![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم دخل ضرار بن ضمرة على معاوية لعنه الله بعد قتل امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام فقال معاويه :صف لي عليا فقال : أو تعفيني ؟ قال : صفه ، قال : أو تعفيني ؟ قال : لا أعفيك قال : أما إذ لا بد فأقول ما أعلمه منه والله كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته كان والله غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفيه ، ويخاطب نفسه يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب . كان والله كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ويبتدئنا إذا أتيناه ويأتينا إذا دعوناه ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة ، ولا نبتدئه عظمة إن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله . فأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سدوله وغارت نجومه وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين وكأني أسمعه وهو يقول يا دنيا أبي تعرضت ؟ أم إلي تشوقت ؟ هيهات هيهات غري غيري قد باينتك ثلاثا لا رجعة لي فيك فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كثير آه من قلة الزاد ، وبعد السفر ، ووحشة الطريق . قال : فذرفت دموع معاوية لعنه الله على لحيته فما يملكها وهو ينشفها بكمه وقد اختنق القوم بالبكاء فقال معاوية : رحم الله أبا الحسن ! كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار ؟ قال : حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ولا يسكن حزنهاولا يخفى فجعها. ابن أبي الحديد : شرح نهج البلاغة 18 : 225 والحمد لله رب العالمين |
اقتباس:
شكرا لردك اخ وهاب طرشة جمعاً ان شاء الله ثبتنا الله واياكم على ولايتهم وجعلنا معهم في الدنيا والاخرة |
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم قال كميل بن زياد : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلى الجبان فلما أصحر تنفس الصعداء ثم قال : يا كميل إن هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها . فاحفظ عني ما أقول لك الناس ثلاثة : فعالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجأوا إلى ركن وثيق إن ههنا لعلما جما ( وأشار إلى صدره ) لو أصبت له حملة بلى أصبت لقنا غير مأمون عليه ، مستعملا آلة الدين للدنيا ومستظهرا بنعم الله على عباده ، وبحججه على أوليائه أو منقادا لحملة الحق لا بصيرة له في أحنائه ينقدح الشك في قلبه لأول عارض من شبهة . ألا لا ذا ولا ذاك أو منهوما باللذة سلس القياد للشهوة أو مغرما بالجمع والادخار ليسا من رعاة الدين في شئ . أقرب شئ شبها بهما الأنعام السائمة كذلك يموت العلم بموت حامليه ...... |
الساعة الآن »07:41 PM. |