منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان المنبر الحسيني لشعر أهل البيت (ع) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=157)
-   -   في محراب علي ( رائعة خليل فرحات ) (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=18625)

صفوان بيضون 23-Jun-2010 04:29 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
السلام على مولانا يعسوب الدين وقائد الغر المحجلين وإمام المتقين وأمير المؤمنين
علي بن أبي طالب سلام الله عليه
كل عام وأنتم بألف خير
بمناسبة ذكرى وليد الكعبة وداحي الباب ومفرق الأحزاب سيف الله الغالب
علي بن أبي طالب عليه السلام
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
أحبتي أسرة الميزان الغالية

بهذه المناسبة الحبيبة والعظيمة على أهل السماوات والأرض أقدم لكم معلقة الشاعر المسيحي الكبير المرحوم الأستاذ
" خليل فرحات "

وهي تحت عنوان

" في محراب علي "

والقصيدة مطولة أكثر من 135 بيتاً مع شرح لبعض الكلمات أو المواقف الغامضة والتي شرحها الشاعر نفسه .
وقبل القصيدة أضع بين يديكم دراسة أو مقدمة للشاعر اللبناني الكبير المرحوم

الأستاذ نجيب جمال الدين

والذي قدم للقصيدة بأسلوبه الرائع ، ولا تقل المقدمة عن القصيدة من حيث الروعة والبيان والبلاغة والحس الولائي المرهف .
=========================================

تفضل الشاعر نجيب جمال الدين وهو شقيقي في الولاء لعلي ، وصديقي بالرؤية الواحدة له ، القاصرة عنه ..
فغمرني بلطف الهدية وقدم القصيدة باسم الوفاء ...
ولم أضِق بتواضعه .. بل سررت .
أو ليس هو من تلاميذ أكبر صانع للفرح في الوجود ؟
- خليل -



مقدمة ...

- خليل فرحات ، سمح لنفسه بالدخول على عليّ .. إنه اقتحام لم يجرؤ عليه أحدٌ بعد ..
- خليل فرحات أسرج وامتطى وشدّ ، وهو يقول للسندباد : الحقْ .. الحقْ ... فسوف أريك أرضاً في الحقيقة لم تحلم بمثلها عيناك ولا في المجاز .
- وسمعوه يقول للسهروردي المقتول : وأنت أيضاً إن لحقت سأدلك على أرخبيل في الجمال يكون معيناً لك في الإشراق ، لا يقوى على طمسه صلاح الدين في الشام ولا أخوه في حلب .
- السفر إلى عليّ ، حاوله كثيرون ذوو ولع بالمغامرة لكنهم ظللوا في المحاولة يدورون عند خطوط التماس .. مفاخرين بانهم اقتربوا من الأسوار ، وناسين عجزهم عن الاستمرار ...
* عليّ .. تستطيع أن تحبّه كما يفعل أكثر الناس ....
* عليّ .. تستطيع أن تسبّه كما فعل بعض الناس ....
لكنك في الحالين عاجز عن تفسير السبب بدقة ، وهنا يكمن سرّ عليّ العصيّ على الاختراق ! ..
ويحيء سؤال : أعليّ من الكوكب الأرضيّ ؟
وهاك الجواب : لا ، أبداً ...
وإن سلمت دفعاً لجدل ، أنه منه ... تحيّرت ... أهو المحور الذي لولاه لا دوران ؟ أم هو القطب فيه تتقاطع وتمرّ وتجتمع كل الخطوط ؟ ... فإن قلته : المركز ، فقل أيضاً : كيف الدخول على نار تقهر كل الأشياء ... ؟
* لماذا انطلق خليل في القصيدة من مواقع متشددة في العليائية أو العلائية أة العلوية ؟ .. من مواقع متشددة في التطرف ... ؟ من مواقع متشددة جداً في الرفض ومتشددة جداً جداً في الجدية .. ؟
ربما في محاولة لبناء الإنسان العربي الجديد ، وهو على عتبة الإطلالة على القرن الواحد والعشرين ...
وهذه مسألة تربوية ، وخليل مُرَبٍّ ، ويهتم بإعداد إنسان قادر على المواجهة بعد أن أفلست كل العصور بإنسان المنافقة !! ..
- لكن أَتُراه عرف مسبقاً ما في المغامرة من هول ؟
- أتراه عرف أن الجالس على منبر الزمان هو من غير جنس الداخلين عليه من أهل المكان ؟
- أتراه عرف أن المجهول لا يدخل عليه بأدوات معلومة ... ؟
- لواحدٍ أن يقول : " آرمسترونغ " اقتحم القمر ، وهو أي " آرمسترونغ " بضعة من أرض ... ولكن عليّ أصعب من القمر والشمس أيضاً ... أو ليس خليل هو الذي عالج نلك المسألة ، وحاول إخضاع الأسطورة لشحنة الشعور الشخصي والقناعة الفردية ؟ وعليّ يرد الشمس لأداء فريضة ، لأنه ما عرف عنه قضاء :
ويبقى السؤال : كيف غامر ؟ ولا مناص من الجواب ... وهاكه :
خليل فرحات يعرف أنه لا يُدخل على اللامعقول إلا بجنسه ، فتسلّح بذخيرة لا بأس بكميتها من الجنون ودخل ...
- افهم قولي كيف شئت ... لكن إياك أن تقرأ به ذرة اعتراض ... فأنا مُوالٍ خليلاً حتى الشهادة ، لك أن تتصور ولائي لذاك ...
- أجل ، وأنا بصدد استعراض هذه القصيدة ... الأسطورة ، موصيك بأمور كنت بغنى عنها لو كنت مثلي معتاداً خليلاً ، ومدمناً الإمام !..
- أشياء كثيرة قبل أن تمارسها ، أو حتى بعد ، تحتاج إلى ممارسة ... لا تستغرب هذا الكلام ... وتذكَّرْ أن العادة تطوّل حتى تتكون .. صحيح أن الخطوة الأولى هي المكلفة ، ولكن الخطوات الأخرى لا تجيء بالمجان .
- يعني يجب أن تهيء نفسك لكلام هو غير الكلام ...
- وأيضاً فثمة طفوس لا يقوم بها ، بل لا يقدر عليها إلا الكهنة ، أو سدنةٌ متخصصون للهيكل ... وأكثر ، هناك رياضات لا بدّ منها للتذوق الجيد وهي لا تأتي على سطح الماء ... ولا تواتى بكبسة زر ، وقد تقتضي لتحصّل جهوداً تذكر المواجيد . وهي لفظة ابتكرها المتصوفة لوصف حرقة الوجد الألوهي .
ومهما علت عظمة المحراب وسمقت ، مهما زخرف الصُنّاع فيه ونقشوا ورقشوا ، فالمهزلة تقع عندما يدير المصلي ظهره إليه !...
وكان عمر الفاخوري يقول : أنا أضمن لكم الكاتب الجيد ، فمن يضمن لي القارئ الجيد ؟..
- القارئ الجيد ، يا سيدي القارئ هو الذي " يشتلق " ، والاشتلاق : هو لفظ يطلقه عامة الناس على لون من الفطنة الهامسة التي تلاحظ بعين العقل ، لا عين الوجه ، هو هذا اللمح الموهوب النّبي لم اجد شيئاً أوضح للدلالة عليه من لفظة " الاشتلاق " فقنصتها .
- وإلا لو كان القارئ محروماً نلك العين التي بؤبؤها في الدماغ وقصر نظره في الآية التي يتوعد فيها الله العصاة ، على العين المعروفة ، فقرأ :
{ كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها } . ألا وقع القارئ في معصية تهون عندها كل المعاصي الأخرى ؟ ..
يوم ختمت القرآن في التاسعة كنت أرتجف منها ، .. وتشرق من حولي الصور ، وتتطاير في كل ناحية وأرى الله سبحانه وتعالى عن الوصف ، قد شمّر عن ساعديه وبين يديه رهط من معاونيه الأشداء ، ومن الملائكة الغلاظ الذين لا يملكون غير السمع والطاعة ، يقلبون الأجساد الآدمية على نار قوية ، وحتى يحدث النضج الموعود بالجودة ، فلا بد من سفافيد خاصة مصنوعة لهذا الغرض ، فتتحمل الأوزان الثقيلة ، وأعفي القارئ من بقية تصوري للعمل ... وتكبر الورشة في رأسي وقد قام فيها العمل على قدم وساق فأكاد أموت من الهول . ولازمتني الصورة طويلاً ولم تخرج .. إلى أن صرخت ذات يوم بوجه المفسر للآية على هذا النحو ، صرخة كادت أن تودي به وقلت : إذا كان ربك على هذا الطراز فالحق به تجده في المسلخ فهو امبراطور الجزارين .. وليس رب العالمين !!..
قلت كل هذا عن الاشتلاق لأجنِّب القارئ متاعبه مع هذه الرحلة إذا هو تسلح ببعض السعة ، ومارس بعض الطقوس والرياضات ، وتغلغل في بعض المجازات ، وكانت له حضارة في المفردات ...
فإن قرأت خليلاً مخاطباً الإمام بقوله :
لا تأخذنّ الكلام على ظاهره كما فعلت أنا مع آية الجلود النضيجة أوّلَ عهدي بالفهم المدينة واذكر أن التأويل منك قريب ، وأبواب المجاز مشرعة المصاريع ، وكما فعلت أنا هناك افعل أنت هنا ، وأَوِّلْ ما طاب لك ، ولا ترشق الرجل بوردة شكّ أو شرك ...!!
نجيب جمال الدين ...

____________________________

نتابع معكم في المشاركة القادمة
القصيدة المطولة والمعلقة الولائية :
في محراب علي .

ماهرالصندوق 24-Jun-2010 10:01 AM

نحن بالانتظار يا حاج

صفوان بيضون 24-Jun-2010 05:02 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي


رأس الرقم



دريْتَ ، وكلُّ الناس مثلَكَ لم تدرِ

فقد صُبَّت الأعصار عندك في عصرِ
+++++++++++++++++++++++
وكنت أمير الحدس(1) تدرك غورها(2)

وتسبرُ أخفاها العصيَّ على السبر(3)
+++++++++++++++++++++++
وتنشر مطواها ، وتفجر خيرها

كما يفجر الحفارُ نجناجةَ البئر(4)
+++++++++++++++++++++++
وحاشاه أن يعيا حصانُك طافراً

على قمم المجهول ، أو مارج الغَمر(5)
+++++++++++++++++++++++
كأن خيول العقل حُبْسٌ(6) بقفرةٍ

ووحدَك خيَّالٌ على الأرحَبِ النَّضْر
+++++++++++++++++++++++
تظلُّ المفاهيم التي انشقَّ غمدُها

إذا أنت لم تُشْهِرْ حراماً على الشهر
+++++++++++++++++++++++
كأنك أشرعت البحار وصنتها

فما مبحرٌ يجري إذا أنت لم تجرِ
+++++++++++++++++++++++
كأن ثُديَّ (7)الوحي عندك أمرها

فإن شئتها أَمْرَتْ (8)، وإن شِئْتَ لم تمر
+++++++++++++++++++++++
كأنك رأس الرقْم ، ما حُدَّ حَدُّهُ

وفيه يُصفُّ الناس صفراً إلى صفر
+++++++++++++++++++++++

1- الحدس : سرعة الانتقال في الفهم والاستنتاج ، وهو أيضاً ملكة عقلية تمكن صاحبها من ادراك الحقائق قبل انجلائها ، أو معرفة الأحداث قبل وقوعها .
2-الغور : من كل شيء ، قعره .
3- السَبْر : مصدر ( سَبَرَ ) ، وسبر الشيء : نزل إلى أعماقه ليعرف حقيقته .
4- البئر النجناجة : التي لم ينفجر ماؤها .
5- الغَمر : الأمواج المتلاطمة ... المختلطة .
6- حُبْس : محبوسة .
7- ثُديّ : جمع ثدي ، غدة الحليب .
8- أمرى الثديُ يُمري : درَّ يدرُّ .

... يتبع ...

صفوان بيضون 27-Jun-2010 06:56 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي(2)


لغز الوجود





تهبُّ على البيضان منك مسائلٌ


وأخرى على السودانِ والحُمر والصُفر


+++++++++++++++++++++++

مسائل إعجابٍ ، مسائل حيرةٍ



مريج بلا عدٍّ كمنهمر القَطْر(9)

+++++++++++++++++++++++


ترقُّ لحاليها قساة خواطري



وتلقى سويدائي الهجاهجُ (10) بالهُجر (11)


+++++++++++++++++++++++

كأني بها يوماً تباريجُ (12) جنّةٍ



ويوماً كِناسُ الهمِّ في المنزل القفر

+++++++++++++++++++++++

يقولون خلاّقٌ يهيم بخلقهِ



كما هامت الأنسام بالنسج في الغُدر (13)

+++++++++++++++++++++++

ومن أنصفوا ، قالوا : يهيم بك الورى



هيام حداةِ الحبِّ بالقمر البدر

+++++++++++++++++++++++

ولكنك النقّادُ تختارها البُرى (14)



فما زان في الأزناد ما زان في النحر (15)

+++++++++++++++++++++++

وربَّةَ أحجارٍ يروق بريقُها



ولكنما الأعلاقُ (16) تُعرَفُ بالصهر (17)
+++++++++++++++++++++++

يُزَجّي إليك الناس أعلى نذورَهم (18)



وما همُّك المنذورُ ، بل صاحبُ النذر
+++++++++++++++++++++++

تُرفِّعُ من تابوا فتبتَ عليهمُ


وتُهلِكُ إذ تشجى عمالقةَ الفُجر(19)

+++++++++++++++++++++++

وقالوك سحَّاراً تُري العين ما تشا



فتُذهِلُ عرّافاً وتُدهِشُ ذا السرِّ (20)

+++++++++++++++++++++++

وتُسمعُ إن شئت الأصمَّ الذي انتهى



أماليَ قد عزَّت (21) على الأذنِ الحُشر (22)
+++++++++++++++++++++++

كأن جذور الشيء ليست جذورَه



ولكنها الأعراض تطغي على الجُذر

+++++++++++++++++++++++

لئن كان كلُّ الغيب عندَك عِلمُهُ



فما عالم الكيمياء أو عالم الجبر ؟

+++++++++++++++++++++++

وقالوك في الهيجاء أوزنَ فارسٍ



تُداري الألى فرّوا ، وتأنف من فرِّ
+++++++++++++++++++++++

وعندك كان القتلُ خلواً من الأنا


فسيفك قوّام (23) على الخير والشرِّ

+++++++++++++++++++++++

سألتك هل تشفي الذي أنت صارعٌ



لكفرِ ؟ لذا الأعناق تحلم بالغَفر

+++++++++++++++++++++++

تُحاشي ظبى (24) الأسياف غير ملومةٍ



وتهفو إلى عضبيكَ (25) بالشفع والوَتر (26)

+++++++++++++++++++++++

وقالوا بل الأربابُ أعطتكَ أسهماً



فلا أنت باريها ، ولا هي تستبري

+++++++++++++++++++++++

وهنَّ مقادير على الخلق تنقضي



وإن تُحظرِ الأقدارُ أنت أبو الحَظر

+++++++++++++++++++++++

أقاويل فيها الجهلُ والعلمُ والهدى



وفيها الذي قُلْ لي ... فغيرُك لا يدري

+++++++++++++++++++++++

وأقوالُ من خانوا ، وأقوال من وفوا


وأقوال سُوّاسٍ مهلهلةُ الأُزر (27)
+++++++++++++++++++++++

فمرّاً أرى الإيمانَ يهدُرُ صوتُهُ


ومرّاً أرى الكفران في أقبح الهذر
+++++++++++++++++++++++

فمنذا يُريحُ الناسَ إن تاجرَ الخنى (28)



ويُلقِمُ أحجاراً دهاقنةَ التَّجر

+++++++++++++++++++++++

سواكَ ... سوى ربِّ الدروب جميعها



عسيرٌ عليه السيرُ في الأدرُبِ العُسر

+++++++++++++++++++++++
9- القطْر : المطر .
10- الهجاهج : جمع هجهاج ، وهو الأحمق الشرير .
11- الهُجْر : القبيح من الكلام .
12- تباريج : أزاهير .
13- الغُدر : جمع غدير ، وهو النهر ، أو قطعة من الماء يتركها السيل .
14- البُرى : جمع بُرّه ، وهي كل حلقة من سوار وقرط وخلخال .
15- النَّحر : أعلى الصدر .
16- الأعلاق : جمع عِلْق ، وهو النفيس الغالي .
17- الصّهْر : المصدر من صَهَر الشيء أي أذابه .
18- زجّى الشيء يُزجّيه ، أي يسوقه ويدفعه .
19- الفُجْر : جمع الفاجر أو الفَجور ، وهو المنبعث في المعاصي .
20- السٍرّ : الخط في باطن الكف ينظر فيه قارىء الكف ثم يحكي .
21- عَزَّت : امتنعت .
22- الأذن الحَشْر : الأذن التي تسمع أدق الأصوات .
23- قوّام : القوّام ، المتكفل بالأمر والقوي على القيام به .
24- ظبى : جمع ظبة ، حدُّ السيف .
25- عضبيك : مثنى عضب ، وهو السيف القاطع .
26- الشفع من الععدد : الزوج ، والوتر : المفرد .
27- الأُزُر : جمه إزار ، وهوكل ما ستر المرء ، والأقوال المهلهلة الأُزر ، هي الأقوال السخيفة .

... يتبع ...


زاهر المعموري 28-Jun-2010 03:24 AM

اللهم صلَ على سيدنا محمد وعلى أله الطيبين الطاهرين,,
جميل ورائع فعلا أبيات لها صداها أحسنَ وأجادِ الشاعر
بارك الله فيكم الآخ الكريم على هذه الرائعة الموزونة
بحق أمير المؤمنين وأمام المتقين علي أبن أبي طالب(ع)
تقبلوا مروري أخوكم زاهر

صفوان بيضون 28-Jun-2010 05:28 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي(3)

إبرة الميزان



تجلّيتَ نهّاجاً تَوُجُّ نهوجُهُ

كما أجَّ في الأرياح مشتعِلُ الجَمر
++++++++++++++++++++
تفرَّق عنك المبطلون فما رأوا
لبطلِهِمُ أزراً وأنت أبو الأزر (29)
+++++++++++++++++++++
وطاب لمن شكّوا نجاةُ يقينهم
كما نجتِ الورقاءُ من مِخلبِ الصقر (30)
+++++++++++++++++++++
وعزَّ عليك الهاربون من العمى
إلى مشرِقِ العرفانِ والفَلَكِ الإمر (31)
+++++++++++++++++++++
وصارت رباعُ الهدْيِ نشوى بركنها
كما تنتشي الأقدارُ في ليلة القدر
+++++++++++++++++++++
هيامى بك الداراتُ ما دستَ أرضها (32)
ويُعوِلُ حتى الرملُ إن قُمتَ بالهَجر
++++++++++++++++++++
لأجلكَ واكبتُ الحضارةَ شاعراً
وأنزلتُ أحمالَ البداوةِ عن ظهري
+++++++++++++++++++++
وأودعْتُ وجدان الزمان قصيدتي
وما خِفتُ يبريها فمُ الحَرِّ والقرِّ
+++++++++++++++++++++
يُقبِّلُ أعلاها عباقرُ أمتي
ويلثم أدناها قياصرةُ العَصر
+++++++++++++++++++++
كأني على الدنيا لأنك مُلهمي
أَجُرُّ ذيولَ الفخر كالمارد النَّمر
+++++++++++++++++++++
رقِيتُ رُبا الناسوتِ ثم سَبَرْتُهُ
وطَوَّفْتُ باللاهوت شِبراً ورا شبر
+++++++++++++++++++++
لعلّي أراك انزحتَ قيدَ قُلامة
ليبرُزَ بعضُ الظنِّ أو طيفُهُ السِرّي
+++++++++++++++++++++
فما كنتَ في الكنهين إلاّ هما معاً
وما كنتَ إلا ذلك الباذخَ المُثري
+++++++++++++++++++++
وما كنتَ إلا السيدَ الضابطَ الدُنى
عجيباً غريباً ... مفرداً ... وبلا نِظر (33)
+++++++++++++++++++++
29- المُبطلون : أصحاب الباطل ، الأَزْر : العون .
30- الورقاء : الحمامة .
31- الإمر : العجيب المدهش .
32- ما : زمنية ، أي طالما .
33- نٍظْر : نظير ، مثيل .

... يتبع ...

صفوان بيضون 30-Jun-2010 05:11 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي(4)



أمل الوجود







تشيمُ (34) بك الأشياءُ مكنونً سرّها

وما تعبت منذ الخليقة بالسرّ
+++++++++++++++++++++++

لأنكَ أنت الشيءُ عندَ طموحِهِ

ألستَ شموخَ الطودِ (35) مع هدرة البحر ؟

+++++++++++++++++++++++

ألست مواعيدَ النسيم مع الشذا

ألست خيالَ الشمس مع هلّة البدر

+++++++++++++++++++++++

وتُهدي لك الأكوانُ فعلاً ومأملاً

ويأوي إليك الوقت مضطرمَ السحر (36)

+++++++++++++++++++++++

خُذِ الريح إن هبّتْ وإن سكنت بَدَتْ

تُنَفِّذُ ما قرّرت سطراً على سطر

+++++++++++++++++++++++

خُذِ البحرَ في مدِّ المياه وجزرها

فقولك حالاه لدى المدِّ والجزر

+++++++++++++++++++++++

خُذِ الشمسَ إذ كفاكَ قالا بعودةٍ

فشمسُ غروبٍ تلك عادتْ إلى العصر (37)

+++++++++++++++++++++++

وما عجبٌ فيها استجابت على رضىً

أليست هي الدنيا (38) وتصدعُ بالأمر

+++++++++++++++++++++++

خُذِ الصمتَ في الصحراء هوَّمَ خاشعاً

يُصيخُ إلى النجوى وأنت به تسري

+++++++++++++++++++++++

فحتى الصحارى تشتهيكَ وقد وَمَتْ (39)

يُخَجِّلها التصريحُ : خذني بلا مَهر (40)
+++++++++++++++++++++++

وإنْ تُسألِ الجوزاءُ من بات ربُّها (41)

أشارت إلى علياك بالأنمُل العشر

+++++++++++++++++++++++

أسَرْتَ نهى الأشياء إذ نلْتَ كنهها (42)

ونامت على النعماءِ في ذلك الأسر

+++++++++++++++++++++++



مستهلِك الزمان





دللت على الرحمن هل كنتَ غيرَهُ

ففيك استوى الرحمنُ بالفعل والفكر

+++++++++++++++++++++++

وفيك تجلّتْ قدرةُ الله آيةً

كما شعشعتْ في الضوء خالصةُ الدُرّ

+++++++++++++++++++++++

وفيك رأى الوجدانُ معنى وجودِهِ

وقيمةَ عيشِ المرء في مهمهِ العُسر (43)

+++++++++++++++++++++++

تعالت بك الأرضونَ واشتدَّ ظهرُها

فلولاكَ هذي الأرضُ مقصومةُ الظهر
+++++++++++++++++++++++

ولولاك ما الإنسان ؟ ما الخلق كلُّهُ ؟

سوى هذه الأمواهُ تنساب في النهر

+++++++++++++++++++++++

وما كانت الأخلاقُ غيرَ مُجاجةٍ

لو انجردت يوماً من المُثلِ الغُرّ

+++++++++++++++++++++++

وحتى سماء الله لولاك ما نضَتْ

ألوفُ معانيها أُلوفاً من السَتر

+++++++++++++++++++++++

وإنك للألواح مَنْ لاقَ (44) حِبرَها

وألواحُكَ الغرّاءُ مفردةُ الحبر (45)

+++++++++++++++++++++++

وأنت على الأدهارِ مستهلكٌ لها

كما كنتَ في الأذكارِ مستقدمَ الذَكر

+++++++++++++++++++++++

وقد جاء في الأخبار أنَّك مبتدا

وأنَّك قسّامٌ بغاشيةِ الحَشر

+++++++++++++++++++++++


34- تشيم : ترى .
35- الطود : الجبل العالي .
36- السحْر : الرنة ، وهنا الصدر بكل ما يحويه من قبيل التعبير عن الكل بالجزء .
37- العصر : آخر النهار في احمرار الشمس ، وفي البيت إشارة إلى إحدى معجزتن الإمام علي يوم أمر الشمس فارتدت عن المغيب حتى يتمَّ صلاته .
38- الدنيا : مؤنث الأدنى .
39- وَمَت : أشارت .
40- مَهْر : ما يُجعل للمرأة من المال تنتفع به شرعاً وتنفقه : معحلاً ، ومؤجلاً .
41- الجوزاء : برج في السماء .
42- كنه الشيء : جوهره .
43- مهمه : مفازة مقفرة .
44- لاق الدواة : أصلح مدادها .
45- الحبر : الحسن والجمال .
... يتبع ...

صفوان بيضون 03-Jul-2010 05:37 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي(5)


فاتح أفكار



إمامَ الفتوحاتِ الكبارِ بلا ثرىً

وحابسَ أنفاسِ العباقرةِ الصُدْر (46)
++++++++++++++++++++++++++++++++

لديك شهودُ الحقِّ غرقى عيونُهم

بحُسنٍ سوى المنسابِ من عسل النهر (47)

++++++++++++++++++++++++++++++++

سوى الحورِ والولدانِ واللبنِ الذي

ترضّبه الأبرارُ في جنّة اليُسر (48)

++++++++++++++++++++++++++++++++

فنهجُكَ دنيا الحقِّ ، أيُّ مغفلٍ

يقولُ وعاها إنما ضاع في النّزْر (49)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وكم قيلَ فردوسٌ لآمالِ عالمٍ

أجلُّ من الإنسانِ والسُّدُم الصُحْر (50)

++++++++++++++++++++++++++++++++

فيوضُ جمالاتٍ كأن العلا بها

تعالت عن المرويِّ في الكُتُبِ الزُهر

++++++++++++++++++++++++++++++++

محاسنُ فوق اللونِ والطعمِ والشذا

كأحلامِ بدّاعٍ تُراوِحُ في الحِجر (51)

++++++++++++++++++++++++++++++++

يخاف عليها الضوء صوناً لسرّها

وما كلُّ حُسْنِ السرِّ يحصلُ في الجهر

++++++++++++++++++++++++++++++++

إليها الطباقُ السبعُ حجَّ حجيجها

وإنّيَ في الأرضين حَجّي على الإثر

++++++++++++++++++++++++++++++++

ولما كتابُ الله أعجزَ قومَهُ

وأُغلِقَ لم يُفتحْ على الجِلَّةِ الكُبر (52)

++++++++++++++++++++++++++++++++

فتحتَ عليه البابَ فالضوءُ مُبهِرٌ

ولكنْ فتى الأضواءِ ما ضجَّ للبَهر

++++++++++++++++++++++++++++++++

فإنكما من قبلُ قد كنتما معاً

ومرَّ زمانٌ يعدُ أذَّنَ بالهَجر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وعاد لقاءُ النيّرين بأحمدٍ

وعزَّ بك الإسلامُ كالشمس في الظُهر

++++++++++++++++++++++++++++++++

فمصحفُ ربِّ الناس قولٌ ، وفعلُهُ

إمامٌ ، ومن لم يدرِ ذلك فليدر
++++++++++++++++++++++++++++++++



مفتاح كل الأبواب



أرى الفقهَ كالإعصار ندَّ شكائماً (53)

ولما نهضتَ انصاعَ كالريِّضِ المُهر (54)

++++++++++++++++++++++++++++++++

أرى النحو في الديجور ضاعَت دروبُهُ

وقلتَ له ينحو فماسَ بلا خمر (55)

++++++++++++++++++++++++++++++++

كذلك كان الخطُّ خطواً بعتمةٍ

وأنت جعلتَ الخَطوَ في ضحوة الفجر

++++++++++++++++++++++++++++++++

كذا اللغة السمحاءُ عندك نضّرت

كما رقرق الإشعاعُ تبراً على تبر

++++++++++++++++++++++++++++++++

رفعتَ معانيها ، وشُدْتَ بروجها

وكم فرَّجَ الأبراجَ مفتاحُك السحري

++++++++++++++++++++++++++++++++

هو العالم المعلومُ لولاك ما نما

ولم يُفرَ مجهولٌ لو أنك لمْ تَفر

++++++++++++++++++++++++++++++++

46- الصُدْر : جمع الأصدر ، وهو الشديد الصدر العظيمة .
47- هو نهر العسل الذي في الجنة .
48- ترضَّب : رشف وامتص .
49- النزر : القليل .
50- الصُحْر : جمع أصحر ، وهو ما اغبر لونه في حمرة من الصحراء ، والسُدُم الصحر ، هي بقع في الكرة السماوية ضعيفة النور ، منهل ما هو تجمع غازات ، ومنها ما يضمُّ العديد من الكواكب .
51- الجحْر : العقل .
52- الجلَّة : جمع الجليل وهو السيد العظيم ، الكُبْر : الشرف والرفعة ، يقال هو كُبرهم أي أكبرهم في النسب ، ويستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث .
53- الشكائم : جمع شكيمة ، وهي الأنفة ، والشكيمة من اللجام هي حديدة معترضة في فم الفرس ، وندَّ شكائماً أي كان أنوفاً لا ينقاد .
54- الريَّض المُهر : المهر في مراحل ترويضه الأولى .
55- الديجور : الظلام الشديد .

... يتبع ...

صفوان بيضون 05-Jul-2010 04:11 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي(6)

منذور للغاية


وفي مخزن الحُفّاظ من صور الوغى

فريدتُها العجباءُ جحجاحةُ الذكر
++++++++++++++++++++++++++++++++

طواها مناكيدٌ ولم يطوها الردى

وهيهاتَ أن تُطوى مطاولة القدر

++++++++++++++++++++++++++++++++

ولو نشرَ السلوانُ كلَّ طيوبِهِ

لظلَّ حسيراً دونها طيِّبُ النشر

++++++++++++++++++++++++++++++++

جثمتَ عليه العترَ والسيفُ جاهزٌ

وهل يملك السيّافُ غيرَ هدى الأمر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وكرّتْ تهاليلٌ وفي البال أنّها

ستشربُ قبل السيف من مهجة البكر (56)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وطارت على الآفاق أصداءُ حدوة

تقطُّ ضلوعَ الشرِّ قطّاً بلا شِفر (57)

++++++++++++++++++++++++++++++++

لئن كان مهوى العُرب عمروٌ وودُّهُ

فشطبُ هوى وُدٍّ ... وشطبُ هوى عمروِ (58)

++++++++++++++++++++++++++++++++

ولكنَّ حُسباناً تغيَّرَ حسبُهُ

وحلّت حلال العُجب تفرق من غدر (59)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وفي الجو إرعادٌ ، وفي الأرض غضبةٌ

وطيَّرَ عقلَ القوم رأفُكَ بالعِتر

++++++++++++++++++++++++++++++++

أيُصرَفُ عنه السيف والسيف ناطرٌ

يُحاول معنى الكفِّ عن عنقِ الكُفر (60)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وجُبهتَ بالتسآل ماذا ؟ وما جرى ؟

وجاوزتَ مَنْ جازوا الحدودَ من الهذر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وقُلْتَ : رماني العتْرُ غيظاً ببصقةٍ

فقالوا : أضاف النذلُ وزراً إلى وزر

++++++++++++++++++++++++++++++++

أجبْتَ : جهادي في سبيل قضيةٍ

خشيت عليها أن يُداخلها ثأري

++++++++++++++++++++++++++++++++

أنانية الإنسان ما كان مزجها

بقدسيّة الإيمان إلا من النُكر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وما غيرَ ذاك السمت تُرضى عدالةٌ (61)

إذا لم أسوّدْها تزلزل بي قَدري (62)

++++++++++++++++++++++++++++++++

فحقٌّ أنا والحق عندي طريقُه

فإن لم أسرِ فيه فأيٌ به يسري
++++++++++++++++++++++++++++++++
56- البَكْر : الفتي من الإبل ، والمقصود بالبكر عمرو بن ود .
57- شٍفْر : جمع شَفْرة وهي السكين العظيمة العريضة ، أو هي حدُّ السيف .
58- هو عمرو بن ودّ ، فارس العرب من غير المسلمين ، وقد بارزه الإمام وصرعه ، بعد أن تحوشت عنه جميع فرسان العرب خزفاً منه ، وودّ أحد معبودات العرب الوثنية .
59- حٍلال : جمع حلة وهي من الشيء وجهته ، والعُجب : الدهشة الكبرى ، وتَفْرِقُ : تخاف وتخشى .
60- الكفّ : الانصراف والامتناع .
61- السمت : الطريق .
62- أسوّدها : أمكنها من السيادة على الأفكار والأفعال .

... يتبع ...

صفوان بيضون 06-Jul-2010 05:50 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي(7)

الجهاد الأعظم



أميرُ خفايا السرّ أنتَ ولم تزَلْ
إمارتُكَ السمحاءُ تجري على الجهر

++++++++++++++++++++++++++++++++
فأنت وحقُّ الأنتَ أنت أحسُّها
كما قالها الغاوي بكوكبك الدُرّي
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكان إله الخلق بالشكر زادَهُم
وأنتَ بدعْتَ الخلقَ لم تُعنَ بالشكر

++++++++++++++++++++++++++++++++
وبعدُ فمن "بوذا" (63) ؟ وقد راض قومَه
فباتوا كأنصابٍ (64) بهاجرةٍ عُفر (65)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وبعدُ ، فمن "يهوا" ؟ وقد قتل الورى (66)
فبانت سجايا الربِّ شنعاءَ في مِصر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وبعد ، فمن "شيفا" ؟ قد انهال حقدُهُ (67)
على رأس هذا الكون بالفأس والفهر (68)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وبعد ، فمن "زفسٌ" ؟ ترتب أعصُراَ
فأسلم خلق الله للناب والظفر (69)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وبعدُ ، فمن كلُّ الطواغيت (70) والدمى (71)
إذا اجتابهم مجواب عارفةٍ جَسر (72)
++++++++++++++++++++++++++++++++
رموز الضلالاتِ الحياةُ بظِلّهم
تناوُحُ غربانٍ على طللٍ صُفر (73)
++++++++++++++++++++++++++++++++
همُ المهدرون الروحَ حتى كأنها
طويَّةُ أكفانٍ بهاوية الفقر (74)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وهم مهدرونَ العقلَ ما كان مثلَهُم
سوى ركب عميانٍ على طرقٍ جُهر (75)
++++++++++++++++++++++++++++++++
يلوذون إن لاذوا بأوهام واهمٍ
كأنهمُ الأشباح في زحمة الذَعر
++++++++++++++++++++++++++++++++
قلوبهم يستفظعُ الحُبُّ طرقها
وكيف بلا حبٍّ يُعاذُ من القبر (76)
++++++++++++++++++++++++++++++++
حنانيكَ يا علاّمُ وحدَك عادلٌ
أنِلْتَهُمُ بالرفق أم نلْتَ بالقهر !!
++++++++++++++++++++++++++++++++
عداك همُ والبونُ يبدو لمنعمٍ
كما قيس أمّارٌ بأموره الغِمر (77)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وقيل : مسيحُ الحبِّ ضاق بحبِّهِ
وكرَّ على الرائين بالسوط والزجر (78)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وصاح : دعوا بيتي ... دعوني فإنما
سواكُم أنا والبيت شردتُمُ قِطري (79)
++++++++++++++++++++++++++++++++
لقد شيد بيتي للتعبُّد والهدى
فحوّلتموهُ للتلصص والفِجر (80)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكم داس أرزاقاً وعفّر أوجهاً
وأغرق عبّاد الدوانقِ بالسُخر (81)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكم هدَّ أحلاماً وزعزع أنفساً
وروّعَ وهو الوحْدُ كالعسكر المَجر (82)
++++++++++++++++++++++++++++++++
تُرى الناصريُّ انقاد عفواً لنزوةٍ (83)
أم أنَّ قليلَ المُرِّ يجدُرُ بالقَطر (84)
++++++++++++++++++++++++++++++++
رثيت له ، ربّي تجاوز مرةً
ربا الرحمة الكبرى إلى حفّة الثأر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وأنت وسعت الناس دوماً برحمةٍ
وقد أمطروك الوِتر في أثر الوتر (85)
++++++++++++++++++++++++++++++++
علوتَ وكنت النفس أكبر قادرٍ
على قهرها ، تلك المليئةُ بالكِبر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وسُقتَ إلى الصعب النفوس فأصبحت
تهِمُّ ولا تقوى ، تسومُ ولا تشري (86)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وقصّر عقل الناس عن قهر ميلهم
فبوركتَ قهّاراً على النفس يستجري (87)
++++++++++++++++++++++++++++++++

63- بوذا : مؤسس الديانة البوذية ، وهي أقرب إلى فلسفة الحياة منها إلى الدين ، لأنها لا تؤمن بالله ، ركنها التجرد والزهد ، تخلصاً من الشهوات والألم وسلوكاً إلى الفناء التام " نرفانا " .
64- الأنصاب : الأصنام .
65- الهاجرة : شدة الحرّ ، وعُفْر : جمع أعفر ، وهو الذي صار لونه كالعفر ، والعفر هو التراب .
66- يهوا : أو يهوه ، إله اليهود ، وقد وزد في التوراة أنه أنزل الويلات المتتابعة بالمصريين وانتهى بإهلاك عسكرهم غرقاً لكي ينقذ بني إسرائيل .
67- شيفا : أو شيوه ، أحد آلهة المثلث الهندي وهو إله الدمار والخراب .
68- الفهر : حجر تسحق به الأشياء .
69- زفس : هو سيد الآلهة عند اليونان ، وهو نفسه ( هداد ) عند الشعوب السامية ، وهو ( جوبيتر ) عند الرومان الذي باسمه ولأجله كان الأباطرة يلقون بالمسيحيين وبالأسرى من الشعوب المغلوبة إلى الوحوش الضارية ويتلهون بالمنظر الفظيع .
70- الطواغيت : رؤوس الضلال ، وكل المعبودات سوى الله .
71- الدمى : تماثيل المعبودات .
72- اجتاب الصحراء : خرقها ، والمجواب هو آلة الخرق ، العارفة الجسر : هو العالم المهيب .
73- صفر : مقفر .
74- أهدر الدم : أباحه لكل قاتل .
75- جُهْر : جمع أجهر ، وهو الجميل الهيئة .
76- الطَرْق : المصدر من طَرَقَ ، طرق الباب ، قرعه بأمل الدخول .
77- البون : المسافة بين مكانين ، والفرق بين كائنين ، والمنعم : الذي يطيل النظر في شيء فيحسن معرفته .
78- الرائين : المرائين .
79- قِطْر : جمع قطار ، وهي الإبل المصفوفة في نسق معين ، وهنا تعني الأتباع والمريدين .
80- الفجر : الكذب والفجور .
81- الدوانق : جمع دانق وهو الفلس أو الدرهم .
82- المَجْر : الجرار ... الكثير العدد والعدّة .
83- النزوة : الوثبة المتسرعة .
84- القطر : السكر يذاب بالماء ثم يغلى على النار حتى ينعقد .
85- الوٍتر : الانتقام أو الظلم فيه .
86- تسوم : تستعرض السلعة وتجادل في ثمنها ثم لا تشتريها .
87- يستجري : يتجرأ ويقوى .
... يتبع ...

صفوان بيضون 08-Jul-2010 06:40 PM

في محراب علي ( رائعة خليل فرحات )
 
في محراب علي(8)

حلاّل المسائل المستحيلة


معادلةٌ قدريةٌ قال بعضهم

عن الخلق ، أو قالوا : معادلة الجبرِ
++++++++++++++++++++++++++++++++

وقيل : اعتزالٌ سوف يسطع نورُهُ

ليسبح فيه الفكرُ ... بالمنطق النَضر (88)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وقيل سوى هذا ، وقيل تضاربتْ

رجالٌ وآراءٌ كبارٌ على الخُبر

++++++++++++++++++++++++++++++++

تعدّد فهمُ الفعل والفعل واحدٌ

وتبقى لك الأحكام في آخر الأمر

++++++++++++++++++++++++++++++++

بَدَعْتَ وما سمّيتَ ، خلّيت للورى

خيارات أسماءِ لألائك الكُثر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وما همّت الأسماء ما دُمت ربَّها

وتغنى بك الأفعال في الجبر والقدر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وفي سِفْر هذا الكون تكتب ما تشا

فإن أخطأ القُرّاء ما أخطأ المُقري (89)

++++++++++++++++++++++++++++++++

عيالٌ على سلسال نبعك علمُهم

وليس يخفُّ النبعُ من نقرة القمري (90)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وإن قامت الأموات للبعث مثلما

يُقالُ فقد جاءتْ مقامك تستقري (91)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وتستغفر الأعمارُ عندك جهلها

وتبقى كما يا أنت في الحِلم والغَفر (92)

++++++++++++++++++++++++++++++++


أبو الأنوار


وإنك ذاك الصُلب منحدرُ الألى

صدقتُ إذا سمَّيت بالأنجم الزُهر (93)

++++++++++++++++++++++++++++++++

ميامين هذا الكون أنبلُ خلقه

غزاة بلاد الصبر أسطورة الصبر

++++++++++++++++++++++++++++++++

إذا استُشهدوا يوماً فباقون سرمداً

بقاء أنوف الشُمِّ والأوجه السُمر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وإن سادةٌ منهم إلى جللٍ مشَوا (94)

عَنتْ لهم القمّات كالضُّمَّر الشُقر (95)

++++++++++++++++++++++++++++++++

يزلزل أهلَ الجور مرُّ خيالهم (96)

كما زلزل الشاهين مستوطن الجُحر

++++++++++++++++++++++++++++++++

ولكنهم في الحلم كلُّ سماحةٍ

وإذ تفخرُ الأخلاق هم غاية الفخر

++++++++++++++++++++++++++++++++

بأعماق قلب المجد شادوا منازلاً

مضمَّخةَ المرقى ، مكوكبةَ الجَذر

++++++++++++++++++++++++++++++++

لهم وحدَهم هشَّت بهم وحدهم علتْ

وهم عُكَّفٌ فيها على المطلب النَذر (97)

++++++++++++++++++++++++++++++++

محالٌ عبور الشمس جِسرَ شروقهم

وهم يعبرون الضوء من غير ما جسر

++++++++++++++++++++++++++++++++

يذوبون في الأنوار حتى كأنَّهم

خلاصةُ لطف الله في خالص الأجر

++++++++++++++++++++++++++++++++

وما ذاك عند الله ظلماً على السِّوى (98)

ولكنه برٌّ تسلسل من برّ

++++++++++++++++++++++++++++++++

فيا أيها المنظورُ رغمَ احتجابه

ويا وَحدَهُ المسموع من دون ما وَقر (99)

++++++++++++++++++++++++++++++++

إليك أتينا نشتكي ثقْلَ قدْرِنا

وأنت لها يا أنت يا قادر القدر

++++++++++++++++++++++++++++++++

88- القدر والجبر والاعتزال : مذاهب فكرية ومدارس كلامية ، نشأت في العصر العباسي وكثر أتباعها وانتشروا في الأصقاع الإسلامية ، منهم من قالوا بالعقل وحكّموه في جميع الأمور حتى الدين " المعتزلة " ، ومنهم من تنقص العقل وقدراته وقدّم عليه الشرع وأحكامه " الأشعرية " . ومنهم من قال أن الإنسان مخيّر حر في أعماله ومسؤول عنها " قدريّة " . ومنهم من قال بأن الإنسان مسيّر لا قدرة له على فعل الشيء أو تركه بإرادته " الجبريّة " . وكلهم تجادلوا في ذات الله وصفاته ، وفي القرآن وخلقه وفي الإنسان ومصيره ، وفي النفس وخلودها ، وفي الأجساد ونشورها ، وفي القدم والحدوث ، وفي الكباشر والصغائر ، فاختلفت ىراؤهم في أمور وتنافرت في أمور أحياناً حتى التضارب ، فكان الفلاسفة ، وكان " تهاتفت الفلاسفة " وكان " تهافت التهافت " وكان : المنقذ من الضلال " ، وكان أهل الشك وأهل اليقين ... وكان ... وكان ..
89- سفر كان كتاب كبير .
90- القمري : نوع من الحمام حسن الصوت .
91- تستقري : تتبع الأمور لمعرفة احوالها وخواصها .
92- الحلم والغفر : الصفح والغفران .
93- الصُلب : عظم في الظهر ذو فقار يمتد من الكاهل حتى العجب " أو أسفل الظهر " .
94- جلل : أمر جليل عظيم .
95- عَنَت : خضعت وذلّت ، الضُمّر الشُقر : الخيول الضامرة المروّضة .
96- الجَوْر : الطغيان والظلم .
97- النَدْر : النادر .
98- السوى : أي على الآخرين .
99- الوقر : الثقل في الأذن ، أو ذهاب السمع .

... يتبع ...

صفوان بيضون 10-Jul-2010 06:31 PM

في محراب علي(9)



عندما الغفّار يستغفر


ولمّا تنادى الناس بالصدق والرضى

ونادوك ربَّ الخلق والموت والنَشر (100)



++++++++++++++++++++++++++++++++

دهَشْتَ كمن يلقى الطغاة فُجاءةً

ونلت الألى نادوك بالغضب الجمري



++++++++++++++++++++++++++++++++

وقُلْتَ هو الخلاّقُ ربي وإنني

لعبدٌ له وهوَ الوليُّ على أمري



++++++++++++++++++++++++++++++++

تعاليت في الإيضاح وازدّدْتَ عزَّةً

وما عزَّ غيرُ الحرِّ في الموقف الوّعر



++++++++++++++++++++++++++++++++

وكُنت هنا الجبّار من غير غفرةٍ

كما كنت غفّار الذنوب بلا جبر (101)



++++++++++++++++++++++++++++++++



المحبة أقوى





أمير الملا ماذا عطفت على الملا

غداة بُغاثُ الطير في ملعب النّسر



++++++++++++++++++++++++++++++++

أرادوك في الجلّى لتدفعَ عنهُمُ

وعند اقتضاء الحقّ نالوك بالشَتر (102)



++++++++++++++++++++++++++++++++

وأمعن طمّاعٌ وباعد كارهٌ

وأخلف وعّادٌ وأقصر ذو برّ



++++++++++++++++++++++++++++++++

وظنَّ الألى أموا السقيفة أنّهُ (103)

سيلجأ رئبال الرجولة للزأر (104)



++++++++++++++++++++++++++++++++

ولكنّ للأرحام وصلاً وللعُلا

خلاقاً ، وللإسلام حقاً على الحُرّ



++++++++++++++++++++++++++++++++

وظلَّ بمنأى عن غوايات سلطةٍ

أميناً على كبْر العزيمة ذو الكبر



++++++++++++++++++++++++++++++++

وظلَّ بلا حقٍّ إلى جنب ربِّه

وظلّوا بلا ربٍّ على الجانب المُزري (105)



++++++++++++++++++++++++++++++++

أقاموا عليك الحدَّ ظُلماً فهل دروا

بأن حدوداً منك فيهم ستستشري (106)



++++++++++++++++++++++++++++++++

وغايتك المُثلى بقاؤك هادياً

تُعمِّرُ أرواح العطاش إلى العَمر



++++++++++++++++++++++++++++++++


حدس كالوحي





رويدك لم أنسَ الذين بمكرهم

أمضُّوا رسول الله بالنبأ النُكر (107)
++++++++++++++++++++++++++++++++

أضافوا إلى الحسناء قُبحَ نفوسِهم

ودافوا لبيت النُبل أكذوبة العُهر (108)
++++++++++++++++++++++++++++++++

وجاءك من يسعون عوناً لباطلٍ

وجاءك من يسعون ذوداً عن الطُهر (109)



++++++++++++++++++++++++++++++++

وقفت من العُذَال وقفةَ كابرٍ

وقلت عن العزلاء أنقى من الزهر (110)



++++++++++++++++++++++++++++++++

وحين رسول الله اشتار منك نصيحةً (111)

أشرتَ بأن الله يكسو ولا يُعري



++++++++++++++++++++++++++++++++

يُجرِّب أبراراً ويمكر ماكراً (112)

ليفخرَ بالصافي على فاسد العِكر (113)



++++++++++++++++++++++++++++++++

فإن كان تجريبٌ فغيرُك من يهي (114)

وإن كان تجريمٌ فما غيرُهُ يُبري



++++++++++++++++++++++++++++++++

ولكنّ جودَ الله أعطى رسولَهُ

نساءً وخيراتٍ وأغناك من فقر



++++++++++++++++++++++++++++++++

هنالك تنزيلٌ فيُنظرُ يومُه

وصبرُ رسول الله دربٌ إلى النَصر



++++++++++++++++++++++++++++++++

وكان هو التنزيلُ سبحانَ ربِّهِ

مثيلاً لما أفتى به سيّد الدهر



++++++++++++++++++++++++++++++++

عليك سلام الله يا مصدرَ الرضى

ومنك سلام الله يا خاذلَ المُكر



++++++++++++++++++++++++++++++++

أعذْتَ من الحرمان من كان طاوياً

وشلْتَ فتاةَ الصفو من بؤرة العَكر



++++++++++++++++++++++++++++++++

تجمّعت الأخلاقُ عندك وانتهت

إليك وكان الله يُبري كما تُيري



++++++++++++++++++++++++++++++++


100- النشر : البعث وإحياء الموتى .
101 - غفرة : اسم المرّة من غَفَرَ أي صفح ، جبر : تكبر .
102- الشتر : التنقص والتجريح والشتم .
103- السقيفة : هي سقيفة بني ساعدة التي تمت فيها مبايعة أبي بكر وإبعاد علي عن الخلافة على الرغم من وصية النبي .
104- الرئبال : الأسد .
105- المزري : المحقِّر ، والشائن .
106- تستشري : تتفاقم وتتعاظم .
107- أمضّوا : أوجعوا .
108- الحسناء : هي أم المؤمنين السيدة عائشة ، داف الدواء : خلطه أو أذابه في الماء وضربه به .
109- ذوداً : دفاعاً .
110- العزلاء : السيدة عائشة ، وقد اعتزلها الرسول وقت الإفك .
111- اشتار العسل : طلبه وجناه .
112- مكر الله فلاناً : جازاه على الخداع .
113- العٍكْر : الأصل .
114- يهي : يضعف .
... يتبع ...

صفوان بيضون 12-Jul-2010 05:12 PM

في محراب علي(10)


ويبقى اللغز


أميرَ العلا إنّي أتيتك سائلاً

فهلاّ أجبتَ العقلَ عن سؤله المُرّ
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكانت بساتيني بنعماك أزهرتْ

سوى بعض أغصانٍ تعصّتْ على الهصر (115)
++++++++++++++++++++++++++++++++
تُرى أنت محرومٌ فلم ترتضِ الطوى (116)

أو العيش مقصوراً على بُلَّغ البُرّ (117)
++++++++++++++++++++++++++++++++
إذا حلَّ يومُ البذخ شُوهدتَ باذخاً

بماء على ماءٍ ونزر من التمر
++++++++++++++++++++++++++++++++
ومِنْ دارك السمحاء كم عاد سائلٌ

فأولمَ للأطفال والكلب والهرّ
++++++++++++++++++++++++++++++++
وعن بيت مال المسلمين ردَدْتَهُم

جميعاً وذو حاجٍ إليه كذي وَفر (118)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وتنصِبُ ميزاناً لدى كلِّ شهوةٍ

وتفرض آداباً على الخِصب والعُقر (119)
+++++++++++++++++++++++++++++++
نعيت لربات الحجال حُظوظَها (120)

وساويتها في الرّوع بالولد الغِرّ (121)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وقُلْتَ عليها إنها الشرُّ كُلُّه

وشرُّ الذي فيها احتياج إلى الشرّ
++++++++++++++++++++++++++++++++
أما كانت الأزواج والأمُّ في النسا

فكيف بلا عقلٍ يكنَّ ولا برّ ؟
++++++++++++++++++++++++++++++++
معاذك لم تقصدْ سوى ذات مرأةٍ

أو أنّك أنت الفردُ في سرِّك الدهري
++++++++++++++++++++++++++++++++
سألتكَ صفحاً ما قصدْتُ بمنطقي

مروقاً أنا ابن البيت يا شارحَ الصَدر (122)
++++++++++++++++++++++++++++++++
يقول سواك القولَ قد أحتفي بهِ

ولكنّني المغرورُ إن قُلت والمُغري
++++++++++++++++++++++++++++++++
فقولك سيفٌ لا تُردُّ نصالُه

وهل سلَّ يوماً ذو الفقار ولمْ يبر ؟
++++++++++++++++++++++++++++++++
وما همّت الأسياف بل همَّ من نضا (123)

يُشرّف أو يُخزي السيوفَ أخو الشّهر (124)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وإنك ذاك المركزُ الجاذبُ الورى

فلا منك مهروبٌ ولا بِهمُ تزري (125)
++++++++++++++++++++++++++++++++
محبة هذا الناس عندكَ نبعُها

وعائدةٌ يوماً إلى نبعها الثَرّ (126)
++++++++++++++++++++++++++++++++


على دروب النهج



ولمْ لا وأنت "النهجُ" ساغ مواعداً

وساغ وعيداً ، في الخيار وفي القَسر
++++++++++++++++++++++++++++++++
إذا انداح طيبُ النهج فهو موائدٌ

غراب ، وسكبُ الراح في شعشع الدُرّ (127)
+++++++++++++++++++++++++++++++
وتحويمُ تيجانٍ ، ورقص صوالجٍ

وتطريبُ أبكارِ على أربُع خُضر (128)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وتكبير كبّارِ ورُجْعى خلائقٍ

إلى ربّها معفورةَ الرأس والصدر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وإن طنَّ سيف النهج أو رنَّ سهمُه

فكلُ سهام القولٍ رُدّت إلى النحر
++++++++++++++++++++++++++++++++
إخالُ الألى مدّوا إليك مدارجاً

لإدراك كنه الشعر أو بَجْدَةِ النثر (129)
++++++++++++++++++++++++++++++++
بظلِّ بروج النهج أهوتْ دراجُهُم

كإهواء بُرج الشرك في الأزمن الغُبر (130)
++++++++++++++++++++++++++++++++
كلامٌ كوجه السَعدِ طارف لفظِه

وتالدُه كالكنز في أمنعِ الجُزر (131)
++++++++++++++++++++++++++++++++
يُريك بلا حَصْرٍ عجيباً من الرؤى

ويُسمع فذَّ النغْم أيضاً بلا حصر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وتأخذُك الآيات بعضٌ على المدى

وبعضٌ إلى الفردوس فالعرش فالسدر (132)
++++++++++++++++++++++++++++++++
كأن بنى التركيب رفٌ بأجنحٍ

وضربٌ من الأرياح ترفُقُ بالسَّفر (133)
++++++++++++++++++++++++++++++++
يحار بها المأسورُ هل كان أسرُهُ

من النغمِ المسحور أم شدّة الأسر (134)
++++++++++++++++++++++++++++++++
مقاصير للنجوى بها تُحرمُ الرؤى

كما يُحرمُ العبّاد في هيكل السحر
++++++++++++++++++++++++++++++++
هو النهج معراجٌ جديدٌ إلى السما

بل "النهج" معراجٌ إلى قلبك العذري (135)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وما النهج والقرآن إلا تلازماً

وإن يكنِ القرآنُ أنأى عن الشعر (136)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وما عجبٌ فالعارفون توافقوا

على أنه ظِلُّ الألوهة في القدر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وفي النهج أشياءُ الأناجيل جملةً

وليس يحار المرءُ في الملهم السرّي
++++++++++++++++++++++++++++++++
بيانك لم ينهضْ لكشف بيانها

ولكنه النقاشُ يخلُدُ في الصخر
++++++++++++++++++++++++++++++++
بعينيْ أُفَدّي النهجَ إني ربيبُهُ

فوَجدٌ كلا وجدٍ ، ودُرٌ كلا دُرّ
++++++++++++++++++++++++++++++++
تتبّعته والله حتى رأيتني

مليكَ ملوك الفكر والكلمِ البِكر
++++++++++++++++++++++++++++++++
فأنت بقصر القول وحدَك ربُّهُ

وكلُّ ملوك القول من خدَم القصر
++++++++++++++++++++++++++++++++
116- الطوى : الجوع .
117- بُلَّغ : جمع بُلْغة ، وهي ما يكفي من العيش ولا يفضل ، والبُرّ : القمح .
118- حاج : جمع حاجة ، وفر : غنى .
119- العُقْر : عدم الإنجاب .
120- ربّات الحجال : النساء .
121 - الرَوْع : الحرب .
122- المروق من الدين : الخروج منه ببدعة أو ضلالة .
123- نضا السيف : استلّه من غمده .
124- الشَهْر : المصدر من شَهَرَ السيف أي رفعه استعداداً للضرب .
125- الورى : الخلق ، تزري : أزرى به ووضع من حقّه .
126- الثَرّ : الغزير المياه .
127- الراح : الخمر ، والتي يرتاح صاحبها إذا شربها .
128- تحويم : تحليق واستدارة .
129- بجدة الشيء : حقيقته .
130- الدراج : جمع الدرَج ، وهي مراتب بعضها فوق بعض كالسلّم ، الغُبْر : جمع أغبر ، وهو الذاهب والمنقضي .
131- الطارف : الجديد ، والتالد : القديم .
132- السدر : شجرة النبق ، وهوهنا سدرة المنتهى ، أي الشجرة التي على يمين العرش في معتقد المؤمنين .
133- السفر : المسافرون ، وهي حمع مسافر ، مثل صحب جمع صاحب .
134- شدة الأسر : قوة التعبير وبلاغته .
135- معراج : مصعد أو سلم .
... يتبع ...

صفوان بيضون 13-Jul-2010 03:57 PM

في محراب علي(الأخيرة)

على الصراط

وليّي وليُّ النهج .. دنياي بيتُهُ

وصحْبٌ له عالون في مُعْجِز السَفر

++++++++++++++++++++++++++++++++

أراني على بشرٍ إذا ضمّني لهُمُ

معادي .. وإلا فالجفونُ على عَبر (137)

++++++++++++++++++++++++++++++++

حسينُ أبو الأحرار سيّد رحلتي

خلال دهاريري المحملقَة الخُزر (138)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وفي النفس نُعمى أنني اليومَ داخلٌ

إلى حرم الأسياد والعترة الطُهر

++++++++++++++++++++++++++++++++

أجوز مجازَ النور حتى يقودني

إلى منبر التكوين علاّمةُ النَبر

++++++++++++++++++++++++++++++++

هنالك ملقاي الضمائر حُرّةً

هناك خلاصُ الروح من ليلها الغَمر (139)

++++++++++++++++++++++++++++++++

هنالك للزهراء عرشٌ مُؤَثَلٌ

وهنّا لها زُهرٌ يُجَلَّين بالفخر

++++++++++++++++++++++++++++++++

غوالٍ معانيهنَ يسبقنَ في العُلا

أساطيرَ أبطالٍ ، رجالَ حجىً خُطر (140)

++++++++++++++++++++++++++++++++

إذا هانت الأوطانُ قمنَ لنصرها

قيامَ سراة الجود والخُلُق النَدر (141)

++++++++++++++++++++++++++++++++

وإن ضِيمَ إسلامٌ كرَرْنَ إلى الوغى

ومَنْ خولةٌ ؟ من ؟ عند كابسة الزُرّ (142)

++++++++++++++++++++++++++++++++

تُفجِّرُ كلَّ الأرض صوناً لأرضها

وتخجلُ حتى الشمس من وهجها الذَرّي

+++++++++++++++++++++++++++++++

بهنَّ يزيد اللهُ حُسناً جنانَهُ

وفيهنَّ يلقى اليأسَ مُبتسمَ الثغر

++++++++++++++++++++++++++++++++


الشكر المقدّس


حببتُ علياً بل عَبَدْتُ صفاته

بلى ... تعبُدُ العطارَ قارورةُ العطر

++++++++++++++++++++++++++++++++

فيا سيّد النهج العظيم ترفَّقَنْ

بأحلاميَ السكرى ... وسبحانَ ذا السُكر

++++++++++++++++++++++++++++++++

( الشاعر خليل فرحات )
زحلة - لبنان - صيف 1989



137- المعاد : المرجع والمصير ، والعَبْر : الحزن وسيلان الدموع .
138- الخُزْر : جمع أخزر وخزراء ، من ضاقت عينه .
139- الغمر : الكثيف .
140- الحجى : العقل والفطنة .
141- سراة : جمع سريّ وهو صاحب المروءة في شرف أو سخاء في مروءة .
142- هي خولة بنت الأزور .



الساعة الآن »08:01 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc