|
نائب المدير العام
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
المنتدى :
ميزان الأدعية والمناجات والأذكار
ما هو الدعاء ؟
بتاريخ : 19-Jul-2011 الساعة : 05:36 AM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
ما هو الدعاء ؟
الدعاء كما قيل هو الرغبة إلى الله ، وفي مجمع البحرين : دعوت الله أدعوه دعاء : ابتهلت إليه بالسؤال ورغبت فيما عنده من الخير ، ويقال دعا : أي استغاث . فقولك : يا ألله يا رحمان يا رحيم تشتمل على هذه المعاني وقيل أيضا : الدعاء هو العبادة كما قال تعالى " وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ " سورة غافر آية " 60 " .
أما الدعاء عند اهل المعرفة والأخلاق والروحانيين فهو من الأمور الواضحة المعروفة التي لا يترد دولا يتوقف فيه أحد ، وهو يعني المناجاة والتوجه والإرتباط بالله سبحانه .
فمرة تكون مناجاة العبد وتوجهه إلى الله تعالى لمجرد الذكر والتمجيد والحمد والثناء والتعظيم بذكر محامده وصفاته والإعتراف بالربوبية والإقرار بالعبودية له تعالى .
وأخرى تكون المناجاة والدعاء من خلال التوسل إليه والسؤال منه بطلب الرحمة والإحسان والعون منه في أموره ومكاسبه وشؤونه .
وثالثة يكون التوسل إليه بطلب العفو والصفح عن ذنوبه وآثامه ومعاصيه ومخالفاته التي ارتكبها نتيجة وسوسة الشيطان وتسويل النفس الإمارة بالسوء .
وفي كل هذه الأمور فالدعاء يُجسد النجاه نحو الله سبحانه ، ولذلك يشعر الإنسان وهو يمد يده بالدعاء متوسلا أنه يسعى نحو إنسانيته وواقعه : " إنسانيته " التي لا قيمة لها ولا وزن ولا اعتبار إلا بهذا الإرتباط بالله سبحانه .
و " واقعه " الذي يحكي مفاهيمه من الفقر والضعف والعجز والحاجة إلى خالقه في تدبيره وتيسير أموره ، ولذلك كان الدعاء رحلة واسعة في آفاق الإيمان والمعرفة والكمال ، يستشعر معه الداعي بانعتاق الروح والعقل والفكر من كل الشبهات والمعوقات التي تعكر صفوها ونقاءها ، وامتداد الوعي إلى آفاق أبعد وأوسع من حدوده ، وكذلك يستشعر الطهارة والقدسية التي تجعله دائما في حالة الخضوع والخشوع والخشية والرهبة والخوف من الله سبحانه واللجأ إليه والرجاء منه ، وعندها ينتظم سلوكه ويستقيم عمله ويتدبر قوله وفعله وكل شؤونه لتكون خالصة لله سبحانه ولا يخرح عما أمر به .
وما أعظم هذه الرحلة الروحية التي تنتهي بالإنسان إلى تلك الوقفة الرائعة بين يدي الله سبحانه ، وما أعظم هيمنة الدعاء والتوسل والطلب منه جل اسمه حين يرجع العبد بذنب مغفور وعمل مقبول وسعي مشكور والله هو الغفور الشكور .
من كتاب تأملات في دعاء كميل
للسيد علي السيد حسين يوسف مكي
|
|
|
|
|