غَيْرة الزوجة بين الرفض والقبول - منتديات موقع الميزان
موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: الميزان الاجتماعي :. ميزان الأسرة الزهرائية
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
كاتب الموضوع صفوان بيضون مشاركات 4 الزيارات 2660 انشر الموضوع
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 224
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي غَيْرة الزوجة بين الرفض والقبول
قديم بتاريخ : 05-Apr-2011 الساعة : 04:50 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسمه تعالى
زودنا سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله بهذا الموضوع الحصري ، نشكره ونتمنى أن يزودنا دائماً بنتاجاته
+++++++++++++++++++++
غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (1)


كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .
========================================

بسم الله الرحمن الرحيم

تمهيد
من المسائل الاجتماعية المعقدة التي أكثر هي إلحاحاً للبحث على المستوى الفقهي والأخلاقي والنفسي ..؛ مسألة مشروعيَّة غَيرة الزوجة ، لأنها أصبحت مرضاً فتاكاً يعصف في المجتمع ، والناس عنه بين غافل ومدافع !!..، ولم تبحث هذه المسألة بشكل واسع في المباحث الأخلاقية !، وأما فقهياً فقد اعتبر الفقهاء أنها من المسائل الأخلاقية ؛ ولذا أعرضوا عن بحثها في المجال الفقهي ، فمن المناسب أن نسلط الضوء على أهم تفاصيلها باختصار في نقاط عدة :
الأولى : المعنى اللغوي : الغَيْرة : مصدر من غار الرجل على امرأته من فلان ، أي : ثارت نفسه ، فالرجل غيران ، والمرأة غَيرى ، والجمع غَيارى ، والغيور جمع يطلق على الذكر والأنثى [1].

الثانية : المعنى الاصطلاحي : الغَيرة : هي السعي على ما يلزم المحافظة عليه عقلاً وشرعاً [2] ، فعن الإمام الصادق (ع) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى غيور يحب كل غيور ، ولغيرته حرّم الفواحش ظاهرها و باطنها [3].

مما سبق يظهر أن التعريف الاصطلاحي- في الواقع - من آثار ونتائج المعنى اللغوي ، فكل أمر حَكَم به العقل أو الشَّرع ، فإنه يوجب الغَيرة في النفس ؛ بالمحافظة عليه بحسب الإمكان قولاً وفعلاً .

الثالثة : النسبة بين المعنيين
مما سبق يظهر أن المعنى اللغوي (ثوران النفس) في الواقع أعم مطلقاً من المعنى الاصطلاحي ، لأن ثوران النفس قد يكون ناشئاً مما أوجبه العقل أو الشَّرع أو لا!؛ فقد يكون من عصبية جاهلية ، أو خلل نفسي .. أو تطبُّعي ..؛ طرأ من نتاج العادات والتقاليد التي عادة ما تكون من أهواء سلبية مركزها حبُّ الذات والأنا ؛ والتي قد تؤدي لانهيار المجتمع على كل صعيد.

أما تعريف الغَيرة عند الزوجة : فهي سعي الزوجة إلى تعكير صفو الحياة الزوجية بقول أو فعل ، ولو لمجرد معرفتها نيّة الزوج بالزواج .
=================================
[1]- الزبيدي ، تاج العروس ج7، ص8067 ، وزارة التربية في الجمهورية العربية السورية ، المعجم المدرسي ، ص747.
[2]- حسين وحيد الخراساني ، منهاج الصالحين ، ج1، ص51.
[3]-محمد ، بن يعقوب ، الكليني ، الكافي ، ج2 ، ص241.

... يتبع ..



صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 224
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي
قديم بتاريخ : 16-Apr-2011 الساعة : 06:25 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (2)


كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .
========================================
الرابعة : شبهة غَيرة الزوجة مسألة فطرية طبيعية!!.
تقرير الشبهة
قد يرى بعض الناس - على اختلاف مراتبهم العلمية - ، أن غيرة الزوجة تجاه زواج زوجها مسألة طبيعية تنبع من فطرة الإنسان؛ كونه يحرص على الحياة المطمئنة الهادئة الهانئة ، وإن تعدد الزوجات مثار –غالباً- للاختلاف والنّكَد ، فهي موضوعاً للتفكك الأسري ببعديه الداخلي والخارجي(نفسياً وعائلياً) ؛ وعليه فلا ضَير فيه ، بل خلافه مذموم !.

حل الشبهة
الواقع أن الشبهة من المشهورات الظنية المسلّمة عند حاملها وهي ناشئة انطلقاً من نقطتين :
1- أن غَيرة الزوجة أمر فطري طبيعي ، فلا تلام عليه .
2- أن تعدد الزوجات أمر مستقبَح ؛ لأنه يؤدي إلى التفكك الأسري الذي لا يرتضيه العقل ولا الشرع .
الجواب عن الأول
1- بالتدبر يظهر أن أصل الغَيرة أمر فطري ؛ وإيجابي في حد ذاته ؛ ولا بد منه ، لكن لا يعني ذلك مشروعيتها على كل حال !، فغريزة الغضب مثلاً ؛ أمر فطري إيجابي في حد ذاته ، فهل يستحسن الغضب في كل وقت وحين !؟ ، أم أن حالة الغضب ينبغي لجمها عند العقلاء عندما تؤدي إلى مفسدة أو تهلكة ، فلابد من ضبط مسارها بالاتجاه الصحيح المُرَشَّد عقلاً وشرعاً ، فعن الصادق (ع) أنه قال : إن الله تبارك وتعالى غيور يحب كل غيور [1].. .
ولما كان تشريع تعدد الزوجات من المولى الخبير تعالى ؛ فلا بد أن يكون ذلك منسجماً مع الفطرة التي ركبَّها وأودعها في الإنسان ، ولذا ؛ فالحق أنه ينبغي على الزوجة أن تغار على زوجها من الفواحش وكل معصية قد يقع فيها ؛ فتهيئ له كل أسباب الراحة النفسية لتحصينه - وما أكثر وما أعظم المغْرَيات من الإنس والجن اليوم !، وهذا العمل من الزوجة من الأحكام الشرعية المرضيّة لله تعالى؛بل من الجهاد الأكبر ، نعم ! ؛ على الزوج أيضاً أن يبالغ في إجلالها وإكرامها وتعليمها الأحكام والأخلاق المحمدية كما أمر الشارع تعالى ؛ وهذا من مصاديق غَيرة الزوج على زوجته الممدوحة في الروايات .
2- سيظهر لنا من البحث الروائي الآتي الدلالة على شدة حرمة غَيرة الزوجة .
=================================
[1]-محمد بن يعقوب، الكليني، الكافي، ج2، ص241.
... يتبع ..



صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 224
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي
قديم بتاريخ : 23-May-2011 الساعة : 05:29 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (3)



كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .
========================================
الجواب عن الثاني
1- إن الحسن والقبح أمر عقلي ينشأ من تسالم العقلاء عليه بما هم عقلاء بشرط عدم التأثر بمؤثرات خارجية ، وإثبات استقباح تعدد الزوجات دونه خرط القتاد .

2- إن القول : بأن تعدد الزوجات يلازم التفكك الأسري ؛ إنما هي ملازمة استحسانية مخالفة لحكم الشرع الذي هو الكفيل بترشيد إدراك العقل ، والصحيح أن الاختلاف والتفكك بين الزوجين ناشئ من عدم التزام المكلفين بالضوابط الإلهية الشرعية الأصيلة الهادية ، وهذا إنما يحصل بكثرة أيضاً في عامةِ الأُسَر (مع عدم التعدد!!) ، ولعلّه يقال : إذا كان التفكك حاصلاً في المجتمع بشكل عام ؛ فإن التفكك يزداد أكثر بالتعدد ، فهل نزيد الطِّين بِلّة !َ؟.

فمن الممكن الإجابة عنه :
1- إن الإسلام ينظر في تشريع الأحكام المصلحة العامة للمجتمع ولا عبرة بالشاذ النادر الذي يتضرر به بعض الناس بسبب خلل ما ناشئ من تأثيرات موضوعية سلبية .

2- ثم إن الإسلام لم يوجب التعدد ؛ بل شرّعه للرجل ، وترك له الخيار بالإقدام عليه بحسب ما يرى من الظروف والمبررات الموضوعية التي تنسجم مع الشّرع ، ولا يمنعه الشرع لمجرد حصول الشك أو الظن بسلبيته لأنه :
أولاً : يَحتمِل الخلاف أي : حصول الوفاق والاستقرار في حياته الجديدة .
وثانياً : إن منشأ الشك أو الظن استحساني وهو غير حجِّة .
ثالثاً :إن مجرد الشك والاحتمال بالفشل لا يمنع التعدد فكما أن الله وعد الآباء بأن يغني أولادهم من فضله– مع حصول الظن بالفقر- ، وعليه فلا داعي للخوف على مستقبلهم ؛ والحكم بالنظرة السوداوية التي ملؤها الفشل والضياع ، قال تعالى:Pwur(#þqè=çF&oslashs?Nà2y‰»s9÷rr&ïÆÏiB9,»n=øB&Icirc(& szlig;`ós¯RöNà6è%ã—ötR&ou ml;Nèd$­ƒ&Icircur ( ÇÊÎÊÈOالأنعام.
وأيضاً : PŸwur(#þqè=çG&oslashs?öNä.y‰»s9÷rr &spu‹ô±yz9,»n=øB&Icirc(ß`øt&or df;UöNßgè%ã—ötRö/ä.$­ƒ&Icircur4¨b&IcircöNßgn=÷Fs%tb %Ÿ2$\«ôÜÅz#ZŽÎ6x.Ç&Igrave ;ÊÈOالإسراء.

فكما أنه ينبغي التوكل على الله في معاش أولادنا ؛ كذلك ينبغي التوكل على الله ، ورفع دابر الخوف على مستقبل الحياة الأسرية في ظل التعدد إذا كان بغية رضا المولى تعالى .
والمهم أن ندرك أن الغَيرة السلبية تَذْهَب مع التوكل على الله واللجوء إليه بإخلاص، فقد وردعن حبيب بن أبي ثابت قال : قالت : أم سلمة لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله (ص) فكلّمني بيني وبينه حجاب فخطب إليّ نفسي فقلت ..، إني امرأة قد أدبر منّي سنّي وإنّي أمُّ أيتام وأنا امرأة شديدة الغَيرة ، وأنت يا رسول الله تجمع النساء ، فقال رسول الله (ص) : فلا يمنعكِ ذلك !، أما ما ذكرتِ من غيرتكِ فيذهبها الله ، وأما ما ذكرتِمن سنَّكِ ؛ فأنا أكبر منكِ سنَّا ، وأما ما ذكرتِ من أيتامكِ فعلى الله وعلى رسوله ، فأذنتُ له في نفسي فتزوجني.... [1].
=================================
[1]- محمدبن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج8 ، ص90، دار صادر ، بيروت .



صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 224
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي
قديم بتاريخ : 26-May-2011 الساعة : 02:17 AM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (4)





كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .

========================================
النقطة الرابعة : أنواع الغيرة

مما سبق يظهر نوعان للغَيرة :

1- إيجابية ( محبوبة لله تعالى) : فالمؤمن يغار على دينه ، وعلى حرمه ، وعلى أخيه المؤمن ... ، ولها مراتب ودرجات مختلفة من الإباحة وصولاً إلى الوجوب ، ولذا ينبغي للرجل أن يغار على زوجته في محله المناسب ؛ فلا يقع في أتون الإفراط المنبوذ ، فقد ورد عن أبي عبد الله الصادق (ع) أن أمير المؤمنين (ع) قال : في رسالة إلى الحسين (ع) ، إياك والتغاير في غير موضع الغَيرة ، فإن ذلك يدعو الصحيحة منهنَّ إلى السقيم ، ولكن أحكم أمرهن ؛ فإن رأيت عيباً فعجِّل النَّكير على الصغير والكبير [1].

2- سلبية ( مبغضة لله تعالى) : كغَيرة الزوجة من زوجها لسبب ما ، من ضرتها أو غير ذلك ؛ بغير حق ، أي : بما يسخط الله تعالى .
والغيرة السلبية والإيجابية عند الإنسان متفاوتة المراتب - بحسب الموضوع - من أدنى درجة من الإباحة إلى أشد درجة في الحرمة.
عن أمير المؤمنين (ع) : الغيرة غيرتان : حسنة جميلة يصلح بها الرجل أهله ، وغيرة تدخله النار [2].

النقطة الخامسة : الغَيرة وآثارها كما ورد في بعض الروايات :
1- الغَيرة تكون في المنكرات من النساء
عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل عن سعد الجلاب عن أبي عبد الله (ع) ، قال : إن الله عز وجل ، لم يجعل الغَيرة للنساء وإنما تَغار المنكرات منهنَّ ، فأما المؤمنات فلا ، إنَّما جعل الله الغَيرة للرجال لأنه أحل للرجال أربعاً ، وما ملكت يمينه ، ولم يجعل للمرأة إلا زوجها ، فإذا أرادت معه غيره[3]، كانت عند الله زانية[4].

2- غَيرة الزوجة كفراً أو إيماناً
قال أمير المؤمنين (ع) : غَيْرة المرأة كفر، وغَيرة الرجل إيمان [5].
يظهر من الرواية أثران لغَيرة المرأة :
الأول : مذموم ، فقد يؤدي بها إلى الكفر ؛ فتجحد ما شرَّع المولى للزوج قولاً أو فعلاً ، فتحرَّم على الرجل ما أحل الله له من تعدد للزوجات ، وأما غَيرة الرجل فهو تحرِيم لما حرمه الله ، وهو الزنا[6] ، وقد ورد الذمّ للرجل الذي لا يغار على حرَمه ، فعن ابن أبي يعقوب ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إذا لم يغر الرجل فهو منكوس القلب [7] .
الثاني : الممدوح ، وهو متعلق بالرجل (الزوج تجاه زوجته) فتحريمه يكون لما حرّمه الله عليها من الاقتراب ولو من مقدمات الزنا[8].
=================================

[1]- محمد بن الحسن الحر ، العاملي ، وسائل الشيعة ، ج20 ، ص237.
[2]- حسن القبنجي ، مسند الإمام علي ، ج 129 ، ص16.
[3]- وفي رواية أخرى قال : إن بغت معه غيره ، المصر السابق .
[4]- محمد الريشهري ، ميزان الحكمة ، ج3 ، ص2343.
[5]- محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ،ج 2، ص 72، سنة 1412هـ ، الناشر ، دار الذخائر ، قم .
[6]- محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ،ج2 ، ص 72، سنة 1412هـ ، الناشر ، دار الذخائر ، قم .
[7]- محمد بن الحسن الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، باب عدم جواز الغيرة ، ج2 ، ص107 سنة 1414، الناشرة ، مؤسسة أهل البيت .
[8]- محمد عبده ، شرح نهج البلاغة ،ج 2، ص72 ، سنة 1412هـ ، الناشر ، دار الذخائر ، قم .



صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 224
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 5  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الأسرة الزهرائية
افتراضي الحلقة الأخيرة
قديم بتاريخ : 28-May-2011 الساعة : 04:06 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (5)

كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق .



========================================

وغَيْرة الرجل تقع منه على شكلين :

أ- يحرص على زوجته - حتى ولو بغير دافع الحبَّ لها- من أن تقع فريسة لآخرين .
ب- الغَيرة بدافع الحب : فإن حالة الحب التي يختزنه تجاهها تجعله يمنعها من الاقتراب مما يحتمله يسيء إليهما ، لذا ورد أن صبر المرأة على شدة غَيْرة الرجل عليها كالجهاد في سبيل الله ، فعن أبي عبد الله ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : إن الله كتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد ، فجهاد الرجل أن يبذل ماله ودمه حتى يقتل في سبيل الله ، وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته [1] .
وأيضاً : عن أمير المؤمنين (ع) : دليل غَيرة الرجل عفَّته [2].

منشأ غَيرة النساء !!
وردت روايات كثيرة تصرِّح أن منشأ غَيْرة الزوجة الحسد منها :
عن أبي جعفر 8(ع) : قال : غيرة النساء الحسد ، والحسد هو أصل الكفر ، إذ النساء إذا غرن غضبن ، وإذا غضبن كفرن إلا المسلمات منهن [3].

النتيجة والخاتمة
إن الغَيرة بحسب التحقيق ؛ مسألة فطري ة، إلا أن المشرِّع تعالى أوجب تهذيبها في الإطار الإيجابي ؛ فلا يجوز أن تطغى وتتعدى على ما شرَّع الله تعالى ، فهي كباقي الغرائز البهيمية الشهوانية من الغضبية ، والجنسية ، التملكية .. ، والتي ينبغي أن تتأطر وفق حدّ الاعتدال ؛ دون إفراط أو تفريط الذي بيّنه العليم الخبير سبحانه وتعالى .
فالغَيْرة بالأصل صفة حسنة تنبع من فطرة الإنسان الذي فطَرَه المولى عليها ، فقد تنحرف بسبب عوامل خارجية ؛ فتكون وليدة العادات والتقاليد الاجتماعية ، فتوهّم كثير من الناس أنها من طبيعة فطرة الإنسان الصافية النقية ، فبنى عليها مقنِّني الدساتير الوضعية أحكاماً سجّلوها في دساتيرهم وعملوا على وفقها .
أما التشريع الإسلامي الإلهي ، فقد حكم بتحريم الغَيرة ( بالمعنى السلبي) على الزوجة ، لما فيها من أخطار كبيرة مؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على الذات والأسرة والمجتمع .
أما غَيرة الإنسان تجاه زوجته ، أو دينه .. فقد أوجبها الإسلام ولكن في مكانها المناسب دون إفراط ، وهي من تمام الإيمان - كما في الروايات - لأنها تحصِّن المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص من أن تكون حرثاً فاسداً مفسداً في الأرض ، فحياة المجتمع الواقعية مرهونة بتماسك الخلية الأولى (الأسرة) التي يتشكل منها المجتمع الفاضل [4] .

والحمد لله رب العالمين

=================================


[1]- محمد بن الحسن الحر العاملي ، وسائل الشيعة , باب عدم جواز الغيرة ، ج2، ص110، سنة 1414، الناشرة ، مؤسسة أهل البيت.
[2]-،علي بن محمد ، الليثي الواشي ، عيون الحكم والمواعظ ، تحقيق ، حسين الحسيني البيوجردي . ص 749، الناشر ، دار الحديث.
[3]- محمد بن الحسن الحر العاملي ، وسائل الشيعة ، باب عدم جواز الغيرة ،ج2، ص155، سنة 1414 الناشرة ، مؤسسة أهل البيت .
[4]-كاظم الحائري ، القضاء في الفقه الإسلامي ، باب حقوق المرأة في الإسلام ، ص69، ط1، مجمع الفكر الإسلامي.
=================================


انتهى الموضوع .



إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 


المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc