شاءَ اللهُ أنْ يراهنَّ سبايا !!
 

شاء الله أن يراهنَّ سبايا
كاظم الحسيني الذبحاوي
لا شكَ أنّ جواب الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمّد بن الحنفيه عليه السلام حينما سأله عن معنى اصطحابه للعيال معه ، وهو في طريقه إلى العراق، بقوله عليه السلام : شاءَ اللهُ أنْ يراهنَّ سبايا
وفيه بعدان :ـ
البعد الأول: سياسي بحت ، فقد كان جواباً إسكاتياً ،ولم يكن جواباً واقعياً ، لأن الحسين عليه السلام لم يشأ أن يقترف حماقة سياسية بتصريحه عن السبب الواقعي والحقيقي لاصطحابه العيال معه ، فلو صرّح به لكان تصريحه خطأ سياسياً لم يرتبكه مّن هو أدنى منه مرتبة ، فكيف به عليه السلام وهو الحسين صلوات الله عليه القائد السياسي والعسكري من الطراز الأول ؟!
إنَّ اصطحاب العيال يعني وبكل بساطة حيطة وحرص الإمام الحسين عليه السلام على نجاح الثورة من أن تدنسها أيادي السلطة التي تـُظهر نفسها أنها تحكم المسلمين بدين الإسلام،وهي ليست كذلك،فلو اتفق أن ترك الإمام الحسين عليه السلام عياله في المدينة، لقامت السلطة باحتجازهن رهائن من أجل أنْ تـُثني عزم الإمام عن مواصلة مقارعة الظالمين ، وبهذا فإنه وفي هذه الحالة يعطي المبرر الأكيد لفشل هذه المهمة الإلهية ويقتلها في مهدها ،وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدر عنه صلوات الله عليه ،فالتصريح بالسبب كما هو قد يؤدي إلى تفشيه وانتشاره ،فتتلقفه أجهزة السلطة الاستخبارية المنبثة في أرجاء المنطقة ووصوله ليزيد ،وهذا لن يكون أبداً ،ولو كان لقيل أن الإمام الحسين أعان السلطة على نفسه .
البعد الثاني: وهو سياسي أيضاً ويظهر من ضمير النسوة في (يراهن) فهو عليه السلام لم يقل بمثل : يراهم ؛ بل قال يراهنَّ وهذا يعني أن البقية من أهل بيته نساءٌ في الأعم الأغلب ،وهجوم القوم على النساء أمرٌ مستهجن في كل الشرائع والقوانين، فضلاً عمّا دأب عليه العرب الأقحاح . فكل هجوم شنه القوم على المخيمات إنما يكشف عن عدم صحة إدعاء الأجهزة الحكومية أنّ القوم عرب، لأن العربي يأنف من الهجوم على النساء وأطفالهن ،ولذا تجد أن الإمام الحسين عليه السلام حينما ناداهم بقوله : يا شيعة آل أبي سفيان:إن لم يكن لكم دينٌ وكنتم لا تخافون المعاد كونوا أحراراً في دنياكم .. عودوا إلى أنسابكم إن كنتم عَرَباً كما تزعمون.هذا وقد حاول البعض إيهام السامع بجعل قولهُ عليه السلام عـَرَباً [ بفتح العين والراء]، عُرباً [ بضم العين والرّاء]!!
عليه فإنني أرى أنَّ مهمة العقيلة زينب سلام الله عليها من بعد الواقعة جاءت عرضية، أو قل أنها جاءت تؤكد نوايا السلطة وتوجهاتها غير الإسلامية ،فلو لم تكن السلطة تنوي احتجاز العيال كرهائن سياسيين ،ورقة ضغط يرفعونها بوجه الفاتح الأكبر صلوات الله عليه ،ما كانت الحاجة إلى هذا الاصطحاب بالمرّة ، ذلك أن مجرّد وجود العيال في قلب المعركة أمرٌ يشق على الحسين عليه السلام ،وكيف وقد ترك شرب الماء في ذلك الصيف اللاهب بمجرد سماعه نداء القوم بهتك حريمه ؟؟
و لا عجب في ذلك، إذْ استخدم الإمام الحسين صلوات الله عليه أسلوب التورية في الكثير من كلماته ورسائله التي صدرت منه، حيطة منه على نجاح مهمته الإلهية الكبرى التي عبَّرَ عنها بـ (الفتح) في رسالته المشهورة إلى أخيه محمّد بن الحنفية سلام الله عليه ،وهذا يكشف للمتأمل ضيق الأجواء التي كان يعاني منها الحسين بأبي وأمي ،مثلما كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله يعاني من نفس هذا الضيق ،وقد تمثـَّل في رزايا عاش عنفها وضراوتها البيت النبوي برمته ،ولكأني أشاهده صلى الله عليه وآله وهو يتمنى لقاء الله تعالى على البقاء بين ظهراني الذين صاحبوه ،فلم يحدثنا القرآن ولا التأريخ عن فترة كانت تتملكه فيها حالة من الاطمئنان والرضا عن هذه الأمة التي جحدته وقتلته وقتلت أهل بيته من بعده !!

طرح موفق اسال الله لكم وللمؤمنين والمؤمنات التوفيق لنيل الرضا الدائم لمولانا صاحب الزمان-عج-
ولكن ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟قبل الولوج في محرم الحرام ومصائب اهل البيت -ع- فيه لا بد من الانتباه الى يوم مهم جدا جدا جدا وهو آخر يوم في السنة الهجرية ......اذا ان فيه عمل يهدم سيئات سنة كاملة.......
لا تفوتك الفرصة الذهبية: يوم ختام السّنة العربيّة ذكر السّيد في الإقبال طِبقاً لبعض الرّوايات انّه يُصلّي فيه ركعتان بفاتحة الكتاب وعشر مرّات سورة قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدٌ وعشر مرّات آية الكرسي ثمّ يدعى بعد الصّلاة بهذا الدّعاء :
{ اَللّهُمَّ ما عَمِلْتُ فى هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَل نَهَيْتَنى عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ ، وَنَسيتَهُ وَلَمْ تَنْسَهُ ، وَدَعَوْتَنى اِلَى التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائى عَلَيْكَ ، اَللهُمَّ فَاِنّى اَسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِر لى ، وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَل يُقَرِّبُنى اِلَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنّى ، وَلا تَقْطَعْ رَجآئى مِنْكَ يا كَريمُ }
فاذا قلت هذا قال الشّيطان يا ويلي ما تعبت فيه هذه السّنة هدمه أجمع بهذه الكلمات وشهدت له السّنة الماضية انّه قد ختمها بخيْر .
نرجو إخبار ذويكم ، وجيرانكم ، وذوى الحقوق عليكم ومن تحبون ، بهذا الأمر ونشرها على المنتديات والرسائل والهواتف النقالة فإنها قاصمة لظهر اللعين الذي عمل على إغوائنا عاماً كاملا .

السلام على العلوية النجفية ورحمة الله وبركاته . أشكرك على قراءتك لهذه الأسطر التي كتبتُــها فجعلتها هكذا مختصرة من دون إطالة ، لتكون متناً من متون الأراء ، لا متناً من متون المباحث ،وهي تفريعٌ من الأصول ؛أصول تراثنا الذي ورثناه عن أئمتنا الأطها صلوات الله عليهم أجمعين ونقله لنا رواة أحاديثهم وسيرتهم رضوان الله تعالى عليهم ،فهم نوّاب قوّام الزمان ، لكنني أنوّه في هذه العجالة أن السنة الهجرية لا تنتهي في شهر ذي الحجة من كل سنة ؛بل تنتهي في شهر صفر الخير حيث الهجرة المباركة وقعت في شهر ربيع ـ كما هو معروفٌ عند الجميع ـ لكن الذي يدأبُ عليه المسلمون اليوم من جعلهم شهر محرم الحرام من كل سنة تأريخاً لبداية سنة الدولة الإسلامية ، إنما وقع في زمان عمر تمييزاً عن تأريخ الدولة الرومانية حينذاك ،ورجعوعاً إلى ما كانت العرب قبل بزوغ فجر الإسلام تعظمه وتمنع القتال فيه وهو شهر محرم الحرام وأقرَّه الإسلام كذلك ، ثم طمساً منهم لهجرة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله . عليه فإنني متعجبُ من ترتيب الآثار على هذا التأريخ الذي سنه الحكام المسلمون وفرضوه على المسلمين بقوة القانون الحكومي الوضعي ،وسار عليه البعض متغافلين عن هذا الطمس المتعمد للحقائق والقفز عليها وسحقها !!
تقبلوا وافر تحياتنا

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
احسنت اخي كاظم على هذا الموضوع القيم بما يحمله من درر
فالسلام على شريكة الحسين كعبة الاحزان الحوراء زينب عليها السلام التي زلزلت
عرش الظلم والطغيان واتمت ثورة الحسين عليه السلام.
بارك الله فيك اخي كاظم وحشرنا الله واياكم مع محمد وال محمد الطيبين الطاهرين.

حوار حول (شاء الله أن يراهنَّ سبايا)
 

حوارٌ حول (شاءَ الله أن يراهنَّ سبايا)

الــــسلام علـيــــــكــم

صحيح يا أخي العزيز أنا لم أشأ الحديث عن موضوعة نهضة العقيلة الهاشمية زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليها من بعد معركة الطف ، تلكم الملحمة التي أحيت الإسلام بعد إماتته من لدن الأمويين.. أجل لم أشأ التحدث عن الدور البطولي لزينب بنت فاطمة ،ذلكم الدور الذي أسقط ماكنة الإعلام السلطوي المعادي للإسلام على مرّ التأريخ ،لأنها موضوعة متبادرة ومعروفة للخاص وللعام ، لكني تحدثتُ عن علـّة عدم تصريح الإمام الحسين صلوات الله عليه باصطحابه العيال إلى العراق،فجوابه صلوات الله عليه(شاء اللهُ أن يراهنّ سبايا) يدعو للتأمل كثيراً في وقت يحرص أئمتنا صلوات الله عليهم على عدم فسح المجال للآخـَرين من رؤية عيالاتهم بحضورهم،فكيف بغيابهم ؟
انظر إلى قوله صلوات الله عليه (شاء الله)!!
جملة خبرية تخبرعن مشيئة الله التي لا تقبل الجدل أو الحوار .. الحسين هنا ينطق عن الله تعالى .. إنه يخبر عن مشيئة الله النافذة على هذا الكون (شاء اللهُ لا ما شاء الناسُ) !
فالعلـّة الحقيقية رأيناها راجحة رجحاناً لم يكن له نظير. أما دور زينب سلام الله عليها من بعد الطف يصح أن يكن دوراً عرضياً يأتي من باب تحصيل الحاصل؛ غير أنه جاء مطابقاً لما كانت مرحلة الصراع وطبيعته تتطلبه .والسلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .



اضافة لما ورد في تحليلكم الدقيق للاسباب التي جعلت سيدالشهداءالأمام الحسين عليه افضل الصلاة والسلام في اتباع التورية في الاجابه متوخيا الحفاظ على نجاح الثورة وعدم خلق ثغرة في السيطرة على أفشالها من خلال احتجاز حرم آل البيت النبوي للمقايضة ممايجعله في موقف صعب ومعقد في هذا الجانب..
الآ أن هنالك جانب آخر أهتم به الامام الشهيد في ثورته الآ وهو الجانب الاعلامي للثورة ولو نتصفح فصول الواقعه بكثير من جوانبها لرأينا ان الامام اهتم بالجانب الاعلامي لها وهو بقدرأهمية الدم الذي سقى به ارض كربلاء لاشعال جذوة النور والأيمان والدروس والعبر في واقعة الطف وعلى مدى التاريخ وابد الدهر ..فقد عرف عن بني أمية وأدهم للثورات وأخمادها وتكميم صرختها ومحو معالمها كما عملوا مع ميثم التمار وخباب وألشهيدالعظيم زيد بن علي وغيرهم فكان الجانب الاعلامي لهم بمستوى اهمية الجانب العسكري ولذلك اوكل ألأمام لعقيلة بني هاشم بطلة كربلاء السيده زينب مهمة توضيح الجانب الاعلامي للثورة بعد استشهاد جميع الثوار فكانت بحق وزيرة اعلام الحسين والتي قامت بدورها بكل قيم البطولة والبلاغة والشجاعة وتوضيح الحقائق ابتداء من اليوم الاول الذي انتهت به فصول الملحمة الآلهيه مرورا بمسيرتهم بالكوفة ووصولهم الى ألشآم وخطبتها العظيمة التي زلزلت بها العرش الاموي النتن في مجلس الناقص (يزيد) وعودتهم الى ديار جدهم حين طلبت من بشر ان ينعي الحسين ولكن بالطريقة الاعلامية التي اشرنا اليها والى آخر يوم من حياتها الشريفه فكان الأعلام يسير بخط متواز مع نضح الدم الذي سقى تربة كربلاء الاحرار وهذا سر آخر من اسرار خلود هذه الملحمة العظيمه ..سلام على الحسين ابي الاحرار بطلا وثائرا وقائدا يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث بصحبة جده المصطفى حيا
عمران الزبيدي 10/12/2010