منتديات موقع الميزان

منتديات موقع الميزان (http://www.mezan.net/vb/index.php)
-   ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام (http://www.mezan.net/vb/forumdisplay.php?f=128)
-   -   بشرى ولادة العباس عليه السلام (http://www.mezan.net/vb/showthread.php?t=31711)

عبـد الرضا 24-Jun-2012 04:40 PM

بشرى ولادة العباس عليه السلام
 
روي : أنّ قنبراً مولى الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال ما مضمونه : بينما كنّا ذات يوم من الأيّام مع الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمدينة ، وهو يعظنا ويرشدنا ، ويحذّرنا من النّار ، ويرغّبنا في الجنّة ، إذا بأعرابي قد أقبل نحو المسجد ، فأناخ راحلته على باب المسجد ودخل متّجهاً نحونا ، حتّى إذا وصل إلينا سلّم علينا وخصّ أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالتحيّة والسّلام وقبّل يده الكريمة ووقف بين يديه وكأنّه يطلب إليه حاجة ، فقال له الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) برأفة وحنان : يا أخا العرب كأنّك جئتنا في حاجة ، فما هي حاجتك فإنّها مقضيّة إن شاء الله تعالى ؟

فقال الأعرابي : يا أميرالمؤمنين أنت أعلم بها منّي .

قال قنبر : عندها إلتفت إليّ الإمام أميرالمؤمنين (
عليه السلام) وقال : يا قنبر ! امض إلى المنزل وقل لمولاتك السيّدة زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) تناولك السفط الفلاني في موضع كذا وكذا .

فقلت : سمعاً وطاعة ، وحبّاً وكرامة لله تعالى ولسيّدي ومولاي الإمام أميرالمؤمنين (
عليه السلام) .

قال قنبر : فقمت مسرعاً ، ومضيت إلى منزل أميرالمؤمنين (
عليه السلام) ، وطرقت الباب مرّتين ، وفي الثّالثة جاءت فضّة وراء الباب وقالت : من الطّارق ؟

أجبتها قائلاً :أنا قنبر مولى الإمام أميرالمؤمنين (
عليه السلام) وخادم أهل البيت (عليهم السلام) .

فقالت فضّة : أهلاً ومرحباً بك ، وما حاجتك يا قنبر ؟

فأخبرتها بما قال لي سيّدي ومولاي وما يريده .

فقالت فضّة : مكانك حتّى آتيك به ، فوقفت بالباب أنتظر مجيأها ، وإذا بي أسمع جلبة الفرح وصخب السّرور يعلو من داخل المنزل ، فتعجّبت وانتظرت حتّى إذا رجعت إليّ فضّة وأتتني بالسّفط ، سَألتها عن سبب ذلك .

فقالت فضّة : لقد ولد السّاعة للإمام أميرالمؤمنين (
عليه السلام) غلام أزهر كأنّه فلقة قمر .

فقلت لها وقد امتلأت أنا الآخر فرحاً وسروراً : وممّن هذا المولود الأغرّ ؟

قالت فضّة : إنّه من أمّ البنين فاطمة بنت حزام الوحيدية الكلابية ، ثمّ أضافت قائلة : وقد أوصتني سيّدتي وسيّدتك : السيّدة زينب ابنة فاطمة بنت رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم) أن أقول لك : إذا رجعت إلى مولاي ومولاك الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) فبشّره بولادة هذا المولود الأغرّ ، واسأله عن اسمه وكنيته ولقبه .

فقلت وأنا لا أمتلك نفسي بهجة وفرحاً : حبّاً وكرامة ، وسمعاً وطاعة ، ثمّ هنّأتها وودّعتها ، وأقبلت بالسّفط مع البشارة بالمولود الجديد ، مسرعاً إلى سيّدي ومولاي الإمام أميرالمؤمنين (
عليه السلام) ، فلمّا سلّمته السّفط وقفت بين يديه لاُبشّره بما عندي من خبر الولادة ، غير أنّي بقيت أترصّد الفرصة المناسبة لإعلان هذا الخبر ، وتقديم هذه البشارة السارّة ، حتّى إذا فرغ الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) من حاجة الأعرابي وأعطاه ذلك السّفط إلتفت إليّ وقال مبادراً : ما وراءك يا قنبر ، فإنّي أرى أثر البهجة والسّرور طافحاً على أسارير وجهك ؟

فقلت وقد رأيت الفرصة مناسبة : نعم يا سيّدي ومولاي لقد جئتك ببشارة .

فقال (
عليه السلام) : وما هي تلك البشارة يا قنبر بشّرك الله بالجنّة ؟

قلت : لقد وُلد لك يا سيّدي ومولاي غلام أغرّ .

فقال (
عليه السلام) : وممّن هذا المولود الجديد ؟

قلت : لقد سألت عن ذلك فضّة عندما أخرجت إليّ السّفط ، فقالت : إنّه من أمّ البنين فاطمة بنت حزام الوحيدية الكلابية ، كما وأنّها قالت لي : بأنّ سيّدتي السيّدة زينب (
عليه السلام) أوصتني أن أبشّرك بهذا المولود ـ عندما أرجع إليك ـ وأن أسألك عن اسمه وكنيته ولقبه .

فلمّأ سمع الإمام أميرالمؤمنين (
عليه السلام) ذلك تهلّل وجهه فرحاً وسروراً ، وشكرني على هذه البشارة ، وقال : يا قنبر ! إنّ لهذا المولود شأناً كبيراً عند الله ، ومنزلة عظيمة لديه ، وأسماؤه وكناه وألقابه كثيرة ، وسأمضي أنا بنفسي إلى المنزل لإنجاز ما سنّه لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) للمولود عند الولادة وبعدها من سنن الإسلام ، فهيّا بنا إلى ذلك يا قنبر .

ثمّ إنّ الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) قام من مجلسه ذلك ، وودّع أصحابه ومن كان معه ، ثمّ خرج من مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) متّجهاً نحو البيت ، فلمّا دخل المنزل سلّم على عادته ولاستحبابه على من كان في المنزل من أهله وأسرته ، الّذين كانوا بانتظار قدومه ، وحيّاهم بتحيّة الإسلام ثمّ قال : إيتوني بولدي .


فقوبل (عليه السلام) بالتحيّة والبشارة ، ثمّ جيء بولده إليه ملفوفاً في خرقة بيضاء ، ومقمّطاً بها ، فأخذه وضمّه إلى صدره ، ونثر قبلاته الحارّة على وجهه وخدّيه ، ثمّ أذّن في اُذنه اليمنى ، وأقام في اُذنه اليسرى ، وبعدها أخذ الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) يطيل النّظر إليه .


وهنا تمطّى المولود الجديد لأمّ البنين في قماطه حتّى قطعه ، وأخرج كلتا يديه من القماط ، ممّا أثار بذلك ذكريات الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) الّتي كانت في
ذاكرته ممّا نزل بها جبرئيل في حقّ هذا الوليد الجديد من عند الله تبارك وتعالى على رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم) ، وأخبره بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من كيفيّة شهادته في نصرة إمامه الإمام الحسين (عليه السلام) في طفّ كربلاء .


عندها اغرورقت عينا الإمام أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالدّموع ، وتناثرت قطرات الدّمع على خدّيه كالدّرر ، ورطّبت كريمته الشّريفة ، فنظرت إليه إحدى النّسوة وقالت : ما يبكيك يا أبا الحسن ونحن في هذه السّاعة في فرح وسرور ، وابتهاج وحبور ؟


فالتفت إليها أميرالمؤمنين (عليه السلام) وهو يكفكف دموعه بيديه الكريمتين وقال لها ما مضمونه : لا تلوميني ، فإنّي لمّا نظرت إلى هاتين اليدين وتمطّيه في القماط ، تذكّرت تمطّيه على جواده في كربلاء ، وانفصال يديه عن جسمه يوم عاشوراء ، ثمّ أخذ يبكي ويكثر من قوله (عليه السلام) : ما لي وليزيد ؟


الخصائص العباسيّة - محمد إبراهيم الكلباسي


لا تنسونا من صالح دعائكم

يــــــ زهراء ــــــا مـــــــــدد


شيعي الخالص 22-Aug-2012 10:19 AM

بارك الله بك اخي الموالي


الساعة الآن »05:32 AM.

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc