء وقد غارت دراريها
970- ترى الملائكَ تحت العرشِ باكيةً = والأنبياءَ فنَوْح ُالوحيِ يُشجيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:43 AM

971- هذا عليٌّ وحكمُ الله في يدِهِ = لحكمة الله عن طَوْعٍ يُلبّيها
972- نادى الصلاةَ عبادَ الله فاغتنموا = ضيافةً لم يخِبْ إلا مُجافيها
973- وكبّر المرتضى والذّكْرُ في فمهِ = ينعى وأياتُهُ تبكي لتاليها
974- وسورةُ الحمدِ تبكي أنَّ واحدةً= من المثاني بحِجْرِ الموت تُلفيها
975- أهوى عليٌّ يؤدّي حقَّ ركعتِهِ = لسجدةٍ واستوى شِفْعاً يثنّيها
976- فكبَّر السيفُ مسموماً بهامتِهِ = بضربةٍ لم يزل يَفري تشظّيها
977- فصاح فزتُ وربِّ البيت مفخرةً = لمولدي وسطَ بيت الله أُنميها
978- وفي السموات جبريلٌ يؤبِّنه = قد هُدّمت للهدى أمضي أواخيها
979- غالوا الوصيَّ عليّ المرتضى فلقد= غالت بقتلتِهِ المختارَ هاديها
980- ليت السماء هوت فوق الثرى كِسَفاً = وليت فوق الثرى تهوي رواسيها
981- مَنْ للديانة إنْ عاثٍ أضرّ بها = ومن يُجير الهدى مما يُخشّيها؟
982- من لليتامى إذا جار الزمان بهم = وللأيامى إذا اشتدّت مآسيها؟
983- من للعُفاة إذا ضاقت بهم سُبُلٌ = وقد قضى صابراً من كان يغنيها؟
984- ومن لزينبَ والسبطين من سَنَدٍ = من جور نائبة الايّام تحميها؟
985- بالأمس قد فقدت جدّاً ووالدةً = واليومَ تفقد واليها وراعيها
986- مَنْ عنده الحوضُ في يوم المعاد ومَنْ = لراية الحمد عند الحشر يُعليها
987- يا من له الصحبُ والاعداءُ قد شهدت = بأنّه من شِمام الفضل راسيها
988- أتيت فضلك استسقي إذا ظمئت = نفسي فمن كأسك الأوفى تُوافيها
989- وللشفاعةِ أنْ أرقى لبُغيتِها = فأنت لو شئتَ للنيرانِ تُطفيها
990- ألقيت رحلي وحاجاتي يضيق بها = سواك إنّك للحاجات تقضيها
991- أرجو المماتَ على عهد الولاء لكم = حتى أنال من الجنّات عاليها
992- ولست أفزعُ إن مستني نائبةٌ = إلا إليك وكم أذللت عاتيها؟
993- فكيف أفزع في قبري - إذا بُليت = سريرتي - من ذنوبٍ لست أحصيها
994- ونورُ حُبَّيْكَ مشكاةٌ تنوِّرُ لي = ليلَ الذنوب وإن مدَّت بداجيها
995- يا شِفْعَ أحمدَ إشفع لي = ووالدتي ووالدي ولأخوانٍ أُساقيها
996- خمر الولاءِ بكأسٍ من فضائلكم = فإنني رُغم من ناواك أُفشيها
997- وتلك الفيَّتي بالحبِّ أنظمها = جَهْدَ المقلِّ فما وفَّت قوافيها
998- معشارَ ذرّةِ ما تحويه من قِيَمٍ = يفنى الزمان وما تفنى معاليها
999- ولستُ أسألُكُم أجراً فعبدكُمُ = يرى المودَّةَ نُعمى أنت مُسديها
1000- فمنتهى الشكرِ حمداً لا يُحيط بها= وغايةُ المدحِ شكراً لا يؤدّيها




انتهى


الساعة الآن »04:16 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc