![]() |
موسى والخضر(عليهما السلام) يعقدان مجلساً
عندما يلتقي موسى (عليه السلام) مع الخضر (عليه السلام) وفي حالة طلب العلم ومعرفة الأعلم بصورة مطلقة أو في بعض الحالات , فإنهما يستذكران المصائب التي تقع على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) فيبكيان كثيراً على تلك المصائب , وهذا الفعل واضح في كشف العمق والبعد والمركزية في قضية أهل البيت والحسين (عليه السلام) بصورة خاصة حيث ثبت ان الخضر (عليه السلام) سيظهر مع صاحب العصر والزمان (عليه السلام) وهو ينادي بشعار (يا لثارات الحسين) , وفي هذا الفعل دليل مشروعية المجالس الحسينية مع الأخذ بنظر الاعتبار ان المجلس عقد قبل ولادة الحسين (عليه السلام) واليك ما يشير إلى هذا المعنى :
عن الإمام الرضا (عليه السلام) : (أتى موسى العالم فأصابه في جزيرة من جزائر البحر أما جالساً وأما متكئاً , .... فأنكر (الخضر) السلام , إذ كان بأرض ليس فيها سلام , فقال الخضر (عليه السلام) : من أنت ؟ فقال موسى (عليه السلام) : إنا بن عمران الذي كلمه الله تكليماً ... جئت (لتعلمني مما علمت رشدا) قال الخضر (عليه السلام) : إني أوكلت بأمر لا تطيقه . ثم حدثه العالم (الخضر (عليه السلام) ) بما يصيب آل محمد (عليهم السلام) من البلاء , .... حتى اشتد بكاؤهما ... ثم حدثه عن فضل آل محمد , حتى جعل موسى (عليه السلام) يقول : يا ليتني كنت من آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى ذكر (الخضر (عليه السلام)) فلاناً وفلاناً ومبعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما يلقي منهم ومن تكذيبهم إياه , وذكر له تأويل هذه الآية : (ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة حين اخذ الميثاق عليهم) فقال موسى (عليه السلام) : هل اتبعك على ان تعلمني مما علمت رشد إسماعيل صادق الوعد(عليه السلام) يتمنى الرجعة هذا إسماعيل (بن حزقيل) صادق الوعد , ضحى بنفسه بعد ان كذبه قومه فقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلد وجهه وفي هذا الموقف والمصاب ولتعبير النفس فإن إسماعيل (عليه السلام) يذكر مصيبة الحسين (عليه السلام) ويتأسى به , فنسمعه لا يطلب النصر على الأعداء في تلك الواقعة بل يدعو الله تعالى ان يكرّه ويرجعه كما يرجع الحسين (عليه السلام) فيكون معه ويدعو ان يرجع أعداءه كما يرجع أعداء الحسين (عليه السلام) فينتقم من أعداءه في الرجعة كما ينتقم الإمام الحسين (عليه السلام) من أعداءه في الرجعة , ويشير لهذا المعنى : أ- عن الإمام الصادق (عليه السلام) : (ان إسماعيل الذي قال الله عز وجل في كتابه (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبيا) لم يكن إسماعيل ابن إبراهيم , بل كان نبياً من الأنبياء , بعثه الله عز وجل إلى قومه , فأخذوه وسلخوا فروة رأسه ووجهه , فأتاه ملك فقال : ان الله جل جلاله بعثني إليك فمرني بما شئت , فقال إسماعيل (عليه السلام) : لي أسوة بما يصنع بالحسين) ب- سئل الإمام الصادق (عليه السلام) , عن إسماعيل الذي ذكره الله تعالى في كتابه حيث يقول : (واذكر في الكتاب إسماعيل انه كان صادق الوعد) , أكان إسماعيل ابن إبراهيم .... ؟ ..... أجاب الإمام (عليه السلام) : .... (انه) إسماعيل بن حزقيل النبي , بعثه الله إلى قومه فكذبوه وقتلوه وسلخوا فروة رأسه وجلد وجهه , ..... فغضب الله عليهم , فوجه سطاطائيل ملك العذاب , فقال له : يا إسماعيل إنا ملك العذاب وجهني رب العزة إليك لأعذب قومك بأنواع العذاب , ان شئت فقال له إسماعيل(عليه السلام) : لا حاجة لي في ذلك يا سطاطائيل فأوحى الله إليه : ما حاجتك يا إسماعيل ؟ فقال إسماعيل (عليه السلام) : يا ربي انك أخذت الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية , وأخبرت خلقك بما يفعل بالحسين بن علي من بعد نبيها .... وانك وعدت الحسين (عليه السلام) ان تكرّه (ترجعه) إلى الدنيا حتى ينتقم ممن فعل ذلك به , فحاجتي إليك يا ربي ان تكرّني إلى الدنيا حتى انتقم مما فعل ذلك بي , كما تكر الحسين (عليه السلام) . فوعد الله تعالى إسماعيل بن حزقيل ذلك , فهو تعالى يكرّه مع الحسين بن علي (عليهما السلام زكريا(عليه السلام) يختنق بعبرته عند ذكر الحسين(عليه السلام) كان نبي الله زكريا (عليه السلام) يدعو الله تعالى بأسماء الخمسة (محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين) (صلوات الله عليهم) وعندما يصل إلى ذكر الحسين (عليه السلام) تخنقه العبرة وتدمع عيناه وعندما أوحى الله إليه على ما يحصل على الحسين (عليه السلام) اعتزل زكريا (عليه السلام) الناس ثلاثة أيام واقبل على البكاء والنحيب واخذ يرثي الحسين (عليه السلام) ونصرة للحسين (عليه السلام) واحياءاً لثورته ومساعدة للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة (عليهما السلام) ومشاركة لهم (عليهم السلام) بالكرب والحزن . طلب زكريا (عليه السلام) من الجليل الأعلى ان يرزقه ولداً تقر به عينه ثم يفجعه به كما فجع النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم أجمعين) بالحسين (عليه السلام) , فرزقه الله يحيى (عليه السلام) شبيه الحسين (عليه السلام) , وفجعه به (صلوات الله عليهم أجمعين) ومما يشير لهذا المعنى : عن الإمام الحجة بن الحسن (عليه السلام) : (ان زكريا (عليه السلام) سأل ربه ان يعلمه أسماء الخمسة , فاهبط الله تعالى عليه جبرائيل فعلمه اياه فكان زكريا إذا ذكر محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وعلي وفاطمة والحسن (عليهم السلام) انكشف عنه وانجلى كربه , وإذا ذكر الحسين (عليه السلام) خنقته العبرة ووقعت عليه البهرة (الزفير) وتتابع النفس . فقال زكريا (عليه السلام) ذات يوم : الهي ما بالي إذا ذكرت أربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي, وإذا ذكرت الحسين (عليه السلام) تدمع عيني وتثور زفرتي ؟ فأنبأه الله تعالى عن قصته .... فلما سمع ذلك زكريا (عليه السلام) لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيهن الناس من الدخول عليه , واقبل على البكاء والنحيب وكان زكريا (عليه السلام) يرثيه ويقول : الهي أتفجع خير خلقك بولده ؟ الهي أتنزل بلوى هذه الرزية بفناءه ؟ الهي أتلبس علياً وفاطمة ثياب هذه المصيبة ؟ الهي أتحل كربة هذه المصيبة بساحتها ؟ ثم كان زكريا (عليه السلام) يقول : الهي ارزقني ولداً تقر به عيني على الكبر , فإذا رزقتني فافتني به , ثم افجعني به كما تفجع محمد حبيبك بولده . ثم قال الإمام (عليه السلام) : فرزقه الله يحيى (عليه السلام) وفجعه به وكان حمل يحيى ستة اشهر , وحمل الحسين (عليه السلام) كذلك) |
اللهم صلي على محمد وآل محمد
|
الساعة الآن »03:03 AM. |