![]() |
السبب السياسي لإصرار الخلفاء على التنقيص من شخصية آباء النبي صلى الله عليه وآله
http://www.mezan.net/forum/salam/6.gif
السبب السياسي لإصرار الخلفاء على التنقيص من شخصية آباء النبي صلى الله عليه وآله فقد رووا أن الله تعالى اختار بني هاشم وميزهم على قريش ، ومع ذلك ادعو كفر آباء النبي صلى الله عليه وآله، وكفر ناصره وحاميه أبي طالب وفضلوا على عترته آخرين من قريش ! فقد عقد الهيتمي في مجمع الزوائد:8/215،باباً في كرامة أصل النبي صلى الله عليه وآله، روى فيه عن ابن عباس ووثقه في قوله تعالى : الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ ، وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ، قال: وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ : قال: من صلب نبي إلى نبي حتى صرت نبياً . انتهى. فدل ذلك على أن كل آبائه صلى الله عليه وآله مؤمنون مصلون لربهم عز وجل ، بل دل على أنهم أنبياء ولو لأنفسهم ! http://www.mezan.net/forum/imotion/xmas2_l2.gif وروى ووثقه أيضاً : عن عبد الله بن عمر قال : إنا لقعود بفناء رسول الله (ص) إذ مرت امرأة فقال رجل من القوم هذه ابنة محمد . فقال رجل من القوم : إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانة في وسط النتن ! فانطلقت المرأة فأخبرت النبي (ص) فجاء النبي يعرف في وجهه الغضب ثم قام على القوم فقال : ما بال أقوال تبلغني عن أقوام ! إن الله عز وجل خلق السماوات سبعاً فاختار العليا منها فسكنها وأسكن سماواته من شاء من خلقه ، وخلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم ، واختار من بني آدم العرب ، واختار من العرب مضر ، واختار من مضر قريشاً ، واختار من قريش بني هاشم ، واختارني من بني هاشم ، فأنا من خيار إلى خيار، فمن أحب العرب فلحبي أحبهم ومن أبغض العرب فلبغضي أبغضهم . http://www.mezan.net/forum/imotion/xmas2_l2.gif وحديثاً آخر وصححه : أتى ناس من الأنصار النبي فقالوا إنا نسمع من قومك حتى يقول القائل منهم: إنما مثل محمد نخلة نبتت في الكبا ! (المزبلة) . فقال رسول الله (ص) : أيها الناس من أنا ؟ قالوا : أنت رسول الله . قال: أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب . قال : فما سمعناه ينتمي قبلها . ألا أن الله عز وجل خلق خلقه ثم فرقهم فرقتين فجعلني في خير الفريقين ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلة ثم جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً ، فأنا خيرهم بيتاً وخيرهم نفساً . انتهى. http://www.mezan.net/forum/imotion/xmas2_l2.gif كما رووا كثيراً من أحاديث امتياز أسرة النبي صلى الله عليه وآله على قريش وغيرها . كالذي رواه السيوطي فيالدر المنثور:3/294 ، والحاكم في:4/73 ، وروته مصادرنا بوفرة . http://www.mezan.net/forum/imotion/xmas2_l2.gif الخصال/36 : قال رسول الله النبي صلى الله عليه وآله: قسم الله تبارك وتعالى أهل الأرض قسمين فجعلني في خيرهما ، ثم قسم النصف الآخر على ثلاثة فكنت خير الثلاثة ، ثم اختار العرب من الناس ، ثم اختار قريشاً من العرب ، ثم اختار بني هاشم من قريش ، ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم ثم اختارني من بني عبد المطلب . http://www.mezan.net/forum/imotion/xmas2_l2.gif يوجد سببان لحرص الخلافة على التنقيص من شخصية آباء النبي النبي صلى الله عليه وآله وأسرته: السبب الأول : أنهم إذا اعترفوا بإيمان عبد المطلب ومناقبه ثبتت له ولذريته وراثة إبراهيم عليه السلام ، كما قال الله تعالى: ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . ولم يبق محل لأبي بكر وعمر وبني أمية ، بل تكون السقيفة انقلاباً قرشياً على هذا الفرع الذي اختاره الله تعالى ! لذا قالوا إن آباء النبي صلى الله عليه وآله كلهم كفار في النار، بمن فيهم هاشم وعبد المطلب ووالدا النبي عبدالله وآمنة ! وإن عمه أبا طالب في النار وإن نصره لأنه لم يؤمن به ! وزعموا أن النبي شفع له فلم تنفعه شفاعته ، بل خفف الله عنه فأخرجه من قعر جهنم ووضعه في ضحضاح من نار ! لكن الواقع الذي تجهر به سيرة أبي طالب وعبد المطلب وآباء النبي صلى الله عليه وآله : أنهم من كبار المؤمنين وأنهم الخط الوارث لإبراهيم عليه السلام، وأنهم لم يعبدوا الأصنام ، بل كانوا يفتخرون بأنهم على ملة أبيهم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام، وقد ميزهم الله تعالى حتى في شكلهم فورَّثهم جمال إبراهيم وبهاءه ! لاحظ حالة أبرهة عندما رأى عبد المطلب : ( فجعل ينظر في وجهه ، فراقه حسنه وجماله وهيئته فقال له: هل كان في آبائك مثل هذا النور الذي أراه لك والجمال؟ قال: نعم أيها الملك ، كل آبائي كان لهم هذا الجمال والنور والبهاء ). وفي أمالي الطوسي/682، أن: (سرير أبرهة لما دخل عليه عبد المطلب ، انحنى ومال ) . ( هو أول من خضب بالسواد من العرب وكان أبيض مديد القامة). ( الأعلام:4/154 ) . وقد روت مصادرهم عامة ما رويناه في عبد المطلب ، لكنهم يغمضون عيونهم عن كل معجزاته وكرامته في حفر زمزم ، وإخباره عن آية اصحاب القيل ، وإخباره بنبوة حفيده النبي صلى الله عليه وآله، وافتخار النبي النبي صلى الله عليه وآله يوم حنين بنبوته وجده عبد المطلب: أنا النبي لاكذب أنا ابن عبد المطلب)! (بخاري:4/28). فهم لايتورعون عن اتهام نبيهم صلى الله عليه وآله بأنه يفتخر بجده الكافر ! بل زعموا كذباً أن رجلاً سأله صلى الله عليه وآله عن أبيه الميت أين هو الآن؟ فأجابه : ( إن أبي وأباك في النار ) ! (مسلم:1/132) ! وحاشا أباه صلى الله عليه وآله من النار، وحاشا رسول الله صلى الله عليه وآله من هذا الكلام وهذه القسوة ! http://www.mezan.net/forum/imotion/xmas2_l2.gif والسبب الثاني : التغطية على آبائهم الذين حسدوا هاشماً وعبد المطلب ونصبوا لهما العداء ، ثم حسدو النبي صلى الله عليه وآله ونصبوا له العداء وحاربوه ، واستعانوا عليه باليهود وقبائل العرب حتى اضطروا أن يستسلموا له ويخلعوا سلاحهم ! فقد ابتكر هؤلاء وأبناؤهم ومن اضم اليهم حلاً يساوي بين آباء النبي صلى الله عليه وآله وآبائهم بأنهم جميعاً كفار ، ولا أحد أفضل من أحد ولا أحد أولى بوراثة سلطان النبي صلى الله عليه وآله من أحد ! وتلاحظ أن الطامعين في سلطان النبي أكثرهم حماسة للتنقيص من آبائه وأسرته والطعن فيهم ! فهؤلاء يقولون لك يحرم أن تذكر مناقب آباء النبي ولا مثالب آبائنا ، لأنهم مثل بعضهم كفار ! وهم صادقون في حق آبائهم ، لأنهم ما بين نكرات وقبائل مغمورة ، أو شخصيات أصحاب تاريخ ملئ بالكفر والمثالب ، وأكثرهم ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله . من كتاب السيرة عند أهل البيت عليهم السلام - للشيخ العاملي |
الساعة الآن »12:09 PM. |