|
أديب وشاعر
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
صفوان بيضون
المنتدى :
ميزان الأسرة الزهرائية
بتاريخ : 23-May-2011 الساعة : 05:29 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
غَيْرة الزوجة
بين الرفض والقبول (3)
كاتب البحث : سماحة الشيخ عبد المنعم العبد الله
أستاذ مادتي التفسير والتجويد في حوزة الإمام الخميني (قدس سره ) .
وأستاذ مادتي البلاغة والتعبير في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية بدمشق . ======================================== الجواب عن الثاني
1- إن الحسن والقبح أمر عقلي ينشأ من تسالم العقلاء عليه بما هم عقلاء بشرط عدم التأثر بمؤثرات خارجية ، وإثبات استقباح تعدد الزوجات دونه خرط القتاد .
2- إن القول : بأن تعدد الزوجات يلازم التفكك الأسري ؛ إنما هي ملازمة استحسانية مخالفة لحكم الشرع الذي هو الكفيل بترشيد إدراك العقل ، والصحيح أن الاختلاف والتفكك بين الزوجين ناشئ من عدم التزام المكلفين بالضوابط الإلهية الشرعية الأصيلة الهادية ، وهذا إنما يحصل بكثرة أيضاً في عامةِ الأُسَر (مع عدم التعدد!!) ، ولعلّه يقال : إذا كان التفكك حاصلاً في المجتمع بشكل عام ؛ فإن التفكك يزداد أكثر بالتعدد ، فهل نزيد الطِّين بِلّة !َ؟.
فمن الممكن الإجابة عنه :
1- إن الإسلام ينظر في تشريع الأحكام المصلحة العامة للمجتمع ولا عبرة بالشاذ النادر الذي يتضرر به بعض الناس بسبب خلل ما ناشئ من تأثيرات موضوعية سلبية .
2- ثم إن الإسلام لم يوجب التعدد ؛ بل شرّعه للرجل ، وترك له الخيار بالإقدام عليه بحسب ما يرى من الظروف والمبررات الموضوعية التي تنسجم مع الشّرع ، ولا يمنعه الشرع لمجرد حصول الشك أو الظن بسلبيته لأنه :
أولاً : يَحتمِل الخلاف أي : حصول الوفاق والاستقرار في حياته الجديدة .
وثانياً : إن منشأ الشك أو الظن استحساني وهو غير حجِّة .
ثالثاً :إن مجرد الشك والاحتمال بالفشل لا يمنع التعدد فكما أن الله وعد الآباء بأن يغني أولادهم من فضله– مع حصول الظن بالفقر- ، وعليه فلا داعي للخوف على مستقبلهم ؛ والحكم بالنظرة السوداوية التي ملؤها الفشل والضياع ، قال تعالى:Pwur(#þqè=çFøs?Nà2y‰»s9÷rr&ïÆÏiB9,»n=øBÎ(& szlig;`ós¯RöNà6è%ã—ötR&ou ml;Nèd$ƒÎur ( ÇÊÎÊÈOالأنعام.
وأيضاً : PŸwur(#þqè=çGøs?öNä.y‰»s9÷rr &spu‹ô±yz9,»n=øBÎ(ß`øt&or df;UöNßgè%ã—ötRö/ä.$ƒÎur4¨bÎöNßgn=÷Fs%tb %Ÿ2$\«ôÜÅz#ZŽÎ6x.ÇÌ ;ÊÈOالإسراء.
فكما أنه ينبغي التوكل على الله في معاش أولادنا ؛ كذلك ينبغي التوكل على الله ، ورفع دابر الخوف على مستقبل الحياة الأسرية في ظل التعدد إذا كان بغية رضا المولى تعالى .
والمهم أن ندرك أن الغَيرة السلبية تَذْهَب مع التوكل على الله واللجوء إليه بإخلاص، فقد وردعن حبيب بن أبي ثابت قال : قالت : أم سلمة لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله (ص) فكلّمني بيني وبينه حجاب فخطب إليّ نفسي فقلت ..، إني امرأة قد أدبر منّي سنّي وإنّي أمُّ أيتام وأنا امرأة شديدة الغَيرة ، وأنت يا رسول الله تجمع النساء ، فقال رسول الله (ص) : فلا يمنعكِ ذلك !، أما ما ذكرتِ من غيرتكِ فيذهبها الله ، وأما ما ذكرتِمن سنَّكِ ؛ فأنا أكبر منكِ سنَّا ، وأما ما ذكرتِ من أيتامكِ فعلى الله وعلى رسوله ، فأذنتُ له في نفسي فتزوجني.... [1].
=================================
[1]- محمدبن سعد ، الطبقات الكبرى ، ج8 ، ص90، دار صادر ، بيروت .
|
|
|
|
|