![]() |
لمحة عن حياة الامام علي بن الحسين عليه السلام
اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلأم وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ اللهُمَّ الْعَنْهم جميعا أعظم الله أجورنا وأجوركم هو الإمام عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، رابع أئمّة أهل البيت. ولقد كفاه مجداً وعزّاً وشرفاً وشأناً أن يكون أبوه سيّد شباب أهل الجنّة، وأن يكون جدّه سيّد الوصيّين وأمير المؤمنين،وأن تكون جدّته سيّدة نساء العالمين ، وأن يكون جدّه الأكبر محمّد بن عبد الله سيّد خلق الله وخاتم الرسل والنبيّين 1 . ولادته عليه السلام ولد في المدينة المنوّرة في المسجد في بيت فاطمة عليها السلام 2 ، سنة ثمان وثلاثين للهجرة3،على أقوال في يوم ولادته، منه: الخامس من شعبان 4،والنصف من جمادى الأولى 5،والنصف من جمادى الآخرة 6،وقيل غير ذلك 7.. فالمشهور: أبو الحسن، ويقال: أبو محمّد8. زين العابدين، وسيّد العابدين، وزين الصالحين ، ووارث علم النبيّين ، ووصيّ الوصيّين ، وخازن وصايا المرسلين ، وإمام المؤمنين ، ومنار القانتين ، والخاشع ، والمتهجّد ، والزاهد ، والعابد ، والعدل ، والبكّاء ، والسَّجّاد ، وذو الثفنات ، وإمام الأمّة ، وأبو الأئمّة، ومنه تناسل ولد الحسين عليه السلام 9. قال الشيخ المفيد: أمّه شاه زنان بنت يزدجرد بن شهريار كسرى، ويقال: إنّ اسمها شهربانو، وكان أمير المؤمنين عليه السلام ولّى حريث بن جابر الحنفيّ جانباً من المشرق ، فبعث إليه بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى، فنحل ابنه الحسين شاه زنان منهما، فأولدها زين العابدين عليه السلام،ونحل الأخرى محمّد بن أبي بكر، فولدت له القاسم بن محمّد بن أبي بكر، فهما ابنا خالة"13. وروي أنّ أبا الأسود الدؤليّ قال فيه لأكْرَمُ مَنْ نِيطَتْ عَلَيْهِ التَّمائِمُ 18 ** وإنَّ غُلاماً بينَ كِسْرَى وهَاشِمٍ كان أفضل أهل زمانه ، وأعلمهم ، وأفقههم ، وأورعهم ، وأعبدهم ، وأكرمهم ، وأحلمهم ، وأصبرهم ، وأفصحهم ، وأحسنهم أخلاقاً، وأكثرهم صدقة ، وأرأفهم بالفقراء ، وأنصحهم للمسلمين. وكان معظّماً مهيباً عند القريب والبعيد ، والولي والعدو، حتّى أن يزيد بن معاوية لمّا أمر أن يبايعه أهل المدينة ، بعد وقعة الحرّة على أنّهم عبيدٌ رقٌّ له ، لم يستثن من ذلك إلّا عليّ بن الحسين ، فأمر أن يبايعه على أنّه أخوه وابن عمّه20. منه : أنّه وقف على عليّ بن الحسين رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه ، فلم يكلّمه ، فلمّا انصرف ، قال لجلسائه : "قد سمعتم ما قال هذا الرجل ، وأنا أحبّ أن تبلغوا معي إليه حتّى تسمعوا ردِّي عليه"، قال: فقالوا له: نفعل ، ولقد كنّا نحبّ أن تقول له ونقول ، فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين﴾ 21، فعلمنا أنّه لا يقول له شيئ،قال: فخرج حتّى أتى منزل الرجل ، فصرخ به فقال: " قولوا له : هذا عليّ بن الحسين"، شبكة المعارف الإسلامية 1-آل ياسين الشيخ محمّد حسن: الأئمّة الإثنا عشر ج 1 ص 327. 2- الطبريّ بن رستم: دلائل الإمامة 2ص 191. 3-المفيد: الإرشاد ج 2 ص 137،وانظر: الكلينيّ: الكافي ج 1 ص 466. 4-الأربليّ: كشف الغمّة ج 2 ص 285،الشافعي ابن طلحة: مطالب السؤول ص 84،الشهيد الأوّل: الدروس ج 2 ص 12. 5-الطوسيّ: مصباح المتهجّد ص 551. 6-ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 175،الطبرسيّ: إعلام الورى بأعلام الهدى ص 251. 7-انظر: المقرّم السيّد عبد الرزاق: حياة الإمام زين العابدين ص 36،فقد عدَّ الأقوال في ولادته فبلغت ثمّانية. 8-الأربليّ: كشف الغمّة في معرفة الأئمّة ج 2 ص 289. 9-ابن شهرآشوب: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 175. 10- الصدوق: علل الشرائع ج 1 ص 269. 11-المصدر السابق. 12- المصدر السابق،والثفنة واحدة ثفنات البعير، وهو ما يقع على الأرض من أعضائه إذا استناخ وغلظ كالركبتين وغيرهما. 13-المفيد: الإرشاد ج 2 ص 137. 14- المجلسيّ: بحار الأنوار ج 46 ص 11، القطب الراونديّ: الخرائج والجرائح ج 2 ص 751. 15-القطب الراونديّ: الخرائج والجرائح ج 2 ص 751. 16-المصدر السابق. 17-الصدوق: عيون أخبار الرضاج 2 ص 136. 18-الكلينيّ: الكافي ج 1 ص 467. 19-القمّي الشيخ عبّاس: منتهى الآمال ج 2 ص 57. 20- الأمين السيّد محسن: أعيان الشيعة ج 2 ص 464. 21- آل عمران: 134. 22-المفيد: الإرشاد ج 2 ص 145. 23-سبط ابن الجوزيّ: تذكرة الخواص ص 328. 24-القطب الراونديّ: الخرائج والجرائح ج 2 ص 586. 25-الكلينيّ: الكافي ج 2 ص 123. 26-المفيد: الإرشاد ج 2 ص 149. 27-الصدوق الأماليّ ص 289. 28-ابن عساكر: ترجمة الإمام زين العابدين عليّ بن الحسينl، من تاريخ مدينة دمشق بتحقيق المحموديّ ص 100. 29-وهي التي ربّته، وكان يناديه: أمّي. فقد تقدّم أنّ والدته ماتت في نفاسها، كما روي ذلك. 30- الصدوق: الخصال ج 2 ص 518. 31-الكلينيّ: الكافي ج 4 ص 12. 32-القرم محرّكة شدّة الشهوة إلى اللحم. 33-المصدر السابق. 34-الصدوق: عيون أخبار الرضا ج 2 ص 156. 35-المجلسيّ: بحار الأنوار ج 46 ص 100. |
اضافتا أختي موالية صاحب البيعة
تراثه في القرآن الكريم : القرآن الكريم هو الوحي الإلهي الخالص والمعجزة الخالدة لنبوّة سيّد المرسلين وشريعة خاتم النبيّين والينبوع الثرّ لكلّ علم ومعرفة، وعنه قال رسول الله((صلى الله عليه وآله)): «إنّي تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». وقد شغف الإمام زين العابدين((عليه السلام)) كآبائه الكرام ـ بشكل ملفت للنظر ـ بالقرآن الكريم وعلومه، وتمثّل ذلك في سلوكه اليومي وأدعيته واهتماماته، تلاوةً وتدبّراً وتفسيراً وتعليماً وعملاً، بما لا يدع مجالاً للريب في أنّ الإمام((عليه السلام)) كان هو القرآن الناطق والتجسيد الحيّ لكلّ آيات القرآن الباهرة والمعجزة الإلهية الخالدة. وها نحن نعرض بعض ما يشير إلى مدى اهتمام الإمام((عليه السلام)) بالقرآن العظيم من خلال دعائه عند ختم القرآن : قال ((عليه السلام)): «اللهمّ إنّك أعنتني على ختم كتابك الذي أنزلته نوراً، وجعلته مهيمناً على كلّ كتاب أنزلته، وفضّلته على كلّ حديث قصصته، وفرقاناً فرّقت به بين حلالك وحرامك، وقرآناً أعربت به عن شرائع أحكامك، وكتاباً فصّلته لعبادك تفصيلاً، ووحياً أنزلته على نبيّك محمّد صلواتك عليه وآله تنزيلاً، وجعلته نوراً نهتدي من ظلم الضلالة والجهالة باتّباعه، وشفاءً لمن أنصت بفهم التصديق إلى استماعه، وميزان قسط لا يحيف عن الحقّ لسانه، ونور هدىً لا يطفأ عن الشاهدين برهانه، وعلم نجاة لا يضلّ من أمّ قصد سنّته، ولا تنال أيدي الهلكات من تعلّق بعروة عصمته. اللهمّ فإذا أفدتنا المعونة على تلاوته، وسهلت جواسي ألسنتنا بحسن عبادته، فاجعلنا ممّن يرعاه حقّ رعايته، ويدين لك باعتقاد التسليم لمحكم آياته، ويفزع إلى الإقرار بمتشابهه وموضّحات بيّناته، اللهمّ إنّك أنزلته على نبيّك محمّد ((صلى الله عليه وآله))، وألهمته علم عجائبه مكملاً، وورثتنا علمه مفسّراً وفضّلتنا على من جهل علمه، وقوّيتنا عليه لترفعنا فوق من لم يطق حمله. اللهمّ فكما جعلت قلوبنا له حملةً وعرّفتنا برحمتك شرفه وفضله فصلّ على محمّد الخطيب به وعلى آله الخزّان له، واجعلنا ممّن يعترف بأنـّه من عندك حتى لا يعارضنا الشكّ في تصديقه، ولا يختلجنا الزيغ عن قصد طريقه». إنّ القرآن هو معجزة الإسلام الكبرى، وقد تحدّث سليل النبوّة في هذا المقطع عن بعض معالمه وأنواره وهي: 1 ـ إنّ الله تعالى أنزل القرآن الكريم نوراً يهدي به الضالّ، ويرشد به الحائر، ويوضّح به القصد. 2 ـ إنّ الله تعالى جعل القرآن الحكيم مهيمناً ومشرفاً على جميع كتبه التي أنزلها على أنبيائه، فهو يكشف عمّا حدث فيها من التغيير والتبديل والتحريف من قبل المنحرفين ودعاة الضلال. 3 ـ إنّ الله تعالى فضّل كتابه العزيز على كلّ حديث عرض فيه قصص الأنبياء وشؤونهم، فقد تناول الذكر الحكيم بصورة موضوعية وشاملة أحوالهم وشؤونهم واقتباس العبر منهم. 4 ـ إنّ القرآن الكريم باعتباره منهجاً ودستوراً عامّاً للحياة يفرّق بين الحلال والحرام، ويعرب عن شرائع الأحكام، ويفصّل جميع ما يحتاجه الناس تفصيلاً واضحاً لا لبس فيه ولا غموضاً. 5 ـ إنّ الله تعالى كما جعل كتابه الحكيم نوراً يُهتدى به في ظلم الضلالة والجهالة كذلك جعله شفاءً من الأمراض والعاهات النفسية، وذلك لمن آمن به وصدّقه. 6 ـ إنّ الذكر الحكيم ميزان عدل وقسط، ليس فيه ميلٌ عن الحقّ، ولا اتّباع لهوى، وإنّ من تمسّك به واعتصم; فقد سلك الطريق القويم الذي لا التواء فيه، ونجا من الهلاك. 7 ـ طلب الإمام((عليه السلام)) من الله جلّ جلاله أن يتفضل عليه برعاية كتابه والتسليم لمحكم آياته والإقرار بمتشابهاته. 8 ـ إنّ الله تعالى قد منح نبيّه العظيم فهم عجائب ما في القرآن الكريم وعلّمه تفسيره، كما أشاد بأئمّة الهدى من عترة الرسول((صلى الله عليه وآله)) الذين رفعهم الله عزّوجلّ وأعلى درجتهم، فجعلهم خزنة علمه والأدلاّء على كتابه. دائما أناملك مبدعة فيما تخط من أجل أهل بيت محمد فبحق عليل كربلاء أن يقضي حوائجك وينور طريقك بنورهم في دنيا والأخره |
اللهُمَّ الْعَنْ أوّلَ ظالِم ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد ، وَآخِرَ تَابِع لَهُ عَلَى ذلِكَ ، اللهُمَّ الْعَنِ العِصابَةَ الَّتِي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ عَلَيْهِ السَّلأم وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلَى قَتْلِهِ اللهُمَّ الْعَنْهم جميعا أختي منتظرة المهدي عليه السلام أعظم الله لك الأجر وحشرنا الله وإياك مع سيد البكائين مولانا زين العابدين صلوات الله عليه وآله . أضفت وأجدت نور على نور وما ننقل ألا القليل وندعوا الله أن ينور بصرنا وبصيرتنا بنورهم صلوات الله وسلامه عليهم في ميزان الأعمال |
الساعة الآن »05:32 AM. |