منتديات موقع الميزان - عرض مشاركة واحدة - وظائف شاغرة (ابو الزهراء الدمشقي)
عرض مشاركة واحدة

صفوان بيضون
أديب وشاعر
رقم العضوية : 6568
الإنتساب : Oct 2009
الدولة : دمشق العقيلة
المشاركات : 964
بمعدل : 0.17 يوميا
النقاط : 227
المستوى : صفوان بيضون is on a distinguished road

صفوان بيضون غير متواجد حالياً عرض البوم صور صفوان بيضون



  مشاركة رقم : 9  
كاتب الموضوع : صفوان بيضون المنتدى : ميزان الثقلين القرآن الكريم والعترة الطاهرة عليهم السلام
افتراضي وظائف شاغرة (ابو الزهراء الدمشقي)
قديم بتاريخ : 07-Nov-2010 الساعة : 06:16 PM

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
++++++++++++++++++++++++++++++++
وظائف شاغرة
(موضوع قيم أرسله لنا مشكوراً الأخ الأستاذ ابو الزهراء الدمشقي)


الحلقة الخامسة

(وبشكل سريع .... وكدليل قرأني آخر على ولاية التكوين فقد ورد قوله تعالى : " ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده "... كما ورد في آخر سورة يس قوله تعالى : " إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون ..." وبالتالي فكل من تنزل عليه الروح فهو يقول للشيء كن فيكون وهذه هي الولاية التكوينية... ومقطوع به أن الملائكة والروح كانت تتنزل على رسول الله ثم الأئمة من بعده بإذن ربهم من كل أمر كما في سورة القدر وبالتالي فلهم ولاية التكوين بشكل قطعي لا يحتمل الشك... وكل من يقول بغير ذلك فعليه إثبات مدعاه... وأنى له ذلك !!! ولروحه ولاية التكوين على جسده (كما لجميع الخلائق) إلا أن ينكر بالأصل أنه حي ...... أو ينفي ولاية روحه على جسده !!!!!).

وطبعاً فالخلافة الأسمائية الكاملة التي تتضح من الآيات المذكورة لا تتحقق في الإنسان مطلقاً ، بل تتمثل في الإنسان الذي تدرج في سلم الكمال حتى تخلق بأسماء الله وصفاته وتحقق بها واتحد معها فصارت جزءاً من كيانه لا تنفصل عنه بحال من الأحوال ، كمثال الفحمة السوداء التي وضعت في النار فصارت بعد مدةٍ جمرةً حمراءَ تشع ناراً ونوراً ولم تعد تحمل شيئاً من صفات الفحم ، وكذلك هو التحقق بأسماءِ الله عزّ وجلّ فيمكن أن يصل الإنسان لدرجة عالية من تخلقه بأسماء الله يصبح معها - وبإذنه تعالى - مصدراً لآثار هذه الأسماءِ المقدسةِ (و لا ننسى أن هذه الأسماء هي لله تعالى من الكمال والشرف والسمو فوق ما لا يتناهى بما لا يتناهى فلله المثل الأعلى) وهذه الدعوى مبرهن عليها عقلاً ونقلاً ونكتفي بذكر مثال واحد كي يتضح المطلب :

حيث ورد في القرآن الكريم قول عيسى (ع) مخاطباً قومَه : " أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله ". فقد تحقق عيسى (ع) باسم من أسماء الله عزّ وجلّ وهو اسم - الخالقِ - فأصبح مظهراً ونموذجاً ومرآة لهذا الاسم وتصدر عنه آثار هذا الاسم فأصبح عيسى نفسه يخلُقَ بإذن الله عزّ وجلّ .

بل إن الله عزّ وجلّ قد أمر المسلمين كافة بالتخلق بأخلاقه على لسان نبيه الأكرم بقوله : " تخلقوا بأخلاق الله "، وقوله : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".... ولكن الذي بلغ القمة في الكمال الأخلاقي هو الرسول الأعظم إذ قال : " أدبني ربي فأحسن تأديبي ". وشهد له ربه بذلك بقوله : " وإنك لعلى خلق عظيم " وهي شهادة عظيمة لم ينلها سوى الخاتم ..... والأمر من بعده (وبتعليمه) لأمير المؤمنين علي وللزهراء البتول وباقي الأئمة الأطهار الذين ورثوا علم النبي الأعظم وأخلاقه الكاملة ، بل عد القرآن الكريم أن الإمام علي (ع) هو نفس الرسول الأعظم عدا النبوة كما ورد في آية المباهلة بقوله تعالى " وأنفسنا وأنفسكم ". فهم بحق مظاهرٌ وآياتٌ وتجليات لاسم الله الأعظم الذي تندرج تحته جميع الأسماء الأخرى ، وأصبحت تصدر عنهم آثار هذا الاسم الأعظم بإذن الله تعالى خالقهم (وربما كان هذا أحد المعاني وهو أوضح معاني ومصاديق الولاية التي أعطيت لهم من الله عزّ وجلّ).....

... يتبع ...




رد مع اقتباس