![]() |
تأملات في المنتظرين المعاصرين فهل أنت منتظر ؟؟؟؟
أنا لا أنتظرك ! فكل ما افعله في غيابك هو نسيانك و التمادي في تجاهل يومك الذي ستظهر فيه ما شأني و شأنك ؟ فأنا قرون من الذلة و العبودية و الاضطهاد الذي احترفته و صار رغيفا يوميا أتعايش به فالظلم صنع لي قضية ! أنجب مني جبناء لا يعرفون الحرية و أوصاني بالصراخ و البكاء أمام الشاشات العربية فأنا ما دمت حية سأظل ضجيجا غوغائي الأبجدية ينشرون يومياتي في الأخبار و الأغاني و الأفلام الوثائقية حتى تصير قضيتي مثار جدل و تهكم و سخرية أنا لا أنتظرك بل أنتظر الحلول من (القماقم) العربية ! و من( البيت الأسود) و (مجلس العجائز) ! فهم أدرى منك بالسياسة و فنون التفاوض على المذابح و الجنائز ما شأنك و شأني أيها المتمادي في غيابك ؟ فأنا لا أنتظرك فكل أيامي المعدودة لا تكفي لانتظار موعد التقاعد ! فكيف بانتظارك أيها القائم القاعد ؟! فرغيف الخبز و أسعار الأرز المرتفعة و فاتورة هاتفي المحمول و جبين طفلتي المحموم و شهادة ابني الجامعية و الشرطي الواقف في الشارع كل يوم للتفتيش عن إرهابي مجهول ! و عن سائق مخبول لم يجدد استمارته و الجو الخانق الذي يُحرّم التوفير في استهلاك الكهرباء و الفاتورة التي تعاقبنا كلما أسرفنا في التقاط أنفاس باردة في بلد صحراوي رطب و حارق و ميزانية بلدي التي تتناسل كل عام لتنجب المزيد من الفقراء و اللصوص و إيجار مسكني الباهض و حلمي المشبوه في امتلاك بيت يحمي أسرتي من الشتات و ولدي الذي صفعته حين تبرم من لعن معاوية بحجة لا تسبوا الصحابة ! و أكثر من هذا و أكثر ... قضايا لا يتسع لها عمري المحدود فكيف تريد لانتظارك أن يزاحمها ؟ اعذرني أيها الغائب فكل من ينتظرونك لا يختلفون كثيرا عمن انتظروا جدك الحسين ع في الكوفة فهو انتظار قلوب باردة تنبض برتابة و بلا معنى لا انتظار عقول نابضة بالتهيئ لنصرتك أين أنا من نصرتك ؟ و قد جف في ّ نهر الامل و نضبت في سمائي نجوم الحقيقة بت أتغنى بالأكاذيب و أحفظها و أعلم أجيالي كل الحماقات التي أرادوا لنا أن نصدقها في المناهج المدرسية و أخيرا صادقنا الباطل و ارتأينا أن نمارس التقية في زمن البعوض لا الجبابرة ! فقد أُرضعنا لبنا انتهت صلاحيته و تشربنا حنانا من أمهات ٍ أحرار و نحن لا نحتاج سوى إلى مزيد من الكاكاو لنصبغ بياضنا المزيف لنحصل على لون العبيد الذي يلاؤمنا أتعلم أيها الغائب ؟ أنا لا أجرؤ على انتظارك ! فلانتظارك عطش رمضاني في رمضاء القهر و بلسم تخديري في زمن الجراح المميتة و خيبات متكررة عند أفول يوم ٍ هو غير يومك البعيد أنا لا أقوى على انتظارك يا سيدي فنظري يضعف كلما أطلت النظر في شمسك المكسوفة بغفلتنا و نفسيتي تتعب كلما أطلت الصمت باحثة ً عن صوتك و قلبي يقسو كلما اشتدت قسوة غيابك أنا لا أنتظرك يا سيدي يا صاحب العصر و الزمان فأيوب الصبر الذي ورثته من أجدادي بات يئن من صبري و سياط الظالمين التي تنهال على روحي بكل برود ملت و كلت من صمتي و انتظاري المزمن لظهورك بات مثار سخرية لأعدائي فانتظاري الطويل غامض كسفينة بناها نوح في صحراء يابسة فأين طوفانك يا سيدي ؟ أين طوفانك ليخلع عن سفينة انتظاري رداء الجنون أين نورك الذي تستضيء به العيون أين سيفك المسلط على الطغاة و المَرَدة و أرباب المجون متى سأراك تملأ الأرض قسطا و عدلا كما مُلئت ظلما و جورا متى متى متى متى يا سيدي ؟ من ؟؟؟؟ ايميلي |
تقليديون ، لا معاصرون .
طبعاً المعاصر من العصور الحالية التي أدمنت كل حبوب الخواء ، وليس من العصرنة والتجديد . أتمنى من الله أن يبقينا من المنتظرين التقليدين ، لا هؤلاء المعاصرون . مشكورة اختنا " يا علي مدد " أنتي تتحفينا في كل مرة بالجديد المتميز . وكنت اتمنى ان نعرف صاحب هذه الكلمات لنوجه له الشكر . ولكن نشكره عبر مساهماتك ، فكل الشكر لك وله . |
الساعة الآن »12:12 PM. |