موقع الميزان السلام عليك أيتها الصدِّيقة الشهيدة يا زهراء السيد جعفر مرتضى العاملي
 
يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ اللهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَكِ، فَوَجَدَكِ لِمَا امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا اَنّا لَكِ اَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرُونَ لِكُلِّ ما اَتانا بِهِ اَبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَاَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَاِنّا نَسْأَلُكِ اِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلاّ اَلْحَقْتِنا بِتَصْديقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ اَنْفُسَنا بِاَنّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِكِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ * ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ * صَدَقَ اللّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ – منتديات موقع الميزان للدفاع عن الصدِّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها – منهاجنا الحوار الهادف والهادئ بعيداً عن الشتم والذم والتجريح ولا نسمح لأحد بالتعرض للآخرين وخصوصاً سب الصحابة أو لعنهم وهذا منهاج مراجعنا العظام والعلماء الأعلام حفظ الله الأحياء منهم ورحم الماضين
 
اضغط هنا
اضغط هنا اضغط هنا اضغط هنا
اضغط هنا
عداد الزوار
العودة   منتديات موقع الميزان .: القرآن الكريم والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم :. ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )إن الحسين صلوات الله عليه مصباح الهدى وسفينة النجاة
منوعات قائمة الأعضاء مشاركات اليوم البحث

إضافة رد
   
أدوات الموضوع ابحث في الموضوع

منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 1  
المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
Unhappy خوصياته (ع) المتعلقة بالخشوع لتذكّره والرقة والبكاء عليه واقامة مجالس المآتم والرثاء
قديم بتاريخ : 18-Dec-2009 الساعة : 10:42 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .


خوصياته (ع) المتعلقة بالخشوع لتذكّره والرقة والبكاء عليه واقامة مجالس المآتم والرثاء

وفيه مقدمة , ومقاصد :
قال الله تعالى " ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق " . يعني بعد ما اتاكم من العقل والتدبير وبعدما شاهدتم الايات في الانفس والافاق والسماوات والارض . وفي كل ذرة وورقة . وبعد ما رأيتم العبر والغِيَر في الغافلين وبعد ما تليت عليكم الايات . وبعد ما عمرتم . ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير من بين ايديكم ومن خلفكم . وتكاثرت عليكم الاصوات المنادية الواعظة لكم . وبعد ما مرّ عليكم دهر في الاسلام وادعائكم وانتحالكم له . ألم يئن ان تخشع قلوبكم لذكر الله تعالى . فاذا ذكرتموه كنتم من المؤمنين . " الذين إذا ذُكر الله وجلت قلوبهم " . وكففتم عن المعاصي .

ألم يئن للذين آمنوا وعرفوا عظمة ربهم تعالى ان تخشع قلوبهم لذكر الله اذا قاموا بين يديه وخاطبوه فيكونوا من المؤمنين " الذين هم في صلاتهم خاشعون " . فقد انقى العمر ولم تصل ركعتين خشوعا لله تعالى . فصل لربك صلاة واحدة . فلعلها تكون صلاة وداع .

الم يئن للذين امنوا وعرفوا ان لا نافع الا الله تعالى . ولا ملجأ الا له تعالى . ان تخشع قلوبهم لذكر الله . فلا يكونوا من الذين لا يرون شيئا الا ويرون الله بعده . او الذين لا يرون شيئا الا ويرون الله تعالى معه . او قبله .

ألم يئن للذين امنوا اذا اُفنيت اعمارهم يوما في البعد عن الله . ولم يذكروه يوما ولا ساعة ذكرا نافعا . ان تخشع قلوبهم لذكر الله آناً واحدا لغلبة خوف واضطراب . فلعله يكون توبة الى ربهم . ورجوعا اليه بعد انقطاعهم عنه . فيكون لهم وصل بعد الاعراض والقطع . ولا يموتون حين هم عن ربهم محجوبون .

ألم يئن للذين امنوا بالله ورزقهم الله معرفة اوليائه . ان تخشع قلوبهم لذكر الحسين الشهيد (ع) . فيبكون عليه فانه من خشوع القلب لذكر الله . كما ان من والاه فقد والى الله . ومن عاداه فقد عادى الله . ومن احبه فقد احب الله . ومن اعتصم به فقد اعتصم بالله . ومن زاره فقد زار الله . ومن خشع قلبه لذكره فقد خشع قلبه لذكر الله تعالى . ومن انكسر قلبه لمصابه ومصاب اولياء الله تعالى فانه يكون صاحب قلب يحبه الله تعالى فيفيض عليه من عنايته الخاصة .

ألم يئن ذلك خصوصا اذا دخل المحرم وهلّ عاشوراء . اما ترى الناس ذوي كربة قد خُنقت منهم القلوب بالبكاء . فيا ايها الذين امنوا هذا اول خشوع القلب لذكر الامام الحسين (ع) الراجع الى ذكر الله تعالى , فاذكروا الله ذكرا كثيرا بذكر الحسين (ع) ذكرا راجعا الى ذكر الله تعالى , واقامة عزائه بما يرجع الى خشوع القلب لذكر الله تعالى .

والمراد بقولي : الراجع الى ذكر الله سبحانه . ان خشوع القلب لذكر الحسين (ع) له اقسام .
منها ما يرجع الى ذكر الله . ويكون لله تعالى . والفرد الكامل منه لمن خلص ايمانه . يكون خشوع قلبه للحسين (ع) من القسم الراجع الى خشوع القلب لذكر الله . نظير اصل ذكر الله . والتسبيح بحمده والخضوع له . فان كل مخلوق يسبح بحمد ربه تبارك وتعالى . ويخضع له . ويسجد له سجودا تكوينيا . ولكن الفضيلة للتكليفي الجامع للشرائط . وكذلك خشوع القلب له (ع) ومسألة بطلان الصلاة بالبكاء على الحسين (ع) وحكمه يتوقفان على تشخيص هذه الاقسام .

فكل بكاء على الامام الحسين يكون من خشوع القلب لذكر الله تعالى لا يبطل الصلاة . وما كان لمحض الرقة البشرية ففيه اشكال
فتأمل
ولنفصّل الكلام في بيان هذا المطلب الشريف ببيان اقسام خشوع القلب للحسين (ع) وبيان ما يتعلق بالرثاء له في ضمن مقاصد بعون الملك الوهاب .


المقصد الاول : في المنشأ الباطني للخشوع وسبب حصوله .

المقصد الثاني : في البواعث الخارجية الموجبة للبكاء المختصة به

المقصد الثالث : في كيفيات الرقة والرجزع والبكاء عليه .

المقصد الرابع : في المجالس المنعقدة لذكر مصيبته والبكاء عليه .

المقصد الخامس : في صحف الرثاء والكتب التي رثته قبل شهادته وعندها .

المقصد السادس : في خواص مجالس البكاء .

المقصد السابع : في خواص البكاء من حيث الصفات .

المقصد الثامن : في فضائل البكاء وتأثيره وثوابه .

المقصد التاسع : في خواص البكاء لنيل الاجر والثواب .

المقصد العاشر : في خواص العين الباكية .

المقصد الحادي عشر : في خواص الدمع الجاري .

المقصد الثاني عشر : في خاتمة المقاصد . والحمد لله .



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 2  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 20-Dec-2009 الساعة : 01:15 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



اللهم صلى على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

المقصد الاول
في المنشأ الباطني للبكاء وسبب حصوله

اعلم ان منشأ البكاء قد يكون سببا ملحوظا للباكي , وقد يكون غير ملحوظ ,
فهو نوعان :
النوع الاول : ما كان بلحاظ سبب ملحوظ واقسام البكاء بالسبب الملحوظ ثمانية :
القسم الاول : لعلقة مع صاحب العزاء . واعظم العلقات الابوة . ولذا قرن الله تعالى حق الوالدين بالتوحيد . قال تعالى " وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً " . وذلك لانهما علة الايجاد الصوري لك . فاذا كان حق علة الايجاد الصوري بهذه المرتبة فلعله الايجاد الصوري والمعنوي احق بهذا الحق . فالوالد الحقيقي النبي والوصي سلام الله عليهما . وقضى ربك بالاحسان اليهما . وكما جاء عن رسول الله وسلم لعليا المرتضى " يا علي انا وانت أبَوَا هذه الامة " . ولا ريب ان اقامة العزاء . والبكاء على الحسين (ع) احسان الى النبي والوصي والزهراء صلوات الله عليهم . بل في بعض الروايات في تفسير قوله تعالى " وبالوالدين إحساناً " . ان الوالدين
الحســـــن والحسين عليهما السلام . . فالبكاء عليه احسان الى الوالد ابتداءً .

والوجه في ان البكاء احسان : ان الاحسان ايصال النفع وعندة النفع والاعزاز والاحترام . والبكاء اعزاز للاموات والمقتولين . ولذا سأل النبي إبراهيم ربه تعالى في ابنة تبكيه بعد موته . ولما سمع النبي نساء الانصار يندبن قتلى اُحد قال صلوات الله عليه ووعلى آله " اما حمزة فلا بواكي له " فأمر الانصار نساءهم ان يندبن حمزة فسمع النبي
محمداً المصطفى() فدعا لهن .
وقد جاء ايضا . انه مرّ النبي () بنسوة من الانصار يبكين ميتاً فزجرهن عمر فقال النبي () دعهن يا عمر , فإن النفس مصابة . والعين دامعة . والعهد قريب . ولما بكت نساء اهل المدينة على قتلى اُحد قال النبي () " لكن حمزة لا باكية له " . فسمع ذلك اهل المدينة فلم يقم لهم ماتم بعدها الى اليوم إلا ابتدأ النساء فيه بالبكاء على حمزة ..... " .

نكتة : حمزة سيد الشهداء تحققت له بعض اجزاء تجهيز الموتى من الكفن والصلاة والدفن والتشييع وغير ذلك الا النوادب . فعظم ذلك على رسول الله وسلم .
ولكن الامام الحسين (ع) سيد الشهداء لم يكن له شيء من ذلك الا النوادب . بل قد زيد في ابتلائه مقابل ابتلاء الحمزة عليهما السلام خلاف التمثيل بالجسد باستخراج كبد الحمزة . فقد زاد بلاء الحسين على الحمزة بالرض قبل وبعد الشهادة و تقطيع الجسد المبارك اربا اربا فكان الجرح على الجرح والطعنة فوق الطعنة وتكسير الضلوع والبدن السليب وقطع الاصبع وضرب الجبهة والغدر والموت عطشا وتقتيل اهل بيته واولاده واخوته وابناء اخوته وابناء عمومته قبل شهادته ........ ، حتى نادت اخته المباركة زينباً الكبرى بصوت حزين اخذت تنادي رسول الله صلى الله عايه وآله وسلم ليشهد الندبة . لكن قد منعوهن فيها . بل ومن البكاء . بل ومن اجراء الدمع . حتى اشبعوها ومن معها من الاطفال والنساء ضربا بالسياط حتى اسودت اجسامهم من شدة الضرب والزجر لهن وللاطفال . فهلم نبكي عليه وعلى مصاب محمداص وأهل بيته
الاطياب (ع) بكاء قرابة حقيقية ان كنا من الموالين بأدنى درجات الولاء والانسجام معهم ومع خطهم القويم . فمن لا يبكي كذلك فهو عاق قاطع الرحم.


القسم الثاني : الرقة لعلقة الالتحام التي هي من اعظم القرابة نظير العضو من الانسان اذا عرضه مرض ووجع يكون الوجع في الكل . ومن هذه الجهة بكاء الحور العين . ولطمهن على الامام الحسين (ع) . في الجنان التي هي دار السرور وذلك لان لكل من المخلوقات مادة . وقد خلقت الحور العين من نور الحسين (ع) . فهي ملتحمة به (ع) ومع ذلك كيف يمكن ان يكون واقعا على الارض تحت سنابك الخيل ورأسه المبارك على الرمح ودمه الطاهر مسفوك على الارض وفؤداه مثقوب وكبده مقرح وقلبه محترق ونساءه واطفاله مسبيات قد حرقت خيامهن قبل شهادته وسبين بعد شهادته ........ ، وتبقى الحور في القصور بأنعم بال واحسن حال !! .


ومن جملة اقسام البكاء بكاء الشيعة عليه هذا القسم ايضا . وذلك في رواية عن الصادق (ع) قال : " شيعتنا منا وقد خُلقوا من فاضل طينتنا . وعُجنوا بنور ولايتنا . ورضوا بنا ائمة . ورضينا بهم شيعة . يصيبهم ما اصابنا . ويبكيهم ما ابكانا . ويحزنهم حزننا . ويسّرهم سرورنا . ونحن ايضا نتألم بتألمهم . ونطلع على احوالهم . فهم معنا لا يفارقونا ونحن لا نفارقهم " . ثم قال (ع) " الهم ان شيعتنا منا فمن ذكر مصابنا وبكى لأجلنا . استحى الله تعالى
ان يعذبه بالنار "
.
وفي حديث الاربعمائة عن امير المؤمنين (ع) " انالله تبارك وتعالى اختارنا . واختار لنا شيعة ينصروننا . ويفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا . ويبذلون انفسهم واموالهم فينا . اولئك منا والينا " .

فدّلت هذه الرواية على ان مخلصي الشيعة اختارهم الله تعالى كما اختار الشهداء . بل شهادتهم . وفي ذلك علامات كما استدل الرسول الاكرم () من المحبة الخاصة للطفل الذي رآه يلعب مع الامام الحسين (ع) على انه يكون من انصاره في واقعة كربلاء .
فلاحظ علاقة الشيعة في نفسك وهلمّ نبكي عليه لذلك فان من لا يبكيه ولا يواليه ولو بأدنى درجات الولاء . فانه يكون لا علاقة له معه . ومقطوع عنه . فهلمّ نتألم لمصابه . فالحسين (ع) يتألم لآلامنا ايضا وكفى بذلك عزة لنا وفرجا . وانه يصلنا ايام تالمنا في احلك عواقب حالاتنا . اللهم صلي على محمداً حبيبك المصطفى وآله الاطهار المعصومين وعجّل في فرجهم يا الله .

القسم الثالث : الرقة على المصيبة . لكون المصاب صاحب حق عليك . والحقوق كثيرة .

منها حق الايجاد . وهو حق الوالدين والاجداد . والحسين (ع) له علينا هذا الحق . فإن وجودنا ووجود آبائنا ببركة وجوده .

ومنها حق الاسلام والايمان . وهو ثابت لكل مسلم على كل مسلم . فكيف يكون حق من صار سببا لهدايتنا الى الايمان . فإن الحسين (ع) قد فدى نفسه لهذا الدين . ومعنى هذا انه لو لم يتحمل تلك المصائب والمصاعب لما كان هناك اسلام ولا مسلمين . ولا نقول الا كما قال المصطفى () " الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء " . وهكذا اقتضت حكمة الله تعالى ان يكون دوام الاسلام وحفظه بالحسين ووكما جاء ايضا بالحديث المبارك ان الله تعالى أبى أن بجري الامور الا باسبابها " والحمد لله .

وذلك انه لما استولت بنو امية . لعنهم الله . على البلاد ، واظهروا الفساد . سعوا جاهدين في اخفاء الحق حتى شبّهوا الامر على الناس . بحيث جعلوا سبّ الامام امير المتقين علي من اجزاء الصلاة . وادخلوا في اذهان الناس ان بني امية ائمة الاسلام حقا . ورسخ هذا الباطل في اذهان الناس منذ طفولتهم . حيث انهم اجبروا المعلمين على ان يلقّنوا الاطفال والاجيال في مكاتبهم ومدارسهم هذا الامر فاعتقد الناس ان هؤلاء ائمة الدين . وان مخالفتهم ضلالة .

فلما قتل الحسين ومن معه بهذه الكيفية . وسبيّ من سبيّ بهذه الطريقة المخصوصة . تنبه الناس والتفتوا الى ان هؤلاء لو كانوا ائمة حق ما فعلوا ذلك ابدا .
ورأوا ان فعلهم هذا لا يطابق دينا ولا مذهبا ولا عدلا . بل ولا يطابق جور الجائرين على مر التاريخ . فعدلوا عن الاعتقاد بهم . وتبرؤوا منهم . وعدل - من هداه الله - الى الحق وظهرت الشيعة بشكل جليّ وواضح بعد ان كانوا مستضعفين مظلومون .

واما السنة فعدلوا عن اعتقاد خلافتهم . وعلموا انهم حكّام جور . وجوّزوا لعنهم .
والحقيقة ان الاهتداء الى الدين الحق بعد ذلك الانحراف بدأ من ثورة الحسين .

ومنها حق الزاد والملح فإن به حياة كل شيء . وبه ينزل الغيث وينبت النبات . فجميع طعامك وشرابك انما هو ببركته

ومنها حق الإحياء اوليست حياتنا الحقيقية اعني الروحية والايمانية هي ببركة الحسين . ؟ اوليست اعمالنا كلها بهدايته لنا ؟ !

ومنها حق الاسلام . وسلامتنا الحقيقية مرجوة من الحسين .

ومنها حق الوداد . فهل يودّ شخص شيعته مثل الحسين (ع) ؟! الذي هو الى يمين العرش ينظر الى زواره والى الباكين عليه ؟ كما جاء في الروايات المعتبرة .

ومنها حق التعب فلو ان شخصا اصابه صدع او جرح يسير بسببك لكنت خجلا منه ابدا . وبصدد تدارك تعبه . افلا تكون بصدد تعب الحسين وما اصابه ؟ وليت شعري بأي شيء نتدارك تعبه لنا ؟ ابهذه القطرات من الدمع ؟ ام بالسير الاعتقادي والعملي على نهجه المحمدي القويم ؟ وهل نحن صادقين بهذا ؟

فهلّموا نبكي عليه لأداء حقوقه علينا . فمن لا يبكيه لا عهد له ولا وفاء . ولا ننسى ان البكاء عليه هو ادنى درجات الوفاء لهم .




القسم الرابع : الرقة على المصاب . لانه كبير وجليل . فان لمصاب الكبير . خصوصية توجب رقة القلوب عليه ولو كان اجنبيا بل ولو كان كافرابل ولو كان عدوا . وبذلك جرت سيرة الملوك ايضا كما في قضية ذي القرنين مع دارابن دارا

وقد جرى حكم الشارع ايضا على ذلك . ولذا رمى النبي المصطفى () ثوبه لعدي ابن حاتم زمن كفره ليجلس عليه وقال : اكرموا عزيز قوم ذل . ولأجل هذا لم يسلب علي (ع) ثياب عمرو بن عبد ود لما قتله . بل ولا نزع درعه . مع انه لم يكن له نظير . فقيل له في ذلك فقال (ع) " انه كبير في قومه وما اُحب هتك حرمته في بقائه عاريا " .

ولأجله ايضا جعل الشارع لبنات ملوك الكفار اذا اُسرن واسترققن حكما اخر من الاحترام فيخّيرن ولا يعرضن على البيع في الاسواق .

فهلمّوا نبكي عليه بكاء العبد على سيده . وبكاء له لانه جليل وكبير هتكت حرمته وسلب ثوبه ودير بحريمه واطفاله اسارى من بلد الى بلد حتى طُمِعَ فيهن كالجواري . فمن لا يبكيه كذلك لا مقام له ولا يعرف قدر احد .


القسم الخامس: " الرقة على من كان ذا صفات حميدة . فإن حسن الصفات ومحمودها توجب الرقة على المتصف بها وان لم تعرفه . بل قد ورد عن الشرع احترامه ولو كان كافرا . كما اوحى الله تعالى الى موسى النبي : لا تقتل السامري فانه سخي .
وكما نزل جبرئيل من الله تعالى بالنهي عن قتل احد اسرى الكفار لكونه يطعم الطعام .

فمصاب صاحب الصفات الحسنة يؤثر في القلب اياً كان هذا الشخص . خصوصا المصاب بما يقابل مقتضى هذه الصفات .
فاذا رأيت من كان يهب الألوف قد احتاج الى لقمة خبز يسأل الناس عنها لرق
قلبك عليه بالخصوص . كذا من كان ذا حياء مهانا في ملأ من الناس وهكذا .

فاذا لاحظت صفات سيد الشهداء وخصوصياتها ونظرت الى التطابق بينها وبين خصوصيات مصائبه كان ذلك موجبا لرقة خاصة عليه وبكاءً مخصوصا عليه .

فهلمّوا نبكي عليه بكاء مقابلا لصفاته الحميدة العليّة . فاستمع لمصائب خاصة في مقابلة صفات خاصة :

الاول : ان لسانه قد ذكر الله تعالى قبل خلق السموات والارض . وهلل الله فتعلمت الملائكة منه التسبيح والتحميد . ثم ذكر الله تعالى في عالم النور والاشباح والظلال . ثم في بطن امه الزهراء (ع) والتي كانت تسمع منه التسبيح والتهليل . ثم حين ولادته المباركة . ثم ايام صغره وصباه وكبره . ثم حين شهادته . ثم حين كون رأسه على الرمح . أفيحق ان يقرع وجهه الشريف بالخيزران بيد مثل يد يزيد وابن زياد في تلك الحالة ويضحكا ويشمتا به بمحضر أهله ؟


الثانية : انه رأى اعرابيا لا يحسن الوضوء فاتفق مع اخيه الحسن المظلوم (ع) على ان يتوضا كل منهما بمحضره . فقال الحسين (ع) للاعرابي أيُنا يحسن الوضوء ؟ فقال الاعرابي : كلاكما تحسنانه . روحي لكما الفداء. ولكن انا الذي لا احسنه .

فهو (ع) قد تحرج من ان يقول للجاهل . انت جاهل . لئلا يكسر قلبه مع انه جاهل حقيقة . فكيف حاله هو حين خوطب بخطابات لا تليق الا بأعداء الله تعالى ؟ فقد قال اه قائل : تعجلت بنار الدنيا . وقال له الحصين بن تميم : حين اراد الصلاة : انها لا تقبل منك . لعن الله اعداء اولياءه .


الثالثة : اعطاه رجل رقعة . فقال له الامام (ع) فورا حاجتك مقضية . فقيل له : لولا قرأتها . فقال (ع) " يسألني الله تعالى يوم القيامة عن ذل مقامه بين يدي حين اقرأ رقعته . " يعني انه قد يتردد بين الخوف والرجاء حتى اقرأ الرقعة فيصيبه ذل بين يدي ولا اُحب ذلك .

فكيف كان حاله حيث وقف بين ايدي اهل الكوفة يسألهم امورا يعلم انهم لا يفعلونها . فطلب الانصات لكلامه حينما اراد ان يتكلم معهم فكانوا يتصايحون . فقال (ع) " ويلكم الا تسمعون الا تنصتون .

الرابعة : حضر عند اسامة بن زيد حالة احتضاره . فتأوه اسامة وقال يا غماه . فقال (ع) " يا اخي لِما تأوهت وما غمك ؟ قال اسامة : عليّ دّين مقداره ستون الف درهم . . قال الامام الحسين (ع) " عليّ قضاؤه " .
قال : اٌحب ان يقضى وانا حي . فقضاه في مجلسه .


افيحق لمثل هذا الرحيم الرؤوف الامام المعصوم (ع) ان يتأوه ويتلهف ويلتمس في حالة احتضاره امورا هينة يسيرة . ولا يُقضى له منها حتى قطرة من الماء ؟ واأسفاه وواغماه ووالهفاه وواكرباه عليك يا مولاي وسيدي الحسين .

الخامسة : وقف اعرابي عليه وهو يصلي فقال :

لم يخب الان من رجاك ومن حرّك من دون بابك الحلقة

فدخل الدار وشدّ اربعة آلاف دينار في ردائه ودفعها اليه من رواء الباب حياءً منه وقال :

خذها فإني اليك معتذر
واعلم بأني عليك ذو شفقة
لو كان في سيرنا الغداة عصا
امست سمانا عليك مندفقة
لكن ريب الزمان ذو غِيَرٍ
والكف مني قليلة النفقة

فبكى الاعرابي . فقال له (ع) " استقللت العطاء ؟ قال : لا ولكن كيف يأكل التراب جودك .

فبكاء الاعرابي كان على دفن يده في التراب . ولا ننسى ان تلك اليد في حينها لم تكن مدماة قطيعة الاصبع حمراء تشخب دماً زاكيا .
ولكن نحن نبكي على الذي كان حياؤه بمرتبة يخجل معها حتى عند عطائه لمبلغ كثير من المال لسائل غير مضطر . فكيف يكون خجله اذا سأله احد المضطرين شيئا ولم يعطه لعدم تمكنه وهو الكريم الرحيم على عباد الله تعالى وعلى خلقه . أم كيف كان حاله حين سالته ابنته الصغيرة شربة ماء . وهو يرى حالها من العطش . وسالته زوجته قطرة ماء لولده الرضيع . بل ولرضيع ثانٍ . واعظم من ذلك انه طلب منه ابن اخيه ان يحضر على جسده حال وقوعه فجاء ولم يدركه حياً .
فلذا قال (ع) " يعز على عمك ان تدعوه فلا يجيبك او يجيبك فلا ينفعك " .

السادسة : وُجد يوم الطف في ظهره اثرا . فسألوا السجاد عن سببه . فقال (ع) " ذلك مما كان ينقل على ظهره من الطعام قي الليالي للارامل والايتام والفقراء والمساكين " .

فهل من الانصاف ان يمنع من سقي طفل له رضيع قطرة من الماء ؟

السابعة : مرّ يوما على مساكين وقد اخرجوا كسرات من الخبز ليأكلوا فدعوه الى طعامهم فثّنى وركه وجلس يأكل معهم . وهو يقول : ان الله لا يحب المستكبرين . ثم قال : قد اجبتكم فاجيبوني . فقالوا : نعم . فأتوا منزله فقال
للجارية :اخرجي ما كنت تدخرين . فجاءت بأطيب الطعام . فجلس يأكل معهم سلام الله عليه ليطيّب قلوبهم .

وقد سعى (ع) كثيرا في ان يطيب قلوب نساء واطفال عطاشى بشربة من الماء فلم يمكنوه من ذلك .



القسم السادس : البكاء للتبعية . فانه قد يتحقق البكاء تبعا للباكين مع قطع النظر عن المبكى عليه . فابك تبعا للنبي وسلم فلكم فيه اسوة حسنة . لا بل تبعا للانبياء والاوصياء . لا بل تبعا للسموات والارضين او الوحوش او الطيور او الجنة او النار او ما يُرى وما لا يُرى او الجن او الملائكة . او ابك تبعا للاشجار او تبعا للحجار . فأي قلب هو اقسى من الحجر . او تبعا للحديد فقد بكى مسمار سفينة نوح النبي دماً كما جاء دليل ذلك كله في الاحاديث والروايات . فابك دماً تبعا له .


القسم السابع : الترحم للجنس . فإنه يوجب الرقة مع قطع النظر عن كل صفة وحق وعلاقة . مثلا اذا سمعت ان رجلا بلا تقصير اتى الى برية ومعه اولاد اطفال ونساء وشباب واخوان واصحاب واقارب فجرى عليه ما جرى لاحترق قلبك اسىً وألما عليه . بل لو سمعت ان رجلا مقصرا . او محللا للحرام او محرما للحلال . او عدوا لك . او كافرا بالله تعالى . صُنع به ما صُنع مع امامنا الحسين لرحمته ورأفت بحاله . وقد كان يقول (ع) " هل تطالبوني بقتيل قتلته ؟ او بمال لكم استملكته ؟ او شريعة بدلتها ؟ "

اقول : فدتك نفسي لو كنت كذلك لما كنت مستحقا لما وقع عليك . فليست هناك جناية هذه عقوبتها . بل انه ليس متعارفا لدى القساة الفسقة المنافقون في طول تاريخ البشرية جريمة كما فـُعل بك يا حسين يا حسين .

فهلمّوا نبك عليه بكاء ترحم عليه فمن لا يبكيه كذلك لا مروّة له ولا انسانية سوية .

القسم الثامن : البكاء لهذه الصفات بأجمعها . بل ولغيرها من صفات حسنة للامام لم نذكرها بل لم يكتبها التاريخ من الصفات والمواقف الحسنة النورانية .

فالحسين (ع) والدك حقيقة وانت ملتحم به . وهو كبير في السموات والارض . صاحب كل الحقوق عليك . صاحب الصفات الحميدة . بكى عليه جميع الخلق . وهو من البشر ولا ذنب له ولا جرم . وقد وقع عليه كل ذلك . فمن لا يبكيه كذلك فهو عاق شاق بلا وفاء وبلا عهود . ولا يُعرف قدرا ولا مروة له . وهو خارج عن الحقيقة الانسانية .





منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 3  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Dec-2009 الساعة : 09:00 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .

عظم الله لكم الأجر في مصاب أبي عبد الله الحسين وأخيه العباس وأولاده وأصحابه


المقصد الثاني
في البواعث الخارجية والموجبة للبكاء المختصة به

وهي عشرة :

الاول : رؤية شبحه وظله في عالم الاشباح والظلال . بل رؤيته في عالم القدس . كما اتفق ذلك لادم حين شاهد الذر في عالم الذر . فمثّل الله تعالى له قضية كربلاء فبكى لذلك . ولما رأى ابراهيم (ع) ملكوت السموات والارض . رأى الاشباح الخمسة تحت العرش فأبكته رؤية الخامس .

الثاني : سماع اسمه , كما قال ما ذُكرت عند كل مؤمن ومؤمنة الا بكى واغتم لمصابي فهو سبب بكاء لكل مؤمن .

الثالث : النطق باسمه , كما قال الانبياء ادم وزكريا عليهما السلام . في ذكر الحسين . تسيل عبرتي وينكسر قلبي . بل ما ذكره نبي او سمع باسمه الا واعتبر .

الرابع : النظر اليه , وقد تحقق هذا بالنسبة الى جده حينما رآه عند ولادته وبعدها . وقد قال ابوه ايضا حين نظر اليه وبكى : يا عبرة كل مؤمن . قال : انا يا ابتاه ؟ قال : نعم يا بني .

فان كنا لم ننظر اليه في زمانه .فهل نظرنا اليه والى حالاته في كل مراحلها بل والى بهائه ببصائر قلوبنا ؟ فان لم ننظر اليه فهو ينظر الينا . رحمة من الله تعالى الحكيم والرؤوف .

ففي الصحيح , ان الحسين (ع) على يمين العرش . ينظر الى مصرعه والى زواره . وانه لينظر الى من يبكي عليه .
ولا غرور من ان لا يحجب نظره البعد والجدران والدور .

الخامس : النظر الى مدفنه . كما قال الصداق (ع) " الحسين (ع) غريب بأرض غربة . يبكيه من زاره . ويحزن عليه من لم يزره . ويحترق له من لم يشهده . ويرحمه من نظر الى قبر ابنه عند رجليه ." فهل ترون مدفنه . قال العارف :
وكل بلدة فيها قبره وكربلاء كل مكان يرى


السادس : يمس بدنه وتقبيله . فانه مبك . ولقد تحقق هذا بالنسبة الى جده (ص) المصطفى . وفي مواضع خاصة . فقد كان (ص) يقبّل نحره فيبكي . ويقبل فوق قلبه فيبكي . وجبهته ويبكي . ويقبل اسنانه فيبكي . ويقبل كل بدنه ويبكي . فيقول (ع) " يا أبت لِمَ تبكي؟ قال (ص) " اُقبل مواضع السيوف منك وابكي .

ولو سئل عن بكائه (ص) عند تقبيل ثناياه . لقال : اقبّل موضع نكث الخيزران . وأقبّل ما يتبسم ضاحكا عند رؤيته ابن زياد . وابكي لضحكه . ولو سئل (ص) لم تقبل فوق قلبه ؟ لقال : موضع السهم المثلث .

ولكن قد ارادت اخته زينب في وقت ما تقبيل المواضع التي كان يقبلها رسول الله وسلم فلم تتمكن . لان الاعضاء كانت ممزقة . خصوصا بعد تحقق الرض بالخيول . بل ولو لم يتحقق فقد رض بالسهام والسيوف والرماح والحجر والتقطّع كما قال : كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات . ولذا قيل على لسان السيدة زينب (ع) بالفارسية :
خاك عالم بسرم كز اثر تير وسنان
جاي يك بوسه من در همه اعضاى تونيست
نعم قد قبّلت موضعا واحدا من بدنه المبارك . ولم يقبّله المصطفى (ص) . فانها قبّلت النحر المنحور . والودج المقطوع . اي باطن ما قبّل النبي (ص) ظاهره .
ولذلك نادته حين وضعت وجهها على نحره المبارك . واخبرته بأن هذا حسين مقطّع الاعضاء . ثم اخبرته بأن هذا الحسين محزوز الرأس من القفا . ولكن من اين علمت بذلك ؟ فيه وجوه :

الاول : ان تكون قد شاهدت ذلك حين ذبحه . لكنه خلاف ما يظهر من الروايات الدالة على انه (ع) امرها بالرجوع الى الخيام .

الثاني : ان تكون قد سمعت بذلك من الناس الذين حضروا ونقلوه او نادوه بذلك فسمعته . وهو بعيد ايضا .

الثالث : ان تكون قد استنبطت ذلك حين رأت الجسد الشريف . فإنها رأته مطروحا بكيفية علمت انه قد حزّ رأسه من القفا . وذلك انها رأته مكبوبا على وجهه . فعظمت مصيبتها بذلك . وان كانت مصيبتها بعُريه اعظم من اصل القتل . فلهذا نادت جدها الحبيب (ص) مخبرة بقتله وبأنه محزوز الرأس من القفا .


السابع : الانتساب اليه . فانه ورث للحزن والبكاء . حتى ان مسماره كان له تأثير فب البكاء . وذلك انه لما اتى جبرئيل (ع) بمسامير السفينة كلٌ على اسم نبي فسمّر بالمسامير كلها السفينة . الى ان بفيت خمسة مسامير لمقدمة السفينة . فلما اخذ نوح (ع) الاول بيده انار واشرق . فقال : هذا على اسم خاتم الانبياء محمد (ص). وهكذا تحقق
بالنسبة الى الثلاثة الاخرى . والتي كانت باسم عليا والزهراء والحسن . فلما اخذ الخامس بيده ظهر منه دم . وتلطخت يده به . فقال جبرئيل (ع) هذا على اسم الحسيــــن .
فاذا كان الحديد الحسيني يدمى . فلمَ لا تدمى القلوب اذا كانت حسينية ؟
ثم من العجب ان تكون اسباب الفرح والسرور بالنسبة اليه كأسباب البكاء .
فحوريته الخاصة به في الجنان باكية . وعيده ولبسه الجديد فيه مبك لجده (ص) . ولعبه مبك . وفتحه في الحرب مبك لابيه (ع) . واكله طعاما طيبا مبك. بل الحمل به مبك . وولادته مبكية . والتهنئة بها مبكية . كما ورد كله في الروايات . الى ما غير ذلك .


الثامن : دخول شهر شهادته . اعني المحرم . فانه يورث الكربة واختناق العبرة في قلوب من والاه . اما ترى التأثير في شهره فغص شرب الماء على من رعى .
او غصصت بالماء وشرقت او وقف في حلقك فلم تكد تسيغه ؟

التاسع : ورود ارض مدفنه . فانه باعث كبير على الحزن والبكاء . وقد تحقق ذلك بالنسبة الى كل نبي ورد تلك الارض . وورد انه ما من نبي الا وقد زار كربلاء . وقال : فيك يدفن القمر الازهر .

وكل منهم كان اذا ورد اعتلّ وضاق صدره . واصابغ الغم . واصابته بلية حتى يسأل ربه تعالى عن ذلك . فيوحى اليه : ان هذه كربلاء وان الحسين يقتل فيها .

وقد تحقق ذلك ايضا بالنسبة الى اهل بيته لما وردوا كربلاء ونزلوا . قالت ام كلثوم (ع) " يا اخي هذه بادية مهولة . فقال الحسين : ان ابي نام في هذه الارض فاستيقظ باكيا وقال : رأيت ولدي الحسين في بحر من الدم يضطرب . ثم قال : يا ابا عبدالله كيف تكون اذا وقعت الواقعة هاهنا .

العاشر : سماع اسم ارض مدفنه . وقد تحقق ذلك بالنسبة اليه (ع) . فانه لما ورد ارض كربلاء وسأل عن اسمائا . اخبروه باسماء عديدة . ثم قالوا : انها تسمى كربلاء . فاغرورقت عيناه المباركتان بالدموع وقال : اللهم اني اعوذ بك من الكرب والبلاء . هاهنا مناخ ركابنا ومحط رحالنا . ومسفك دمائنا . ومذبح اطفالنا . فيها يراق دمي . وفيها تـُرى حرمي حواسرا عليهن من ثوب الذل سربال . وفيها تقتل ابطالي . وتذبح . وتستعبد الاحرار ارذال ".
حطوا الرحال بها يا قوم وانصرفوا
عني فمالي عنها قط ترحال
الحادي عشر : شرب الماء البارد. وقد كان هذا من المبكيات دائما للامام الصادق وغيره من الائمة . كما ورد عن داوود الرقي . قال : كنت عند الصادق (ع) فشرب ماء . واغرورقت عيناه المباركتين بالدموع . فقال : ما انغص ذكر الحسين للعيش . اني ما شربت ماء باردا الا وذكرت الحسين (ع) " الى اخر الحديث .
وقد نقل عن الحسين :

شيعتي شيعتي ما ان شربتم عذب ماء فاذكروني .
او سمعتم بغريب فاندبوني


الثاني عشر : شم تربته . فقد ابكى ذلك جده محمداً (ص) حين دخل عليه علي (ع) فرأى عينيه تفيضان .

فقال : دخلت على رسول الله (ص) وعيناه تفيضان . فقلت : بأبي انت وأمي يا رسول الله مالعينيك تفيضان ؟ اغضبك احد؟ قال (ص) " لا . بل كان عندي جبرئيل (ع) فاخبرني ان الحسين يقتل بشاطيء الفرات . وقال لي : هل اٌشِمُكَ من تربته ؟ قلت نعم . فندّ يده فأخذ قبضة من تراب فأعطانيها . فلم املك عيني ان فاضتا . واسم الارض كربلاء .

وكذلك الامام الرضا كما ورد عن ابي بكار . قال : زرت كربلاء واخذت من عند الرأس طينا أحمر . فدخلت على الرضا (ع) فعرضته عليه فأخذه في كفه . ثم شمه ثم بكى حتى جرت دموعه . ثم قال (ع) " هذه تربة جدي .


الثالث عشر : سماع مصيبة لشهيد او غريب او مظلوم . فانه مذكر بالحسين (ع) وقد قال :

او سمعتم بغريب او شهيد فاندبوني .

الرابع عشر : مصيبة عند سماعها او تصورها والتفكر فيها .
ولتأثير هذا الوجه كيفيات عديدة وتختلف باختلاف السامعين . وتفصيلها في الفصل الاتي ان شاء الله تعالى .



منتظرة المهدي
عضو
رقم العضوية : 421
الإنتساب : Sep 2007
الدولة : طيبة الطيبة
المشاركات : 5,448
بمعدل : 0.86 يوميا
النقاط : 0
المستوى : منتظرة المهدي is on a distinguished road

منتظرة المهدي غير متواجد حالياً عرض البوم صور منتظرة المهدي



  مشاركة رقم : 4  
كاتب الموضوع : منتظرة المهدي المنتدى : ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء ) ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
افتراضي
قديم بتاريخ : 25-Dec-2009 الساعة : 09:04 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم



المقصد الثالث
في كيفيات الرقة والجزع والبكاء عليه

وهي اقسام :

الاول : بكاء القلب بالهم والغم . وهو اول المراتب . وثمرته انه يجعل النـَفـَس تسبيحا لله تعالى. كما قال : " نفس المهموم لظلمنا تسبيح "

الثاني : وجع القلب , وفي الحديث ان الموجع قلبه لنا ليفرح عند موته فرحة لا تزال تلك الفرحة في قلبه حتى يرد علينا الحوض .

الثالث : دوران الدمع في الحدقة بلا خروج . وهذه هي التي توجب الرحمة من الله تعالى . كما في الرواية عن الصادق (ع) " في الباكي انه يرحمه الله قبل ان تخرج الدمعة من عينه.

الرابع : خروجه من العين مع اتصاله به . ولو بقدر جناح بعوضة . وهذا هو الذي ورد فيه انه يوجب غفران الذنوب ولو كانت كزبد البحر .

الخامس : تقاطر الدمع من العين . وهذا هو الذي تظهر فيه خاصية بيّنها الصادق (ع) " فاذا خرجت الدمعة من عينه فلو ان قطرة منها سقطت في جهنم لاطفأت حرها ."

السادس : سيلانه على الوجه والصدر واللحية . وهذا هو جانب من بكاء الصادق (ع) حين سماعه الرثاء . فقال بعده : لقد بكت الملائكة كما بكينا او اكثر . ولقد اوجب الله لك الجنة بأسرها .

السابع : الصراخ والنحيب والشهقة وازهاق النفس لذلك .
فالاول : قد دعى الصادق (ع) لمن عمل ذلك . وقال في دعائه : اللهــــم ارحم تلك الصرخة التي كانت لنا " .

والثاني : شأن الزهراء كل يوم . فإنها تشهق كل يوم شهقة لولدها الحسين . حتى يسكتها ابوها صلوات الله عليه وآله . بل انها لتشهق شهقة في ارض المحشر يوم القيامة حينما تنظرالى ولدها الحسين وهو مضرجا بدمائه الزاكية . فتشقه شهقة يبكي كل من في المحشر لاجلها .

والثالث : قال عنه ابو ذر لما اخبر الناس بمقتل الحسين ما معناه :
انه لو علمتم بعظم تلك المصيبة لبكيتم حتى تزهق انفسكم

الثامن : العويل , ولا ادري كيف اذكر من امر به . فانه من العجائب . فأقول ان يزيد قاتل الحسين قد امر باقامة عزاء للحسين والعويل عليه . فقال لزوجته هند : اعولي عليه يا هند . وابكي فانه صريخة قريش . عجّل عليه ابن زياد لعنه الله فقتله قتله الله .

وكان ذلك في وقت خاص . وتفصيله في الروايات الاتية ان شاء الله .

التاسع : الضرب على الرأس والوجه : وهذا صنعه عبدالله بن عمر لما بلغه خبر قتل الحسين . وكان ينادي لا يوم كيوم الحسين . الى ان سكته يزيد بما سكته .

العاشر : التشبه بالباكي . وهو التباكي الذي ورد فيه بالخصوص : ان من تباكى فله الجنة . يعني اذا كان القلب قاسيا لا يحترق عليه . فليطأطيء رأسه وليتشبه بالمصاب في الانكسار واظهاره . وما ادري كيف يقسو القلب ؟! ولا يحترق على ذكر المظللوم الغريب الحبيب الذي يبكيه الصابر . لو تحقق الصبر على مصابه ؟ ومنشأ هذه القساوة امران :

الاول : الخوض في طلب الفضول من الدنيا فإن في ذلك تأثيرا حتى ورد في الادعية : " اللهم اني اعوذ بك من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن بطن لا يشبع "

الثاني : كثرة الكلام فيما لا يعني كما في الرواية . وعلاج هذه القساوة : مسح رأس اليتيم . فقد ورد انه يرفع القساوة . مع ما فيه من الاجر .

الحادي عشر : البكاء بلا دمع . لجمود الدمع من كثرة الخروج . وقد اتفق ذلك لنسائه بعد رجوعهن الى المدينة المنورة . واقامة العزاء . فعالجن ذلك . بما يجري الدمع : من السويق . كما ورد في بحارالانوار واصور الكافي .

الثاني عشر : البكاء بحيث يظهر اثره على الشخص فيمتنع من الطعام والشراب او الالتذاذ بهما او بغيرهما من مظاهر الحياة .
وهذا قد ورد في رواية مسمع بن عبد الملك . حيث انه لما اخبر الصادق بعروض هذه الحالة له عند ذكر الحسين . وتذكر ما صنع به . قال له : " رحم الله دمعتك " . ثم ذكر له الاجر الحاصل له من اول احتضاره الى انقضاء يوم الجزاء . على ما سنبين تفصيله عند بيان خواص البكاء ان شاء الله تعالى .





المقصد الرابع
في المجالس المنعقدة لذكر مصيبته والبكاء عليه

وهي خمسة انواع :


الاول : ما انعقد قبل خلق النبي آدم .
الثاني : ما انعقد بعده وقبل ولادة الحسين .
الثالث : ما انعقد بعدها قبل شهادته .
الرابع : ما انعقد بعد شهادته في الدنيا .
الخامس : ما ينعقد بعد فناء الدنيا يوم القيامة .
النوع الاول
مجلسا وان كان التعبير بالمجلس مجازاً

الاول : محل تقديره حين قدّره الله تعالى وقضاه وكتبه بالقلم على اللوح فحزن عليه القلم واللوح .

الثاني : حول العرش قبل خلق آدم (ع) " إذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة " . على الخلق الذين كانوا قبل النبي آدم (ع) . " قالوا أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء " . ففي بعض التفاسير انهم لاحظوا في ذلك قتل الحسين . فقالوا هذا تحزّنا وتحسّرا . قال الله تعالى " إني أعلم ما لا تعلمون " .



النوع الثاني
وهو ستة عشر مجلساً



المجلس الاول : عرفات . حين نظر ادم (ع) الى ساق العرش ورأى اسماء الخمسة ولقّنه جبرئيل (ع) ان يقول " يا حميد بحق محمد . ويا عالي بحق علي . ويا فاطر بحق فاطمة . ويا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الاحسان . فلما ذكر الحسين (ع) سالت دموعه وخشع قلبه .
فقال : يا اخي في ذكر الخامس ينكسر قلبي . وتسيل عبرتي . فأخذ جبرئيل (ع) في بيان السبب راثيا للحسين (ع) . وآدم والملائكة الحاضرون هناك يسمعون ويبكون . فقال : ولدك هذا يصاب بمصيبة تصغر عندها المصائب . قال(ع) وما هي ؟ قال جبرئيل (ع) يقتل عطشان غريبا . وحيدا فريدا . ليس له ناصر ولا معين . ولو تراه يا أدم وهو يقول " واعطشاه واقلة ناصراه . حتى يحول العطش بينه وبين السماء كالدخان . فلم يجبه احد الا بالسيوف . وشرر الحتوف . فيذبح ذبح الشاة من قفاه . ويُنهب رحله . وتشهر رؤوسهم في البلدان . ومعهم النسوان . كذلك سبق في علم الواحد المنان ."

المجلس الثاني والثالث : الجنة وقد انعقد فيها مجلسان :

الاول : الراثي فيه حورية والسامع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم واملك جبرئيل .

الثاني : الراثي فيه جبرئيل (ع) والسامع رسول الله () والحور العين .

اما الاول : فقد روي في البحار عن النبي () قال : لما اسري بي اخذ جبرئيل (ع) بيدي فأدخلني الجنة وانا مسرور . فاذا انا بشجرة من نور مكللة بالنور . في اصلها ملكان يطويان الحلي والحلل الى يوم القيامة . ثم تقدمت فاذا انا بتفاح لم أر اعظم منه . فأخذت واحدة . ففلقتها فخرجت علي منها حورية . كان اجفانها مقاديم النسور . قلت : لمن انت ؟ فبكت وقالت : لابنك المقتول ظلما الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) .


واما النوع الثاني : فقد روي ان الحسن المجتبى (ع) لما دنت وفاته . جرى السم في بدنه . واخضر لونه . فقال له الحسين (ع) مالي أرى لونك قد اخضر ؟ فبكى وقال (ع) " يا أخي لقد صدق حديث جدي فيّ وفيك . ثم اعتنقه وبكيا كثيرا . فسأل عن ذلك . فقال (ع) " اخبرني جدي المصطفى () قال " لما دخلت ليلة المعراج الجنة . رأيت قصرين عاليين متجاورين على صفة واحدة . احدهما من الزبرجد الاخضر . والاخر من الياقوت الاحمر . فسألت جبرئيل لمن هذان القصران ؟ فقال : احدهما للحسن والاخر للحسين . فقلت : فلم لم يكونا عل لون واحد ؟ فسكت جبرئيل . فقلت : لم لا تتكلم ؟ قال : حياء منك . فقلت : سألتك بالله تعالى الا ما اخبرتني . فقال : اما خضرة قصر الحسن فإنه يموت بالسم . ويخضّر لونه . واما حمرة قصر الحسين . فإنه يقتل . ويحمر وجهه بالدم . فعند ذلك بكيا . وضجّ الحاضرون بالبكاء والنحيب . "


المجلس الرابع : مجلس ادم (ع) في كربلاء . وذلك لما كان يطوف في الارض فعند وصوله الى مقتل الحسين عثر برجله . ووقع وسال الدم من رجله . فرفع رأسه الى السماء . وقال : إلهي هل حدث ذنب اخر فعاقبتني ؟
فأوحى الله تعالى اليه . لا ولكن يقتل في هذه الارض ولدك الحسين ظلما فسال دمك موافقة لدمه . فقال : من القاتل له ؟ فأوحى الله تعالى اليه : انه يزيد فالعنه . فلعنه اربعا . ومشى خطوات الى جبل عرفات .

المجلس الخامس : سفينة نوح (ع) لما وصلت فوق ارض قتل الحسين (ع) ومحل طوفان سفينة اهل البيت اخذتها الارض . فخاف نوح الغرق فقال : الهي طفت الدنيا وما اصابني فزع مثل ما اصابني في هذه الارض . فنزل جبرئيل (ع) بقضية الحسين (ع) . وقال يقتل في هذا الموضع . فبكى نوح واصحاب السفينة ولعنوا قاتله ومضوا ."


المجلس السادس : مجمع البحرين حين التقى موسى مع الخضر . فحّدثه عن آل محمد وعن بلائهم . حتى اذا بلغ الى حديث الحسين (ع) علت اصواتهم بالبكاء على ما في الرواية .


المجلس السابع : بساط سلميان وجنوده من الجن والانس والطير . وذلك انه لما كان على البساط في الهواء وصار محاذيا للمقتل . ادارت الريح البساط ثلاث مرات . وانحطت على الارض فعاتب الريح فأخذت الريح ترثي وتقول : يا نبي الله تعالى ان في هذا المكان مقتل الحسين (ع) الى اخر الحديث كما ورد في اكثر من مصدر كالمنتخب للطريحي صفحة 50


المجلس الثامن : شاطيء حرزان لابراهيم (ع) . حين اُري ملكوت السموات والارض . ورأى شبح الحسين فبكى عليه .

المجلس التاسع : مجلس ثان لابراهيم (ع) حين اراد كسر الاصنام . فقال : اني سقيم . يعني لما يحل بالحسين .

المجلس العاشر : مجلس ثالث لابراهيم (ع) حين فدا ولده بالكبش . قال الرضا (ع) : لما امر الله عز وجل ابراهيم ان يذبح ابنه اسماعيل الكبش الذي انزله عليه تمنّى ابراهيم (ع) ان يكون قد ذبح ابنه اسماعيل بيده . وانه لم يؤمر بذبح الكبش مكانه . ليرجع الى قلبه ما يرجع الى قلب الوالد عليه بيده . فيستحق بذلك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب .
اوحى الله تعالى اليه : يا ابراهيم من احبّ خلقي اليك ؟
فقال (ع) " يا رب ما خلقت خلقا هو احبُ اليّ من حبيبك محمد وسلم . فأوحى الله تعالى اليه : افهو احب اليك ام نفسك ؟
قال : بل هو احب اليّ من نفسي .
قال الله تعالى : فولده احب اليك ام ولدك ؟
قال (ع) " بل ولده .
قال الله تعالى : فذبح ولده ظلما على ايدي اعدائه اوجع لقلبك او ذبح ولدك بيدك في طاعتي ؟
قال (ع) " يا رب بل ذبحه على ايدي اعدائه اوجع لقلبي .
قال الله تعال : يا ابراهيم فإن طائفة تزعم انها من امة محمد () ستقتل الحسين ابنه مكن بعده ظلما وعدوانا كما يذبح الكبش ويستوجبون بذلك سخطي . فجزع ابراهيم (ع) بذلك . وتوجع قلبه . واقبل يبكي .

فأوحى الله تعالى اليه . يا ابراهيم قد فديت جزعك على ابنك اسماعيل . لو ذبحته بيدك . بجزعك على الحسين وقتله واوجبت لك ارفع درجات اهل الثواب على المصائب . وذلك قول الله تعالى ( وفديناه بذبح عظيم ) .




المجلس الحادي عشر : مجلس رابع لابراهيم خليل الله في كربلاء حين وصل الى اهله راكبا . فعثرت به فرسه . وسقط عن الفرس . وشج رأسه . فقال : الهي ما حدث مني ؟ فقالت فرسه : عظمت خجلتي منك . السبب في ذلك انه هنا يقتل سبط خاتم الانبياء () لذا سال دمك موافقة لدمه .
اقول : ولعل محل سقوطه عن الفرس هو محل سقوط الحسين (ع) عن فرسه ايضا . فلاحظ الفرق بين السقوطين .



المجلس الثاني عشر : مجلس اسماعيل ذبيح اله تعالى في شريعة الفرات . وذلك ان اغنامه كانت ترعى بشاطيء الفرات . فأخبره الراعي انها لا تشرب من هذا الماء منذ ايام . فسأل ربه تعالى عن ذلك . فأوحى تعالى اليه : سل غنمك . فسألها : لم لا تشربين من هذا الماء ؟ فقالت بلسان فصيح : قد بلغنا ان ولدك الحسين سبط محمد صلوات الله عليه وآله يقتل هنا عطشان فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزنا عليه .

المجلس الثالث عشر : مجلس لعيسى بن مريم عليهما السلام . في كربلاء . الراثي له الظباء والباكي هو الحواريون كما روي ابن عباس وسنذكر الرواية .

المجلس الرابع عشر : في طور سيناء وفي مرات عديدة . وذاكر المصيبة الوحي من الله رب العالمين . والسامع موسى النبي . فمن ذلك ان موسى (ع) رآه اسرائيلي مستعجلا . وقد كسته الصفرة . ترجف فرائصه . وجسمه مقشعر . وعينه غائرة . فعلم انه دعي للمناجاة .

فقال : يا نبي الله قد اذنبت ذنبا عظيما فاسأل ربك تعالى ان يعفو عني .
فلما وصل الى مقامه . وناجى .


قال (ع) " يا رب انت العالم قبل نطقي . فإن فلانا عبدك اذنب ذنبا . ويسألك العفو .

قال الله تعالى : يا موسى اغفر لمن استغفرني الا قاتل الحسين . قال : يا رب ومن الحسين ؟

قال تعالى : الذي مرّ ذكره عليك بجانب الطور .
قال : ومن يقتله ؟


قال تعالى : تقتله امة جده الباغية الطاغية . في ارض كربلاء . وتنفر فرسه وتصهل . وتقول في صهيلها : الظليمة الظليمة من امة قتلت ابن بنت نبيها .

فيبقى ملقى على الرمال بغير غسل ولا كفن . وينهب رحله . وتسبى نساؤه في البلدان . ويقتل ناصروه . وتشهر رؤوسهم مع رأسه على اطراف الرماح . يا موسى صغيرهم يميته العطش . وكبيرهم جدله منكمش . يستغيثون فلا ناصر . ويستجيرون فلا فاخر . اي : لا مجير . فبكى موسى .
فقال سبحانه : يا موسى اعلم انه من بكى عليه او ابكى او تباكى حرّمت جسده على النار .

اقول : هنيئا للذين كانوا ثابتين على الايمان . مشافهين كليم الرحمن . كلما عرضت لهم حاجة . او طلبوا مغفرة . سألوا موسى . ليعرض ذلك في مقام المناجاة .
لكن اقول : نحن ايضا . لنا كليم لله تعالى صاحب يد بيضاء . وعصا وآيات . وهو واقف دائما في مقام المناجاة على يمين العرش . لا على جبل سيناء . وهو يستغفر لنا بلا سؤال منا . ولكن كليمنا لم تكسه الصفرة . بل كسته الحمرة . وليست فرائصه راجفة . بل هو مقطع الاوصال والاعضاء مرمل في صحراء كربلاء صهرته الشمس ثلاثة ايام وبكى عليه كل شيء ...... .




المجلس الخامس عشر : بيت المقدس المشير مجملا الى المصيبة هو الله تعالى . والنادب النبي زكريا ثلاثة ايام .
وذلك في رواية عن امامنا الحجة المهدي . قال : ان زكريا سأل ربه تعالى ان يعلمه اسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلمه اياها . وكان زكريا (ع) اذا ذكر محمدا وعليا وفاطمـــــة والحسن صلوات الله عليهم اجمعين . سُريّ عنه الهم . وانجلى كربه . واذا ذكر اسم الحسين خنقته العبرة . ووقعت عليه البُهرة . اي : تتابع النفس وانقطاعه من شدة الاعياء . فقال زكريا (ع) ذات يوم : إلهي مالي اذا ذكرت اربعة منهم تسليت بأسمائهم من همومي . واذا ذكرت الحسين (ع) تدمع عيني . وتثور زفرتي ؟
فأنبأه الله تعالى عن قصته فقال : ( كهيعص ) فالكاف اسم كربلاء . والهاء هلاك العترة . والياء يزيد لعنه الله . وهو ظالم الحسين (ع) . والعين عطشه . والصاد صبره .
فلما سمع ذلك زكريا (ع) لم يفارق مسجده ثلاثة ايام . ومنع فيهن الناس من الدخول عليه . واقبل على البكاء والنحيب .
وكان رثاؤه : الهي اتـُفجع خير جميع خلقك بولده ؟ الهي اتـُنزل بلوى هذه المصيبة الرزية بفنائه ؟ الهي اتلبس عليا وفاطمة ثياب المصيبة ؟ الهي اتحل كربة هذه المصيبة بساحتهما ؟ ثم كان يقول : اللهم ارزقني ولدا تقر به عيني على الكبر . فإذا رزقتنيه فافتنّي بحبه . ثم افجعني بحبه كما تفجع محمداً وسلم حبيبك بولده . فرزقه الله تعالى يحيى ستة اشهر . وحمل الحسين كذلك ستة اشهر .


المجلس السادس عشر : مجلس ثان لعيسى بن مريم عليهما السلام . في كربلاء . ذاكر المصيبة اسد والسامع عيسى والحواريون . وذلك انهم لما مروّا بكربلاء . لا في سياحتهم رأوا اسداً كاسراً اي : يكسر ما يصيده . قد اخذ الطريق فاقدم عيسى وقال : لم جلست على طريقنا لا تدعنا نمر فيه ؟ قال : اني لا ادعكم تمرون حتى تلعنوا يزيد قاتل الحسين (ع) سبط محمد المصطفى () النبي الاميّ وابن علي الولي . سلام الله عليهما .


إضافة رد



ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا يمكنك اضافة مرفقات
لا يمكنك تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


 

 

 

المواضيع والمشاركات التي تطرح في منتديات موقع الميزان لا تعبر عن رأي المنتدى وإنما تعبر عن رأي كاتبيها فقط
إدارة موقع الميزان
Powered by vBulletin Copyright © 2017 vBulletin Solutions, Inc