![]() |
ما هو الدعاء ؟
ما هو الدعاء ؟ أما الدعاء عند اهل المعرفة والأخلاق والروحانيين فهو من الأمور الواضحة المعروفة التي لا يترد دولا يتوقف فيه أحد ، وهو يعني المناجاة والتوجه والإرتباط بالله سبحانه . فمرة تكون مناجاة العبد وتوجهه إلى الله تعالى لمجرد الذكر والتمجيد والحمد والثناء والتعظيم بذكر محامده وصفاته والإعتراف بالربوبية والإقرار بالعبودية له تعالى . وأخرى تكون المناجاة والدعاء من خلال التوسل إليه والسؤال منه بطلب الرحمة والإحسان والعون منه في أموره ومكاسبه وشؤونه . وثالثة يكون التوسل إليه بطلب العفو والصفح عن ذنوبه وآثامه ومعاصيه ومخالفاته التي ارتكبها نتيجة وسوسة الشيطان وتسويل النفس الإمارة بالسوء . وفي كل هذه الأمور فالدعاء يُجسد النجاه نحو الله سبحانه ، ولذلك يشعر الإنسان وهو يمد يده بالدعاء متوسلا أنه يسعى نحو إنسانيته وواقعه : " إنسانيته " التي لا قيمة لها ولا وزن ولا اعتبار إلا بهذا الإرتباط بالله سبحانه . و " واقعه " الذي يحكي مفاهيمه من الفقر والضعف والعجز والحاجة إلى خالقه في تدبيره وتيسير أموره ، ولذلك كان الدعاء رحلة واسعة في آفاق الإيمان والمعرفة والكمال ، يستشعر معه الداعي بانعتاق الروح والعقل والفكر من كل الشبهات والمعوقات التي تعكر صفوها ونقاءها ، وامتداد الوعي إلى آفاق أبعد وأوسع من حدوده ، وكذلك يستشعر الطهارة والقدسية التي تجعله دائما في حالة الخضوع والخشوع والخشية والرهبة والخوف من الله سبحانه واللجأ إليه والرجاء منه ، وعندها ينتظم سلوكه ويستقيم عمله ويتدبر قوله وفعله وكل شؤونه لتكون خالصة لله سبحانه ولا يخرح عما أمر به . من كتاب تأملات في دعاء كميل للسيد علي السيد حسين يوسف مكي |
الاخت موالية صاحب البيعة بارك الله بكم وآجركم واود الاستفهام عن معنى الجملة(فالدعاء يجسد النجاه نحو الله سبحانه)
ناصرحيدر |
عن النبي صلى الله عليه وآله قال : مما أعطى الله به أمتي وفضلهم به على سائر الأمم ، أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها إلا لأمتي : وذلك أن الله تبارك وتعالى كان يبعث نبيا يقول له : اجتهد في دينك ولا حرج عليك ، وان الله تبارك وتعالى أعطى أمتي ، حيث يقول : ( وما جعل عليكم في الدين من حرج ) المؤمنون \ 78 . وكان إذا بعث نبيا قال له إذا أحزنك أمر تكرهه فادعني استجب لك ، وان الله أعطى أمتي ذلك حيث يقول ادعوني استجب لكم ) غافر \ 60، وكان إذا بعث نبيا جعله شهيدا على قومه وان الله تبارك وتعالى جعل أمتي شهداء على الخلق حيث يقول ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس) بحار الأنوار ج93 عن أبي جعفر عليه السلام قال : إن الله عز وجل يقول “ إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين “ غافر\ 60 ، قال : هو الدعاء ، وأفضل العبادة الدعاء ، قلت : “ إن إبراهيم لأوّاه حليم “ التوبة \ 114 ، قال : الأوَّاه الدعَّاء ) . سئل الإمام الباقر عليه السلام : أي العبادة أفضل ؟ فقال : ما من شئ أفضل عند الله عز وجل من أن يسأل ويطلب ما عنده ، وما احد ابغض إلى الله عز وجل ممن يستكبر عن عبادته ولا يسأل ما عنده .أخي الفاضل ناصر حيدر ، إن الدعاء علاقة عبادية حميمة تتصل بين الرب والمربوب وله الأثر العظيم في توطيد العلاقة بين الخالق والمخلوق وهذه العلاقة الحميمة التي تحتوي على أسرار عميقة تنقل المخلوق إلى عالم الشفافية والمشافهة مع الخالق رغم انه لا يدركه بحواسه بل يرتبط به بشئ أسمى واجل من الحواس الظاهرية ألا وهي الروح التي تبعث على تحريك الحواس ودفعها نحو الله لتعبر عن المكنونات الداخلية في الإنسان المرتبطة بالخالق . كل الشكر لك اخي لتصفحك هذا الموضوع ولتعقيبك |
الاخت موالية صاحب البيعة آجرك الله وبارك فيكم للرد الجميل
ان كتاب تأملات في دعاء كميل لسماحة السيد علي السيد حسين يوسف مكي العاملي لم اقرأه وربما في المستقبل احصل على نسخة منه ناصرحيدر |
أخي ناصر حيدر منتدى الميزان متبارك بوجودك ووجود الإخوة والأخوات الموالين المحبين لـ فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ، بارك الله بك أخي وقضى حوائجك وجمعنا الله وإياك مع من نحب ونتولى . |
الساعة الآن »02:45 PM. |