[الجياشي]

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد فقد بكى على الإمام الحسين كلّ شيء في الوجود : السماء ،
والأرض ، والشّجر ، والمدر !
إن مآتم قديمة قدم الزمان ، وقد أقام الأنبياء المآتم على
، وقد تواترت الروايات عن النبي واهل بيته : إن الله
أخبر الأنبياء والملائكة بمصيبة الحسين ن وما يجري عليه من المحن والمصائب
والرزايا ، وأقاموا عليه المآتم من نبي الله آدم إلى جده المصطفى عليه وآله الصلاة
وهذا المآتم أقامه نبي الله إسماعيل بن حزقيل
على نبينا وآله و .
عن أبي بصير
عن أبي عبد الله " " : ان إسماعيل كان رسولا نبيا ، سلط عليه قومه ، فقشروا
جلدة وجهه وفروة رأسه فاتاه رسول من رب العالمين ، فقال له ربك يقرئك السلام
ويقول : قد رأيت ما صنع بك وقد أمرني بطاعتك فمرني بما شئت فقال يكون لي
بالحسين بن علي " " أسوة(1) .
عن بريد بن معاوية العجلي ، قال :
قلت لأبي عبد الله ( ) : يا بن رسول الله أخبرني عن إسماعيل
الذي ذكره الله في كتابه حيث يقول :
( واذكر في الكتاب إسماعيل انه
كان صادق الوعد وكان رسولا نبيا ) ، أكان إسماعيل بن إبراهيم
( ) ، فان
الناس يزعمون أنه إسماعيل بن إبراهيم ، فقال ( ) :
ان إسماعيل مات قبل إبراهيم ، وان إبراهيم كان حجة لله كلها قائما
صاحب شريعة ، فالي من ارسل إسماعيل اذن ، فقلت : جعلت فداك فمن
كان .
قال ( ) : ذاك إسماعيل بن حزقيل النبي
( ) ، بعثه الله إلى قومه
فكذبوه فقتلوه وسلخوا وجهه ، فغضب الله له عليهم فوجه إليه
اسطاطائيل ملك العذاب ، فقال له : يا إسماعيل انا اسطاطائيل ملك
العذاب وجهني إليك رب العزة لاعذب قومك بأنواع العذاب ان شئت ،
فقال له إسماعيل : لا حاجة لي في ذلك .
فأوحى الله إليه فما حاجتك يا إسماعيل ، فقال : يا رب انك أخذت
الميثاق لنفسك بالربوبية ولمحمد بالنبوة ولأوصيائه بالولاية وأخبرت
خير خلقك بما تفعل أمته بالحسين بن علي ( عليهما السلام ) من بعد نبيها ، وانك
وعدت الحسين ( ) ان تكر إلى الدنيا حتى ينتقم بنفسه ممن فعل ذلك
به ، فحاجتي إليك يا رب ان تكرني إلى الدنيا حتى انتقم ممن فعل ذلك بي
كما تكر الحسين ( ) ، فوعد الله إسماعيل بن حزقيل ذلك ، فهو يكر مع
الحسين ( )
ـــــــــــــــــ
المصادر
(1) رواه ابن قولويه في كامل الزيارات : ص 138 ،
والصدوق في علل الشرايع : ج 1 ص 74 ،
وابن شهر اشوب في المناقب : ج 4 ص 93 ،
والمجلسي في البحار : ج 44 ص 227 ،
والحويزي في نور الثقلين : ج 3 ص 342 ،
والحر العاملي في وسائل الشيعة : ج 3 ص 265 .
(2) سورة مريم .