|
عضو مميز
|
|
|
|
الدولة : العـــــــــــــراق
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
شاءَ اللهُ أنْ يراهنَّ سبايا !!
بتاريخ : 04-Dec-2010 الساعة : 12:27 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
شاء الله أن يراهنَّ سبايا
كاظم الحسيني الذبحاوي
لا شكَ أنّ جواب الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمّد بن الحنفيه عليه السلام حينما سأله عن معنى اصطحابه للعيال معه ، وهو في طريقه إلى العراق، بقوله عليه السلام : شاءَ اللهُ أنْ يراهنَّ سبايا
وفيه بعدان :ـ
البعد الأول: سياسي بحت ، فقد كان جواباً إسكاتياً ،ولم يكن جواباً واقعياً ، لأن الحسين عليه السلام لم يشأ أن يقترف حماقة سياسية بتصريحه عن السبب الواقعي والحقيقي لاصطحابه العيال معه ، فلو صرّح به لكان تصريحه خطأ سياسياً لم يرتبكه مّن هو أدنى منه مرتبة ، فكيف به عليه السلام وهو الحسين صلوات الله عليه القائد السياسي والعسكري من الطراز الأول ؟!
إنَّ اصطحاب العيال يعني وبكل بساطة حيطة وحرص الإمام الحسين عليه السلام على نجاح الثورة من أن تدنسها أيادي السلطة التي تـُظهر نفسها أنها تحكم المسلمين بدين الإسلام،وهي ليست كذلك،فلو اتفق أن ترك الإمام الحسين عليه السلام عياله في المدينة، لقامت السلطة باحتجازهن رهائن من أجل أنْ تـُثني عزم الإمام عن مواصلة مقارعة الظالمين ، وبهذا فإنه وفي هذه الحالة يعطي المبرر الأكيد لفشل هذه المهمة الإلهية ويقتلها في مهدها ،وهو الأمر الذي لا يمكن أن يصدر عنه صلوات الله عليه ،فالتصريح بالسبب كما هو قد يؤدي إلى تفشيه وانتشاره ،فتتلقفه أجهزة السلطة الاستخبارية المنبثة في أرجاء المنطقة ووصوله ليزيد ،وهذا لن يكون أبداً ،ولو كان لقيل أن الإمام الحسين أعان السلطة على نفسه .
البعد الثاني: وهو سياسي أيضاً ويظهر من ضمير النسوة في (يراهن) فهو عليه السلام لم يقل بمثل : يراهم ؛ بل قال يراهنَّ وهذا يعني أن البقية من أهل بيته نساءٌ في الأعم الأغلب ،وهجوم القوم على النساء أمرٌ مستهجن في كل الشرائع والقوانين، فضلاً عمّا دأب عليه العرب الأقحاح . فكل هجوم شنه القوم على المخيمات إنما يكشف عن عدم صحة إدعاء الأجهزة الحكومية أنّ القوم عرب، لأن العربي يأنف من الهجوم على النساء وأطفالهن ،ولذا تجد أن الإمام الحسين عليه السلام حينما ناداهم بقوله : يا شيعة آل أبي سفيان:إن لم يكن لكم دينٌ وكنتم لا تخافون المعاد كونوا أحراراً في دنياكم .. عودوا إلى أنسابكم إن كنتم عَرَباً كما تزعمون.هذا وقد حاول البعض إيهام السامع بجعل قولهُ عليه السلام عـَرَباً [ بفتح العين والراء]، عُرباً [ بضم العين والرّاء]!!
عليه فإنني أرى أنَّ مهمة العقيلة زينب سلام الله عليها من بعد الواقعة جاءت عرضية، أو قل أنها جاءت تؤكد نوايا السلطة وتوجهاتها غير الإسلامية ،فلو لم تكن السلطة تنوي احتجاز العيال كرهائن سياسيين ،ورقة ضغط يرفعونها بوجه الفاتح الأكبر صلوات الله عليه ،ما كانت الحاجة إلى هذا الاصطحاب بالمرّة ، ذلك أن مجرّد وجود العيال في قلب المعركة أمرٌ يشق على الحسين عليه السلام ،وكيف وقد ترك شرب الماء في ذلك الصيف اللاهب بمجرد سماعه نداء القوم بهتك حريمه ؟؟
و لا عجب في ذلك، إذْ استخدم الإمام الحسين صلوات الله عليه أسلوب التورية في الكثير من كلماته ورسائله التي صدرت منه، حيطة منه على نجاح مهمته الإلهية الكبرى التي عبَّرَ عنها بـ (الفتح) في رسالته المشهورة إلى أخيه محمّد بن الحنفية سلام الله عليه ،وهذا يكشف للمتأمل ضيق الأجواء التي كان يعاني منها الحسين بأبي وأمي ،مثلما كان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله يعاني من نفس هذا الضيق ،وقد تمثـَّل في رزايا عاش عنفها وضراوتها البيت النبوي برمته ،ولكأني أشاهده صلى الله عليه وآله وهو يتمنى لقاء الله تعالى على البقاء بين ظهراني الذين صاحبوه ،فلم يحدثنا القرآن ولا التأريخ عن فترة كانت تتملكه فيها حالة من الاطمئنان والرضا عن هذه الأمة التي جحدته وقتلته وقتلت أهل بيته من بعده !!
|
|
|
|
|