|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
ميزان الأسرة الزهرائية
الحلقة الأخيرة
بتاريخ : 28-May-2011 الساعة : 04:06 PM

اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (5)
كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .
========================================
وغَيْرة الرجل تقع منه على شكلين :
أ- يحرص على زوجته - حتى ولو بغير دافع الحبَّ لها- من أن تقع فريسة لآخرين .
ب- الغَيرة بدافع الحب : فإن حالة الحب التي يختزنه تجاهها تجعله يمنعها من الاقتراب مما يحتمله يسيء إليهما ، لذا ورد أن صبر المرأة على شدة غَيْرة الرجل عليها كالجهاد في سبيل الله ، فعن أبي عبد الله ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : إن الله كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد ، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله ، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته [1] .
وأيضاً : عن أمير المؤمنين (ع) : دليل غَيرة الرجل عفَّته [2].
منشأ غَيرة النساء !!
وردت روايات كثيرة تصرِّح أن منشأ غَيْرة الزوجة الحسد منها :
عن أبي جعفر 8(ع) : قال : غيرة النساء الحسد ، والحسد هو أصل الكفر ، إذ النساء إذا غرن غضبن ، وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن [3].
النتيجة والخاتمة
إن الغَيرة بحسب التحقيق ؛ مسألة فطري ة، إلا أن المشرِّع تعالى أوجب تهذيبها في الإطار الإيجابي ؛ فلا يجوز أن تطغى وتتعدى على ما شرَّع الله تعالى ، فهي كباقي الغرائز البهيمية الشهوانية من الغضبية ، والجنسية ، التملكية .. ، والتي ينبغي أن تتأطر وفق حدّ الاعتدال ؛ دون إفراط أو تفريط الذي بيّنه العليم الخبير سبحانه وتعالى .
فالغَيْرة بالأصل صفة حسنة تنبع من فطرة الإنسان الذي فطَرَه المولى عليها ، فقد تنحرف بسبب عوامل خارجية ؛ فتكون وليدة العادات والتقاليد الاجتماعية ، فتوهّم كثير من الناس أنها من طبيعة فطرة الإنسان الصافية النقية ، فبنى عليها مقنِّني الدساتير الوضعية أحكاماً سجّلوها في دساتيرهم وعملوا على وفقها .
أما التشريع الإسلامي الإلهي ، فقد حكم بتحريم الغَيرة ( بالمعنى السلبي) على الزوجة ، لما فيها من أخطار كبيرة مؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على الذات والأسرة والمجتمع .
أما غَيرة الإنسان تجاه زوجته ، أو دينه .. فقد أوجبها الإسلام ولكن في مكانها المناسب دون إفراط ، وهي من تمام الإيمان - كما في الروايات - لأنها تحصِّن المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص من أن تكون حرثاً فاسداً مفسداً في الأرض ، فحياة المجتمع الواقعية مرهونة بتماسك الخلية الأولى (الأسرة) التي يتشكل منها المجتمع الفاضل [4] .
والحمد لله رب العالمين
=================================
[1]- محمد بن الحسن الحر العاملي ، وسائل الشيعة , باب عدم جواز الغيرة ، ج2، ص110، سنة 1414، الناشرة ، مؤسسة أهل البيت.
[2]-،علي بن محمد ، الليثي الواشي ، عيون الحكم والمواعظ ، تحقيق ، حسين الحسيني البيوجردي . ص 749، الناشر ، دار الحديث.
[3]- محمد بن الحسن الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، باب عدم جواز الغيرة ،ج2، ص155، سنة 1414 الناشرة ، مؤسسة أهل البيت .
[4]-كاظم الحائري ، القضاء في الفقه الإسلامي ، باب حقوق المرأة في الإسلام ، ص69، ط1، مجمع الفكر الإسلامي.
=================================
انتهى الموضوع .
|
|
|
|
|