منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان المنبر الحسيني لشعر أهل البيت (ع) (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=157)
-   -   ألف بيت في وليد البيت (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=19472)

منتظرة المهدي 31-Jul-2010 02:22 AM

ألف بيت في وليد البيت
 
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

ألف بيت في وليد البيت

للشاعر عادل الكاظمي

بسم الله الرحمن الرحيم

1- لا تعذلِ العيـنَ أن أرخـتْ عَزاليهـا فالشـوقُ سائقُـهـا والبَـيْـنُ مُجريـهـا
2-والهـمُّ يُسهدُهـا والطيـفُ يُسعـدُهـا والدمـعُ ينجـدُهـا والـوعـدُ يُغريـهـا
3- وللأمانـي بهـا فـي كــلِّ آونَــةٍ وحــيٌ يقرّبـنـي منـهـا ويُقصيـهـا
4- إنّي على العهـدِ مـا ناحـتْ مُطَوَّقَـةٌ تـبـثُّ للنـفـسِ أشجـانـاً فتُشجـيـهـا
5- وحدي بدائـيَ لا أشكـو إلـى أحـدٍ لعـلَّ صـبـريَ دون الـنـاسِ يُسليـهـا
6- إنّ الليـالـي عجيـبـاتٌ خلائقُـهـا ترمـي المحـبَّ بسهـمٍ مـن تجافيـهـا
7- يا ليتَ ذا السهمَ يوري قلـبَ عاذلتـي بـجـذوةٍ أو لـعـلَّ السـهـمَ يُصليـهـا
8- أقلّـبُ الـطـرفَ لا داراً أٌسائلـهـا ولا رسومـاً عسـى أشـكـو لعافيـهـا
9- أبيـتُ والليـلُ بالظلـمـاءِ ملتـحـفٌ والأرضُ بالثلـجِِ قـد غطّـت روابيـهـا
10- مثلَ السّليـمِِ ضجيـعَ الهـم ِّمفترشـاً جمـرَ الضلـوعِ فتكويـنـي وأكويـهـا
11- وقد يعـنُّ صـدى صمـتٍ فيحسبـهُ سمعـي سميـراً سعـى للنفـسِ يلهيـهـا
12- فاستفيـقُ علـى الأنفـاسِ لاهبُـهـا سـوطُ العـذابِ وذاك الصمـتُ يذكيـهـا
13- وتستهـلُّ مصونـاتٌ أضَـنُّ بـهـا لوقفـةٍ عـنـد مــن أهــواهُ أبديـهـا
14- حسرى فتعرف كم قاسيتُ مـن سَقَـمٍو بالـمـدامـعِِ حـسـبـي أن أحيّـيـهـا
15- لا يعرفُ الحبَّ من ذاقـت نواظـرُهُ طعـمَ المنـامِِ ومــا ذابــتْ مآقيـهـا
16- ومنْ يَرَ العشقَ في طرفٍ بـه حَـوَرٌ أوْ قـدِّ بــانٍ فـقـد أعـيـاهُ تشبيـهـا
17- فما لقيسٍ سـوى ليـلاهُ مـن شُغُـلٍ فـي كـلِّ شـيءٍ يـرى ليلـى فيبكيـهـا
18- ولا يُـلامُ أخـو عبـسٍ إذا برقـ تبيـضُ السيـوفِ بومْـضٍ مـن تجلّيـهـا
19- أنْ يوسـعَ السيـفَ لثمـاً أو يعانقََـهُ فإنمـا العشـقُ أنْ تفـنـى بـمـا فيـهـا
20- إني سلكـتُ دروبَ العشـقِ مُرديـةً والعشـقُ بالنفـسِ دون المـوتِ يلقيـهـا
21- وما شقيـتُ فلـي شـوقٌ يؤانسنـي في وحشـةِ الـدربِ أو ذكـرى أناجيهـا
22- برغمِِ مـا ذقـتُ مـن دهـرٍ أكابـدُهُ شتّـى الـصـروفِ وأسـقـام ٍأقاسيـهـا
23- ولي من الأمسِ أشجـانٌ تكـدِّر لـي سوانـحَ الصَّـفْـوِِ إنْ مــرّتْ بناديـهـا
24- والخالياتُ مـن الأيـامِ قـد رحلـتْ مـلأى الهمـومِِ وقــد أودتْ دواهيـهـا
25- لم يُبْقِِ لي الدهرُ في الأفراحِِ من وَطَرٍ حتـى كـأنّـي بــلا قـلـبٍ ألاقيـهـا
26- لا أرتجي الدهرَ يومـاً أن يُسالمنـي وآل أحـمــدَ بـــالأرزاء يرمـيـهـا
27- آلُ الرسول وهم أهـلُ الكِسـا وبه ـمباهـى الملائـكَ فـوق العـرشِ باريهـا
28- هم حيدرُ الطهرِ والزهـراءُ فاطمـةٌ والمجتـبـانِ مــن الدنـيـا لهـاديـهـا
29- ريحانتـا أحمـدٍ أبـنـاءُ زهـرتـهِ خيـرُ الـورى بعـدَهُ مَـنْ ذا يُدانيـهـا؟
30- من أنـزل اللهُ فـي القـرآن حبَّهـمُ فرضـاً علـى النـاسِ دانيهـا وقاصيهـا
31- مَنْ أذهبَ الرّجسَ عنهم ثـمَّ طهَّرهـ ممـن كــلِّ موبـقـةٍ لطـفـاً وتنزيـهـا
32- سادوا البريَّةَ في علـمٍ وفـي عمـلٍ سـلِ المكـارمَ مـن أزجـى غَواديـهـا؟
33- عِدْلُ الكتـابِ ولـولا سَيْـبُ نائلِهِ ـملـم يرعـوِ النـاسُ عـن غـيٍّ يُداجيهـا
34- الناطـقـونَ إذا آيـاتُـهُ صمـتَـتَ والراشـدونَ إلـى أقـصـى مَراميـهـا
35- قد خصَّهـا الله بالقـرآنِ إذ ورثـتْ أجـرَ الرسالـةِ عـن فـخـرٍ ليجزيـهـا
36- وهـم إلـى الله أبــوابٌ مفتَّـحـةٌ وبـابُ حِطّـةَ فــي أمــنٍ تُحاكيـهـا
37- فُلْكُ الأمانِ لأهل الأرضِ من غـرقٍت ـبـاركَ الله مُجـريـهـا ومُرسـيـهـا
38- لم ينـجُ كنعـانُ إذ آوى إلـى جبـلٍ وإنّمـا المـاءُ قـد غـطّـى رواسيـهـا
39- وقد نجا نوحُ بالفلـكِ التـي حملـت مـن كـلِّ زوجيـنِ واخُسْـراً لجافيـهـا
40- وهم نجاةُ الـورى مـن كـلِّ غائلـةٍ لـم تُبـقِ للـديـنِ والدنـيـا عَواديـهـا
41- وما نجا من لظى مـن كـان شانِئهـا ولا عـدتْ جنّـةٌٌ مـن كــان راجيـهـا
42- جزاهـمُ اللهُ أجـراً كـلَّ مَكْـرُمَـةٍ مَنْ ذا مِنَ الخلـقِ فـي فضـلٍ يُباريهـا؟
43- قـد باهـل الله نجـرانـاً بفضلـهـمُ إذ لم يكن فـي الـورى شـأواً يضاهيهـا
44- فاختار بين النسـاءِ الطهـرَ فاطمـةً والشبَّـريـنِ مــن الأبـنـا ثقفّـيـهـا
45- ونفسَـهُ حيـدراً أكــرمْ بحـيـدرةٍ فخـابَ نجـرانُ وانصـاعـتْ لداعيـهـا
46- وخيَّبَ الشركَ مـن بالبيـتِ مولـدُ هُو تـلـك أكـرومـةٌ سبـحـانَ موليـهـا
47- قد خصَّها اللهُ بالمولـى أبـي حسـنٍ دون الخـلائـقِ فـازدانـتْ براعـيـهـا
48- واستبشرَ البيـتُ إذ أمَّتـهُ فاطمـةٌ وداعــيَ اللهِ بالبـشـرى يوافـيـهـا
49- وافتـرَّ عـن آيـةٍ لـلآنَ ظاهـرةٍ هيهـاتَ مـا تلكـمُ الأستـارُ تخفيـهـا
50- تنبيـكَ أنَّ لأهـلِ البيـتِ مرتـبـةً فـوق المراتـبِ لا تُـرقـى مَراقيـهـا
51- ذي مريـمٌ حينمـا وافتـه خائفـةً إذ جاءهـا الطَّلْـقُ هـلا كـان يؤويهـا؟
52- هزّي إليك بجذعِ النَّخـلِ والتمسـي سَقْـطَ الثمـارِ بـذا أضحـى يناديـهـا
53- أما لعيسـى نبـيِّ اللهِ مـن خطـرٍ يسمـو بمريـمَ حيـث البيـتُ يحميهـا؟
54- جاءتـه فاطـمُ والبشـرى تلكلِّلهـا تاجـاً مـن الفخـرِ والدنـيـا تغنّيـهـا
55- تدعو الإلـهَ بقلـبٍ مؤمـنٍ لَهِـجٍ وخالـقُ الكـونِ سَمْـتَ البيـتِ يدنيهـا
56- فضمَّها البيـتُ والأمـلاكُ محدقـةٌ ترقَّـبُ الـوعـدَ إنَّ الـوعـدْ آتيـهـا
57- فشعَّ في الكعبـةِ الغـرّاءِ مُشْرِقٌهـا نــوراً لنـائـرةِ الطغـيـانِ يطفيـهـا
58- تفتَّقََ البيـتُ عـن وجـهٍ بطلعتـهِ يُغني عن الشمسِ فـي لطـفٍ يضاهيهـا
59- وأسفرَ الافقُ عـن شمـسٍ يجلّلُهـا وجـهُ الوصـيِّ وبـالأنـوارِ يَقريـهـا
60- بهيبةٍ تُطـرقُ الابصـارَ لا رَمَـداً وإنمـا الشـمـسُ لا تـبـدو لرائيـهـا
61- رأى الإلهَ فلم يسجـدْ إلـى صنـم وكيـف يسجـدُ مـن وافــى ليُفنيـهـا
62- من سبَّحَ اللهَ قبل الخلقِ في حُجُـبٍٍ مــع النـبـيِّ لِــذاتِ الله تنـزيـهـا
63- وقبـل آدمَ كـان النـورَ متّـحـداً بـنـورِ أحـمـدَ توحـيـداً لمُنشيـهـا
64- ترشَّح الخلقُ مـن نورَيْهمـا فبـدا مثـلَ الأظـلّـةِ والإمـكـانُ يحويـهـا
65- فالممكناتُ وقد جاءت علـى رُتَـبٍ مـن الكمـالِ ظِـلالُ النـورِ تحكيـهـا
66- تسترفدُ الفيضَ من إشـراقِ طلعتِـهِ ثـرّاً مـن اللطـفِ عـن فقـرٍ ليغنيهـا
67- تبـارك الله إذ أولـى أبـا حسـنٍ ذاتاً لهـا الوصـفُ لا يحـوي تناهيهـا
68- لا يُدرَكُ الوصفُ في ذاتٍ لها صورٌ شتّـى معالمُـهـا والغـيـبُ يطويـهـا
69- في كلِّ شيءٍ له سرٌّ سرى فغـدت مـن ملكِـهِ فهـو دون السـرِّ يُجليـهـا
70- هذا الوصيُّ وخيرُ النـاسِ قاطبـةً مـن بعـد أحمـدَ قـد وافـى ليهديهـا
71- فبارك المسجـدُ الأقصـى بمولـدِهِ الكعبـةَ الطـهـرَ إذ تـمَّـت معاليـهـا
72- وأقبلـتْ تحمـل التوحيـدَ فاطمـةٌ وأقـبـل المـجـدُ محـبـوراً يُهنّيـهـا
73- أمُّ الكرامِ وفرعُ الطيبِ مـن أسـدٍ وجـدُّهـا هـاشـمٌ بالـبـرِّ يُصفيـهـا
74- خيـرُ البنيـن لهـا طـه فتغمـره سَيْـبَ الحنـانِ بفضـلٍ مـن تفانيـهـا
75- إن قـال أمّـاهُ لبَّـتـهُ مُسـارِعَـةً وإنْ دعـتـهُ إلــى أمــرٍ يُلَبّـيـهـا
76- غذَّتهُ عطفاً بمـا جـادت خلائِقُهـا ولم يزل يرتـوي مـن عـذب صافيهـا
77- حتـى إذا حُمِّـلَ الهـادي أمانتـهُ وأُنـزلَ الوحـيُ بـالآيـاتِ، يُمليـهـا
78- جاءته دونَ نسـاءِ العالميـنَ وقـد شـاءَ الإلـهُ بفضـل السَّبـقِ يوليـهـا
79- تتلـو خديجـةَ إيمـانـاً وسابـقـةً دونَ النسـاءِ وهـذا الفـضـلُ يكفيـهـا
80- وهاجرتْ فـي سبيـلِ الله حاملـةً هـمَّ الرسـالـةِ إذ بـاتـت تُراعيـهـا
81- وحُمّلت في حصار الشِّعْبِ ما حملت مـن المكـارهِ فـي صـبـرٍ تقاسيـهـا
82- قاست كما زوجُهـا، فالله شاهدُهـا والصبـرُ رائدُهـا والـرشـدُ ساعيـهـا
83- هـذا أبـو طالـب حامـى بمنعتـه عـن النبـوّة فــي قــومٍ يُجاريـهـا
84- ومثله كان أهلُ الكهـف إذ نصـروا ديـن الإلــهِ وذا الفـرقـانُ يُبديـهـا
85- آووا إلى الكهفِ في صمتٍ وأمرهُ مُعــن الأنــام خـفـيٌّ لا يماريـهـا
86- إنّ الحصافةَ وضعُ الشيء موضعَـهُ ويُبلـغُ النفـسَ مـا شــاءت أمانيـهـا
87- تلكم قريشٌ ترى المختارَ من كثـبٍ يُبيـد مـا ســاءه منـهـا فيخزيـهـا
88- ظنّت بهاشم ظنَّ السّـوء فابتـدرت إلـى الرسـالـة بالـعـدوان ترميـهـا
89- ظنّـت بـأنَّ رسـولَ الله يسلبـهـا باسـم النبـوّة مجـداً فــي مغانيـهـا
90- فعاجلتـه بغـدرٍ لا قــرارَ لــه إلا بـهـاشـمَ أن تُـبــدي فتُفنـيـهـا
91- وجـاء دورُ أبـي الكـرّار مُستلبـاً مـا كـان يُقلقهـا أو كــان يُغريـهـا
92- فأضمر الديـنَ كـي يحمـي بقيَّتـه في كـلِّ نائبـةٍ ـ مـن بـأس شانيهـا
93- إنّ السياسـةَ إن أبـدت قوادمَـهـا للناظريـن فـقـد أخـفـت خَوافيـهـا
94- ما ساد بالمال فـي قـومٍ مبادؤهـم قامـت عليـه ومـا جـازت مَباديـهـا
95- وإنمـا سـاد بالأخـلاقِ فانبجسـت عيـنُ النباهـةِ فـي حـلـمٍ يُداريـهـا
96- وساس منها نفوسـاً لا شفـاءَ لهـا عـلّ الزمـان مــن الأدواءِ يَشفيـهـا
97- رعى النبـيَّ ولـم يُسلمْـهُ منفـرداً للضّاريـاتِ ولـنْ يخـشـى تحدّيـهـا
98- حامى وراعى وما لانـت عزيمتُـهُ ما كـان بالكفـر بـل بالرشـد يُمضيهـا
99- لِمْ لا يُعينُ علـى المختـار متَّخـذاً درب السّلامـةِ مــن ذا لا يُرجّيـهـا؟
100- أودى بـه الهـمُّ والأيـام عابسـة في وجهـهِ السّمْـحِ مـا أنكـى لياليهـا!




يتبع

زاهر المعموري 01-Aug-2010 04:39 AM

اللهُم صل ِ على سيدنا محمد وعلى أله الطيبين الطاهرين,,
نعم قصيدة رائعة كنت قد قرأتها سابقاً الشاعر هنا على اماأعتقد
رد على قصيدة من شعراء مصر لايحضرني أسمه لعمر أبن الخطاب
يمكن أحمد شوقي على ما اظن ..لآن أحمد شوقي كان يمدح في قصائده
بني أمية وغيرهم من الملعونين فهو لعين مثلهُم,,
تحيتي لكم وبارك الله فيكم على هذا الطرح
أخوكم زاهر

منتظرة المهدي 01-Aug-2010 07:29 PM

101- ربَّ اللئامُ تناهَـت نَيْـــــــــــــلُ غايتهم = من النبيّ بمكــــــــــرٍ من طَــــــواغيها

102- حتى تقادَمَ عامُ الحـــــــزن مذ غربت = شمسُ الشـــموس وكان الخلدُ ناعيها

103- جاءت برعناءَ شــــــــوهاءٍ مكـــدَّرةٍ = وَقودها الجهـــــــــلُ والأضغانُ توريها

104- في أنّه مات في شـــــــركٍ وفي عَمَهٍ = وأنه النارَ يومَ الحشــــــــــــــر صاليها

105- لو كان والــــــــدَ عمرٍو أو معـــاويةٍ = لكـــان أوّلهـــــــا دينـــــــاً وتأليهـــــا

106- لكنّه والدُ الفــــــــــــردِ الذي نسـجت = له السمــــــــــاءُ ثياباً من دَراريهــــــا

107- من اسمهُ شقَّ من إسم العليّ فمــــا = فضــــــــــــــيلةٌ في الورى إلا ويُنسيها

108- لم يُبقِ للإنس من فضــــلٍ ومنقبــــةٍ = إلا وزاد عليهـــــــــــــا ما يُمَحّيهــــــــا

109- لجْ بحــــــرَهُ تجد الدنيـــــا وما وهبت = بجودهِ لا بما جـــــــــادت ســــــــواقيها

110- وما الأنامُ ســوى إحدى صنائعهِ = وإن تجاهلَ ذو لؤمٍ أياديهــــــــا

111- عادت علياً وشاءت أن تضارعَــــــهُ = بالمكرماتِ فما اســــطاعت لتحصيهــا

112- فهو المكارمُ في ذاتٍ وفي صفـــــــةٍ = وهي المآثم خافيهـــــــــا وباديهــــــــــا

113- رامته شخصــــــــاً فلم تظفر بشـانئةٍ = حتى رمته بإفــــــــكٍ من تجنّيهـــــــــــا

114- ماذا يضير شعاعَ الشمس إن عَميت = عنـه العـــــــيونُ وماذا كان يُجديهــــا؟

115- إن النفوسَ التي تُطــوى على دَغَــلٍ = هيهات نور الهــــــدى يومـاً يؤاتيهـــــا


116- ما أنكــــــــــرت منه إلا كلّ مأثــــرةٍ = تُنمى إليه وفضـــــــــلُ الله يُنميهـــــــــا

117- لو حاز هذا الـــورى منه بمكرمـــةٍ = ما عذّب الله يومَ الوعــــــدِ جانيهــــــــا

118- من حبّهُ جُنّةٌ في الحشرِ من سُعُـــرٍ = نزّاعةٍ للشَّوى في قعــــــــر واديهــــــا

119- من وحّد الله والاقـــــــوامُ عاكفـــةً = كلٌّ إلى وثنٍ بالـــذلّ يُخزيهـــــــــــا

120- ربّاه طــــــــــه وغــــــذّتهُ أناملُــــه = صفواً من الدِرِّ ممّـــــــا فاض طاميهــا

121- يشَمُّه عَرْفَه ُيغـــــــــذوهُ ســـــؤدَدَهُ = وحِجْرُهُ المَهْـــــــدُ آمـــــــــالاً يربّيهــــا

122- يحنو عليه وبالأخــلاق يرفِـــــــــدُهُ = وفي حِــــــــراءِ دروسَ الوحي يُلقيهـــا

123- وكان يسمع صــوتَ الوحي حيدرةٌ = يتلوا من الذكر آيــــــــاتٍ وينشـــــــيها

124- رأى الرسالةَ رأْيَ العــينِ مُخْضِلَةً = لَفْحَ الهجيرِ بنشـــــــرٍ من غواليهــــــا

125- مُدَّت إليه يدُ التوحــيدِ حاملــــــــــةً = عهدَ الإمامة عن سَــــــــبْقٍ لتُمضيهـــا

126- فأنذر المصطفى يومـــاً عشــــيرتَهُ = وكان لــلدين والدنيـــــــــــا يُرجّيهـــــا
127- وقال: يا قومُ من منكـــم يُناصـرني = على الخطـــوب إذا هبّت ســـــوافيها؟

128- إني لأرجو أخـــــاً منكــــم يؤازرني = وللخلافة من بعــــــدي ســــيحميهــــا

129- فقام أصغرهم ســــــنّاً وأوثبهــــــم = للتضـــــحيات إذا نــــــادى مناديهـــــــا

130- وقال: إني لها والقوم شـــــاخصـةً = منها العيــــــونُ وكان الأمــــــرُ يَعنيها

131- وقد أعــــــاد ثلاثاً قولَــــــــهُ وكفى = بهنّ عـــــدلاً رســــــولُ الله يجريهـــــا

132- جزّاه خيراً عن الاســـــلام ممتدحاً = ولم يشأ هكــــذا بالأمـــــــر ينبيهـــــــا

133- حتى أقام عليهم حجّـــــةً بلغـــــــت = غور القلوبِ وقد ألقــــت مراســـــيها

134- ناداه أنت أخي من بينهــــــم وكفى = خلافةَ الله من بعـــدي ســـتكفيهــــــــا

135- محلّ هارونَ من مــوسى تُسيّرهم = على الطريقةِ تســـقيهم غــــواديهـــــا

136- فصار أعظمَ من في الأرض منزلةً = بعد النبيِّ وكــــان الله مـــــــــــــؤتيها

137- وفـــرّق الجمعُ والأمواج متعبة = ألقى بها اليمُّ وانزاحـــــــــــت دياجيها


138- وعاد حيدرُ جــــــــــذلاناً بما وهبت = له الرسالة من نُعــــــمى تســــاميهـا

139- يقي النبيَّ بروحٍ غيـــــــــر مكترثٍ = بالقارعات وما تُلقي غواشـــــيهـــــــا

140- وكان كالظلِّ يحـــــــــذو حذو سيّدهِ = والنفس بالمـــــوت مقــــــداماً يمنّيهـا

141- ومن غدا الموتُ دون الحقّ مُنيتَهُ = هانت عليه من الدنيــــــــــــا مآسـيها

142- رأى قريشاً وقـد كـادت مكائِـــــدُهـا = تـودي النبـيَّ ومـن بالعطـفِ يوليـهــا

143- فقدّم النفـسَ قربــــــانـاً وبـات علـى = فـراشِ أحمـدَ كــي تلـقـى أمانيـهـــــا

144- ويسلمُ الدينُ من غـــــدرٍ بـه عُرفـت = تلـك النفـوسُ وقـد سـادتْ بـه تيـهـــا

145- ترقَّبوا الفجرَ أنْ يأتي بمـا رغبــــوا = فيستـريـحَ مــن الاســلامِ طاغيـهــــا

146- فأصبحـت وإذا الإسـلامُ مُمتشِـــــقـاً = عَضْبـاً مـن الخـزي والاذلالِ يَسقيـهــا
147- وأيقنتْ أنَّ هـذا السيـفَ صـــــاعقـةٌ = مـن السـمـاءِ وقــد حـلَّـت بناديـهـــــا
148- وكيف لا وعلـيٌّ مـن بــــــــــه قُرِنَـت = معنـى البطولةِ حيـنَ البـأسُ يُنضيـهـا
149- يدعو إلى الموتِ من يدنو لصـارمِـهِ = فـلاذ بالصمـتِ خـوفَ البـأسِ عاتيـهـا
150- ويمكـرون ولمّـا يعلمـــــــــوا سَفَـهـاً = أنَّ الإلــه بسِـنْـخِ الفـعـلِ يَجزيـهــــــا
151- وآبَ بالجمـع ذلُّ الدهـرِ يَســــــقيَـهـمْ = كـأسَ الهـوانِ فـيـا بُـعـداً لحاســـيـهـا

152- وسار بالرَّكْبِ يطوي البيـدَ منفـــــرداً = يقـي الفواطـمَ مـن هــولٍ ويحميـهـا

153- مهاجـراً وعيـونُ القــــــــــومِ ترمُـقُـهُ = كـأنَّـهُ الـمـوتُ إذ يـنـأى يُقَصّـــــيـهـا

154- فأثلـجَ الله قلـبَ المصــــــــطفـى بفتـىً = يطـوي المـلاحـمَ ضحّـاكـاً ليُبكيـهــا

155- الموردِ البيضَ في سوحِ الوغى مُهَجاً = والمطعـمِ الـمـوتَ أرواحـاً يُناويـهـا

156- إذ سلَّـهُ اللهُ ســـــــــيفـاً ليـس تغـمـده = إلا الرقـابُ إذا مــا فــاضَ جاريـهــا

157- راض الصناديدَ والشـــجعانَ صارمُـهُ = علـى الـفـرارِ إذا استبـكـى تراقيـهـا

158- وهو المـــــلاذُ إذا مـا الأمـنُ مُسْتَلَـبٌ = والأرضُ بالجورِ قد ضاقت بمن فيها

159- سائلْ ببـدرٍ غـداةَ الشــــــــركُ غيهبُـهُ = يُزجي الكتائبَ من أفنـى ضواريهـا؟

160- جاءتْ وقد أيقنت بالنصــــــرِ يخدعُهـا = طـيـفٌ ألــمَّ بلـيـلٍ مــن أمانيـهــــــا

161- يقودها الغيُّ والكفــــــرُ الـذي مُزِجَـت = به النفوسُ وحادي الحقدِ حاديهـــا

162- فأصبحـتْ وإذا الأحـلامُ ينسَــــــــخُهـا = سـيـفٌ لطائـشـةِ الأحــلامِ يُرديـهـا

163- أردى الوليـدَ وأردى شَيْبَـةً فغــــــــدا = مـن بعـدِ عُتبـةَ يُـردي مـن يواليهـا

164- يدور بالصِّيد حتـى ظـنَّ أبصـــــــرُهُـمْ = بــأنَّ ألــفَ عـلـيٍّ حــــــــــلَّ واديـهـا

165- حتى رأوا منه مـا لـو أنَّ أبعــــــدَهُـمْ = رامَ الـفـرارَ لـنـالَ الفـخــــرَ دانيـهـا

166- تلكـم قـريـشٌ تمنَّـتْـهُ لتقتـلَــهُ = فخيَّـبَ المـوتُ فــي بــدرٍ تضنِّيـهـــــا

167- في طاعةِ الســـيفِ قد آلـى لَيوردَهُـمْ = عُقبـى الغـرورِ جحيـمـاً ذُلَّ صاليـهـا

168- وقـد أحـال ببـدرٍ ماءَهـا سُــــــــــعُـراً = فـي قلـبِ هنـدٍ وقـد آلــتْ لَتطفيـهـــــا


169- حتى أعدَّتْ لأحْدٍ كلَّ مـا ادَّخــــــــرت = مـن الضغـونِ وما نالت بوحشـيـهـا

170- مـا ترتجيـهِ فهـذا حيـدرٌ أجَـــــــــــــلٌ = مـا زالَ يخـطـفُ أرواحــاً لأهليـهـــا

171- ظنّتْ بحمـزةَ تستشفـي ضغــــــائنَهـا = هيهـاتَ هيهـاتَ مـا الأكـبـادُ تَشفيـهـا

172- عادت وسيفُ عليٍّ صـــــار يوقرُهـا = عِــبْءَ الغـمـومِ كـأحـدٍ أو يُدانيـهــــا

173- وعاد حيـدرُ والدنيــــــــــا علـى أمـلٍ = تُلقـي القِـيـادَ لــه طـوعـاً ليُنجيـهــــا

174- وجلجلتْ لفظـةُ التوحيــــــــدُ وانقلبـت = ريـحُ السَّـمـومِ إلــى رَوْحٍ يُغاديـهـا

175- ولفحةُ الهوجِ عــــادت نفحـةً عَبقـت = منهـا الجنـانُ أريجـاً نَـشْـرَ غاليـهـا

176- وقد تلاقـتْ علـى شـوقٍ يؤرّقُهـــــــــا = طـولُ الفِـراقٍ وقــد مـلّـتْ تَجافيـهـا

177- مفاخـــــرٌ ظلّـتْ الأيــامُ تَرقَبُـهــــــــــا = فصافـحـتْ بالهـنـا كـفّـاً تُجلّـيـهــــــا

178- كفّـاً تجلَّـتْ بهـا للحـقِّ ســـــــــــطوتُـهُ = وأيُّ كــفٍّ بـمـا نـالـتْ تُكافـيـهــــا؟

179- وأيقن الحـقُّ أنْ لا شـيءَ يُسْــــلِمُـهُ = للمُـرديـاتِ وقــد أقْــوَتْ بمُرديـهـــا

180- الواهبِ الحتفَ قلبَ الموتِ من فَرَقٍ = والناهبِ الرَّوْعَ من قومٍ يُراعيهــا

181- والمنقذِ الديـنَ مـن عـــــــادٍ وعاديَـةٍ = سـوداءَ يَعـجـلُ بــالأرواحِ داجيـهـا

182- والكاشفِ الكربَ والغمّـــــاءَ ، هِمَّتُـهُ = غـوثٌ لنـارِ غلـيـلِ الـحـقِّ يُطفيـهــا

183- والمرتقي الصّعبَ لا تمتــــــازُ ميْمَنـةٌ = عـن أختِهـا مُبعِـداً بالموتِ دانيـهـا

184- لم أنسَ يوماً به الأبصارُ خاشــعةً = وللمنـيّـةِ يـدعـوهـا منـــــــــاديـهـــا

185- عمرو بن ودٍّ وما أدراكَ صــولتُهُ = وَقودُهـا النـاسُ لا يخبـــــو تلظّيـهـــا

186- يقلّبُ الصفَّ مثلَ الكفِّ ليس لــــه = غيـرُ الكريهـةِ مـرتـــــــاداً نواديـهـــا

187- صاح النبيُّ وملءُ البيد صيحتــــه = مَـنْ منكـمُ جنــــةً بالنفـس يشريهـــا؟

188- هل من نصيرٍ يحامي عن عقيدتهِ = والناسُ في صَمَمٍ عـن قـولِ ناعيهـــا

189- فما استجاب له إلا أبـو حســــــنٍ = وهـو القضـاءُ وللاقـــدار مزجيهـــا

190- لاقى ابنَ ودٍّ غداةَ الغُلْبُ يقعدهـا = هَـْولُ اللقــــــــاءِ إذا هـمّـت ويُثنيـهــا

191- بعزمةٍ ما وَنَتْ عن نَيْـلِ بُغتيهــــا = من الرقـابِ إذا مـا الشـركُ يعليهـــــا

192- في ساعةٍ برز الايمانُ منتضيـــاً = علـى الضلالـةِ سيفـاً ثـلَّ راســـــيهـا

193- سقاهُ من كأسهِ في ضربةٍ جمعت = غُـرَّ المناقـبِ إنْ عُـدَّتْ معاليـهــــــا

194- بضربةٍ هدَّمت ركنَ الضلالِ كمــا = شادت صروحَ الهدى أنعِـمْ بماضيهـا

195- بضربةٍ تُثقل الميزانَ لو وُزِنــــت = بها عبـادةُ مـن فـي الخلـق تكفيهـــــا

196- وِتْرٌ وقد شُفِعَتْ في خيبــــــرٍ فغــــدت = من نحرِ مرحـبَ للأعقـاب تُدميها

197- في موقفٍ مُدَّتْ الأعناقُ راصـــــــدةً = مـن الرسـولِ نــداءً ليـس يَعنيهـــا

198- لرايتي في غــــدٍ ليثٌ إذا خمــــــــدت = نـارُ الهيـاج فمنـهُ البـأسُ يوريهـــا

199- كـــــلٌّ تمنّى ولكــنْ لا ســـــبيـلَ الـى = نيلِِ الأمانـي إذا مـا الوهـمُ يُنشيهـا

200- ولم يكن كفـــــؤها الا أبـو حســــــنٍ = لكـنَّ فـي العـيـنِ أدواءً يُعانيـهــــا

خادمة المرتضى 01-Aug-2010 08:18 PM

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين

تبـارك الله إذ أولـى أبـا حسـنٍ ذاتاً لهـا الوصـفُ لا يحـوي تناهيهـا
لا يُدرَكُ الوصفُ في ذاتٍ لها صورٌ شتّـى معالمُـهـا والغـيـبُ يطويـهـا
في كلِّ شيءٍ له سرٌّ سرى فغـدت مـن ملكِـهِ فهـو دون السـرِّ يُجليـهـا
هذا الوصيُّ وخيرُ النـاسِ قاطبـةً مـن بعـد أحمـدَ قـد وافـى ليهديهـا

أبيات جميلة جداً بارك الله فيك.. اجركِ على المولى ابا الحسن صلوات الله عيه وسلامه

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسألكم الدعاء

منتظرة المهدي 07-Aug-2010 04:01 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


201- فمـدَّ طـه بكفـيّـهِ لــهُ فَـيَـدٌ=فيـهـا دواءٌ لعـيـنِ الـديـن يشفيـهـا
202- وفـي يـدٍ رايـةٌ للفتـحِ أودعهـا=عنـد الضَّنيـنِ بهـا بالنـفـس يُفديـهـا
203- في وقعةٍ كان لولا حيدرٌ رجحـتْ=كـفُّ اليهـودِ عـلـى كــفٍّ تُقاويـهـا
204- أبادَها حيـث لا حصـنٌ بمنجدِهِـم=ولا الـدروعُ مــن الآجــالِ تُنجيـهـا
205- ولـو تدرَّعَـتِ الأجبـالَ زلزلهـا=بــأسٌ مــن الله لا يُبـقـي بَواقيـهـا
206- بأسٌ كـأنَّ المنايـا وهـي مُجدبـةٌ=بالسـائـلاتِ مــن الأرواحِ يَسقـيـهـا
207- تعاهدا هـو والصمصـام أنْ يهبـا=عـزَّ الحيـاةِ لمـن بالـرشـدِ يُحييـهـا
208- في كـفِّ أروعَ لا تنبـو ضريبتُـهُ=عنـد الـنِّـزالِ ولا تـعـدو مَراميـهـا
209- سلوا هـوازنَ إذ سـارت كتائبُهـا=تبغـي حُنينـاً عسـى تلـقـى أمانيـهـا
210- من ساقَ جَروَلَها للموتِ؟ غيرُ فتـىً=لو ناجـزَ العُـرْبَ حيـن البـأسِ يُفنيهـا
211- من جدَّل العاصَ في الهيجا وحنضلةً=نجـلَ الطليـقِ غـداةَ الـغـيّ يغريـهـا
212- من رام خالَ أبي حفصٍ فخلَّفـهُ ال=مـوتُ الوَحـيُّ ضغونـاً خـامَ داجيـهـا
213- حتى أبو حفصَ لـم تسلـمْ طويّتُـهُ=وجـمـرةُ الـثـأرِ لا تخـبـو فتُذكيـهـا
214- وآمـن النـاسُ والمختـارُ يُخبـرُهُ=وحـيُ السمـاءِ بمـا تُخـفـي ليُنبيـهـا
215- ولـم يـدعْ موقفـاً الا وذكَّـرهـم=بفضـلِ مـن كـان مشـكـاةً لساريـهـا
216- وفي تبوكٍ غـداةَ الـرومُ جحفلُهـا=بحـرٌ تلهَّـبُ مــن بــأسِ عواليـهـا
217- تريـد إطفـاءَ نـورِ الله فانكشفـت=بـذلـك الـنـورِ أســرارٌ لواعـيـهـا
218- إذ خلَّفَ المصطفى من أهلهِ بطـلاً=عـلـى المديـنـةِ يرعـاهـا ويحميـهـا
219- فتىً كهارونَ مـن موسـى وعُدَّتُـهٌ=إلا النـبـوّة مــا يُـزهـي ترجّـيـهـا
220- والمرجفونَ أرادوا طمـسَ منقبـةٍ=قـد شـاء ربّ السمـا كالشمـس يُبديهـا
221- بيضاءَ يفزع منهـا الليـلُ منهزمـاً=بـلا قـتـالٍ ولـكـنْ مــن تساميـهـا
222- أولاهُ أحمـدُ مـا لـو أنَّ مكرُمَـةً=أومتْ إلـى الأرض لاخضـرّتْ مَواميهـا
223- أفضى إليـه بأسـرارٍ تنـوءُ بهـا=شـمُّ الرِّعـانِ كطـيِّ الطـرسِ يطويهـا
224- وسدَّ في المسجدِ الأبوابَ أجمعَهـا=وبـابُ حيـدرَ ـ حـدَّ الفخـرِ ـ يُبقيهـا
225- يوحي إليهم بـأنَّ البيـتَ مسجـدُهُ=وأنـهُ مــن فِـئـامِ الـنـاسِ زاكيـهـا
226- وأنّـه مسجـدٌ حـيٌّ تضيـق بـه=دنيـا الوجـودِ فـقـد وافــى ينقّيـهـا
227- رمـزُ السمـاءِ محـالٌ أن يدنّسَـهُ=مـا يعتـري النـاسَ تطهيـراً وتنزيـهـا
228- ما كان ذلك من وحي الهوى مقـةً=وإنـمــا حـكـمــةَ للهِ يُمـضـيـهـا
229- آلتْ عليه بـأنْ يُدنـي أبـا حسـنٍ=حـتـى يُمـيِّـزَ قالـيـهـا وغالـيـهـا
230- عن عصبـةٍ آمنـت باللهِ واتَّبعـت=هـذا الوصـيَّ فضجَّـتْ مـن مآسيـهـا
231- وأعظمُ الخطبِ عندي أنَّ كافـرةً=بأنعُـمِ اللهِ شمـسَ اللـطـفِ تَنفيـهـا
232- عن منزلٍ هي لولاهُ لمـا وردت=صَفْـوَ الحيـاةِ وقـد راقـت لساقيهـا
233- وفاتها من رجوعِ الشمس منقبـةٌ=فـي كـلِّ يـومٍ لهـا أفــقٌ يُبيّيـهـا
234- رُدَّتْ إليه وما رُدَّتْ إلـى أحـدٍ=إلا ليـوشـعَ إجـــلالاً لداعـيـهـا
235- وتلكـمُ آيـةٌ للحـقِّ محكـمـةٌ=جليّـةٌ والخـصـومُ الـلـدُّ ترويـهـا
236- كآيـةِ الطائـرِ المشـويِّ بالغـةً=تُغنـي وإنْ سَمَـدت عنـهـا أعاديـهـا
237- موتوا بغيضٍ وإلا فاهلكوا حسـداً=إذ ليس يكسفُ وجـهَ الشمـس هاجيهـا
238- هذي أميةُ هـل نالـت منابرُهـا=بالنَّيْـلِ مـن حيـدرٍ إحـدى أمانيـهـا؟
239- أم انها غـودرت أدراجَ سافيـةٍ=بسُبَّـةٍ لـم تـزل فيـكـم مخازيـهـا
240- ماذا نقِمتم؟ سوى ثأرٍ يصيح بكـممـن آل مـروانَ لا عــادت لياليـهـا
241- ذرهمْ يقولوا كما يحلو لهم سَفَهـاً=ليـس المقـالُ عـن الأفعـال يغنيـهـا
242- لو كان يغني لأغنت كلَّ سامعـةٍ=(ذاتُ السلاسلِ) فـي ذكـرى مغازيهـا
243- يوماً أبو بكـر للرايـاتِ يقدمهـا=ولـم يكـن للوغـى عهـداً بمعطيـهـا
244- يطوي الفِجاجَ إلى حربٍ وشاغلُهُ=كيـف النـجـاةُ إذا دارت دواهيـهـا؟
245- فعاد والخُسْـرُ يحـدوهُ وسائقُـهُ=حـبُّ السـلامـةِ تُغـريـه ويُغريـهـا
246- فأرسل المصطفى من بعده عمراً=لعـلَّ بالنصـرِ بعـد الخُسْـرِ يأتيـهـا
247- وكان يعلم مـا يأتـي بـه عمـرٌ=لـكــنَّ لله أحـكـامـاً سيُجـريـهـا
248- ولا يُـلامُ أخـو تَيْـمٍ وصاحبُـهُ=علـى الفـرار فحمـلُ السيـف يُعييهـا
249- إنَّ السيـوفَ مصونـاتٌ بكفِّهِمـا=عـن التبـرُّجِ إنّ الـحـربَ تؤذيـهـا
250- وفـي التبـرّجِ آيـاتٌ منـزَّلَـةٌ=حاشـا لأمثالهـا الشيـطـانُ يُنسيـهـا
251- لذاك عاد أبـو حفـصٍ بجحفلِـهِ=إلـى الـرسـول بـأهـوالٍ يُقاسيـهـا
252- فأرتقَ الفَتْـقَ أن نـادى بحيـدرةٍ=وهـو المغيـثُ إذا نــادى مناديـهـا
253- أنْ يا علـيُّ أعِـدْ للديـنِ هيبتَـهُ=فمـن سِـواك لهـا إنْ غُـمَّ زاهيـهـا؟
254- فقام حيدرُ وهو الليـثُ منتفضـاً=بهمّـةٍ تُفـزعُ الدنـيـا ومــن فيـهـا
255- وعاد بالنصرِ جَذلاناً وقد نزلـت=(والعاديـاتُ) فيـا بـشـرى لتاليـهـا
256- وبشَّرتْ أحمـداً بالفتـحِ مُدركـةً=بــه الرسـالـةُ آمــالاً ترجّـيـهـا
257- وأيقن الشركُ أنْ لا عيشَ في دعةٍ=ما دام سيفُ الهـدى بالشّهـبِ يرميهـا
258- وفـي بـراءةِ إيـذانٌ بمهلـكِـهِ=وظُــنَّ أنَّ أبــا بـكـرٍ سيُمضيـهـا
259- فسار بالناسِ علَّ الحـظَّ يُسعفُـهُ=وبالـبـراءةِ للطّـاغـيـنَ يُخـزيـهـا
260- لكنَّما الوحيُ قد وافـى بناسخـةٍ=مـن الإلـهِ لـهـذا قــال هاديـهـا
261- أنْ لا يبلّغهـا إلا أنــا وفـتـىً=مـنّـي فحـيـدرةٌ عـنّـي يـؤدّيـهـا
262- كان النبـيُّ علـى علـمٍ فغايتُـهُ=للمسلميـنَ طريـقَ الـحـقِّ يهديـهـا
263- بأنَّ من بعـدهِ لا كـفءَ يخلفـهُ=إلا عـلـيٌّ وفــي خــمٍّ سيُنبيـهـا
264- يـومَ الغديـرِ وحسبـي فيـه منقبـةً=شـابَ الزمـانُ ومـا شـابـت نَواصيـهـا
265- لمْ ينجبِ الدّهرُ صِنـواً فـي شمائِلِـهِ=يُحيـي النفـوسَ وكـأسَ الحـقِّ يَسقيـهـا
266- يستلُّـهُ الحـقُّ سيفـاً دون وطـأتِـهِ=مـحـقُ الضـلالـةِ إنْ هـبَّـتْ سَوافيـهـا
267- يوماً دعا فيـه طاهـا النـاسَ قاطبـةً=وماجـتْ الأرضُ مــن أمــرٍ يوافيـهـا
268- أمــرٌ مــن الله قـرآنـاً تنـزَّلَـهُ=والـوحـيُ مستبـشـرٌ لــلآي تالـيـهـا
269- يـا أيّهـا المصطفـى بلِّـغْ بمُحْكَمـةٍ=وإنْ أبَـيْـتَ فـمـا صـدّقـتَ موحـيـهـا
270- بَلِّـغْ كفـاكَ إلـهُ العـرشِ شِرْذِمَـةً=عَـوْدُ الجهـالـةِ مــن أغـلـى أمانيـهـا
271- واللهُ يعصِمُ مـن قـومٍ رَضَـوا بَـدَلاً=عــن الكـتـابِ بِـغَــيٍّ لا يُجافـيـهـا
272- فقـامَ أحمـدُ يتلـو قــولَ بـارئِـهِ=لـو كـان ينفعُـهـا مــا قــال باريـهـا
273- يعلـو علـى منبـرٍ يرقـاهُ حـيـدرةٌ=والبيـدُ بالنّـاسِ قــد غُـصَّـتْ فيافيـهـا
274- يا أيّها الناسُ إنّـي قـد دُعيـتُ إلـى=ضـيـافـةِ الله مـــن ذا لا يُلـبّـيـهـا؟
275- ألستُ أولـى بكـمْ منكـمْ بانفسكـم؟=قالـوا: بلـى والــذي أصـفـاك نفديـهـا
276- وقال ما قال من وعـظٍ ومـن عِبَـرٍٍ=فـي خطبـةٍ يأخـذُ الأسمـاعَ مـا فيـهـا
277- وردَّدَ القولَ فـي أمـرٍ بـه افتُتِنَـتْ=مرضـى النفـوسِ فخابـتْ فـي مساعيهـا
278- واستبشـرتْ أنـفـسٌ بالله مؤمـنـةٌ=وحصحـصَ الحـقُّ لمـا قــال هاديـهـا
279- من كنتُ مولاهُ فالمولـى أبـو حسـنٍ=بعـدي عليـكـم بــلا فـصـلٍ أُوليـهـا
280- خلافـةُ اللهِ عهـدٌ لا يجـوزُ عـلـى=مـن كـان ظـالـمَ أنْ يـرقـى مَراقيـهـا
281- عهـدٌ مـن الله لا نفسـي تُراودنـي=ولا اتّـبـاعُ الـهـوى يـومـاً بمغريـهـا
282- فبـايـعَ الـنّـاسُ آلافــاً مؤلّـفَـةً=تــزفُّ للمرتـضـى أسـمـى تهانـيـهـا
283- فمـدَّ للعهـدِ كفّـاً طالمـا زَهـقـتْ=بـهـا نـفـوسٌ إلــى قــومٍ ليُحييـهـا
284- كفٌّ سوى الجودِ والصمصامِ ما عرِفَتْ=حياطـةُ الدّيـنِ مــن إحــدى أياديـهـا
285- وأكمـلَ اللهُ فـي ذا اليـومِ شِرْعَتَـهُ=وأتـمـمَ النّعـمـةَ الكـبـرى بمَهـديـهـا
286- و(اليومَ أكملتُ...) لمّا بايعوا دحضت=دعـوى المُريـبِ إذا مـا الزيـغُ يوحيـهـا
287- وإنَّ من بعدهـا حـقَّ العـذابُ علـى=مـن سوَّلـتْ نفـسُـهُ بـالإفْـكِ يرميـهـا
288- إن كان جهـراً وإن سـراً سواسيـةٌ=إنَّ الـعــذابَ عـــذابَ الله آتـيـهــا
289- جاء ابن نَضْرٍ الـى المختـار يسألُـهُ=إن كـان مـن ربّــهِ أم كــان تمويـهـا
290- نـصُّ الخلافـةِ والهـادي يـؤكّـدهُ=وأنهـا عــن لـسـان الـوحـي يُمليـهـا
291- فقال: إنّـك قلـتَ الصـومُ مفتـرَضٌ=ثـم الـصـلاةُ وهــا طـوعـاً نصلّيـهـا
292- ثـم الزكـاةُ وحـجُّ البيـتِ واجـبـةٌ=ثـم الجهـاد فـروضـاً لـسـتُ ناسيـهـا
293- إن كان من عنـدك اللهمّ قـد نزلـت=فامطـرْ عليـنـا فـإنـي الـيـومَ آبيـهـا
294- فعجَّـلً اللهُ بالقـومِ الألـى نـكـروا=وفي السعيـرِ غـداً فـي الحشـر يصليهـا
295- (وقولـةٌ لعـلـيٍّ قالـهـا عـمـرٌ)=تُغنـي البلاغـةَ مــا تـحـوي معانيـهـا
296- بَـخٍ بَـخٍ صـرتَ مولانـا وقائـدنـا=وعلـةٌ فـي الحشـى مـا كــان يُبديـهـا
297- تُـرى لهاشـمَ دون الخلـقِ بارئُـهـا=بعـد النـبـوّةِ عــزَّ المُـلْـكِ يؤتيـهـا؟
298- هل كان وحْيـاً؟ أم أنَّ الأمـرَ أمنيـة=عنـد الرسـولِ لـمـن يـهـوى يُمَنّيـهـا
299- ولـم يكـنْ عنـده إلا أبـو حـسـنٍ = ولــمْ يـجـدْ غـيـره نفـسـاً يؤاخيـهـا
300- وذي قريشٌ بهـذا الديـنَ قـد سُلبـتْ= عِــزّاً عـلـى أبَــدِ الآبــادِ جافيـهـا

ماهرالصندوق 11-Aug-2010 03:04 PM

أحسنت منتظرة قصيدة رائعة
أين البقية؟؟؟؟؟

منتظرة المهدي 13-Sep-2010 07:54 AM

الهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم .

المعذرة لتأخير .



299- ولـم يكـنْ عنـده إلا أبـو حـسـنٍ ولــمْ يـجـدْ غـيـره نفـسـاً يؤاخيـهـا
300- وذي قريشٌ بهـذا الديـنَ قـد سُلبـتْ عِــزّاً عـلـى أبَــدِ الآبــادِ جافيـهـا
301- هلا تَقِـرُّ لهـذا الأمـرِ عـن رَشَـدًولا تـحـنُّ إلــى أمـجـاد ماضـيـهـا؟
302- أم أنّهـا آمنـت حقـاً بــأنَّ لـهـاحقّـاً أُضـيـعَ بـكـفٍّ شـيـمَ ماضيـهـا
303- فاستسلمتْ خيفةً مـن بـأسِ صولتـهِ ربَّ القـضـاءُ لـمـا تـرجـوهُ يعطيـهـا
304- إنْ غيـلَ أحمـدُ أو حانـت منيَّـتُـهُ تُبـدي الليالـيَ مــا الأقــدارُ تخفيـهـا
305- ربَّ انقلابٍ علـى الأعقـابِ يمنحُهـا تاجـاً علـى الهـام يستقـضـي معاليـهـا
306- فَدَعْ أبا حفصَ مشغـولاً بمـا مُنيـتْ بـه قـريـشٌ وقــد ذُلَّــتْ نواصيـهـا
307- وسِرْ معَ النّاسِ إذ عاشتْ أبـا حسـنٍ سيـفـاً إذا أبَــتِ التـوحـيـدَ يفنـيـهـا
308- فـي كـلِّ بيـتٍ لـه نـاعٍ ونائحـةٌ تستمطـرُ القـلـبَ إن غـاضـت مآقيـهـا
309- تدعـو الذحـولَ ولا حـيٌّ بمسعفِهـاوكيـف يُرجـى ومـا فيـه كـمـا فيـهـا؟
310- كلٌّ من الحقِّ مَوْتـورٌ وقـد رغبـت عــن الهـدايـةِ فــي غــيٍّ يغشّيـهـا
311- مشى بها الجهلُ حتى لـم تجـدْ أبـداًشيـئـاً يمـيّـزهـا عـنــه ويُقصـيـهـا
312- لو صُوِّرَ الجهلُ في يـومٍ لنـا بشـراًلـكـانَ أقـبـحُ مــا يـأْبـاهُ يُزهـيـهـا
313- سارت على دربِ فرعـونٍ فأغرقَهـا طوفـانُ موسـى فـمـا شــيءٌ ينجّيـهـا
314- وسوَّغت مَكْـرَ هامـانٍ فمـا نفعـت عصـاً لموسـى وقـد دانــت لعاصيـهـا
315- مـاذا رأت مـن علـيٍّ غيـرَ فَتْكَتِـهِ عنـد الـقِـراعِ إذا شـامـت مواضيـهـا؟
316- قـاد الثّمانـيـنَ حـمّـالاً لرايَتِـهـايطـوي الكتائـبَ لا يخـشـى غَواشيـهـا
317- حتـى يعـود ولـم يأبَـهْ لجـارحَـةٍشكـوى الجّـراحِ ولـم يحفـلْ بجاريـهـا
318- يعـود بالنصـر جـذلانـاً لفاطـمـةٍفـي دارِ طهـرٍ علـى الإســلامِ بانيـهـا
319- (وقَوْلـةٌ لعلـيٍّ قالهـا عُـمَـرٌ)لسنّـةِ الظلـمِ بـيـن الـنـاس تُفشيـهـا
320- (حرقتُ دارَكَ لا أُبقي عليـكَ بهـاإنْ لـم تبايـعْ وبنـتُ المصطفـى فيهـا)
321- إنْ كان شورى فما تُجدي أبا حسـنٍ هـوجُ الريـاحِ وقـد ألقـتْ مَراسيـهـا؟
322- أم أنَّ في البيت من تُخشى مَحَجّتُـهُ إنْ جـدَّ بالركـبِ نحـو التِيـهِ حاديـهـا
323- هل كان هارونُ عن موسى بمنعَزَلٍ؟أمْ أنَّ ألـواحَــهُ هُـــدَّتْ مَبانـيـهـا؟
324- أو أنّهـا الـديـنُ إلا أنَّ نـاصـرَهُضـلَّ الطريـقَ وللـشـورى يُجافيـهـا؟
325- أو أنّهـا بدعـةٌ للديـن حالـقَـةٌ؟أو أنّـهـا فلـتـةٌ أخـفـت دواعيـهـا؟
326- حتـى إذا حـان للشـورى مَنتيُّهـاوقُـلِّـدَ الحُـكْـمَ بالتعـيـيـن ثانـيـهـا
327- أمستْ ضلالاً وُقيتمْ شـرَّ غُصّتهـافقاتلـوا كــلَّ مــن يبـغـي تثنّيـهـا
328- أُخادعُ العقلَ بالشـورى فيُعجزنـيردُّ الـجـوابِ عـلـى أمــرٍ يُنافيـهـا
329- هلا أبو بكـرِ بالشـورى تقلَّدَهـا؟أم كـان بالشرِّ؟ فاحكــم أنـت قاضيهـا

330- وخلفـه عمـرٌ يـدعـو لبيعـتِـهِ ودونـه القتـلُ مـن أضحـى يُجافيـهـا
331- هل كان يعلمُ ما الشورى؟ وقد أُخذت بالسيـف بيعتُـهُ مـن كــفِّ معطيـهـا
332- وأمرهم بينهمْ شورى ومـا علمـت أنَّ الـتـوعُّـدَ بـالإحــراقِ يَنفـيـهـا
333- وأين كان مشيروها؟ ومـا شهـدت تحـت السقيفـةِ. مـن ذا كـان يُدريهـا؟
334- ثلاثة أُخبروا. من كـان مُخبرَهُـمْ؟بــأنَّ إمْرَتَـهـا الأنـصـارُ تبَغـيـهـا
335- وما بغتها ولكـنّ القضـاءَ مضـى بالانقـلابِ عـلـى الأعـقـابِ يُرديـهـا
336- تلاقفاهـا وتـمَّ الأمــرُ بينهـمـاوالرافضـونَ وعيـدُ الـنـارِ يُغضيـهـا
337- (وقولـةٌ لعلـيٍّ قالهـا عـمـرٌ)مـا نحـن فيـه بقايـا مــن مآسيـهـا
338- (حرقتُ دارك لا أبقي عليـك بهـا إن لـمْ تبايـعْ وبنـتُ المصطفـى فيهـا)
339- يوماً أتـى دارَ وحـي اللهِ منتفضـاً بالـنـارِ يوعـدهـا حـرقـاً يُمحّـيـهـا
340- قالوا له: فاطمٌ في الدار قـال: وإنْ بغلـظـةٍ أعـجـزتْ حـتـى مُداريـهـا
341- فقولةٌ أفصحتْ عن ديـنِ صاحبهـاهـل كـان بالحـقِّ أم بالظلـمِ مُلقيـهـا؟
342- وقل لمن عدَّ هـذا القـولَ مكرمَـةً للمكرمـاتِ بسـهـمِ الإفْــكِ ترميـهـا
343- سائل أبا حفصَ هل كانـت مقولتُـهُ وِفَْـق الشريـعـةِ؟ أم حكـمـاً تنافيـهـا
344- هل في الكتابِ وذا القـرآنُ شاهـدةٌ آيـاتُـهُ أنّـهــا للـكـفـر تُنمـيـهـا؟
345- أم سُنّةُ المصطفى جاءت بهـا ولـهُ علـمٌ بأسـرارِهـا فانـصـاعَ يُحييـهـا؟
346- إن الذي يهتـك الزهـراءَ حرمتَهـامـا كـان يـومـاً لآي الـذكـر تاليـهـا
347- أ ليس قـولُ رسـول الله: فاطمـةٌبقيَّـتـي فيـكـمُ بالفـضـل يَصفيـهـا؟
348- وفاطـمٌ بضعـةٌ منـي فيؤلمـنـيمـا كـان يؤلمهـا يـا بـئـسَ مؤذيـهـا
349- يا لهفَ فاطم خلف البابِ إذ وقفـتتدعـو أباهـا عسـى يـأتـي فيحميـهـا
350- لم يَبْلُ جسمُك والأحكامُ قـد بُليـتوالسّامـريُّ بحـكـمِ الـجّـورِ ماحيـهـا
351- (قـد كـان بعـدك أنبـاءٌ وهنبثَـةٌلـو كنـتَ شاهدَهـا) هانـت دواهيـهـا
352- سَقْطُ الجنينِ وكسرُ الضلع أعظمها؟أم غصـبُ حقّـي وأهــوالٌ الاقيـهـا؟
353- يا بابَ فاطمَ ما لاقيـتَ مـن مِحَـنٍتُشجـي الكـرامَ ومـا زالـت تقاسيـهـا
354- وشرُّ رُزْأَيِن خطـبٌ لا نظيـر لـهبين الخطـوبِ ومـن ذا بـات يحصيهـا!
355- غداةَ ألقى أبـو بكـرٍ الـى عمـرٍخـلافــةَ الله تعيـيـنـاً فيـجـريـهـا
356- هل كان أجدى من الشورى أم اتّخذاشريـعـةَ اللهِ تـعـديـلاً وتوجـيـهـا؟
357- ماذا رأى تَيْمُ في أنْ يصطفي عمـراًأيـن المشـيـرون قاصيـهـا ودانيـهـا؟
358- هل ظنّها نِحْلَـةً أم إرثـةً خلصـتأو خيّـروهُ فـمـن يـرضـاه يعطيـهـا؟
359- أو كـان أرفـقَ مـن طـه بأمتِـهِإذ لـم يخلـفْ عليهـا مـن يراعيهـا!!!؟
360- أو ظنّها فلتةً أخرى دهـت عمـراً؟حاشـا لفاروقِهـا المعصـومِ تنزيـهـا!!!
361- تقلّـد الأمــرَ بالتعيـيـن مبـتـدراًلشـرعـةِ الله بـالأحـكـام يُغنـيـهـا!!!
362- أغاضه ُالنقصُ فيهـا فانبـرى عَلَمـاًيُلقـي الفتـاوى كـمـا يـهـوى لباغيـهـا
363- مقابـلَ النـصِّ إن جـاءت فعـاذرُهُالجهـلُ بالـنّـصِّ أمّــا عِـلْـمُ مُفتيـهـا
364- إنْ يجهلِ الأَبّ معنـىً فهـو مُدركُـهُبـدِرَّةٍ صاولـت عــن فـهـمِ راعيـهـا
365- (أغنت عن الصارمِ المصقول دِرَّتُـهُفكـم أخافـت) كريـمَ النـفـسِ زاكيـهـا
366- (أخافَ حتى الذراري في ملاعبِهـاوراعَ حتـى الغـوانـي فــي مغانيـهـا)
367- كانـت لـه آيـةً للظلـمِ محكـمـةًأضحـى عميـرٌ علـى الآيـاتِ يُعليهـا
368- وقولهم (كعصا موسى لصاحبها)يُبـكـي ويُضـحـك تمثـيـلاً وتشبيـهـا
369- أجـاءت الـدِّرَّةُ الرعنـاءُ مُعْـجـزةًأنْ لــم تــدعْ هـامـةً إلا وتُدمـيـهـا؟
370- ولـم تـدعْ حُرْمَـةً للنـاس يَرهبُهـاخــوفَ المهـانـةِ نائيـهـا ودانـيـهـا
371- وشبَّهوهـا وقالـوا فـي قرارتِـهـمكِــذْبٌ فـثـمَّـةَ أشـبــاهٌ تُحاكـيـهـا
372- شبيهُها صارمُ الحجّاج لـو صدقـوافذلـك السيـفُ فـي بطـشٍ يُدانيـهـا
373- كلاهمـا بخِنـاقِ النـاسِ قـد أخـذاوأرعبـا مــن فِـجـاج الأرض نائيـهـا
374- دع دِرَّةَ الشيـخِ واستخبـرْ دِرايَـتَـهُ بسـنّـةِ الله هــل أوعــى مبانـيـهـا؟
375- أم كـان يشغلُـهُ دهــراً تكسُّـبُـهُوالكـدُّ للعيـشِ عــن أجـلـى مباديـهـا
376- ومـا بذلـك مـن بــأسٍ فـدِرَّتُـهُ تُغنـي اللـسـانَ إذا أعـيـى فيُمضيـهـا
377- وقـد يُغـاث بشـيـخٍ أو بـإمـرأةٍوبالمـحـامـدِ يَـجـزيـه ويـجـزيـهـا
378- إنَّ العجائـزَ قـد فاقـتـه مرتـبـةً بالفقـهِ والعلـمِ حـتـى بــات يُطريـهـا
379- كـلُّ الأنـام لهـم بالفقـة منـزلـةٌإلا الخلـيـفـةَ حـاشــا أن يُجـاريـهـا
380- حتى الذين بشربِ الخمر قـد شُغِلـواعــن التفـقُّـهِ قـــد زادوهُ تنبـيـهـا
381- (وفتيـةٌ ولِعـوا بالـرّاح فاتخـذوالهـم مكانـاً وجـدّوا فـي تعاطيـهـا)

382- (ظهرتَ حائطهم لمـا علمـتَ بهـم والليـلُ مُعتـكـر الأرجــاءِ ساجيـهـا)
383- (حتى تبيّنتهم والخمـرُ قـد أخـذت تعـلـو ذؤابــةَ ساقيـهـا وحاسيـهـا)
384- (سفَّهْتَ آراءَهـم فيهـا فمـا لبثـواأنْ أوسعـوك علـى مـا جئـتَ تسفيهـا)
385- (ورمتَ تفقيهَهُـمْ فـي دينهـم فـإذابالشّـربِ قـد برعـوا الفـاروقَ تقفيهـا)
386- (قالوا: مكانَـكَ قـد جئنـا بواحـدةٍوجئـتَـنـا بـثــلاثٍ لا تُبـالـيـهـا؟)
387- (فأتِ البيوتَ من الأبوابِ يـا عمـرُفقـد يُــزّنُّ مــن الحيـطـان آتيـهـا)
388- (واستأذنِ الناسَ أنْ تغشـى بيوتَهُـمُ ولا تـلــمّ بــــدارٍ أو تحـيّـيـهـا)
389- (ولا تجسّسْ فهذي الآيُ قـد نزلـت بالنهـي عنـه فلـم تـذكـر نواهيـهـا!!!)

بسمةامل 14-Sep-2010 03:07 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجه الشريف ياكريم
الله يعطيك العافيه وفي ميزان اعمالك
ودمتم بخير

منتظرة المهدي 17-Sep-2010 11:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم من الأولين والأخرين إلى قيام يوم الدين .





390- (فعدتَ عنهم وقد أكبـرتَ حجّتَهـم لـمـا رأيــتَ كـتـابَ الله يُملـيـهـا)
391- (وما أنفتَ وإنْ كانوا علـى حـرجٍ مـن أنْ يَحُـجّـكَ بـالآيـاتِ عاصيـهـا)
392- وكيـف يأنـفُ مـن لا علـم ينجـدُهُولا بصيـرة كــي يُـدلـي بماضيـهـا؟
393- أيّ الدلائـلِ أجلـى حيـن أطلبهـا؟مـن بعـد مـا شَهِـدت عــدلاً قوافيـهـا
394- إنَّ الذي قـد تخلّـى عـن فريضتِـهِ لفـقـدهِ الـمـاء يـومـاً لــن يُصلّيـهـا
395- وفـي التيـمّـمِ آيــاتٌ تجاهلَـهـا إنّ الخلـيـفـةَ آيُ الـذكــرِ ناسـيـهـا
396- كآيـةِ الحمـلِ إذ جـاءوا بـإمـرأةٍ لسـتـةٍ أولــدتْ فـانـصـاع يُفتـيـهـا
397- وهمَّ بالرّجمِ لـولا قـولُ عالِمِهِـمْ ذي آيـةُ الحمـلِ مــن جُــرْمٍ تبرّيـهـا

398- فانـقـاد مُستغـفـراً لله مُرتـجـيـاً لـتـوبـةٍ جـهـلُـهُ فـيـهـا يُنافـيـهـا
399- إذ جدَّدَ الذنبَ في مجنونـةٍ فجـرت رجمـاً بغيـبٍ حـدود الـرّجـمِ يلقيـهـا
400- وكانـت السنـةُ السّمحـاءُ مُجريَـةًحُكْـمَ الـبـراءَةِ لـكـن مــن يُباليـهـا؟
401- وآيـةُ الصيـف إذ وافـت مُبيّـنـةً إرْثِ الـكـلالـةِ إحـكـامـاً لتُقضـيـهـا
402- فكم تمنّـى أبـو حفـصٍ يَلُـمُّ بهـاعِلْمـاً فـكـلّ ومــا أوعــى مَعانيـهـا
403- قالوا: أبو حفصَ يُغني المصطفى حِكَماًإنْ فـاتَـهُ الـوحـيُ فالـفـاروقُ يوحيـهـا
404-(كـم استـراكَ رسـولُ اللهِ مُغتَبِـطـاً بحكـمـةٍ لــكَ عـنـد الــرأي يُلفيـهـا)
405- (فأنتَ فـي زمـنِ المختـارِ مُنجدُهـا وأنـتَ فـي زمــن الصـدّيـقِ مُنجيـهـا)
406- ما بالُ من ولعوا بالرّاح قد بَرَعـوا الفــاروقَ والخـمـرُ لــلآراءِ يُنئـيـهـا؟
407- (بات النبـيُّ مسجّـىً فـي حضيرتِـهِ وأنــتَ مُستـعـرُ الأحـشـاءِ دامـيـهـا)
408-(تهيمُ بين عَجيـج النـاس فـي دَهَـشٍِ من نَبْـأَةٍ قـد سـرى فـي الأرضِ ساريهـا)
409- (تصيحُ من قال نفسُ المصطفى قُبضت عـلـوتُ هامـتَـهُ بالـسـيـفِ أبـريـهـا)
410- ظنّـاً بمـولاكَ فـي خُـمٍّ سيعقـدهـاويـتـركُ النكـبـةَ الـكـبـرى بهـاديـهـا
411- وهاتكـاً حـرمـةَ الـهـادي فجثَّـتُـ هُتشكو الـهـوانَ فــلا قـبــرٌ يـواريـهـا
412- والناسُ من بعدِهِ بالحكـمِ قـد شُغِلـواوسُـنّــةُ الله بـالأمــواتِ تـوصـيـهـا
413- فكيف والمَيْتُ خيـرُ الخلـقِ وا أسفـاًعلـى نـفـوسٍ أمـاتـت حــقَّ مُحييـهـا
414- هذا هو الغيُّ فـي عيـنٍ وفـي أثـرٍلـكـنّ للفتـنـةِ العـظـمـى دواعـيـهـا
415- وقلتَ: (من قال نفسُ المصطفى قُبضتْ)فــإنّ أوداجَـــهُ بالـسـيـف أفـريـهـا
416- حتى إذا جـاء مـن ترجـو زِعامتَـهُ ثَــمَّ ادّكــرتَ مــن الآيــاتِ خافيـهـا
417- (وأنّــهُ واردٌ لا بـــدَّ مـــوردَهُ مــن المـنـيـةِ لا يُعـفـيـهِ ساقـيـهـا)
418- فقلْ لمـن عـدَّ هـذا القـولَ مكرمـةً للمكـرمـاتِ بسـهـم الإفْــكِ ترمـيـهـا
419- سائلْ أبا حفـصَ هـل كانـت مقولتُـهُ وفــقَ الشريـعـةِ أم حكـمـاً تُنافـيـهـا؟
420- ما ذنبُ من أُثكلوا بالمصطفى وشَكَـواهـولَ المـصـابِ أ بالتّرهـيـبِ تُسليـهـا؟
421- هبْهُمْ كما أنـتَ إذ خولِطْـتَ مُختَبِطـاً فـلا تـكـن دونـهـم صـبـراً فتُشقيـهـا
422- وأنت فاروقُها المذخـورُ لـو عَدَلَـتْ عـن السبـيـل ـ جــزاك الله ـ تَهديـهـا
423- (فمـن يُبـاري أبـا حفـصٍ وسيرتَـهُ أو مــن يُـحـاولُ للـفـاروق تشبـيـهـا)
424- (إنّ الـذي بَـرَأَ الـفـاروقَ نـزَّهَـهُ عـن النـواقـصِ والأغــراضِ تنزيـهـا)
425- (وقـولـةٌ لعـلـيٍّ قالـهـا عـمـرٌ)مـا قـال فـي عمـرهِ قــولاً يُضاهيـهـا
426- لـولا علـيٌّ لأمسـى هالكـاً عـمـرٌأكــرمْ بـهـا قـولـةً تُــزري بمُلقيـهـا
427- فهي النّقيصةُ إذ بالعلمِ ـ لو عَلِمَـتْ ـتسـمـو الخـلافـةُ إنَّ الجـهـلَ يُزريـهـا
428- عـاش النبـيُّ سنينـاً غيـرَ كافـيـةٍإلا لإنــذارِ قـــومٍ جـــاء يُنْجـيـهـا
429- لابـدَّ مـن بعـدِهِ هـادٍ يبـيِّـنُ مــاتطـوي الشريعـةُ مـن أســرار طاميـهـا
430- والأنبيـاءُ جميعـاً خلَّـفـوا حَكَـمـاً يـرعـى الرّعـيـة إنْ تـاهـت يُدلّـيـهـا
431- موضّحاً غامضـاً فيمـا استجـدَّ لهـم مــن الأمـــورِ وأحـكـامـاً يُبـدّيـهـا
432- والله أعـلـم مــن أدرى بشِرعـتِـهِ فمـن سـوى حيـدرٍ مـن بـعـد هاديـهـا؟
433- والمـرءُ بالعلـم لا ضربـاً بـدِرَّتِـهِ قـواعـدَ الـعـدل والأخــلاق يُرسـيـهـا
434- يا صاحِ لو شئتُ أنْ أنبيكَ عن فِتَنٍ كادت علـى الديـن أنْ تقضـي دواهيهـا
435- جهلاً أبو حفصَ بالفُتيـا يؤجّجهـا لقلتُ مـا قلـتُ لكـنْ كيـف أحصيهـا؟
436- من لي بقومٍ بظلِّ الحقِّ إنْ دُعِيَـت لنُـصـرةِ الـوحـدةِ الكـبـرى تلبّيـهـا
437- لا ترهبُ السيفَ لا يوهي عزائمَها ألجـهـرُ بالـحـقِّ أو يُثـنـي تفانيـهـا
438- تجدّدُ العهـدَ فـي إرسـاءِ معتقـدٍ فليـس مـا ينـهـج الآبــاءُ يُجديـهـا
439- ما كلُّ من يقتفي إثْراً يفـوز ومـاكـلُّ المنـاهـجِ تُنْـجـي مُستميحيـهـا
440- ما لـم يكـن هاديـاً فيهـا يُبيّنُهـاأيّ النجـوم لنَـيْـلِ القـصـدِ تَهديـهـا
441- قالت هو العدلُ والفـاروقُ سيرتُـهُ فـي زحمـةِ الليـل لا تَخفـى دراريهـا
442- أقول لا عـن هـوى واللهُ سائلُنـا فـي يـومَ لا شـيءَ الا الحـقُّ يُنجيهـا
443- ولستُ واللهِ مـن داعٍ الـى فتـنٍ وإنّــمــا قــربــةً لله أبـغـيـهـا
444- هلا من العـدل أنْ تلقـي بقولتِهـامـن غيـر بيّـنـةٍ يُغنـيـكَ وافيـهـا؟
445- فليـس تُجـدي أحاديـثٌ ملفّـقـةٌ مـن غيـر مـا سنـدٍ للنـاسِ ترويـهـا
446- ولا حُفـالـةُ أخـبـارٍ مـهـرَّأةً فيهـا السياسـةُ قــد مَــدَّتْ أياديـهـا
447- فسخرَّتْ كـلَّ كـذّابٍ وذي إحَـنٍ لغُـلَّـةِ النـفـس مَـوْتـوراً يروّيـهـا
448- إني لألعنُ قومـاً حيـث أذكرُهـاوكيـف شـوَّهَـت الإســلامَ تَشْويـهـا
449- تفيـض بالكفـرِ حينـاً ثـمّ آونـةً لــذاتِ أحـمـدَ بــالأدرانِ ترميـهـا
450- وصرَّفتَـهـا أحابـيـلاً مُنَـشَّـرَةًعـلَّ النفـوسَ مـن الأضغـانِ تُشفيهـا
451- سلْ شاعرَ النيلِ عن تلك التي نذرت(أنـشـودةً لـرســول الله تُهـديـهـا)
452-(قالت: نذرتُ لإنْ عـاد النبـيُّ لنـافـي غـزوةٍ لعـلـى دُفّــي أغنّيـهـا)
453- هل كان في نَذْرْها أجـرٌ ومَحْمَـدةٌأم نـذرُهـا بـاطــلٌ بالله فافتـيـهـا؟
454- وأحمـدٌ يسمـع الألحـانَ منتشيـاً مـع الشياطيـن تُشجـيـهِ أغانيـهـا!!!
455- حتى أتاهـا أبـو حفـصٍ ففرَّقَهـا(إنّ الشياطيـن تخشـى بـأسَ مُخزيهـا)
456- ولا تهابُ رسـولَ الله؟ وا عَجَبـاًمن تُرَّهاتٍ حكـت عـن جهـلِ راويهـا
457- وغيرُها من مخاريـقٍ ينـوءُ بهـاثَهْـلانُ إذْ لـم يُطِـقْ حَمْـلاً مَساويـهـا
458- باسمِ الشريعةِ قد خَطَّـتْ مهازِلُهـا صحائفـاً لـم تجـد غـيَّـاً يُضاهيـهـا
459- فأذهبت كلَّ ما في الدين مـن قِيَـمٍ وقوّضـتْ صَرْحَـهُ السامـي بأيديـهـا
460- مهلاً أخا الشعرِ لا ألفاكَ ممتدحـاً الا ذمـمـتَ وإنْ أطـربـتَ نـاديـهـا
461- ولو نظرتَ بعينِ القلبِ لانكشفـتْ لـكَ الحقيـقـةُ رأيَ العـيـنِ مَرئيـهـا
462- لكنّما الداءُ لم يبـقِ سـوى شبـحٍ تسري بـه الريـحُ أنّـى سـار ساريهـا
463- ويا أخا الشعرِ مـا شيّـدتَ منقبـةًإلا علـى الإفْـكِ قـد شيـدَتْ مبانيـهـا
464- مخاطباً مُبْدِعَ الشّـورى ومبطلَهـا(ولـلـمـنـيّـةِ آلامٌ تُـعـانـيـهــا)
465- (لم أنسَ أمـرَكَ للمقـدادِ يحملُـهُ إلــى الجمـاعـةِ إنــذاراً وتنبيـهـا)
466- (إنْ ظلَّ بعد ثـلاثٍ رأْيُهـا شُعَبـاًفجرِّد السيـفَ واضـربْ فـي هَواديهـا)
467- (وما استبدَّ بـرأْيٍ فـي حكومتِـهِ إنَّ الحكـومـةَ تُـغـري مستبـدّيـهـا)
468- هل كان حكمُ أبي حفـصٍ بقتلِهِـمُ حُكْـمَ الشريعـةِ والفـاروقُ قاضيـهـا؟
469- أم أنّهُ بدعـةٌ مـن صُنْـعِ مُبتـدِعٍ فهـي َالضلالـةُ فـي أخـزى مَجاليهـا
470- وكيف لا؟ وهمُ من قبـلُ بشَّرَهـمـ كمـا تقولـون ـ بالجـنّـاتِ هاديـهـا
471- أم أنَّ شرعتَكَ الفاروقُ جـاء بهـاولا تُبشِّـرُ جَمْـعـاً مــن حَواريـهـا
472- هَبْ صار (بعد ثلاثٍ رأْيُها شُعَبـاً)وللجماعـة سـيـفُ الـعـدلِ يُرديـهـا473
- فمـن لأمـةِ طـه بعـد مقتلِهِـم؟هـلا دعـيُّ أبـي سفـيـانَ يحميـهـا؟
474- أم يُتركُ الأمرُ للأهـواءِ؟ يجمعُهـا مَحْـقُ الرسالـةِ مـا شـاءت أعاديـهـا
475- فاعجبْ لجرأَةِ نفسٍ لا خَلاقَ لهـامــاذا تـقـولُ غــداً لله بـاريـهـا؟
476- إذ خلَّفتْ بعدهـا الإسـلامَ مُرتَهَنـاً في كـفِّ طَخْيـاءَ لـم تُكشَـفْ دياجيهـا
477- وكم تمنّى أبو الشـورى وحارسُهـافـي ساعَـةِ النَّـزْعِ أحبـابـاً يُحابيـهـا
478- لو كان سالـمُ حيّـاً أو مُعـاذُ لمـاتجاوَزَتْـهُـمْ إلــى قــومٍ تُرجّـيـهـا
479- أو كان جرّاحُها حيّـاً لمـا وُهِبَـتْلمـن سـواهُ ولـكـنْ مــاتَ حاميـهـا
480- سائلْ أبا حفصَ حين القوم قد جُمِعوا تحـتَ السقيـفـةِ إذ داعــاكَ هاذيـهـا
481- لِمَ احتججتَ على الأنصـارِ مُدّعيـاً أن الخـلافـةَ للـقُـربـى ستُعطـيـهـا؟
482- وأقربُ الناسِ مـن طـه عشيرتُـهُ وذا أبـو بكـر فـي إحــدى أواخيـهـا
483- فهل لسالمَ مولى القومِ مـن نسـبٍ الـى قريـشٍ ليـغـدو سـيّـداً فيـهـا؟
484- وهل مُعاذُ سما الأنصارَ في شـرفٍ في حَلْبَـةِ السّبْـقِ إنْ عُـدَّتْ مَساعيهـا؟
485- وهل لكلِّ الـورى فضـلٌ وسابقـةٌكـمـا لهـاشـمَ لــولا أنْ تُعـاديـهـا؟
486- وأنت تعـرفُ أنَّ المرتضـى كُفُـؤٌ وهـو الخليـقُ لهـا لـو كنـتَ مُعطيهـا
487- أرادهُ اللهُ لكـنْ قـومُـهُ نـكـرواوأنـت هيـهـاتَ لـلأقـوامِ تَعصيـهـا
488- وحسبُ هاشمَ ما نالتْ وما ظفـرتْ منهـا النبـيُّ وهـذا الفـخـرُ يكفيـهـا
489- وطالما كنتَ تخشـى أنْ تؤمِّرَهُـمْ علـى البـلادِ فـربَّ الملـكُ يُغريهـا!!!
490- لم ترضَ أخذَكَ حقـاً كـان دونَهُـمُ حتـى وضعـتَ كُبـولاً فــي أياديـهـا
491- فابعثْ سواهم ولكـنْ كـلّ مؤتَمَـنٍ لـشـرعـةِ اللهِ بـالإيـثـارِ يُحيـيـهـا
492- وما ابتعثَ لهـذا الفـرضِ ذا ثقـةٍبيـن الأنـام فـروض العـدلِ يُفشيـهـا
493- إلا وعـاد بـكـفٍّ لا يطهّـرهـا قطـعُ الأنامـلِ أنْ لـو كنـتَ مُجزيـهـا494
- (ولم تُقِلْ عاملاً منها وقـد كثـرت أموالُـهُ وفشـا فـي الأرضِ فاشيـهـا)
495- إلا معاويـةً حـاشـا لحضـرتِـهِيـومـاً لحـرمـةِ مــالِ الله يُسْبيـهـا496
- وسِتَّةٌ لـم تفاضـلْ بينهـم شَـرَعٌ كـلٌّ ك(فــارسِ عـدنـانٍ وحاميـهـا)
497- علمـاً ودينـاً وأخلاقـاً وسابـقـةًلا الظلـمُ يعرفُهـا لا الحـكـمُ يُغويـهـا
498- وكنتَ تعلمُ إنْ بـارَوا أبـا حسـنٍ فليـس يشـفـعُ ماضيـهـا وماضيـهـا499
- وعنـد ذاك ينـالُ الحكـمَ حيـدرةٌ وتـغـدو هـاشـمُ والدنـيـا بأيـديـهـا
500- وأنـت حـيٌّ وتأبـى أنْ تؤمِّرَهـاهــلا يـروقُـكَ مَيْـتـاً أنْ تولّـيـهـا؟501
- وشرطُها سنّةُ الشيخيـنِ يدفَعُـهُ عنهـا فــذاكَ مَـعـاذَ الله يُمضيـهـا
502- أ مثلُهُ وزمـامُ الديـنِ فـي يـدِهِ خلافـة الحـقِّ بالبُطـلان يَشْريـهـا؟
503- ولم تكن شِرْعَةُ الرّحمنِِ ناقصـةً وذلــك الـشـرطُ إتمـامـاً يوفّيـهـا
504- ولم يكن طالبـاً ملكـاً يتيـهُ به على الرّعيـةِ والامــوالَ يَجبيـهـا
505- ولم يكن همُّـهُ عرشـاً تزلزلُـهُ دَهْـمُ الخطـوبِ إذا جـارت عواديهـا
506- لو كان ذاك فإنَّ الملـكَ يضمنُـهُ قولٌ: قبلتُ، متـى مـا شـاءَ يحكيهـا
507- وذاك عثمانُ ذوالنّوريـنِ ينطقُهـا بـلا حَريجَـةِ مـن ديــنٍ تُماريـهـا508
- فسار في سنّةِ الشيخيـنِ يرفِدُهـا بسـنّـةٍ ثلَّـثـتْ ثـانــي أثافـيـهـا
509- وكان بالدين في عهدَيْهِمـا رَمَـقٌ مـن الحـيـاةِ وبالأحـكـامِ يُجريـهـا
510- فأصبح الديـنُ والأحكـامُ تندِبُـهُ بذائـبِ القلـبِ لمّـا غـاضَ جاريهـا
511- وأُطفئتْ طالعاتُ الذّكرِ وانكسفت شمـسُ الرّسالـةِ فاظلمَّـتْ نواحيـهـا
512- وأقفرتْ أربُـعٌ أقـوَتْ منازلُهـامـن كـلِّ نيِّـرَةٍ بـالأُنْـسِ تَقريـهـا513- ونُكِّسَتْ رايةُ التوحيدِ وارتفعـتْ رايـاتُ هنـدٍ شموخـاً فـي روابيهـا
514- أمست أميّـةُ بالإسـلامِ حاكمـةًوالجاهليـةُ قــد عــادت مآسيـهـا515- وصارعثمانُ يُعطي فوق مُنْيَتِهـا فطالمـا الديـنُ قــد أودى أمانيـهـا
516- وبات يقطعُ أرضَ الشامِ طاغيـةًوأرض مِصْـرَ الـى ثـانٍ سيُهديـهـا
517- وأصبح المالُ فيمـا بينهـم دُوَلاً أمـا البقـاعُ فقـد أمـسـت مَغانيـهـا
518- والمسلمون غدوا في ظلّهِ خَـوَلاً إنْ شـاء يُسعدهـا أو شـاء يُشقيـهـا
519- تقتاتُ جوعاً وتُسقى كأْسَ ذِلَّتِهـاوجمـرةُ الـجـوعِ والإذلالِ تكويـهـا
520- وللعُتـاةِ كـمـروانٍ يقرّبـهـم منـهُ وخيـرُ بُـنـاةٍ الـديـنِ ينفيـهـا521
- وللتُّقـاةِ ثيـابَ الـذلِّ يُلبسُـهـاوالفاسقـيـنَ بـإجــلالٍ يـردّيـهـا
522- وللضلوعِ من الأصحابِ يخضِدُها لـو أنّهـا تُفتـدى بـالـروحِ أَفديـهـا
523- ومثلُ عمّارِ بين النـاسِ يُقْذِعُـهُ وأمّـهُ بعظـيـمِ الـحَـوْبِ يرميـهـا
524- وإنْ شكت في بـلاد الله شاكيـةٌفـإن مَـنْ تشتكـي منـهُ سَيَجزيـهـا525
- صلّى الوليدُ صلاةَ الصبحِ باطلـةًًبالنّـاسِ فانذهلـت مـن فعـل واليهـا
526- واستبدل الحمدَ بالتشبيبِ مُدَّكِـراًمـن الـجـواري ربـابـاً إذ يغنّيـهـا527
- وقد تقيّأ في المحراب من سَكَـرٍإنّ الليالـي بشُـرْبِ الخمـر يطويـهـا
528- وغيرهُ من ولاةِ الجورِ ما صنعتْ مـن الشنائِـعِ مـا يُعـيـي تقصّيـهـا
529- عاثوا ذئاباً بأرضِ الله واتّخـذوا خليـفـةَ الله رِدءاً مــن أعـاديـهـا
530- لقد طغا الجور حتى قام ثائرُهُـمْ بثـورةٍ عدلُـهـا لــلأرض يُحييـهـا

531- توحّدتْ ضـدَّ عثمـانٍ لتخلعَـهُ وعائـشٌ لسيـوفِ الـقـومِ تَنضيـهـا

532- هذي ثيابُ رسولِ الله مـا بُليَـتْ ونعـثـلٌ سـنّـةَ المخـتـارِ يُبْليـهـا

533- إلا اقتلوا نعثلاً وافنـوا ضلالتَـهُ فإنـه كافـرٌ فــي شــرعِ باريـهـا

534- وطلحـةٌ وزبيـرٌ دون أمّهِـمـايدعـون والنـاس للـدعـوى تُلبّيـهـا

535- فصار نعثلُ بين القـوم مُنخـذِلاً يرجـو أميّـةَ لكـن خـاب راجيـهـا

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:32 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن أعدائهم


536- وكاتب الشامَ علَّ الشامَ تُسعِفُهُ=فما استجابَتْ ولم ينفعْهُ طاغيها
537- ورُغْمَ ما ذاق منه الطهرُ حيدرةٌ=من المصائبِ ما تُصمي دواهيها
538- قد كان يوسعُهُ بذلاً نصيحتَهُ=وقبلَهُ كان للشيخين يُسديها
539- لكنّ عثمانَ يُدمي قلبَ ناصِحِهِ=وغلظةٌ عند مروانٍ يُداريها
540- والأمرُ والنهيُ من مروانَ أمرُهُما=فابك الرعيّةَ أنْ مروانُ راعيها
541- لابن الطّريدِ غدا عثمانُ منصرفاً=سَلْسَ القِيادِ كما يهوى مُداجيها
542- حتى أتتهُ من الجبّارِ قاصمةٌ=من الطغاةِ قريباتٌ مَراميها
543- والمسلمون رأوا في حيدرٍ عَلَماً=الى الشريعة كالمحتار يَهديها
544- هيهاتَ هيهاتَ لن تُرضيهِ بيعتُهُمْ=حتى يقرّ من الأمواجِ عاتيها
545- وتسكنُ الأنفسُ الغضبى لتعقدَها=لمن تراهُ من الجُلّى يُوقّيها
546- وأيقن الناسُ أنْ لا نهجَ يحملهُمْ=على الطريقةِ إلا حكمَ حاميها
547- ذاك الذي عرفتهُ الناسُ أوسعَها=علماً وأوَّلها لله تأليها
548- فعنده علمُ طه فهو وارثُهُ=وليس شيطانُها عنه سيُلهيها
549- مدّوا الأكفَّ الى كفٍّ تُعيد لهم= ذكرى الغديرِ وما تحوي معانيها
550- وكيف خانواعهودَ الله وانقلبوا=بعد الرسولِ وأَمْوا الغيَّ والتيها
551- ونفسُ حيدرَ تجلو عنهم كُرَباً=كما جَلَتْ في قديمِ الدّهر داجيها
552- رأى الجراحَ بجسمِ الدينِ بالغةً=وأَعيُنَ الحقِّ في نزفٍ تواسيها
553- وليس إلاهُ من طَبٍّ وما هلكت=نفسٌ وصيُّ رسولِ الله آسيها
554- فراحَ يشملُها برّاً ويوسعُها=لطفاً فيُنعمها عيناً ويُشفيها

555- وللرسالةِ إذ جفّت أراكتُها=بالمُغدِقاتِ من الأنواءِ يسقيها
556- زان الخلافةَ إذ جاءته طائعَةً=فانصاعَ يرفِدُها فخراً ويُعليها
557- وأوقد العدلَ مشكاةً فلا طمعٌ=ولا دهاءٌ ولا غِشٌّ يُغشّيها
558- ولن يقيمَ هدى القرآن ذو طمعٍ=ومن يصانعُ أو يخشى مُداجيها
559- لذاك ثار كما ثارَ النبيُّ على =دعائِمِ الجَوْرِ فانهدَّت أواخيها
560- إلا دعامةُ شركٍ لا يزلزلُها=إلا القضاءُ وها قد شاء يُبقيها
561- قامت على حكمةِ الشيخين مذ خشيا=مكائداً من أبي سفيانَ تأتيها
562- وقولةٌ منه للفاروقِ حيدرةٍ=لو شئتَ أملؤُها خيلاً بَواديها
563- كفيلةٌ بالذي يطويهِ من إِحَنٍ=ظنّاً بحيدرَ أن يُبدي تناسيها
564- فيستجيبَ لعاتٍ لم يَدَعْ فِتَناً= إلا وسار لها وَخْداً ليوريها
565- فأشغلوهُ بملكِ الشامِ وارتحلوا=وخلّفوا بعدهم عثمانَ يُرسيها
566- دعامةً زعزعت عرشَ الهدى ورَمَتْ=بسهمِها فعلا في الأرضِ عاتيها
567- ما أخطر الجهلَ والطغيانَ لو جمعا=في أمةٍ أنكرت أسمى مَباديها
568- ولم تزل أرسُمٌ للزيغِ شاخصةً=وليس ثمَّةَ إيمانٌ يُعَفّيها
569- قالوا له: لو تُخلّي عن معاويةٍ=وملكِهِ الشامَ لا تعجلْ بطاغيها
570- فقال: إنْ تضمنوا عيشي. وهل ضمنوا= أنْ لا يقيم على غدرٍ معاويها؟
571- قالوا : الدّهاءُ فقال: الشرعُ يمقته=قالوا : السياسةُ قال: الحقُّ يغنيها
572- والله يشهد أنّي لم أخُنْ أحداً=منكمْ وما كنت للسلطان أبغيها
573- قالوا: فلن تستطيعَ الحكمَ في بشرٍ=شتّى مشاربُها حتى تُصافيها
574- فقال: حسبيَ حكمُ الحقِّ ما بقيت=بقيّةُ اللهِ أو موتٌ يوافيها
575- فسار يصدعُ بالآياتٍ مُحكمةً=كما النبيّ على الأسماعِ يُلقيها
576- مجدداً من معاني الذكر ما درست=وما توارى عن الألبابِ باديها
577- وعاش في الناسِ أتقاها وأزهدَها=وبالسويّةِ مالَ الله يُعطيها
578- والناسُ في حكمهِ باتوا سواسيةً=وليس يجحفُ حقّاً في مَواليها
579- وأكرمُ الناس أدناها لخالقِها=بذاك جاء الهدى من عند باريها
580- وأنّهم إخوة ٌفي الله ما سلمت=صِدْقُ النوايا وذا القرآن يَحكيها
581- وليس في نهجهِ ما قاله عُمَرٌ=(والروحُ قد بلغت منها تَراقيها)
582- (لا تُكثروا من مَواليكم فإنّ لهم=مطامِعاً بَسَماتُ الضّعفِ تُخفيها)
583- ولست أعلم ما يعني به عمرٌ؟=إذ كان أحمدُ في حقٍّ يُساويها
584- هل نستحلّ دماءً أم نشرّدهم=بعد الشهادةِ أم ماذا يرى فيها؟
585- وهل سيذعن إن شاء الإلهَ فتىً=من الأعاجمِ تعييناً يوليها؟
586- هذا عليٌّ وحكمُ الله في يدِهِ=بسنّةِ العدلِ والإحسانِ يقضيها
587- (فما القويُّ قويّاً رغم عزته=عند الخصومةِ والفاروقُ قاضيها)
588- (وما الضعيفُ ضعيفاً بعد حجّتِهِ=وإن تخاصمَ واليها وراعيها)
589- وليس تأخذهُ في الله لائمةٌ=ولم يكن واهِناً يخشى تصدّيها
590- فمن كعدلِ عليٍّ أو يوازنُهُ=علماً ويشبهُهُ سَمْتاً بهاديها؟

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:34 AM

591- لا عدلَ من غير (علمٍ يستعينُ بهِ=على قضاءِ حقوقٍ) ضيمَ راجيها
592- علمُ الكتابِ لديهِ حاضرٌ فإذا=أفتى فإنّ كتابَ الله يُفتيها
593- وقالها قولةً كالذّكرِ معجزةً=يعنو لها الدهرُ تعظيماً لملقيها
594- نادى سلوني أريكم كلَّ خافيةٍ=من الأمور وأَهديكم لنائيها
595- إنّ السماءَ وما تحويه من طُرُقٍ=أضعافُ أضعافُ ما تحوي أراضيها
596- وإنني لعلى علمٍ بأجمعِها=وما سوايَ عليمٌ بالذي فيها
597- سلوا عن الذكر ما من آيةٍ نزلت=إلا وأنبأْتُكم أَسرارَ خافيها
598- علمٌ ورتثُ عن المختار زاخرَهُ=حفظاً لشِرعتِهِ ممن يُماريها
599- فلم يجد فيهمُ من طالبٍ شرفاً=أو دافعٍ حسداً أو نازعٍ تيها
600- كلٌّ يعاني حَسْبَ موضعِهِ= من الصَّغارِ فنورُ الهَدْيِ يُعشيها
601- ولو أقامت على ما يدّعي حُجَجاً=لناجزتْهُ بمَكْرٍ من دواهيها
602- لكنّها أيقنت بالقولِ فاتَّخذتْ=وليجةً علَّها تُخفي تغابيها
603- إذ قام من بينهم شيخٌ بمسألةٍ=تُنبيكَ من نفسها عن خُبْثِ مُلقيها
604- فقال كم شعرةً في لِحْيَتي فإذا=ردُّ الجواب خفايا الغيب يُبديها
605- بأنّها لو ترى في كلِّ واحدةٍ=من الشياطين أنْ لو شئتُ أُحصيها
606- وأنَّ في بيتك المشؤومِ وا حَرَباً=من السوائمِ سَخْلٌ لا يدانيها
607- سيقتلنَّ حسيناً فوق عاريةٍ=من الفلاة غريباً في بَراريها
608- ولست أعجبُ ممّن كان مكتنزاً=علمَ البلايا وما يَلقى مُلاقيها
609- لو شاء إخبارَها عمّا يكونُ إلى=يومِ القيامةِ لا يُخفي خوافيها
610- فعنده سرُّ علمِ الغيبِ ما خَفيتْ=عن العقولِ وما دقَّتْ معانيها
611- ثَبْتُ اليقنِ فما كشفُ الغطاءِ لهُ=إلا علومٌ تمادى في تناهيها
612- لو شاء يحكمُ كلاً حَسْبَ مِلَّتِهِ=وهو العليمُ بما تُلقي أماليها
613- كم من وفودٍ من الأحبارِ أرجعَها=لأهلِها والهدى نوراً يدلّيها
614- وعنده حاضرٌ في كلِّ معضلةٍ=فصلُ الخِطابِ فيستجلي غَواشيها
615- ولا كمن قال: إنّي لستُ خيرُكُمُ= ولا سلوني أقيلوني تُكافيها
616- أين الضمائرُ من عتبى فلا عتبٌ=- بعد العَفاءِ- ولا لومٌ يُعافيها
617- وقائلٌ قال: ما لي يا أبا حسنٍ= أرى الإجابةَ قبل الفِكْرِ تُعطيها؟
618- فقال: علمي بها من غيرِ مسأَلَةٍ=مثلُ الأناملِ لا أحتاجُ أُحصيها
619- علمٌ عن المصطفى عن جبرئيلَ عن = اللهِ العظيمِ فأسرارٌ سأُبديها
620- لو كان فيكم لها أهلٌ وكيف بمن=ردّوا شهادتَهُ بالغيبِ يُنبيها؟

- ماذا أقولُ بمن في مدحِهِ نزلت=آياتُ صدقٍ أمات الله مخفيها
622- قد حاربته رجالٌ لا عديدَ لها=علَّ المكارمَ عن معناه تُقصيها
623- وقاتلوا كلَّ من والاهُ واختلقوا=لشانئيهِ فلم تنفعْ طواغيها
624- فراعَهُمْ أنهم في فعلهم ختموا=على معاليهِ أنْ لا شيءَ يُنسيها
625- تبقى مدى الدهرِ نبراساً تُضيءُ لنا=درباً يُكابد وَقْدَ الجمرِ ماشيها
626- يرى بعينيهِ ما يندى الجبينُ له=من المهازلِ والبلوى تُقَّفيها
627- قد ضلَّ إثنانُ في معاهُ ذو مِقَةٍ=غالٍ وذو إِحَنٍ هيهاتَ يُطفيها
628- وشايعتهُ كرامٌ في المعادِ غداً=من حوضِهِ الجَمِّ ماءَ الخلدِ يَسقيها
629- بأنّهم لذمارِ المصطفى حفطوا=إنَّ العهودَ ببذلِ النفس تَحميها
630- عاشت عليّاً كما قال الرسولُ لهُ=أنتَ الصّراطُ من الأهوالِ تُنجيها
631- وكيف لا ولنفسِ المصطفى مَثَلٌ=كان النبيُّ على التقوى يُربّيها
632- هذا عليٌّ ومُلْكُ الكونِ في يدِهِ=زهدٌ كساهُ من الأثوابِ باليها
633- لعلَّ في الأرضِ من لا قوتَ يُشبعُهُ=والجوعُ للنفسِ موتٌ ليس يُخطيها
634- يُزهي العُفاةَ وليُّ الأمرِ أفقرَهَم=على المكارِ والجُلّى يواسيها
635- نفسي الفداءُ لنعلٍ كان يخصفُها=وعنده من كنوزِ الأرض غاليها
636- يأتي على الألفِ في الهيجاءِ صارمُهُ=وألفُ ركعةِ في يومٍ يُصلّيها
637- شعارُهُ الجوعُ لا يُغنيهِ من سَغَبٍ=قوتٌ وليلتهُ بالذّكرِ يَطويها
638- على الصعيدِ أعارَ الليلَ وحشتَهُ=بِعَبْرةٍ تُحزنُ الثّكلى وتُشجيها
639- ترى السماءُ علاها يرتمي جَسَداً=فتسكبُ العينُ من شجوٍ دراريها
640- نامت عيونٌ وأنفاسُ الورى خمدتْ=ونفسَهُ بلهيبِ الشّوقِ يوريها
641- تضجُّ في سمعِهِ نارٌ مُسَجّرةٌ=ونفحةٌ من رجاءِ الله تُطفيها
642- يتلو الكتابَ فتُبكيهِ تلاوتُهُ=وفقدُ أحمدَ للآياتِ يُبكيها
643- فيستريحُ إلى رؤيا تسامرُهُ=برؤيةٍ من رسولِ الله مُهديها
644- يبثُّهُ همَّ ما يلقاهُ من مِحَنٍ=من أمّةٍ دينُها أضحى يُعانيها
645- فيبزغُ الفجرُ عن وجهٍ لهيبتِهِ=تعنوا الملوكُ حياءً من تجلّيها
646- وإنْ تبسّمَ تُغضي الشمسُ من خَجَلٍ=بَرْقُ الثنايا عن الإشراقِ يَكفيها
647- تجري السماحةُ في كفّيهِ سابقَةً=رأياً على شَمَمِ الإيثارِ يُجريها
648- لم تعرفِ التِّبْرَ حتى قال مادحُها=أنتِ فإنّكِ للعافينَ تُثريها
649- وإنْ تكلَّمَ فالإعجازِ مَنطقُهُ= والناسُ عن دُرَرِ الأصدافِ يُلهيها
650- يُهدي البلاغةَ من مكنونِهِ جُمَلاًً=أَربابُها ببليغِ القولِ تُطريها
651- في كلِّ سَمْعِ لها من وَقْعِها نَغَمٌ= مُشْجٍٍ لصادِحَةِ الآمالِ يُنسيها
652- بين الرجاءِ وبين الخوفِ سامعُها= فللذنوبِ قبولُ التَّوْبِ ماحيها
653- لا يبلغُ القَصْدَ من ألقى بخطبتِهِ= ولا يَجيءُ بِقِطْعٍ من أماليها
654- فَخْرُ البليغِ إذا عُدَّتْ مكارمُهُ= فإنّما لعليِّ الطُّهْرِ يُنميها
655- فقولُهُ دون قولِ الله فوق كلا=مِ النّاسِ معجزةٌ تأْبى تَثنّيها
656- خذْ عهدَ مالكِ فالسُّوّاسُ لو لزمتْ= ما جاء فيه لوفّت حقَّ باريها
657- ولا تُشيدُ عروشاً من أضالعِنا=ووِرْدُها من دماءِ الشعبِ قانيها
658- تُمسي وتُصبح للصُّلبانِ عابدةً=ورنَّةُ السَّوطِ والآهاتِ تُصبيها
659- ولو وَعَتْ ساعةً ما قال حيدرةٌ=لأسهرتْ ليلَها كَلأً لمَرعيها
660- والبحرُ من أينَ ما يأتيهِ ذو إِرَبٍ= يُقرى النوالَ بلا مَنٍّ فيَقضيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:35 AM

661- أعطى فأغنى ولم توردْ عطيّتُهُ= ماءَ الوجوهِ ولم تُخْلِقْ تواليها
662- أكتبْ على الأرضِ إمّا جئتَ في طلبٍ=مخافةً أنْ يمسّ الذلُّ عافيها
663- هذا شعارُ عليٍّ في مواهبِهِ=وهذه سُوَرُ القرآنِ تُمليها
664- في السرِّ والجهرِ من آلاءِهِ سُوَرٌ=كسورةِ الدّهرِ مَرَّ الدهرِ نُنشيها
665- له صفاتٌ من الأضدادِ قد جُمِعَتْ= في جوهرٍ لصفاتِ الله تحكيها
666- تبقى كجوهرِهِ فرداً يحارُ به= غَوْصُ العقولِ بأنْ يُحصي لئاليها
667- أَثنى عليه كتابُ الله مُمتدِحاً= ذاتاً بها الحمدُ قد تمّت مَثانيها
668- وخصَّهُ أحمدٌ بالمدحِ مُنشغلاً= عمّن سواهُ من الأصحابِ تَنْبيها
669- لكنّ عائشَ - والمختارُ يُسمِعُها = تلك المدائحَ - ضِغْناً لا تُباليها
670- لم ترعَوِ عن جهادِ المرتضى فغدت= للنائراتِ بقوسِ الغدرِ ترميها
671- وهي العليمةُ إنْ سارت ستنبحُها= كلابُ حوأب للحمراءِ تُرثيها
672- سارت ولم ترعَ للقرآن آيتَهُ= ولن تقرَّ ونارُ الحقد تكويها
673- تسائلت: ما اسمُ هذي الأرضِ؟ قيلَ لها= فأدركت أنّ طه كان يَعنيها
674- وأنّها لعهودِ المصطفى نكثَتْ= وطالما كان حفظَ العهد يوصيها
675- وناصَبت من له بالفضلِ قد شهدت= واليومَ في حربِهِ الشيطانُ يُغويها
676- وحولَها معشرٌ صانوا حلائِلَهُمْ= وأبرزوها فأرضتْ مُستبيحيها
677- ولستُ أعجبُ منهم بل عجبتُ لها= كيف استساغت هلاكاً في ذراريها؟
678- ماذا دعاها لحربٍ غيرِ مجديةٍ؟= وللكتائب نحو الموت تزجيها
679- هل كان للأمرِ كالماضينَ مُغتصباً؟= كلا فشوراهُ لا شورى تُباريها
680- أم أنّها تنظر الاسلامَ في خطرٍ=من فتنةٍ ليس يُبقيهِ تَماديها
681- فأخرجت من بنيها كلَّ ذي تِرَةٍ= عزُّ الأماني - وقد خابت - تَلافيها
682- قل لي بربّكَ ماذا بين عائشةٍ= وبين عثمانَ لولا النَّكْثُ يُغريها؟
683- فالناسُ قد بايعت طوعاً فقائدهُمْ= أولى بذا الأمرِ فلتخسأ دعاويها
684- لِمْ لا تحاججُ بِدْءَ الأمر حيدرةً؟= لعلّها لحقيقِ الحقِّ يَهديها
685- فالحقُّ في حكمهِ طوعٌ لبغيتِهِ=لا الحيفُ يعمرُها لا العدلُ يُبليها
686- لو شاء حيدرُ أنْ يقتصَّ من أحدٍ= بِدْءاً بعائشَ أهلَ الغدر يُفنيها
687- فهيَ التي لقميصِ المصطفى رفعت= في حربها نعثلاً مذ صار يُزويها
688- واليومَ تحمل ضدَّ المرتضى قُمُصاً= ملطخاتٍ بعارِ من تجنّيها
689- لو نال طلحةُ جدوى قتلِ نعثلها=أو الزبيرُ لجرَّتْ ثوبَها تِيها
690- لكنْ عليٌّ جنى أَثمارَ دوحتِها=وما جنت غيرَ آثامٍ تُقاضيها
691- وما استشار فليس الرأْيُ يَنقُصُهُ= إن رامَ أمراً ولا للخُبْرِ راجيها
692- وكم تمنَّوا يولّيها فما حَضِيا= بإِمرَةٍ كان للأبرارِ يَصفيها
693- وكان يعلم ما تُخفي سرائرُهُمْ= وعُمْرَةُ الغدر قد بانت بَوانيها
694- سارت إلى البصرةِ المشؤومُ طالعُها= أمُّ الدُّهَيْمِ لحربٍ ليس تغنيها
695- وسار حيدرُ في جيشٍ لهُ لَجِبٍ= برايةٍ يومَ بدرٍ كان راعيها
696- وناشدَ القومَ حُكْمَ الله وامتثلوا= طريقةً لعن القرآنُ مُرسيها
697- ما كان حيدرُ يخشى بأسَ صولتهم= لكنّه شاء من غَيٍّ يُنَجّيها
698- إنّ الذين لحربٍ قادَهُمْ جَمَلٌ= رُغاؤهُ عن سماعِ الحقِّ يُصميها
699- فأرسل السيفَ في أوساطِهِمْ أَسِفاً= على نفوسٍ من الغِسْلينَ يَسقيها
700- وشخَّصَ الداءَ أنْ تُكوى جنوبُهُمُ= وأثوباً من نسيجِ الويل يُغشيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:37 AM

701- تظنُّ عائشُ يغنيها تهكُّمها= بحيدرٍ أنْ غدت حفصٌ تُغنّيها
702- ومرَّ حيدرُ بالقتلى مطرَّحةً=وغُبرةُ العار إذلالاً تواريها
703- ولاتَ حينَ عتابٍ فالقضاءُ جرى=وحكمةُ الله قد سارت بماضيها
704- وخُلْقُ حيدرَ قد آلت سجاحتُهُ=لعائشٍ بجميل الصّفح يوليها
705- خُلْقٌ يرقُّ فلا شيءٌ يكدّره=حتى العداةُ إذا فائت يُفيّيها
706- ماذا أقول بمن أخلاقُهُ نهلت= خُلْقَ النبيّ فمحضُ الصَّفْوِ جاريها
707- (عفوتَ فاصفح فإنّ العفوَ من شِيَمِكْ)= شهادةٌ عائشٌ عنّي تؤدّيها
708- فهبَّ يشملُها عفواً كما عهدت= خلائِقاً عَذَباتُ اللطف تُرْبيها
709- وصاح بالناس أنْ ردّوا غنائمكم = لأهلها وارفقوا بِرّاً بأهليها
710- فليس في هذه غُنْمٌ لمنتصرٍ=إلا إقامةَ حقٍّ في نواحيها
711- و ها أقمتم حدودَ الله بيِّنَةً= حتى أفاءَ لأمر الله باغيها
712- هذا هو العدلُ لا ضَرْباً بِدِرَّتهِ= ولا دعاوى عن العنقاءِ ترويها
713- قد كلّفت بيتَ مالِ المسلمين بأنْ= يعطي البريّةَ جزّالاً ويُثريها
714- (تصوّر الأمرَ معكوساً وخذ مثلاً)= لو أنّ عائشةً رامت أمانيها
715- وأقبل النصرُ بالبشرى يكلّلُها = وصار أمرُ عليٍّ بين أيديها
716- لمثَّلتْ ومحت آثارَ من قتلت= وأهلكت نسلَهم إذ ذاك يُهنيها
717- وأرسلت من خيول الضِّغنِ ضابحةً=على الجسومِ وبالأسيافِ تَفريها
718- وغادَرَتْهم بلا غسلٍ ولا كفنٍ= وبالسياطِ إذا حنّت بَواكيها
719- وجرّعتهم - وقد أجملتُ - من غُصَصٍ= فوقعةُ الطفِّ بالتفصيل تحكيها
720- خذْ من عليٍّ ومن أعدائِهِ عِبَراً= وجرِّد النّفسَ فالأهواءُ تُعميها
721- فأيُّهُمْ لمنالِ الحقِّ مَدْرَجَةٌ= وأيُّهمْ لصروح البُطْلِ يَبنيها؟
722- أ نفسُ أحمدَ أم نفسٌ يخادعُها= شيطانُها وبوادي التَّيْهِ يُلقيها؟
723- ومن به (هل أتى...) للمدح مُنْزَلَةٌ= أم من رسولُ الهدى بالذمِّ يُقصيها؟
724- ومن أقام عمودَ الدين صارمُهُ= أم من لقولة طه لا تراعيها؟
725- ومن لو الأرضُ طرسٌ والبحار غدت= حِبْراً وأشجارها الأقلام نبريها
726- والانس والجنُّ كتاباً لما قدرت= مناقباً لأبي السبطين تُحصيها
727- وكيف تسطيعُ والمختار قال به= مقالةً لعقول الخلق تُعييها
728- أن ليس يعرفُ كُنْهَ المرتضى بشرٌ= إلا أنا وإلهُ الكون باريها
729- لذاك أمّتهُ أقوامٌ لتعبدَهُ= دون الإله فأمضى سيفَهُ فيها
730- وغيرهم بالغوا في بغضِهِ وبغوا= فكبكبوا وعذابُ الله يُخزيها
731- ويمكرون وإنّ الله لو علموا= أشدُّ مكراً ويومُ الحشر آتيها
732- يومٌ به تقدم السبعونَ طائفةً = ونيّفٍ لرسول الله داعيها
733- ماذا تقولُ إذا ما صار يسألها= عن الأمانةِ هل كانت توفّيها؟
734- أم أنها ضُيّعت من بعد غيبتِهِ=وأنها جاهدتْ أنْ لا تؤدّيها؟
735- وتاركاً فيهم الثِّقْلينِ هل حفظوا= آيَ الكتاب وآلَ البيت ثانيها؟
736- أم أنّهم غادروها خلف أظهرِهِمْ= ويمّموا من دروب الغيِّ داجيها؟
737- ولو أتت فِرَقُ الاسلامِ أجمعها=يوم المعاد إلى الرّحمن مُبديها
738- ستدخل النارَ إلا فرقةً سلكت=درب الرسول فذاك الدربُ مُنجيها
739- كلٌّ ينادي بأنّ الحقَّ منهجُهُ=وأنّه لفروضِ الشّرع يُحييها
740- وليس في الدين أن نقفوا خطى أحد ال= أسلافِ أو نجتبي مما يشهّيها
741- ولو نُحَكِّمُ في هذا ضمائرَنا= إنَ الضمائرَ لا تُغوي مُناجيها
742- فهل كآلِ رسولِ في سَقَرٍ= ومن سواهم بجنّاتٍ يُجازيها؟
743- وآلُ أحمدَ هل من بعده انقلبوا=إلى الضلالةِ أم ضلّت أعاديها؟
744- وهل لموقدِ نارٍ في ديارِهِمُ= يومَ القيامة منه العذرُ يُرضيها؟
745- وهل لقاتلهمْ حظٌّ كما لهمُ= من الثواب؟ وتلك العقلُ يَنفيها
746- وهل لهندٍ كما للطهر فاطمةٍ= جنّاتُ عدنٍ بها من كان يؤذيها؟
747- وهل عليٌّ ومن عاداهُ يومئذٍ= على السواءِ؟ وهاديها كطاغيها؟
748- وهل سوى حيدرٍ ينجو وشيعته؟ = أم أنّ بالحشر قد ينجو مُعاديها؟
749- بُعْداً وسُحْقاً لأعمى في بصيرتِهِ= إذ لم يَرَ الشمسَ في أبهى مَجاليها
750- وما يرى أيّها تنجو غداةَ غدٍ=وما يَميزُ عليّاً من معاويها
751- وما يُميّزُ بين الدينِ في رجلٍ = وبين وَغْدٍ لكأسِ الخمرِ حاسيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:37 AM

752- وبين من همُّهُ يُحيي عقيدتَهُ= وبين من همُّهُ بالجور يُرديها
753- وبين من كان جبرائيلُ مادحَهُ= بمِدْحَةٍ لرسول الله يُهديها
754- أنْ لا فتى في الورى إلا أبو حسن=مَنْ سيفُهُ لأصول الدين يُرسيها
755- وبين من أحمدٌ قد كان يلعنُهُ= بلعنةٍ عن لسان الوحي يُفضيها
756- إذ ليس ينطق إلا حين يُنطقُهُ= وحيٌ لعلّ من الأدواء يشفيها
757- وإن علا منبري هذا معاويةٌ = إلا اقتلوهُ وإلا فاركبوا التيها
758- بنو أميّةَ في القرآن قد لُعِنوا= وذا معاويةٌ إحدى مخازيها
759- الشاربُ الخمرَ والإسلامُ حرّمَها=والقاتلُ النفسَ والقرآن يحميها
760- والمستحلُّ حرامَ الله يُعلنُهُ= وللمفاسد بين الناس يُفشيها
761- ومُبطلاً لحدود الله مُبتدِعاً= والجاهليةُ جهراً صار يُعليها
762- مُكذِّباً دعوةَ الهادي كوالدِهِ= مَنْ حارب الدينَ تَسْفيها وتَشْويها
763- شعارُهُ: هاشمٌ بالملك قد لَعِبت= وما النبوّةُ إلا من دعاويها
764- إنّ الذي عاش في أحضانِ نابغةٍ=هيهاتَ للنفس من عُهْرٍ يُنقّيها
765- وكيف يطهرُ غِرْسٌ كان غارسَهُ= على السّفاحِ أبو سفيانَ زانيها؟
766- وهل يُطَهَّرُ من أدرانِهِ نَجَسٌ؟= وهل لوصمةِ عارٍ ما يُزكّيها؟
767- واهاً لحيدرَ ما أمضى عزيمتَهُ= وصبرَهُ عند أهوالٍ يُعانيها
768- لم يرضَ بالقومِ إذ أقصوهُ ناحيةً=عن الخلافةِ تَبكيهِ ويَبكيها
769- حتى قسا الدهرُ أنْ أضحى معاويةٌ= بين النظائرِ ما أنكى مآسيها
770- وأمةٌ نشرُ دينِ الله همّتُها= أمست على سادرِ الآمال تَطويها
771- يا موتُ زُرْ إنّ دنياً هكذا انقلبت= فيها الموازينُ لا خيرٌ لنا فيها
772- ورُغْمَ ذاك وهذا بات حيدرةٌ= للشام من بلد الإسلامِ يُدنيها
773- وهل ينام أبو سفيان - لو سَلِمت= من الحروب - قريرَ العين هانيها؟
774- إنّ ابن حربٍ إلى حربٍ يُصيّرُها= لعلّ من بدرِ ثاراتٍ يوفّيها
775- ولم يجد غيرَ عثمانٍ وفتنتِهِ= وليجةً لطَغامِ الشّام تُغريها
776- وعصبةٌ أغضبت بالأمس صاحبَها= يوم الحصار وضربُ الدُّفِ يُلهيها
778- أضحت تُعِدُّ لنيل الثأر عُدَّتَها= كأنّ عثمانَ أخذَ الثأر يوصيها
779- فجنَّدت من بنيها كلَّ سائِمَةٍ= كتائباً ساقها للموت حاديها
780- يقتادها نجلُ من تلك التي حملت= من خمسةٍ أكبُشاً والعاصُ ساديها
781- عمرو الذي إنْ خلا فحلٌ بمُخْدَعِهِ = يغضي فما شأنه؟ والأمر يَعنيها
782- معاشرٌ أصبح الديّوثُ قائدَها= ليس البراهينُ والأنباءُ تغنيها
783- هذا ابن آكلة الأكباد أودعها= حمقاً عن الحقِّ والآياتِ يَكفيها
784- وإذ رأى حيدرُ الأجلافَ عازمةً= على المضيّ تُلبّي غدر مُغويها
785- شعارُها عن أبي سفيان تحملُهُ=شريعةً أمعنت بالدين تشويها
786- نادى الجهادَ عبادَ اللهِ فاتخذوا=إلى الجنانِ سبيلاً ليس يُخطيها
787- فأقبل الزحفُ ميموناً تظلّلُهُ=راياتُ بدرٍ وقد خفّت لداعيها
788- طلائعٌ من بني المختار تقْدِمُها=وخيرةُ الصّحب إجلالاً تُقفّيها
789- لبّوا نداءَ أمين الله يحملُهُمْ=لنُصرةِ الحقّ إنّ الحقّ يُزهيها
790- فأرضُ صفّينَ عن بدرٍ وعن أُحُدٍ=ليست بمنأى وإن مُدّت صحاريها
791- فتلكما واجبُ التنزيل أوقدها= وهذه واجبُ التأويل يَقضيها
792- وقام حيدرُ فيهم خاطباً فعسى= مقاله لا مقال السيف يُجديها
793- فما وعتهُ وقد أعيوا محجّتَهُ= كأنّهُ لم يكن بالنّصح يوليها
794- ظناً بأنّ عليّاً صار يرهبها= والعمرُ إنْ طال بالأبطالِ يوهيها
795- وفاتها أنّ سيفَ الله يشحذُهُ=بَرْيُ الرقابِ إذا ما انصاع يبريها
796- وكان من خُلُقِ الهادي وشيمتِهِ= لا يبدأ الحربَ بل بالنصر يُنهيها
797- كذاك شأنُ أميرِ المؤمنينَ ومن= سواهُ للسنّةِ السّمحاءِ يُحييها؟
798- وهذه سُحُبُ الهيجاءِ قد مطرت= بوابلٍ من نبالٍ خاب راميها
799- وهل تُخيفُ فتىً يرجو منيّتَهُ=تحت السيوف إذا الأقدارُ تؤتيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:38 AM

800- وَحَلّؤوهُ عن العذبِ الفراتِ وقد =كاد الأوامُ جيوشَ الحقّ يُرديها
801- هذا الفراتُ فخلّوا بين منهلِهِ= وبيننا حاجةً للعذر يَقضيها
802- لا لن تذوقوهُ حتى تهلكوا عطشاً= بزعمهم أنّ ذاك الهَذْرَ يُثنيها
803- فطاف بالسّيف يسقيهم مُنادَمةً= صِرْفاً من الرّاح ما يُشجي بواكيها
804- ومدَّ من جثثٍ درباً معبّدةً= نحو الفرات فساقي الموت ساقيها
805- فأيقن ابن أبي سفيان تهلكَةً = بعصبةِ الشرك لا تبقي بواقيها
806- وليس يعلم خسفاً كان أم صَعَقاً=من السماء وأمر الله آتيها
807- إنّ الطغاة وميضُ البرقِ يُفزعُها= ورنّةُ الرعد تُنسيها أمانيها
808-فكيف والموتُ إنساناً يَحيقُ بها= هلا يطمئنها شيءٌ فيُهنيها
809- ومن غدا المكرُ في سِلْمٍ وسيلتَهُ= فخدعة الحرب لا تجفو مُداريها
810- لكنّها - والقضاءُ الحَتْمُ أذهلها= عن السّماعِ - تأبّتْ غوثَ عافيها
811- بحيث تلك الوغى غيرُ التي ألِفَتْ=ترى النفوسَ وصالُ البيضِ يُشقيها
812- ترى العصاةَ لوعظِ السيفِ خاشعةً=والله أكبر للآجال تُدنيها
813- ترى الرجالَ رجالَ الله لاهيةً= والغافلين سجوداً في بَواديها
814- والماضياتِ سُكارى فَرْطَ ما شربت= من النّجيع كأنّ الوِرْدَ يُضميها
815-وقد تثوب إلى وعيٍ فيؤسفُها= من الثُّمالةِ بَرْضٌ ليس يُرضيها
816- ولو درت أنّها في ساعةٍ شربت= بحراً لهان ولكنْ من سيُنبيها
817- فالناسُ في شُغُلٍ عنها بها وَلَهاً=كيف السبيلُ إلى دربٍ يُنجّيها؟
818- ونفخةُ الصّورِ قد صكَّتْ مسامعَهم = فضاقت الأرضُ واندكَّت رواسيها
819- وكان مالكُ للنيران خازنَها= والظالمون دخولُ النارِ يُخزيها
820- يطيع أمرَ عليٍّ فهو قائدُهُ= ومن كمالكِ للنيران يوريها؟
821- نَسْرّ يُعير قلوبَ الصّيد أجنحةً= قبل اللقاءِ إذا ما حلَّ واديها
822- لاعيب فيه سوى نفسٍ تُطاوعه= على الفداء فيمضي في تفاديها
823- للبيضِ والسّمرِ في الهيجا يُغازلها= وعفّةً منه في سِلْمٍ يُجافيها
824- يعفو ويصفحُ عمن ساءهُ شَمَماً= وهو الأشمّ إذا امتازت رواسيها
825- لا ينزل الخوفُ عزّاءً بساحتهِ= وسيفُهُ من سيوف الله ماضيها
826- ربّاه حيدرُ إنْ حُمَّ اللقا قَدَراً= يُنسي المقاديرَ ما تُلقي دواهيها
827-وعاش حيدرَ آياتٍ مجسّدَةً= كالمحكماتِ أبتْ الا تجلّيها
828- ذاك الذي لم يدع للحقّ خافيةً= الا وعنه شموسُ الأفقِ ترويها
829- حاز الفراتَ وقد لاقى معاويةً = بشيمةً حيّرت حتى معاديها
830- لو شاء أهلكها في الحرب من عطش= وهو القدير متى ما شاء يُظميها
831- لكنّهُ وفراتُ الماء في يدهِ= يأبى الدنيّةَ في فعلٍ يساويها
832- إنَّ الفضيلةَ تأبى أن سيّدها= في ساعةِ العُسْرِ والبلوى يجافيها
833- فصاح بالهمجِ الغوغاءَ دونكم = هذا الفراتُ عسى ينفي تصاميها
834- فأيقنت أنَ دينَ الله يحملُهُ= فتىً لشِرعةِ دين الله يحييها
835- ففرّق الجيشَ منه بعد صارمِهِ= رأيٌ به مُرهَفاتُ الخَتْلِ يوهيها
836- يجتثُّ جذرَ دهاءٍ ظنَّ صاحبُهُ= أن الثمارَ كما الأوهام يَجنيها
837- وهو العليمُ بأنّ الصّدقَ منتصرٌ= وإنْ تجدّلَ مغلوباً بناديها
838- عُمْرُ الدّهاءِ سويعاتٌ يتيه بها= غُمْرٌ كطائفة الأحلامِ يطويها
839- والباقياتُ برغم الدهر خالدةً= مفاخرٌ أبت الأيامُ تُبليها
840- سل عنها صفّينَ آفاقا تزيّنُها= تلك الطّوالعُ ما أسمى معانيها
841- تجبْكَ أن دُعاةَ المكر خائبةٌ= وأن للقيم المثلى معاليها
842- وليلةٌ هي وُسْعُ الدهر ما لقِيَتْ= من الخطوب وقد أدمت حواشيها
843- ليلُ الهرير بحيث الموتُ أغرقُهُ= سَيْلُ النفوس وسيفُ الله يُجزيها
844- سيفٌ لهيبتهِ الأجسادُ قد سجدت= وذلُّها عن رئاءِ الناس يُغنيها
845- وما انجلى همُّها الا على هِمَمٍ= للقاسطين لَقىً والخزي يرثيها
846- وليلةً سلبتْها البيضُ مهجتَها= وسيفُ حيدرَ للأنفاسِ يُحصيها
847- لولا القضاءُ لما أبقى لهم أَثَراً= لكنَّ آثارَها السّوءاتُ تُبديها
848- تحت العَجاجَةِ كم أنجت منافِحَةً= وما استطاع حسامٌ أنْ ينجّيها
849- وفعلةٌ لابنِ عاصٍ وابنِ أرطأةٍ= أضحوكةً عن شفاهِ الدهر نَرويها
850- هذا يُعدُّ لدى السوّاس نابغةً=وذا يُعَدُّ من الفرسانِ عاتيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:39 AM

851- ومن يضعْ نفسَه في غير موضعِها = هانتْ وإن غرّها جهلاً تماديها
852- سارا إلى حرب من ألوى بصارِمِهِ = شُمَّ الرِّعانِ فأوهى عزمَ قاسيها
853- ظنّا بذاك فخاراً والتي سلكت = دربَ الغرورِ وميضُ السيف يُعشيها
854- وقولُ أحمدَ في عمّار أرَّقَها = فأوَّلتْهُ كما تهوى أمانيها
855- وصوتُ عمّار وَقْرٌ في مسامعِها = وسيفُهُ حجةٌ أوهت دعاويها
856- حتى سقته ضِياحاً من نكايتِها = وجدَّلته تريباً في سوافيها
857- نفسي الوقاءُ لنفسٍ حشوُها قِيَمٍ = والت عليّاً ببذلٍ من تفانيها
858- لم يُبْلَ مثلُ عليٍّ قطُّ من أحدٍ = بالناس غيرُ رسول الله هاديها
859- دعاهمُ لكتاب الله فاتَّخذوا = آياتِهِ هُزُواً والشركُ يُغريها
860- هلا رعوه وهمْ في حربه جهدوا = حتى على صِنْوِهِ تحنوا أعاديها؟
861- وقال حيدرُ فيما قاله أَسِفاً = لم أرضَ بالقوم قبلي نْ أساويها
862- ظلماً تقمَّصَها هذا ليُلبسَها = هذا وقد علمت أنّي منجِّيها
863- حتى يُقال عليٌّ أو معاويةٌ = كلاهما سنّة المختار يبغيها
864- هذا هو الكفرُ في سرٍّ وفي علنٍ = والجلجليّةُ عن عمروٍ ستحكيها
865- والحقُّ ما شهدت أعداؤه علناً = بأنه عن هداه الحرصُ يُثنيها
866- وإنْ تشابَهَ بين الناس أمرهُما = جهلاً وما علمت قرآنَها تيها
867- لِمْ لا تحكِّمُ فيما بينها حَكَماً = ذا مِرَّةٍ يبتغي مرضاةَ باريها؟
868- فوق الأسنّةِ قد أعلوا مصاحِفَهم = كأنها أرؤوسٌ في الطفِّ تُعليها
869- وأصبح الأمرُ فيما بينهم دَخَلاً = وأَلبسوا الغيَّ ثوبَ الحقّ تمويها
870- وصيّروا ذمّةَ الاسلام مَنْهَبَةً = للقاسطين وقد أولته تشويها
871- وآلَ بالأمر أنْ عمرو ابن نابغةٍ = والاشعريُّ نفاقاً كان موهيها
872- صارا على الدين حُكّاماً ورأيهما = خلافة المصطفى بالغدر يقضيها
873- فأعولَ الدينُ يشكو هولَ نكبتِهِ = والناسُ سامدةً تشكوا تعاميها
874- وغدرةٌ تلو أخرى صار دينُهم = في كفِّ من غاله من قبلُ تسفيها
875- وبات حيدرُ والاسلامُ في طرفٍ = والناس في طرف تبغي معاويها
876- وليس تعزبُ عقبى حرمةٍ هُتكت = لكنَّما الجهلُ للأهواء يُمضيها
877- وليس للرأي ممّن لا يُطاع يدٌ = ترمي إذا لم تكن بالجور يعليها
878- وهذه الناسُ أبصارٌ يرون بها = ويسمعون دبيباً في أقاصيها
879- أما القلوبُ فأحجارٌ مسنَّدةٌ = فما سوى الزيفِ من شيءٍ يُداريها
880- حتى وإن كان لا يُبقي كرامتَها = فلا تلمْها فقد ضلَّت معانيها
881- إنَّ السوائمَ تهوى الذلَّ يُشبعها = وعداً وتبغضُ قوتَ العزِّ يكفيها
882- تعوَّدت أنْ تُجاري كلَّ طاغيةٍ = لعلّه من فُتاتِ الخبز يَقريها
883- شبَّتْ وشابتْ ولم تبرحْ لها شِيَمٌ = على المهانةِ قد قامت مباديها
884- والمخزياتُ من الآثار مُعْقِبَةٌ = للوارثين من الأهوالِ داجيها
885- سارت على سنن الآباءِ حافظةً = شرَّ العهود وحبُّ المال يُغريها
886- وإنها لو أطاعت أمر بارئها = لصارت الأرضُ تِبْراً بين أيديها
887- لكنّضها خسرت دنياً وآخرةً = إذ مكّنت فاسقاً في خَذْلِ زاكيها
888- خلَّت علياً يقاسي الداءَ منفرداً = وهو الطبيبُ متى تضنى يداويها
889- وأسلمت نفسَها للداءِ سادِرَةً = بخُلَّبٍ ومُداجٍ من أمانيها
890- وكان للحرب يدعوها لينصرَها = وللهدى وطريقِ العزِّ يُمشيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:40 AM

891- ودبَّ للرِّجس في أجسادها خَدَرٌ = فضيّعت من فروض الله سانيها
892- وهوَّمت وهي عينُ الحق ساهرة= على قذىً وهوىً للزيغ يُعميها
893- هي السَّوامُ سواءٌ في سجيَّتها= فاللينُ يُفسدها والسَّوطُ يَهديها
894- لا ترتضي العدلَ يَسقيها هدايتَها = وتهنأُ الجّورَ يستسقي هواديها
895- يعصونَ من طاعةُ الرحمنِ طاعتُهُ = ويُهرعون إلى مرضات عاصيها
896- هذا علي أبى التحكيمَ فانتفضوا= ضراغماً وأبوا إلا يُراضيها
897- وقد راوا غِبَّةَ التحكيمَ فابتدرت= باللَّوم قائدَها ماذا سيُرضيها؟
898- وإنه لو أبى لامتازَ منفرداً = وقاتلوهُ واعلوا دينَ طاغيها
899- ما كان عن خيفةٍ فالعربُ لو جُمعت= لحربهِ لاغتدى فرداً يُلاقيها
900- لكنّه شاء أنْ يُبقي لمقتبسٍ = نوراً إذا أظلمت وَهْناً دياجيها
901- ما كان يُرضيهِ منهمْ عُصبةٌ مرقت= عن دينِها وغدت تُبدي تَعاليها
902- من كان منه الاصلاح يُقعدُهُ= عن القصاصِ وميضٌ من تُشّظيها
903- فراسلَ القومَ إنْ ثوبوا إلى رَشَدٍ = ولا تُثيروا من الأضغانِ خابيها
904- وبلَّغ النّصْحَ إلا أنَّ من خبثت= قِدْماً أُرومتُها لا نصحَ يُجديها
905- وغاضه منهم أنباءُ فاجعةٍ= على ابن خبّابِ قد أخنت مأسيها
906- إذ غادروه وشقّوا بطنَ زوجتِهِ= وأْداً وما سلمت من غدرِ مُرديها
907- حتى الأجنّةُ لم تأمن نكايتَهم= والظلمُ إنْ خامرَ الأرواح يُشقيها
908- عاثوا فساداً وأحيوا كلَّ موبقةٍ= قد جاهد المصطفى مَحْقاً لمؤتيها
909- وعند ذاك فما يغني أخا شِيَمٍ= صبرٌ إذا شكت البلوى يشكّيها
910- فهبَّ يُثبتُ حكمَ الله في بشرٍ= بذي الفِقارِ وقد آلى لَيُشفيها
911- وكان بينهما نهرٌ وكان فتىً= يُنمى إلى الأزد حمّالاً مساعيها
912- بحيث يسمع ما يُلقي أبو حسنٍ= من المقالةٍ تصريحاً وتنويها
913- والى علياً وحامى عن رسالتِهِ= لكنَّ في النفس أوهاماً يُعانيها
914- يرى الخوارجَ عبّاداً وأوجهُهم= طولَ السجودِ بدوراً في تجلّيها
915- تالين للذِّكرِ والاجسادُ ناحلةُ= من الصيامِ وذكرُ الله يُبكيها
916- تُرى يحلُّ لنا حقاً قتالهمُ؟ = أم أننا بسيوفِ الجَّور نفنيها؟
917- وبينما هو في أفكارهِ ثملاً = وحَيْرةُ الشكِّ مهموماً يقاسيها
918- إذ جاء فارسُ عجلاناً لحيدرةٍ= فقال: يا سيدي الاخبار أرويها
919- إنّ الخوارجَ فوق الجسر قد عبروا= وقد رايت من الصَّفيْن تاليها
920- فقال حيدرُ: لا لن يعبروا أبداً = وجاء آخرُ رأيَ العين يحكيها
921- فقال حيدرُ: لا لن يعبروا أبداً = وجاء آخرُ بالإيقان يُمضيها
922- فقال حيدرُ: لا لن يعبروا أبداً = مقالةً عن رسول الله أمضيها
923- وقال لي: سوف تُفنيهم سوى هَمَلٍ = أقلّ من عشرةٍ والله يُخزيها
924- ولن ينالوا من الأصحاب عاشرَهم= بل دون ذلك إمّا شئتَ تُحصيها
925- فقال في نفسِهِ الأزديُّ مبتهجاً= قد آنَ للحرب أنْ تُبدي خَوافيها
926- قد آنَ للحقِّ أنْ تُبلى سرائرُهُ= وللهداية أنْ ينهلَّ صافيها
927- والله لو عبروا الجسرَ الذي عبروا= لأنصرَ القومَ حتى الوعدُ ياتيها
928- فسار للجسرِ حيث العينُ مُعنيةٌ = عن السّماعِ وللأوهام تُقصيها
929- إذا بهمْ فوق ذاك الجسر ما عبروا= وقولةُ المصطفى قد حقَّ روايها
930- وهاله أنْ رأى الصِّديقَ حيدرةً= من خلفِهِ لِبَناتِ الرّيْب يُوديها
931- هلا تيقنتَ يا ابن الازدِ من خبري؟= نادى عليٌّ وآيَ الصدق يُنشيها
932- أجابه الفارسُ المغوارُ مبتشراً= أنت الوصيُّ أعادي من تُعاديها
933- وعدَّ حيدرةُ الفاروقُ عُدَّتَهُ= لحربِ من فجّرت سُمّاً أفاعيها
934- وردَّ دابِرَ من كادوا لنحرهِمُ= وأُطفئت فتنةٌ سُحْقاً لموريها
935- وذو الثُّديَّةِ شرُّ الخلق مصطلَمٌ=نبوءةٌ صدّق الكرّارُ مُنبيها
936- نبوءةٌ لن يُضيرَ الحقَّ مُنكرُها= فبالفضائلِ قد أبدت تأسّيها
937- وأيُّ أكرومةٍ للمرتضى ظهرت= من دون أنْ يغتدي جِلْفٌ ليَنفيها؟
938- لا يزعُمَنَّ عِداةُ الصدق قد غنموا = فوزاً إذا جرت الدنيا بأيديها
939- فإنّما هي أيامٌ يُداولها= بين الأنامِ وإنْ طالت لياليها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:41 AM

940- كم معشرٍ حسبوا الدنيا تهيمُ بهم = حبّاً وقد عرفوا عقبى محبّيها
941- فعاهدوها فما أوفت لهم ذِمَماً = واستنصحوها وطبعُ الغدر يُثنيها
942- واستعبدتهم وظنّوا ذلَّها نِعَماً = واستصرخوها وما ملّوا تَصاميها
943- كأنّهم وصروفُ الدهر تُنذرهم = هيمٌ عطاشٌ ورودُ الماء يُظميها
944- فاستمرؤا كلَّ مَوْبوءٍ وما نكروا = طعماً وما بلغوا عيشاً يهنّيها
945- ماذا دهى أمّةً خلّت أبا حسنٍ = يدعو وقد غفلت عمّا يُنجّيها؟
946- تراهم خُشّعاً أبصارهم فَرَقاً= من المنون وما هبّت لواعيها
947- وللنُّخيلةِ يدعوهم لينقذَهم = ورِبْقةُ الذلِّ والأغلال تُعييها
948- وحيدرٌ يستثير الناسَ يخبرهم= ما حلَّ من بُسْرِ من بلوى بواديها
949- والناسُ يشغلُهم عنه تقاعسُهم = كأنّه لم يكن بالقول يَعنيها
950- وأشعثٌ وابن ربعيْ والألى بَرَءوا= من النبوّةِ سارت في تجنّيها
951- فثبَّطوا الناس عن دينٍ يناشدهم = حقَّ الجهاد وخوفُ الموت يُقعيها
952- ومثلُ حيدرَ لم يصبر على أَوَدٍ = وأن يرى أمّةً زاغت فيرثيها
953- خمسون عاماً أراها من بطولته = معنى الفدا وقد أوعت معانيها
954- وعاشها أمّةً بالخير قد خرجت = للناس تُنقذها من شرِّ مغويها
955- وواكبته نقيَّ الجَّيب من طَبَعٍ = منزَّهاً من عيوب الناس تنزيها
956- فعاهدوه وهبّوا من معاقلهم = أُسْداً تهدُّ من الأجبال راسيها
957- يستنظرون هلالَ العيد يوهبهم = بشائراً لأمير النّحل تُزجيها
958- فريضةُ الصوم قد وافت تعلّمهم = من الجهاد فروضاً من تساميها
959- والقاسطون أعدّوا من مكائدهم = ما أُلبست من ثياب العار ضافيها
960- تحشّد الثأرُ جيشاً لا عديد له = على عليٍّ وكم عانى ليهديها
961- وخلفهم من بني الأحزاب ما ورثت= مِن الضّغون ومَنْ سرّاً يواليها
962- فلا قريشٌ لعهد الثأر ناسيةً = ولا اليهودُ لنار الوَثْرِ تُطفيها
963- ولا الألى دخلوا الاسلام من فَرَقٍ = وللنفوسِ حنينُ الشرك يُشقيها
964- ولا لعائشةٍ نفسٌ تقرُّ على = سِلْمٍ وقد سُلبت منها أمانيها
965- ألقى ابن هندٍ إلى عمرو ابن نابغةٍ= بخطّةٍ أُحكمت كالليل داجيها
966- لا يعرف الغدرُ من أسرارِها جُمَلاً = حقداً تحمَّلَ أنكاها مراديها
967- وافى إلى الكوفةِ الحمراءَ مرتدياً = ليلاً به أصبحت سوداً لياليها
968- أمَّ المحاريبَ يبغي سَلْبَ عزَّتِها = بقتلِ مَنْ سيقُهُ علّى مبانيها
969- حُمَّ القضاءُ وحان الوعدُ إذ نظرت = إلى السماء وقد غارت دراريها
970- ترى الملائكَ تحت العرشِ باكيةً = والأنبياءَ فنَوْح ُالوحيِ يُشجيها

منتظرة المهدي 11-Nov-2010 02:43 AM

971- هذا عليٌّ وحكمُ الله في يدِهِ = لحكمة الله عن طَوْعٍ يُلبّيها
972- نادى الصلاةَ عبادَ الله فاغتنموا = ضيافةً لم يخِبْ إلا مُجافيها
973- وكبّر المرتضى والذّكْرُ في فمهِ = ينعى وأياتُهُ تبكي لتاليها
974- وسورةُ الحمدِ تبكي أنَّ واحدةً= من المثاني بحِجْرِ الموت تُلفيها
975- أهوى عليٌّ يؤدّي حقَّ ركعتِهِ = لسجدةٍ واستوى شِفْعاً يثنّيها
976- فكبَّر السيفُ مسموماً بهامتِهِ = بضربةٍ لم يزل يَفري تشظّيها
977- فصاح فزتُ وربِّ البيت مفخرةً = لمولدي وسطَ بيت الله أُنميها
978- وفي السموات جبريلٌ يؤبِّنه = قد هُدّمت للهدى أمضي أواخيها
979- غالوا الوصيَّ عليّ المرتضى فلقد= غالت بقتلتِهِ المختارَ هاديها
980- ليت السماء هوت فوق الثرى كِسَفاً = وليت فوق الثرى تهوي رواسيها
981- مَنْ للديانة إنْ عاثٍ أضرّ بها = ومن يُجير الهدى مما يُخشّيها؟
982- من لليتامى إذا جار الزمان بهم = وللأيامى إذا اشتدّت مآسيها؟
983- من للعُفاة إذا ضاقت بهم سُبُلٌ = وقد قضى صابراً من كان يغنيها؟
984- ومن لزينبَ والسبطين من سَنَدٍ = من جور نائبة الايّام تحميها؟
985- بالأمس قد فقدت جدّاً ووالدةً = واليومَ تفقد واليها وراعيها
986- مَنْ عنده الحوضُ في يوم المعاد ومَنْ = لراية الحمد عند الحشر يُعليها
987- يا من له الصحبُ والاعداءُ قد شهدت = بأنّه من شِمام الفضل راسيها
988- أتيت فضلك استسقي إذا ظمئت = نفسي فمن كأسك الأوفى تُوافيها
989- وللشفاعةِ أنْ أرقى لبُغيتِها = فأنت لو شئتَ للنيرانِ تُطفيها
990- ألقيت رحلي وحاجاتي يضيق بها = سواك إنّك للحاجات تقضيها
991- أرجو المماتَ على عهد الولاء لكم = حتى أنال من الجنّات عاليها
992- ولست أفزعُ إن مستني نائبةٌ = إلا إليك وكم أذللت عاتيها؟
993- فكيف أفزع في قبري - إذا بُليت = سريرتي - من ذنوبٍ لست أحصيها
994- ونورُ حُبَّيْكَ مشكاةٌ تنوِّرُ لي = ليلَ الذنوب وإن مدَّت بداجيها
995- يا شِفْعَ أحمدَ إشفع لي = ووالدتي ووالدي ولأخوانٍ أُساقيها
996- خمر الولاءِ بكأسٍ من فضائلكم = فإنني رُغم من ناواك أُفشيها
997- وتلك الفيَّتي بالحبِّ أنظمها = جَهْدَ المقلِّ فما وفَّت قوافيها
998- معشارَ ذرّةِ ما تحويه من قِيَمٍ = يفنى الزمان وما تفنى معاليها
999- ولستُ أسألُكُم أجراً فعبدكُمُ = يرى المودَّةَ نُعمى أنت مُسديها
1000- فمنتهى الشكرِ حمداً لا يُحيط بها= وغايةُ المدحِ شكراً لا يؤدّيها




انتهى


الساعة الآن »03:13 PM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc