عرض مشاركة واحدة

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.85 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Dec-2009 الساعة : 09:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



المقصد الثالث
في كيفيات الرقة والجزع والبكاء عليه

وهي اقسام :

الاول : بكاء القلب بالهم والغم . وهو اول المراتب . وثمرته انه يجعل النـَفـَس تسبيحا لله تعالى. كما قال : " نفس المهموم لظلمنا تسبيح "

الثاني : وجع القلب , وفي الحديث ان الموجع قلبه لنا ليفرح عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض .

الثالث : دوران الدمع في الحدقة بلا خروج . وهذه هي التي توجب الرحمة من الله تعالى . كما في الرواية عن الصادق (ع) " في الباكي انه يرحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه.

الرابع : خروجه من العين مع اتصاله به . ولو بقدر جناح بعوضة . وهذا هو الذي ورد فيه انه يوجب غفران الذنوب ولو كانت كزبد البحر .

الخامس : تقاطر الدمع من العين . وهذا هو الذي تظهر فيه خاصية بيّنها الصادق (ع) " فاذا خرجت الدمعة من عينه فلو ان قطرة منها سقطت في جهنم لاطفأت حرها ."

السادس : سيلانه على الوجه والصدر واللحية . وهذا هو جانب من بكاء الصادق (ع) حين سماعه الرثاء . فقال بعده : لقد بكت الملائكة كما بكينا او اكثر . ولقد اوجب الله لك الجنة بأسرها .

السابع : الصراخ والنحيب والشهقة وازهاق النفس لذلك .
فالاول : قد دعى الصادق (ع) لمن عمل ذلك . وقال في دعائه : اللهــــم ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا " .

والثاني : شأن الزهراء كل يوم . فإنها تشهق كل يوم شهقة لولدها الحسين . حتى يسكتها ابوها صلوات الله عليه وآله . بل انها لتشهق شهقة في ارض المحشر يوم القيامة حينما تنظرالى ولدها الحسين وهو مضرجا بدمائه الزاكية . فتشقه شهقة يبكي كل من في المحشر لاجلها .

والثالث : قال عنه ابو ذر لما اخبر الناس بمقتل الحسين ما معناه :
انه لو علمتم بعظم تلك المصيبة لبكيتم حتى تزهق انفسكم

الثامن : العويل , ولا ادري كيف اذكر من امر به . فانه من العجائب . فأقول ان يزيد قاتل الحسين قد امر باقامة عزاء للحسين والعويل عليه . فقال لزوجته هند : اعولي عليه يا هند . وابكي فانه صريخة قريش . عجّل عليه ابن زياد لعنه الله فقتله قتله الله .

وكان ذلك في وقت خاص . وتفصيله في الروايات الاتية ان شاء الله .

التاسع : الضرب على الرأس والوجه : وهذا صنعه عبدالله بن عمر لما بلغه خبر قتل الحسين . وكان ينادي لا يوم كيوم الحسين . الى ان سكته يزيد بما سكته .

العاشر : التشبه بالباكي . وهو التباكي الذي ورد فيه بالخصوص : ان من تباكى فله الجنة . يعني اذا كان القلب قاسيا لا يحترق عليه . فليطأطيء رأسه وليتشبه بالمصاب في الانكسار واظهاره . وما ادري كيف يقسو القلب ؟! ولا يحترق على ذكر المظللوم الغريب الحبيب الذي يبكيه الصابر . لو تحقق الصبر على مصابه ؟ ومنشأ هذه القساوة امران :

الاول : الخوض في طلب الفضول من الدنيا فإن في ذلك تأثيرا حتى ورد في الادعية : " اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن بطن لا يشبع "

الثاني : كثرة الكلام فيما لا يعني كما في الرواية . وعلاج هذه القساوة : مسح رأس اليتيم . فقد ورد انه يرفع القساوة . مع ما فيه من الاجر .

الحادي عشر : البكاء بلا دمع . لجمود الدمع من كثرة الخروج . وقد اتفق ذلك لنسائه بعد رجوعهن الى المدينة المنورة . واقامة العزاء . فعالجن ذلك . بما يجري الدمع : من السويق . كما ورد في بحارالانوار واصور الكافي .

الثاني عشر : البكاء بحيث يظهر اثره على الشخص فيمتنع من الطعام والشراب او الالتذاذ بهما او بغيرهما من مظاهر الحياة .
وهذا قد ورد في رواية مسمع بن عبد الملك . حيث انه لما اخبر الصادق بعروض هذه الحالة له عند ذكر الحسين . وتذكر ما صنع به . قال له : " رحم الله دمعتك " . ثم ذكر له الاجر الحاصل له من اول احتضاره الى انقضاء يوم الجزاء . على ما سنبين تفصيله عند بيان خواص البكاء ان شاء الله تعالى .





المقصد الرابع
في المجالس المنعقدة لذكر مصيبته والبكاء عليه

وهي خمسة انواع :


الاول : ما انعقد قبل خلق النبي آدم .
الثاني : ما انعقد بعده وقبل ولادة الحسين .
الثالث : ما انعقد بعدها قبل شهادته .
الرابع : ما انعقد بعد شهادته في الدنيا .
الخامس : ما ينعقد بعد فناء الدنيا يوم القيامة .
النوع الاول
مجلسا وان كان التعبير بالمجلس مجازاً

الاول : محل تقديره حين قدّره الله تعالى وقضاه وكتبه بالقلم على اللوح فحزن عليه القلم واللوح .

الثاني : حول العرش قبل خلق آدم (ع) " إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " . على الخلق الذين كانوا قبل النبي آدم (ع) . " قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء " . ففي بعض التفاسير انهم لاحظوا في ذلك قتل الحسين . فقالوا هذا تحزّنا وتحسّرا . قال الله تعالى " إني أعلم ما لا تعلمون " .



النوع الثاني
وهو ستة عشر مجلساً



المجلس الاول : عرفات . حين نظر ادم (ع) الى ساق العرش ورأى اسماء الخمسة ولقّنه جبرئيل (ع) ان يقول " يا حميد بحق محمد . ويا عالي بحق علي . ويا فاطر بحق فاطمة . ويا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الاحسان . فلما ذكر الحسين (ع) سالت دموعه وخشع قلبه .
فقال : يا اخي في ذكر الخامس ينكسر قلبي . وتسيل عبرتي . فأخذ جبرئيل (ع) في بيان السبب راثيا للحسين (ع) . وآدم والملائكة الحاضرون هناك يسمعون ويبكون . فقال : ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب . قال(ع) وما هي ؟ قال جبرئيل (ع) يقتل عطشان غريبا . وحيدا فريدا . ليس له ناصر ولا معين . ولو تراه يا أدم وهو يقول " واعطشاه واقلة ناصراه . حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان . فلم يجبه احد الا بالسيوف . وشرر الحتوف . فيذبح ذبح الشاة من قفاه . ويُنهب رحله . وتشهر رؤوسهم في البلدان . ومعهم النسوان . كذلك سبق في علم الواحد المنان ."

المجلس الثاني والثالث : الجنة وقد انعقد فيها مجلسان :

الاول : الراثي فيه حورية والسامع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واملك جبرئيل .

الثاني : الراثي فيه جبرئيل (ع) والسامع رسول الله () والحور العين .

اما الاول : فقد روي في البحار عن النبي () قال : لما اسري بي اخذ جبرئيل (ع) بيدي فأدخلني الجنة وانا مسرور . فاذا انا بشجرة من نور مكللة بالنور . في اصلها ملكان يطويان الحلي والحلل الى يوم القيامة . ثم تقدمت فاذا انا بتفاح لم أر اعظم منه . فأخذت واحدة . ففلقتها فخرجت علي منها حورية . كان اجفانها مقاديم النسور . قلت : لمن انت ؟ فبكت وقالت : لابنك المقتول ظلما الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) .


واما النوع الثاني : فقد روي ان الحسن المجتبى (ع) لما دنت وفاته . جرى السم في بدنه . واخضر لونه . فقال له الحسين (ع) مالي أرى لونك قد اخضر ؟ فبكى وقال (ع) " يا أخي لقد صدق حديث جدي فيّ وفيك . ثم اعتنقه وبكيا كثيرا . فسأل عن ذلك . فقال (ع) " اخبرني جدي المصطفى () قال " لما دخلت ليلة المعراج الجنة . رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة . احدهما من الزبرجد الاخضر . والاخر من الياقوت الاحمر . فسألت جبرئيل لمن هذان القصران ؟ فقال : احدهما للحسن والاخر للحسين . فقلت : فلم لم يكونا عل لون واحد ؟ فسكت جبرئيل . فقلت : لم لا تتكلم ؟ قال : حياء منك . فقلت : سألتك بالله تعالى الا ما اخبرتني . فقال : اما خضرة قصر الحسن فإنه يموت بالسم . ويخضّر لونه . واما حمرة قصر الحسين . فإنه يقتل . ويحمر وجهه بالدم . فعند ذلك بكيا . وضجّ الحاضرون بالبكاء والنحيب . "


المجلس الرابع : مجلس ادم (ع) في كربلاء . وذلك لما كان يطوف في الارض فعند وصوله الى مقتل الحسين عثر برجله . ووقع وسال الدم من رجله . فرفع رأسه الى السماء . وقال : إلهي هل حدث ذنب اخر فعاقبتني ؟
فأوحى الله تعالى اليه . لا ولكن يقتل في هذه الارض ولدك الحسين ظلما فسال دمك موافقة لدمه . فقال : من القاتل له ؟ فأوحى الله تعالى اليه : انه يزيد فالعنه . فلعنه اربعا . ومشى خطوات الى جبل عرفات .

المجلس الخامس : سفينة نوح (ع) لما وصلت فوق ارض قتل الحسين (ع) ومحل طوفان سفينة اهل البيت اخذتها الارض . فخاف نوح الغرق فقال : الهي طفت الدنيا وما اصابني فزع مثل ما اصابني في هذه الارض . فنزل جبرئيل (ع) بقضية الحسين (ع) . وقال يقتل في هذا الموضع . فبكى نوح واصحاب السفينة ولعنوا قاتله ومضوا ."


المجلس السادس : مجمع البحرين حين التقى موسى مع الخضر . فحّدثه عن آل محمد وعن بلائهم . حتى اذا بلغ الى حديث الحسين (ع) علت اصواتهم بالبكاء على ما في الرواية .


المجلس السابع : بساط سلميان وجنوده من الجن والانس والطير . وذلك انه لما كان على البساط في الهواء وصار محاذيا للمقتل . ادارت الريح البساط ثلاث مرات . وانحطت على الارض فعاتب الريح فأخذت الريح ترثي وتقول : يا نبي الله تعالى ان في هذا المكان مقتل الحسين (ع) الى اخر الحديث كما ورد في اكثر من مصدر كالمنتخب للطريحي صفحة 50


المجلس الثامن : شاطيء حرزان لابراهيم (ع) . حين اُري ملكوت السموات والارض . ورأى شبح الحسين فبكى عليه .

المجلس التاسع : مجلس ثان لابراهيم (ع) حين اراد كسر الاصنام . فقال : اني سقيم . يعني لما يحل بالحسين .

المجلس العاشر : مجلس ثالث لابراهيم (ع) حين فدا ولده بالكبش . قال الرضا (ع) : لما امر الله عز وجل ابراهيم ان يذبح ابنه اسماعيل الكبش الذي انزله عليه تمنّى ابراهيم (ع) ان يكون قد ذبح ابنه اسماعيل بيده . وانه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه . ليرجع الى قلبه ما يرجع الى قلب الوالد عليه بيده . فيستحق بذلك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب .
اوحى الله تعالى اليه : يا ابراهيم من احبّ خلقي اليك ؟
فقال (ع) " يا رب ما خلقت خلقا هو احبُ اليّ من حبيبك محمد وسلم . فأوحى الله تعالى اليه : افهو احب اليك ام نفسك ؟
قال : بل هو احب اليّ من نفسي .
قال الله تعالى : فولده احب اليك ام ولدك ؟
قال (ع) " بل ولده .
قال الله تعالى : فذبح ولده ظلما على ايدي اعدائه اوجع لقلبك او ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟
قال (ع) " يا رب بل ذبحه على ايدي اعدائه اوجع لقلبي .
قال الله تعال : يا ابراهيم فإن طائفة تزعم انها من امة محمد () ستقتل الحسين ابنه مكن بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي . فجزع ابراهيم (ع) بذلك . وتوجع قلبه . واقبل يبكي .

فأوحى الله تعالى اليه . يا ابراهيم قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل . لو ذبحته بيدك . بجزعك على الحسين وقتله واوجبت لك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب . وذلك قول الله تعالى ( وفديناه بذبح عظيم ) .




المجلس الحادي عشر : مجلس رابع لابراهيم خليل الله في كربلاء حين وصل الى اهله راكبا . فعثرت به فرسه . وسقط عن الفرس . وشج رأسه . فقال : الهي ما حدث مني ؟ فقالت فرسه : عظمت خجلتي منك . السبب في ذلك انه هنا يقتل سبط خاتم الانبياء () لذا سال دمك موافقة لدمه .
اقول : ولعل محل سقوطه عن الفرس هو محل سقوط الحسين (ع) عن فرسه ايضا . فلاحظ الفرق بين السقوطين .



المجلس الثاني عشر : مجلس اسماعيل ذبيح اله تعالى في شريعة الفرات . وذلك ان اغنامه كانت ترعى بشاطيء الفرات . فأخبره الراعي انها لا تشرب من هذا الماء منذ ايام . فسأل ربه تعالى عن ذلك . فأوحى تعالى اليه : سل غنمك . فسألها : لم لا تشربين من هذا الماء ؟ فقالت بلسان فصيح : قد بلغنا ان ولدك الحسين سبط محمد صلوات الله عليه وآله يقتل هنا عطشان فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزنا عليه .

المجلس الثالث عشر : مجلس لعيسى بن مريم عليهما السلام . في كربلاء . الراثي له الظباء والباكي هو الحواريون كما روي ابن عباس وسنذكر الرواية .

المجلس الرابع عشر : في طور سيناء وفي مرات عديدة . وذاكر المصيبة الوحي من الله رب العالمين . والسامع موسى النبي . فمن ذلك ان موسى (ع) رآه اسرائيلي مستعجلا . وقد كسته الصفرة . ترجف فرائصه . وجسمه مقشعر . وعينه غائرة . فعلم انه دعي للمناجاة .

فقال : يا نبي الله قد اذنبت ذنبا عظيما فاسأل ربك تعالى ان يعفو عني .
فلما وصل الى مقامه . وناجى .


قال (ع) " يا رب انت العالم قبل نطقي . فإن فلانا عبدك اذنب ذنبا . ويسألك العفو .

قال الله تعالى : يا موسى اغفر لمن استغفرني الا قاتل الحسين . قال : يا رب ومن الحسين ؟

قال تعالى : الذي مرّ ذكره عليك بجانب الطور .
قال : ومن يقتله ؟


قال تعالى : تقتله امة جده الباغية الطاغية . في ارض كربلاء . وتنفر فرسه وتصهل . وتقول في صهيلها : الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها .

فيبقى ملقى على الرمال بغير غسل ولا كفن . وينهب رحله . وتسبى نساؤه في البلدان . ويقتل ناصروه . وتشهر رؤوسهم مع رأسه على اطراف الرماح . يا موسى صغيرهم يميته العطش . وكبيرهم جدله منكمش . يستغيثون فلا ناصر . ويستجيرون فلا فاخر . اي : لا مجير . فبكى موسى .
فقال سبحانه : يا موسى اعلم انه من بكى عليه او ابكى او تباكى حرّمت جسده على النار .

اقول : هنيئا للذين كانوا ثابتين على الايمان . مشافهين كليم الرحمن . كلما عرضت لهم حاجة . او طلبوا مغفرة . سألوا موسى . ليعرض ذلك في مقام المناجاة .
لكن اقول : نحن ايضا . لنا كليم لله تعالى صاحب يد بيضاء . وعصا وآيات . وهو واقف دائما في مقام المناجاة على يمين العرش . لا على جبل سيناء . وهو يستغفر لنا بلا سؤال منا . ولكن كليمنا لم تكسه الصفرة . بل كسته الحمرة . وليست فرائصه راجفة . بل هو مقطع الاوصال والاعضاء مرمل في صحراء كربلاء صهرته الشمس ثلاثة ايام وبكى عليه كل شيء ...... .




المجلس الخامس عشر : بيت المقدس المشير مجملا الى المصيبة هو الله تعالى . والنادب النبي زكريا ثلاثة ايام .
وذلك في رواية عن امامنا الحجة المهدي . قال : ان زكريا سأل ربه تعالى ان يعلمه اسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه اياها . وكان زكريا (ع) اذا ذكر محمدا وعليا وفاطمـــــة والحسن صلوات الله عليهم اجمعين . سُريّ عنه الهم . وانجلى كربه . واذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة . ووقعت عليه البُهرة . اي : تتابع النفس وانقطاعه من شدة الاعياء . فقال زكريا (ع) ذات يوم : إلهي مالي اذا ذكرت اربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي . واذا ذكرت الحسين (ع) تدمع عيني . وتثور زفرتي ؟
فأنبأه الله تعالى عن قصته فقال : ( كهيعص ) فالكاف اسم كربلاء . والهاء هلاك العترة . والياء يزيد لعنه الله . وهو ظالم الحسين (ع) . والعين عطشه . والصاد صبره .
فلما سمع ذلك زكريا (ع) لم يفارق مسجده ثلاثة ايام . ومنع فيهن الناس من الدخول عليه . واقبل على البكاء والنحيب .
وكان رثاؤه : الهي اتـُفجع خير جميع خلقك بولده ؟ الهي اتـُنزل بلوى هذه المصيبة الرزية بفنائه ؟ الهي اتلبس عليا وفاطمة ثياب المصيبة ؟ الهي اتحل كربة هذه المصيبة بساحتهما ؟ ثم كان يقول : اللهم ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر . فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبه . ثم افجعني بحبه كما تفجع محمداً وسلم حبيبك بولده . فرزقه الله تعالى يحيى ستة اشهر . وحمل الحسين كذلك ستة اشهر .


المجلس السادس عشر : مجلس ثان لعيسى بن مريم عليهما السلام . في كربلاء . ذاكر المصيبة اسد والسامع عيسى والحواريون . وذلك انهم لما مروّا بكربلاء . لا في سياحتهم رأوا اسداً كاسراً اي : يكسر ما يصيده . قد اخذ الطريق فاقدم عيسى وقال : لم جلست على طريقنا لا تدعنا نمر فيه ؟ قال : اني لا ادعكم تمرون حتى تلعنوا يزيد قاتل الحسين (ع) سبط محمد المصطفى () النبي الاميّ وابن علي الولي . سلام الله عليهما .


رد مع اقتباس