[صفوان بيضون]

السلام عليكم أختي " ملكية الطلة " ورحمة الله وبركاته .
كنت مصراً على احتجابي ، وامتناعي أن أضع ملاحظاتي في هذه الخاطرة الولائية ، لولا شجاعتك وكرم أخلاقك وطلبك أن يكون نقدي لخاطرتك ( وليس لك حتماً ) أمام جميع القراء .
أختي الكريمة : من يقرأ هذه الخاطرة والسابقتين ، يظن أن الكاتب ليس نفسه ، ستسألين ولم هذا التجني يا أخي ، وأقول أختي الكريمة ، في عالم الكتابة ، لايستطيع الكاتب أن يقسر نفسه على موضوع محدد ، لأن وحي الكتابة وإلهامها يتأتى من غير ترتيب أو استعداد مسبق .
المهم يا أختي أول شيء يمنع هذه الخاطرة أن تشابه أختيها من حيث البهاء ( وطبعاً هي بهية بأهل البهاء صلوات الله عليهم ) لكن أتكلم عن الأسلوب ، اول شيء يواجهنا هو اضطرارك إلى استخدام لحرف الميم كخاتمة لجملك المتتابعة .
وأنت تعرفين يا أختي ان استخدام الحروف والالتزام بها يكون في مكانين : الأول في الشعر ، ويسمى بالقافية ، والثاني في نوع من الكتابات الأدبية انقرض في وقتنا المعاصر وهو " المقامات " مثل مقامات بديع الزمان الهمداني ، ويسمى حينها بالسجع .
في غير هذين الموضعين فإن اقحام ذلك يعتبر توهيناً للموضوع ، لذلك يا أختي عندما نكتب النثر نترك القافية ، ونسمح بالسجع العابر ، وعندما نكتب شعراً نلتزم بالقافية لأنه أحد شروطها .
ستسألين لماذا ؟
أجبت في مكان آخر من هذا المنتدى إلى ذلك وأعود لأذكر أن الموضوع يتعلق بالموسيقا ، القافية اختنا تلحق الموسيقا ، وفي الشعر موسيقى ، أما في النثر فلا ، وبالتالي فلا قافيات .
سأكتفي بهذه الملاحظة وسأعود لأكمل معك ومع الإخوة ، على ان أكرر لك شكري انك سمحت لي بأن أضع ملاحظاتي علانية وليس خفية ، لأن البعض يفكر ان الانتقاد توهين له ، بينما الحديث الشريف يقول : " رحم الله من أهدى عيوبي لي " ، وهذه ليست عيوب ، بل مشاكل نصية بسيطة ليس لصاحب الكتابة علاقة بالموضوع ، ومن منا ولد عارفاً أو عالماً ، وكلنا تعلمنا من أخطائنا ومن ملاحظات الأكثر معرفة منا وهذه هي سنة الحياة .
وفقك الله , وإلى محطة أخرى بإذن المولى .