في محراب علي(5)
فاتح أفكار
إمامَ الفتوحاتِ الكبارِ بلا ثرىً
وحابسَ أنفاسِ العباقرةِ الصُدْر (46)
++++++++++++++++++++++++++++++++
لديك شهودُ الحقِّ غرقى عيونُهم
بحُسنٍ سوى المنسابِ من عسل النهر (47)
++++++++++++++++++++++++++++++++
سوى الحورِ والولدانِ واللبنِ الذي
ترضّبه الأبرارُ في جنّة اليُسر (48)
++++++++++++++++++++++++++++++++
فنهجُكَ دنيا الحقِّ ، أيُّ مغفلٍ
يقولُ وعاها إنما ضاع في النّزْر (49)
++++++++++++++++++++++++++++++++
وكم قيلَ فردوسٌ لآمالِ عالمٍ
أجلُّ من الإنسانِ والسُّدُم الصُحْر (50)
++++++++++++++++++++++++++++++++
فيوضُ جمالاتٍ كأن العلا بها
تعالت عن المرويِّ في الكُتُبِ الزُهر
++++++++++++++++++++++++++++++++
محاسنُ فوق اللونِ والطعمِ والشذا
كأحلامِ بدّاعٍ تُراوِحُ في الحِجر (51)
++++++++++++++++++++++++++++++++
يخاف عليها الضوء صوناً لسرّها
وما كلُّ حُسْنِ السرِّ يحصلُ في الجهر
++++++++++++++++++++++++++++++++
إليها الطباقُ السبعُ حجَّ حجيجها
وإنّيَ في الأرضين حَجّي على الإثر
++++++++++++++++++++++++++++++++
ولما كتابُ الله أعجزَ قومَهُ
وأُغلِقَ لم يُفتحْ على الجِلَّةِ الكُبر (52)
++++++++++++++++++++++++++++++++
فتحتَ عليه البابَ فالضوءُ مُبهِرٌ
ولكنْ فتى الأضواءِ ما ضجَّ للبَهر
++++++++++++++++++++++++++++++++
فإنكما من قبلُ قد كنتما معاً
ومرَّ زمانٌ يعدُ أذَّنَ بالهَجر
++++++++++++++++++++++++++++++++
وعاد لقاءُ النيّرين بأحمدٍ
وعزَّ بك الإسلامُ كالشمس في الظُهر
++++++++++++++++++++++++++++++++
فمصحفُ ربِّ الناس قولٌ ، وفعلُهُ
إمامٌ ، ومن لم يدرِ ذلك فليدر
++++++++++++++++++++++++++++++++
مفتاح كل الأبواب
أرى الفقهَ كالإعصار ندَّ شكائماً (53)
ولما نهضتَ انصاعَ كالريِّضِ المُهر (54)
++++++++++++++++++++++++++++++++
أرى النحو في الديجور ضاعَت دروبُهُ
وقلتَ له ينحو فماسَ بلا خمر (55)
++++++++++++++++++++++++++++++++
كذلك كان الخطُّ خطواً بعتمةٍ
وأنت جعلتَ الخَطوَ في ضحوة الفجر
++++++++++++++++++++++++++++++++
كذا اللغة السمحاءُ عندك نضّرت
كما رقرق الإشعاعُ تبراً على تبر
++++++++++++++++++++++++++++++++
رفعتَ معانيها ، وشُدْتَ بروجها
وكم فرَّجَ الأبراجَ مفتاحُك السحري
++++++++++++++++++++++++++++++++
هو العالم المعلومُ لولاك ما نما
ولم يُفرَ مجهولٌ لو أنك لمْ تَفر
++++++++++++++++++++++++++++++++
46- الصُدْر : جمع الأصدر ، وهو الشديد الصدر العظيمة .
47- هو نهر العسل الذي في الجنة .
48- ترضَّب : رشف وامتص .
49- النزر : القليل .
50- الصُحْر : جمع أصحر ، وهو ما اغبر لونه في حمرة من الصحراء ، والسُدُم الصحر ، هي بقع في الكرة السماوية ضعيفة النور ، منهل ما هو تجمع غازات ، ومنها ما يضمُّ العديد من الكواكب .
51- الجحْر : العقل .
52- الجلَّة : جمع الجليل وهو السيد العظيم ، الكُبْر : الشرف والرفعة ، يقال هو كُبرهم أي أكبرهم في النسب ، ويستوي فيه الواحد والجمع والمذكر والمؤنث .
53- الشكائم : جمع شكيمة ، وهي الأنفة ، والشكيمة من اللجام هي حديدة معترضة في فم الفرس ، وندَّ شكائماً أي كان أنوفاً لا ينقاد .
54- الريَّض المُهر : المهر في مراحل ترويضه الأولى .
55- الديجور : الظلام الشديد .
... يتبع ...