|
عضو
|
|
|
|
|
|
|
|
المستوى :
|
|
|
|
كاتب الموضوع :
منتظرة المهدي
المنتدى :
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
ميزان مصباح الهدى وسفينة النجاة ( عاشوراء )
بتاريخ : 25-Dec-2009 الساعة : 09:00 PM
اللهم صل على محمد
وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم واللعن عدوهم .
عظم الله لكم الأجر في مصاب أبي عبد الله الحسين وأخيه العباس وأولاده وأصحابه
المقصد الثاني
في البواعث الخارجية والموجبة للبكاء المختصة به
وهي عشرة :
الاول : رؤية شبحه وظله في عالم الاشباح والظلال . بل رؤيته في عالم القدس . كما اتفق ذلك لادم حين شاهد الذر في عالم الذر . فمثّل الله تعالى له قضية كربلاء فبكى لذلك . ولما رأى ابراهيم (ع) ملكوت السموات والارض . رأى الاشباح الخمسة تحت العرش فأبكته رؤية الخامس .
الثاني : سماع اسمه , كما قال ما ذُكرت عند كل مؤمن ومؤمنة الا بكى واغتم لمصابي فهو سبب بكاء لكل مؤمن .
الثالث : النطق باسمه , كما قال الانبياء ادم وزكريا عليهما السلام . في ذكر الحسين . تسيل عبرتي وينكسر قلبي . بل ما ذكره نبي او سمع باسمه الا واعتبر .
الرابع : النظر اليه , وقد تحقق هذا بالنسبة الى جده حينما رآه عند ولادته وبعدها . وقد قال ابوه ايضا حين نظر اليه وبكى : يا عبرة كل مؤمن . قال : انا يا ابتاه ؟ قال : نعم يا بني .
فان كنا لم ننظر اليه في زمانه .فهل نظرنا اليه والى حالاته في كل مراحلها بل والى بهائه ببصائر قلوبنا ؟ فان لم ننظر اليه فهو ينظر الينا . رحمة من الله تعالى الحكيم والرؤوف .
ففي الصحيح , ان الحسين (ع) على يمين العرش . ينظر الى مصرعه والى زواره . وانه لينظر الى من يبكي عليه .
ولا غرور من ان لا يحجب نظره البعد والجدران والدور .
الخامس : النظر الى مدفنه . كما قال الصداق (ع) " الحسين (ع) غريب بأرض غربة . يبكيه من زاره . ويحزن عليه من لم يزره . ويحترق له من لم يشهده . ويرحمه من نظر الى قبر ابنه عند رجليه ." فهل ترون مدفنه . قال العارف :
وكل بلدة فيها قبره وكربلاء كل مكان يرى
السادس : يمس بدنه وتقبيله . فانه مبك . ولقد تحقق هذا بالنسبة الى جده (ص) المصطفى . وفي مواضع خاصة . فقد كان (ص) يقبّل نحره فيبكي . ويقبل فوق قلبه فيبكي . وجبهته ويبكي . ويقبل اسنانه فيبكي . ويقبل كل بدنه ويبكي . فيقول (ع) " يا أبت لِمَ تبكي؟ قال (ص) " اُقبل مواضع السيوف منك وابكي .
ولو سئل عن بكائه (ص) عند تقبيل ثناياه . لقال : اقبّل موضع نكث الخيزران . وأقبّل ما يتبسم ضاحكا عند رؤيته ابن زياد . وابكي لضحكه . ولو سئل (ص) لم تقبل فوق قلبه ؟ لقال : موضع السهم المثلث .
ولكن قد ارادت اخته زينب في وقت ما تقبيل المواضع التي كان يقبلها رسول الله وسلم فلم تتمكن . لان الاعضاء كانت ممزقة . خصوصا بعد تحقق الرض بالخيول . بل ولو لم يتحقق فقد رض بالسهام والسيوف والرماح والحجر والتقطّع كما قال : كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات . ولذا قيل على لسان السيدة زينب (ع) بالفارسية : خاك عالم بسرم كز اثر تير وسنان
جاي يك بوسه من در همه اعضاى تونيست نعم قد قبّلت موضعا واحدا من بدنه المبارك . ولم يقبّله المصطفى (ص) . فانها قبّلت النحر المنحور . والودج المقطوع . اي باطن ما قبّل النبي (ص) ظاهره . ولذلك نادته حين وضعت وجهها على نحره المبارك . واخبرته بأن هذا حسين مقطّع الاعضاء . ثم اخبرته بأن هذا الحسين محزوز الرأس من القفا . ولكن من اين علمت بذلك ؟ فيه وجوه :
الاول : ان تكون قد شاهدت ذلك حين ذبحه . لكنه خلاف ما يظهر من الروايات الدالة على انه (ع) امرها بالرجوع الى الخيام .
الثاني : ان تكون قد سمعت بذلك من الناس الذين حضروا ونقلوه او نادوه بذلك فسمعته . وهو بعيد ايضا .
الثالث : ان تكون قد استنبطت ذلك حين رأت الجسد الشريف . فإنها رأته مطروحا بكيفية علمت انه قد حزّ رأسه من القفا . وذلك انها رأته مكبوبا على وجهه . فعظمت مصيبتها بذلك . وان كانت مصيبتها بعُريه اعظم من اصل القتل . فلهذا نادت جدها الحبيب (ص) مخبرة بقتله وبأنه محزوز الرأس من القفا .
السابع : الانتساب اليه . فانه ورث للحزن والبكاء . حتى ان مسماره كان له تأثير فب البكاء . وذلك انه لما اتى جبرئيل (ع) بمسامير السفينة كلٌ على اسم نبي فسمّر بالمسامير كلها السفينة . الى ان بفيت خمسة مسامير لمقدمة السفينة . فلما اخذ نوح (ع) الاول بيده انار واشرق . فقال : هذا على اسم خاتم الانبياء محمد (ص). وهكذا تحقق
بالنسبة الى الثلاثة الاخرى . والتي كانت باسم عليا والزهراء والحسن . فلما اخذ الخامس بيده ظهر منه دم . وتلطخت يده به . فقال جبرئيل (ع) هذا على اسم الحسيــــن . فاذا كان الحديد الحسيني يدمى . فلمَ لا تدمى القلوب اذا كانت حسينية ؟ ثم من العجب ان تكون اسباب الفرح والسرور بالنسبة اليه كأسباب البكاء . فحوريته الخاصة به في الجنان باكية . وعيده ولبسه الجديد فيه مبك لجده (ص) . ولعبه مبك . وفتحه في الحرب مبك لابيه (ع) . واكله طعاما طيبا مبك. بل الحمل به مبك . وولادته مبكية . والتهنئة بها مبكية . كما ورد كله في الروايات . الى ما غير ذلك .
الثامن : دخول شهر شهادته . اعني المحرم . فانه يورث الكربة واختناق العبرة في قلوب من والاه . اما ترى التأثير في شهره فغص شرب الماء على من رعى .
او غصصت بالماء وشرقت او وقف في حلقك فلم تكد تسيغه ؟
التاسع : ورود ارض مدفنه . فانه باعث كبير على الحزن والبكاء . وقد تحقق ذلك بالنسبة الى كل نبي ورد تلك الارض . وورد انه ما من نبي الا وقد زار كربلاء . وقال : فيك يدفن القمر الازهر .
وكل منهم كان اذا ورد اعتلّ وضاق صدره . واصابغ الغم . واصابته بلية حتى يسأل ربه تعالى عن ذلك . فيوحى اليه : ان هذه كربلاء وان الحسين يقتل فيها .
وقد تحقق ذلك ايضا بالنسبة الى اهل بيته لما وردوا كربلاء ونزلوا . قالت ام كلثوم (ع) " يا اخي هذه بادية مهولة . فقال الحسين : ان ابي نام في هذه الارض فاستيقظ باكيا وقال : رأيت ولدي الحسين في بحر من الدم يضطرب . ثم قال : يا ابا عبدالله كيف تكون اذا وقعت الواقعة هاهنا .
العاشر : سماع اسم ارض مدفنه . وقد تحقق ذلك بالنسبة اليه (ع) . فانه لما ورد ارض كربلاء وسأل عن اسمائا . اخبروه باسماء عديدة . ثم قالوا : انها تسمى كربلاء . فاغرورقت عيناه المباركتان بالدموع وقال : اللهم اني اعوذ بك من الكرب والبلاء . هاهنا مناخ ركابنا ومحط رحالنا . ومسفك دمائنا . ومذبح اطفالنا . فيها يراق دمي . وفيها تـُرى حرمي حواسرا عليهن من ثوب الذل سربال . وفيها تقتل ابطالي . وتذبح . وتستعبد الاحرار ارذال ". حطوا الرحال بها يا قوم وانصرفوا
عني فمالي عنها قط ترحال الحادي عشر : شرب الماء البارد. وقد كان هذا من المبكيات دائما للامام الصادق وغيره من الائمة . كما ورد عن داوود الرقي . قال : كنت عند الصادق (ع) فشرب ماء . واغرورقت عيناه المباركتين بالدموع . فقال : ما انغص ذكر الحسين للعيش . اني ما شربت ماء باردا الا وذكرت الحسين (ع) " الى اخر الحديث . وقد نقل عن الحسين :
شيعتي شيعتي ما ان شربتم عذب ماء فاذكروني .
او سمعتم بغريب فاندبوني
الثاني عشر : شم تربته . فقد ابكى ذلك جده محمداً (ص) حين دخل عليه علي (ع) فرأى عينيه تفيضان .
فقال : دخلت على رسول الله (ص) وعيناه تفيضان . فقلت : بأبي انت وأمي يا رسول الله مالعينيك تفيضان ؟ اغضبك احد؟ قال (ص) " لا . بل كان عندي جبرئيل (ع) فاخبرني ان الحسين يقتل بشاطيء الفرات . وقال لي : هل اٌشِمُكَ من تربته ؟ قلت نعم . فندّ يده فأخذ قبضة من تراب فأعطانيها . فلم املك عيني ان فاضتا . واسم الارض كربلاء .
وكذلك الامام الرضا كما ورد عن ابي بكار . قال : زرت كربلاء واخذت من عند الرأس طينا أحمر . فدخلت على الرضا (ع) فعرضته عليه فأخذه في كفه . ثم شمه ثم بكى حتى جرت دموعه . ثم قال (ع) " هذه تربة جدي .
الثالث عشر : سماع مصيبة لشهيد او غريب او مظلوم . فانه مذكر بالحسين (ع) وقد قال :
او سمعتم بغريب او شهيد فاندبوني .
الرابع عشر : مصيبة عند سماعها او تصورها والتفكر فيها .
ولتأثير هذا الوجه كيفيات عديدة وتختلف باختلاف السامعين . وتفصيلها في الفصل الاتي ان شاء الله تعالى .
|
|
|
|
|